يعتبر المجال المهني مجالا زاخرا بمختلف أوجه النشاط الإنساني، و يتميز بأدوات وأجهزته ومعداته ذات الخصائص متميزة، كما يتميز بوسط اجتماعي له مجموعة خاصة من أنماط التفاعل. كما يتطلب أفرادا ذوي خصائص و مواصفات معينة بالإضافة إلى أن هذه الخصائص و الصفات تختلف من ميدان عمل لأـخر، و على أية حال فهناك إسهامات كثيرة يستطيع الأخصائي النفسي أن يكون له دور فيها نلخصها فيما يلي:
1. إزالة القلق والتوتر بين العمال، من هذه العوامل لا تؤدى فقط الى قلة الإنتاج، وتعطيل العمل، بل إنها تؤدي أيضا إلى ضعف القدرة على بذل الجهد والمثابرة وضبط الانتباه، مما يؤدي إلى أضرار جسمية لذلك تهتم الصحة النفسية بإزالة عوامل القلق التي يعانيها العامل وتعمل على تكوين اتجاهات ايجابية لديهم نحو العملين بتدريبهم وإعدادهم للقيام بالإعمال المختلفة.
2. العمل على خلق علاقات إنسانية بين المشتغلين بالمؤسسة، رؤساء ومرءوسين، إذ أن لهذه العلاقات الإنسانية أثرا كبيرا في حسن سير العمل وزيادة الإنتاج نتيجة لتعاون القائمين بالعمل وتآزرهم ولن يسير العمل في المؤسسة أو يتحقق التعاون فيه، إلا إذا كانت العلاقات بين أفراده طيبة، وهذا يتطلب متابعة العلاقات بين العمال بعضهم بعض وبين العمال ورؤسائهم والبحث عن العوامل التي تؤدي إلى اضطراب تلك العلاقات والعمل على تلافيها وتدعيم العلاقات الإنسانية في الصناعة.
3. المبادرة على علاج الاضطرابات النفسية التي تظهر لدى العمال في أدوارها المبكرة، حتى لا تتفاقم وتؤدي إلى الأضرار بالفرد نفسه وبالعمل في المؤسسة، هذا إلى جانب الاهتمام بصحة العامل الجسمية لما بين ذلك وبين الصحة النفسية للعامل من علاقة وطيدة، ولأنها تقلل من قدرة العامل على الإنتاج.
4. خلق الوعي بين مديري المؤسسات لأهمية تكوين علاقات طيبة بينهم وبين العمال، فهذه العلاقة تؤثر كبيرا على صحة العامل النفسية وعلى إنتاجه. فإذا كان المدير من النمط الديكتاتوري الذي يقوم على العمال ويستخدم كافة الأساليب لسلب حقوقهم، فليس من المتوقع أن يحب العمال عملهم أو يقبلوا عليه، والعكس صحيح فإذا كان عطوفا عليهم ويشجعهم أدبيا وماديا، ويعاملهم كآدميين لا كالآلات ويهتم بمشكلاتهم العادية والأسرية، فإن ذلك يحبب إليهم أعمالهم ويجعلهم يبذلون أقصى الجهد في الإنتاج والأداء.
5. تطبيق وسائل الاختبار المهني على العمال عند التحاقهم بالعمل بحيث يختار أفضل المتقدمين للعمل ويستبعد غير اللائقين للمهنة ممن لا تسمح لهم قدراتهم بمزاولة ما تتطلبه المهنة من أعمال أو من المصابين بانحرافات نفسية تحول بينهم وبين مزاولة أعمالهم على أحسن وجه.
6. استبعاد العمال الجدد الذين يظهر لديهم استعداد للوقوع في حوادث أثناء العمل.
7. تنظيم عمليات التوجيه الجمعي للعمال، بقصد معالجة المشكلات الجماعية التي من شأنها أن تؤثر في الإنتاج وفي حسن سير العمل بالمؤسسات مثل استخدام الآلات أو التباطؤ في العمل أو عدم القدرة على مواصلة بذل الجهد... إلخ
8. وضع سياسة لتدريب العمال وإعدادهم لأعمال المنوطة بهم عن طريق استخدام الوسائل النفسية المختلفة في التعليم والتدريب بحيث يستطيع العمال إكساب المهارات المختلفة التي تجعلهم يقدمون أحسن الإنتاج بأقل جهد ممكن.