2. مفهوم علم الصرف
2.2. انفصال علم الصرف عن علم النحو
لقد انفصل علم الصرف عن علم النحو كي يتخصّص في دراسة بنية الكلمة المفردة والتغيرات التي تحدث لها، بعدما كان يندرج ضمن مباحثه التي تختص بدراسة أحوال الكلمة في التركيب والاقتران بغيرها من أجل توضيح وتبيين تقلبات الحركات الإعرابية كلّما غيّرت الكلمة موقعها في الجملة، وعلى الرغم من هذا الانفصال إلا أنّها متكاملان لأنّ تغيّر بنية الكلمة يُساهم في تغيّر حركتها الإعرابية، فليس إعراب الفعل كاسم الفاعل أو اسم الزمان وهكذا.
وتجدر الإشارة إلى أنّ "علم الصرف" لم يكن قائما بذاته، بل كان ضمن "علم النحو"، لكن اتجاه علماء العربية إلى التخصّص في البحث قد ساهم في استقلاله، ليصبح المستوى الثاني بعد "علم الأصوات، والتمهيد لدراسة "علم النحو"، أو أحوال الكلمة في التركيب، ولعلّ أوّل من ألّف في هذا المجال هو: أبو عثمان المازني (ت،247هـ) وابن كيسان (تـ299هـ)، الطبري (تـ304هـ)، أبو علي الفارسي (تـ377هـ)، ابن جني (تـ392هـ)، إلى أن أخذت بحوث علم الصرف شكلها النعائي مع ابن الحاجب (تـ646هـ) في كتابه الشافية، وابن عصفور (تـ669هـ) في كتابه "الممتع في التصريف"، حيث هذّبا مسائله، ورتبا أبوابه وجمعا ما تفرّق من مسائله.