4. إثبات النظرية الذرية
من المناقشات التي أسالت حبر العديد من علماء القرن 18م حول طبيعة الحرارة ظهور نظريتين مختلفتين في تفسييرها:منهم من آمن بنظرية الموائع أو السيالات les fluides،ومنهم من فسّر طبيعتها انطلاقا من حركة الجزيئات،فحرارة جسم ما تنشأ عن حركة جزيئاته،وانطلاقا من هذه الدراسات بدأ البحث في فرضية الذرة،فللتأكد من الجزيئات لا بد من الحصول عليها علميا بطريقة أو بأخرى،وهنا ظهرت فرضية أفوجادروAvogadro(1776-1856) الإيطالي على أن الأجسام المتساوية من الغازات المختلفة تشتمل دوما على نفس العدد من الجزيئات،وهذا يعني أن الخصائص الكيمياوية للجزيئات الغازية لا أهمية لها إطلاقا،وبعد محاولات متكررة أصبح بالإمكان قياس كتلة جزيئي من الغاز قياسا دقيقا،وسُمّي هذا العدد بعدد أفوجادرو ،ومن هنا أصبحت فرضية الذرة حقيقة علمية ،فالذرة إذن عبارة عن مركب من الجزيئات،أي أن الذرة نفسها قابلة للقسمة عكس التصور الكلاسيكي القديم الذي كان يؤمن بأن الذرة غير منقسمة،وانطلاقا من هذه الفرضية بدأ البحث في بنية الذرة ومكوناتها.