ثالثا: النوع التعبيري

يضم العديد من الأنواع منها الروبورتاج الصحفي و البورتري ،يسعى لإبراز ملامح شخصية أو مكانتها أو تقديمها للجمهور ليتأثر بها و يتفاعل معها ويستفيد من خبرتها.

وقد أسهم التطور التاريخي والاجتماعي في تقسيم المهام بين وسائل الإعلام استنادا إلى خصوصيتها الثقافية والتقنية وطبيعة جمهورها، فالإذاعة كانت السباقة للإعلان عن وقوع الأحداث ليعرضها التلفزيون وتعلق عليها الصحافة المكتوبة فيما بعد، فالصحافة المكتوبة تميل لاستعمال الأنواع الفكرية والتأملية كالمقال ، الافتتاحية والعمود، بينما كانت الإذاعة أكثر ميولا للأنواع الإخبارية كالخبر والتقرير، ويفضل التلفزيون الفنون الاستعراضية والتعبيرية من روبورتاج وبورتري، بينما تظافرت الجهود عقب التطور التكنولوجي وأصبحت الصحافة الإلكترونية تقوم بكل الوظائف متكاملة من خلال مواكبة الأحداث والالتصاق بآنيتها والسعي لاسترجاعها وإظهارها وشرحها وتفسيرها

 فخلال العملية الأولى تقترب الصحافة الإلكترونية من النشاط اليومي لوكالات الأنباء من خلال ملاحقة الأحداث عبر شريط الأخبار الذي لا يتوقف الشامل لمختلف المواضيع ، بينما تقدم خدمات معرفية إعلامية من خلال بنكها المعلوماتي المربوط بشبكة من الوصلات التشعبية معروضة بشكل مرئي، تضم هذه الوصلات التطور الواقعي للأحداث، المؤشرات البيوغرافية والإحالات للمراجع والمصادر المتنوعة والتذكير بسياق الأحداث وتاريخها .

وتملك المادة الصحفية قيمة تختلف كلية عن الصحيفة الورقية،ففي هذه الأخيرة يتكفل أحد الصحفيين بصياغة مادته ويحيلها إلى مسؤوله المباشر لقراءتها وترسل إلى المدقق اللغوي

ليصححها ثم تطبع بتوقيع صاحبها، خلافا للمادة في الصحيفة الإلكترونية التي يتدخل عدة أشخاص لتعديلها وصياغتها بعد الموافقة على نشرها،حيث يصعب التفريق بين أصل المادة والإضافة والتعديل لأن الموقع لا يستخدم الإمكانيات التيبوغرافية المتاحة لتوضيح التعديلات والإضافات  ، وهكذا تمحى شخصية الكاتب صاحب المادة وراء العمل الجماعي .

إن تباين الأنواع الصحفية في وسيلة إعلامية واحدة جاء ليترجم تنوع حاجة القارىء ومساعدته في متابعة الأخبار والأحداث وفهم دلالتها وإدراك خلفياتها والقيام بتثقيفه وتسليته فرغم تكامل وظائف الصحافة الإلكترونية، إلا أن لكل نوع وظيفة محددة ،وقد بددت الصحافة الإلكترونية حقيقة الممارسة الصحفية، حيث ضمت المادة الصحفية الإلكترونية عدة نصوص في وقت واحد كالإخبار والتحليل والتوجيه عبر تقديم الرأي، التعبير عن الواقع وإبرازه في صورة أكثر ذاتية .