4. ( Burnout)الاحتراق النفسي
من خلال الدراسات النفسية العديدة والمتعمقة في مجال دراسة المظاهر السلبية للضغوط النفسية للعاملين في الخدمية في المجتمع جاءت أهمية دراسة ظاهرة الاحتراق النفسي كواحدة من الظواهر السلبية للاستجابة للضغوط النفسية. فهناك استراتجيات للتكيف مع الضغوط (الإقدامية منها والإحجامية – سلوكية أم معرفية) إذا لم يكن لدى الفرد الرصيد السلوكي أو المعرفي الكافي من هذه الاستراتيجيات للتكيف مع الموقف الضاغط يصبح عرضة لما يسمي بالاحتراق النفسي نظراً لوصوله إلى مستوى الاستنفاذ الانفعالي نتيجة غياب إستراتيجية تكيف أو استراتيجيات تكيف لديه تعينه على امتصاص حالة التوتر الانفعالي وتعيد لديه حالة الاتزان المعرفي أو الاجتماعي أو الفسيولوجي أو الانفعالي التي كان عليها قبل ممارسة الضغوط عليه من عوامل البيئة الخارجية أو الداخلية التي يمثلها الشخص ذاته وفقاً لطبيعة ونوع الضغط ( معرفي – انفعالي – اجتماعي – مهني ..)
كانت هذه الدراسة للعالم هربرت فرويدنبرجر Hirbert Freudenberger ) ) 1974، والتي كانت البدايات الأولى لظهور هذا المصطلح (الاحتراق النفسي)، في حين تطور من طرف (ماسلاش Maslach) وذلك من خلال الإسهام بجملة من البحوث والدراسات حيث قدمت أول أداة له.
وقد زاد في انتشار هذا التعبير في الأروقة السيكولوجية الدراسات التي أجراها < روبرت فننجا> و < جيمس سبيرادلي > وطبقا لنموذج ( نظرية مصغرة) فان هناك خمس مراحل تؤدي إلى حدوث الاحتراق النفسي في مجال العمل – هذه المراحل هي:
1. مرحلة شهر العسل: حيث يشعر الفرد الملتحق بالعمل حديثا بالأمل ويعيش مزهوا بالأحلام الشباب ويشتعل بالحماس والفوران الانفعالي وفي هذه المرحلة يواجه الفرد مشكلات العمل بروح إيجابية:
2. مرحلة نفاذ الوقود: حيث تبدأ المظاهر الأولى للاحتراق النفسي خفية وتدريجية ويشعر الفرد وكأن طاقته على المواجهة والتكيف قد ضعفت وكأن الطاقة التي يمكن أن يواجه بها تصاريف الحياة قد تم استنزافها.
3. مرحلة التوتر المزمن : حيث يشعر الفرد بأعراض مثل الانهاك البدني والانهاك النفسي والشعور بالضيق والتوتر والاكتئاب.
4. مرحلة الأزمات: حيث تزيد حدة أعراض الانهاك البدني والتفسي ويشعر الفرد بأنه معلق في لهاوية.
5. مرحلة الانهاك : وهي المرحلة حيث تتجاوز الضغوط النفسية طاقة الفرد الاحتمالية فيقع صريع المرض سواء كان هذا المرض نفسيا أو مرضيا < سيكوسماتي> أي مرض جسمي نفسي المنشأ. ( الأمراض الجسمية نفسية المنشأ مثل أمراض ضغط الدم وقرحة المعدة وقرحة المعدة وقرحة الإثني عشر ويقال أن هذه الأمراض وأن كانت أمراضا جسمية إلا أن الأسباب النفسية مثل التوتر والانضغاط وحدة الانفعال ضالعة حدوثها).
ويمكن تعريف الاحتراق النفسي على أنه:
تعريف ماسلاش وجاكسون "الاحتراق النفسي هو إحساس الفرد بالإجهاد الانفعالي، تبلد المشاعر، انخفاض الإنجاز الشخص، ويقصد بالإجهاد الانفعالي هو فقدان طاقة الفرد على العمل والأداء، والإحساس بزيادة متطلبات العمل أما تبلد المشاعر فهو شعور الفرد بأنه سلبي وصارم وإحساسه باختلال الحالة المزاجية، ويظهر انخفاض الإنجاز الشخصي فهو إحساس الفرد بتدني نجاحه واعتقاده بأن مجهوداته تذهب سدى".
ويعرف فتحي عكاشة الاحتراق النفسي بأنه: " حالة استنفاذ انفعالي لطاقات الفرد الجسمية والعقلية والوجدانية والمهارتية نتيجة لعوامل التوتر والتدهور الناجمة عن ضغوط نفسية أو مهنية أو اجتماعية أو معرفية.. "
- من خلال التعريفات السابقة للاحتراق النفسي تظهر لنا أنها تجمع على أن الاحتراق المهني حالة متراكمة من الضغوط والتوترات التي يتعرض لها الفرد في بيئة العمل، تعمل على استنزاف طاقات الفرد الجسمية والانفعالية والعقليةالفيديو المرفق يمثل متلازمة الاحتراق النفسي وكيفية التخلص منها