5. الفرق بين اللغة الإعلامية واللغة الأدبية
يقسم النقاد النثر إلى ثلاثة أقسام: النثر العادي ويستخدمه عامة الناس والنثر العلمي وتقدم به كافة الحقائق العلمية والنثر الفني، وهو يعتني بالألفاظ والتراكيب والجمل، وفي هذا الصدد، يقول الدكتور "محمد سيد محمد" بأنه مع بداية القرن التاسع عشر ظهر في الصحافة نوع رابع من أنواع النثر يسمى "النثر العملي أو الصحفي"، وهو يقف بين لغة الأدب ولغة التخاطب اليومي.
(محمد سيد محمد، الإعلام واللغة، سلسلة الدراسات الإعلامية، عالم الكتب، ط1، القاهرة، 1984، ص 10).
وإذا أردنا أن نسأل ما هو الفرق بين لغة الإعلام ولغة الأدب؟، الجواب لهذا السؤال ينبغي لنا أن نفرق بين الإعلام والأدب فالإعلام مهنه لها لغتها الخاصة وأساليبها ورجل الإعلام له أسلوبه بمعنى أن أسلوبه عملي، علمي لا بمعنى العلم، وإنما بمعنى أن أسلوبه مقابل للأسلوب الأدبي، ألفاظه ليست مقصودة لذاتها فهي بعيدة عن الدلالات المجازية وهي مرتبة بمنطق علمي سليم ودقيق وموضوعي تنقل الحقائق لا التجارب الذاتية، وبأبسط الأساليب اللغوية الميسرة والمعبرة، أما الأدب فهو فن ولغته ذاتية تعتمد التصوير والإيحاء واللغة الموسيقية واستخدام المجازات والبديع والإطناب والمحسنات اللغوية وهو يستهدف تكوين الفرد المعنوي للتأشير فيه من خلال التأمل.
والفارق بينها كبير فالإعلام أداته الكلمة وهي وسيلة لنقل الخبر الذي هو صلب العمل الإعلامي ويأتي بعدها الصورة والرسم الكاريكاتيري، فالكلمة لا تطلب لذاتها، أما الأدب فأداته الكلمة وهي تطلب في ذاتها لأنها جوهر التعبير ونبضه وأن فقدها انهار والإعلام مهنه والأدب فن والفرق بين المهنة والفن هو الفرق بين الإعلامي والأديب.
(جميل شلش محمد، اللغة وسائل الإعلام الجماهيرية، الموسوعة الصغيرة، العدد 260، ط1، 1986، ص33).
وفي هذا الصدد تحدثت الدكتورة "مارغريت سمير" في مداخلة مسجلة لمدة 25 دقيقة عن الفرق بي الأسلوب الصحفي والأسلوب الأدبي في المدرسة الغربية وكذا المدرسة العربية، وللاطلاه على هذه الماخلة توج على الرابط :
https://www.youtube.com/watch?v=cdvC6iPUZJk