3. تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مجتمع المعلومات: تحديات والحلول
- تحديات مجتمع المعلومات على المستويين العالمي والعربي:
يواجـه مجتمـع المعلومـات مجموعـة مـن التحـديات علـى المسـتوى العـالمي وكـذا علـى المسـتوى الوطني، ويمكن بإختصار عرض أهم هذه التحديات فيما يلي:
- التحديات العالمية : وتشتمل على ما يلي
-1التحـــديات السياســـية: إن الحاجــة للمعلومــة حاجــة قويــة، والقــوة هــذه ذات تــأثير في القــرار السياسي في أي مجتمع. فمن يملك المعلومة يملك القوة التي تؤثر على صانع القرار السياسـي في أي مجتمع إن كان بحاجة إلى تلك المعلومة.
-2التحــديات الإقتصــادية: إن نقــص المــوارد الإقتصــادية يعــني الحاجــة إلى المعلومــات الــتي تطــور إقتصــاديات الــدول، وحاجاتهــا المســتقبلية، فتطــوير صــناعة الأسمــاك، والزراعــة وغيرهــا، كــل هــذه التقنيات ذات تأثير في القطاع الإقتصادي للدولة.
-3التحديات التقنية: هناك تحد تقني يتمثل بحاجة الدول والمجتمعات إلى المعدات والبرمجيـات، وإلى تطـوير إمكانياتهـا الذاتيـة في هـذا المجـال، وهـذا التطـوير بحاجـة إلى المسـاعدة الفنيـة والإقتصادية الخارجية.
-4التحــديات الأمنــية :تتمثل في ضــعف البنــاء التحــتي المعلومــاتي الكــوني وإنكشــافه للتعــديات ووجود تغراث أمنية كبيرة، إن تعطيل هذا البناء أو تخريبه أو التعـدي عليـه يـؤدي إلى إضـطراب كبـير في عمليات التواصل في مجالات المال والأعمال والعلاقات الإجتماعية بين الأفراد وغير ذلـك،كمـا أن زيادة إحتمالات وسهولة شن عمليات إرهابية معلوماتية لازالت قائمة وكبيرة. بـدأ الميـل نحـو مفهـوم دولي للأمـن وذلـك لأن العـالم يشـترك في البنـاء الفضـائي العـام )وهـو مشـاع ( وفي البنيـة المعلوماتيـة التحتيـة )مثـل الأنترنـت(، ممـا جعـل مهـددات الأمـن عالميـة تتطلــب حلولا عالمية.
- التحديات الداخلية: وتشمل التحديات التالية
1- تحدي التنمية والديمقراطية وحقوق الإنسان: ويتمثل في تحـدي التخلـف وضـغوطات النمـو الـتي تقـع علـى كاهـل المجتمـع فـالفقر والأميـة، والجريمـة، والمشـكلات الإجتماعيـة المتنوعـة، والفسـاد الإداري والسياسـي تحـد مـن فـرص التطـور والإنتقـال إلى مجتمـع المعلومـات، فلابـد مـن تطـور البـنىلإجتماعية والإقتصادية حتى تتمكن المجتمعات من دخول المجتمع المعلوماتي بيسر.
-2التحدي البشري ونقص الكفاءات: إن نقص الكفاءات على مستوى القيادة والتقنية بسـبب عدم التأهيل وهجرة العقول جعل أمر التعامل مع العصـر القـادم في ظـل مشـكلات متعـددة داخليـة يشكل تحديا كبير.
3- التحـدي الثقـافي: إن السـير ومواكبـة مجتمـع المعلومـات لابـد مـن أن يتماشـى ذلـك ثقافيـا مـع مركباتـه وبنائـه، فـلا تسـتطيع دولـة أن تصـل إلى مسـتوى متقـدم مـن البـنى الإقتصـادية والتقنيـة، دون تأقلم ثقافي وتكوين ثقافي معلوماتي.
4- التحـديات التربويـة: يمثـل النظـام التربـوي أكـبر تحـد في نقـل المجتمعـات إلى مجتمـع المعلومـات، فنظـام التعلـيم لابـد أن يبـنى علـى أسـس المعلوماتيـة وتحويلـه مـن الإعتمـاد علـى الـنظم التقليديـة إلى تكوين بناء معلوماتي تحتي متكامل يشمل ذلك مهارات التدريس والمناهج التحدي الأمني: يشكل الأمن أساس التنمية المسـتديمة. أن عمليـات التحـول الإجتمـاعي مـن صيغة اجتماعية تتطلب تغيرا إجتماعيا، يؤدي إلى عدم الإستقرار في البنى الإجتماعية.
- تحديات مجتمع المعلومات بالعالم العربي:
إن التحول لمجتمـع المعلومـات يتطلـب إسـتقرار أمنيـا قبـل وأثنـاء عمليـات التحـول الإجتمـاعي لمجتمـع المعلومات إن العـالم العـربي يمتـاز بالعديـد مـن عناصـر الـتي تؤهلـه لتأسـيس قاعـدة متينـة في مجـال تكنولوجيـا المعلومات والإتصالات، ولإقامة الصناعات في هذه المجالات. فمن المعروف أن الفئة الأقدر على العمل والإبـداع في هـذه الحقـول تتمثـل بالطاقـات الشـابة في أي مجتمـع. وبهـذا الصـدد يمتـاز العـالم العـربي بـأن أكثـر مـن نصـف سـكانه هـم تحـت سـن العشـرين عاما، الأمر الذي يمنحـه ميـزة نسـبية مـن هـذه الناحيـة. وعلـى صـعيد آخـر تعـد الصـناعات المنضـوية في إطـار تكنولوجيـا المعلومـات أقـل كلفـة، نسـبيا، مـن نظيراتهـا في الحقـول الأخـرى. وفي هـذا المجـالإن ّ الثورات المعرفية والتكنولوجية والمعلوماتية عرضت العالم العربي لما يسمى بـ " صدمة المستقبل ،" بكل ما تنطوي عليه من تحديات وأخطار تمس الكيان العميق للأمة العربية. وتزداد الأخطار تأثيرا بسبب ما يعانيه الكيان العربي نفسه من عوامل الضعف المتمثلة في إنتشار الأمية، وإفتقاد بعض الأقطار العربية المال والخبرات والخطط، وتخلّف برامج التربية والتعليم عن حاجات المجتمعات العربية ومتطلبات العصر، ونقص الحريات، وإنعدام المشاركة الشعبية الحقيقية والفاعلة، وعدم شمولية السياسات الثقافية، وضعف الصناعات الثقافية، وسيادة الإعلام السطحي. فضلا عن عوامل أخرى تتصل بالسياسات الثقافية العربية، وضعف التخطيط الثقافي قطريا وقوميا،لـذلك يواجـه العـالم العـربي العديـد مـن التحـديات حـتى يكـون مسـاير لبقيـة الـدول وتكـون لـه بصمة في مجتمع المعلومات وهي كالتالي:
- "إن أكـبر تحـد يواجـه الـدول العربيـة هـو الفجـوة الرقميـة الـتي تـزداد سـعة بإسـتمرار في الوقـت الذي يتحول فيه العالم من مجتمع معلومات إلى مجتمع المعرفة.
- إن الـبلاد العربيـة بشـكل عـام لا تـزال في حاجـة إلى العديـد مـن المبـادرات والسياسـات للوصـول إلى درجـة مـن الإسـتعداد لـدخول عصـر المعلومـات عمليـا، وخاصـة أن المشـكلة الأساسـية لهـذه البلـدان تتركـز حـول كيفيـة تطـوير البنيـة التحتيـة لتكنولوجيـا المعلوماتيـةوالإتصالية العربية."
- غياب السياسات الوطنية والتشريعات الملائمة لتنظيم مسألة المعلومات.
- إرتفاع الأمية في بعض الدول العربية وإنخفاض عدد المهتمين بالقراءة."
- الإستراتيجية المطلوبة لمجتمع المعلومات العربي:
من أجل الإستعداد والتهيـؤ لـدخول مجتمـع المعلومـات وكيفيـة التغلـب علـى التحـديات الـتي تواجـه العالم العربي يمكن إتباع الآتي:
1-تطـوير البنيـة التحتيـة لتكنولوجيـا المعلومـات والإتصـالات وذلـك بالإعتمـاد علـى التكنولوجيـات المناسبة، وبتكلفة معقولة تستطيع الدول العربية المختلفة تحملها دون إرهاق موازناتها أو تحمل ديون باهظـة قـد تحتـاج إلى سـنوات طويلـة لسـدادها،و كـذلك دون وضـع فوائـد وأعبـاء إضـافية كبـيرة علـى
موازانات الدول في السنوات القادمة.
2-تطـوير الخطـط الأزمـة لبنـاء المجتمـع المعلومـاتي، الأمـر الـذي يحتـاج إلى دعـم سياسـي، وإعطائـه الأولويـة ضـمن بـرامج الدولـة، ذلـك أنـه لا يمكـن تحقيـق التنميـة البشـرية الضـرورية أو تأسـيس البنيـة التحتية الملائمة لتكنولوجيا المعلومات والإتصالات دون تـوافر الـدعم مـن أعلـى مسـتويات المسـؤولية
في الدولــة. وزيــادة الــوعي بأهميــة تكنولوجيــا المعلومــات والإتصــالات لــدى المؤسســات المختلفــة، والنشاطات في مختلف أجهزة الدولة بحيث يسهل التعامل معها إلكترونيا.
3-تـوفير إمكانيـة الإتصـال للمجتمعـات العربيـة ذات الـدخل المـنخفض وبتكلفـة رخصـية. ويمكـن الإعتمـاد علـى أجهـزة الحواسـيب وأجهـزة إتصـال ذات تكنولوجيـا أقـل تطـورا لتعلـيم سـكان المنـاطق الفقــيرة أساســية الحاســوب وتطبيقاتــه وإســتخداماته، والإتصــال مــع شــبكة الإنترنــت ،بحيــث يــتم حصـول علـى هــذه الأجهـزة مــن المؤسسـات الإقتصـادية والعلميـة والتكنولوجيــة ذات المقـدرة علـى تطوير مقتنياتها من التكنولوجيا ،إضافة إلى التبرع بالأجهزة الأخرى إلى المراكز المجتمعية المذكور.
4- ثقيف المواطنين بأساسـيات الحاسـوب والإتصـالات )أنظمـة التشـغيل ومعالجـة الملفـات، ومعـالج الكلمــات، الإنترنــت وغيرهــا(، عنــد إنشــائها ومســاعدتهم علــى إنجــاز معــاملاتهم والحصــول علــى لخـدمات المختلفـة إلكترونيـا. وتأهيـل المـوظفين في القطاعـات المختلفـة للتحـول إلى النظـام الحكومـة الإلكترونية والتجارة الإلكترونية وغيرها من التطبيقات ـ
5- توفير بيئـة تشـريعية ملائمـة للتعـاملات الإلكترونيـة، ويتضـمن ذلـك إعـداد قـانون في كـل دولـة يعــترف بالتعــاملات الــتي يــتم إجرائهــا أو إرســالها أو تخزينهــا بالوســائل الإلكترونيــة وبحيــث يتســم القـانون بالحيـاد التكنولـوجي ويعـترف بطريقـة الـدفع الإلكـتروني مـع مـا يصـاحب ذلـك مـن قـوانين أوتشريعات قانونية، كالتوقيع الإلكتروني وغيره مــا يتضــمن هــذا الأمــر مراجعــة جميــع القــوانين الأخــرى ذات العلاقــة وتحــديتها، مثــل قــوانين الضرائب والجمارك والعمل والشركات والمؤسسـات الماليـة والمصـرفية وغـير ذلـك، بحيـث تعكـس تلـك القوانين عناصر الشفافية والمرونة في التعامل من خلال البيئة الإلكترونية
6- إنشاء منظومة عربية للمعلومات العلمية تدعم البحث العلمي والإبداع هي إحدى الركائز المهمة لمجتمع المعلومات لأن ذلك من شأنه توفير الشرط الأساسي لنقل التكنولوجيا وتوطينها ودعم الإبداع العربي في المجالات العلمية.