نماذج من الاضطرابات النفسية المهنية في مجال العمل

الموقع: Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2
المقرر: الصحة النفسية والعمل
كتاب: نماذج من الاضطرابات النفسية المهنية في مجال العمل
طبع بواسطة: Visiteur anonyme
التاريخ: Thursday، 16 May 2024، 6:42 AM

الوصف

تمهيد

أولا: الاضطرابات النفسية المهنية

1.   الهستيريا ( Hesterie)

2.   القلق العصابي

3.   عصاب الوسواس  (Obsession )

4.   الاحتراق النفسي ( Burnout)

5.   الاغتراب المهني (Alienation )

ثانيا: الأخصائي النفسي و الوقاية من الأمراض النفسية في مجال العمل

1. ( Hesterie) الهستيريا

كلمة هستيريا مشتقة من مصدرها اللاتيني (Hystrus)  وتعني الرحم وكان الاعتقاد في القديم أن هذا المرض يصيب النساء، إلا أنه ومع تقدم العلوم والعلوم الطبية بالذات اتضح أن مرض الهستيريا هو مرض عصبي يصاب به الرجال بجانب النساء والصبيان بجانب البنات، إلا انه أكثر انتشاراً لدى الإناث منه لدى الذكور ومن أنه مرض نفسي يصيب كل الأعمار وبالمعنى الضيق لكلمة الهستيريا يقول فرويد: "هو الظهور السهل للهذيان والأوهام الصورية مع نشاط فكري لا غبار عليه"  

 أعراض الهستيريا:   

        إن أعراض مرض الهستيريا متنوعة ومن أهم هذه الأعراض:

-       أعراض جسمية ويشمل:

(أ‌)                أعراض حركية.

(ب‌)            أعراض حسية.

(ت‌)            أعراض غذائية.

-       أعراض عقلية، وتشمل:

(أ‌)                فقدان الذاكرة.

(ب‌)            المشي أثناء النوم.

(ت‌)            التجول اللاشعوري.  

وفي الغالب فإن مرضى الهستيريا لا يدركون الأصل السيكولوجي الذي يكمن وراء مشكلاتهم. وعلى كل حال من الأسباب الرئيسية لمرض الهستيريا وجود مواقف لا يرغب الفرد في المرور بها، فالطفل الذي يكره مدرسته قد يصاب بشلل في قدمه حتى يجد العذر الكافي لعدم الذهاب إليها، كذلك فان الرغبة الملحة في استدرار العطف والشفقة والرعاية قد تؤدي إليها، ونزعة الهستيري في الاعتماد على الغير هي في الواقع التي تجعله شديد القابلية للإيحاء Suggestion ، ولذلك يمكن استخدام هذه القابلية في علاج مرضى الهستيريا، وكثيرا ما يعطون ماء مذاب فيه كميات من السكر على انه دواء فعال وفعلا تشفى أعراضهم الهستيرية.  

للتوضيح اكثر انتقل للفيديو التالي الذي الفيديو الاول تقرير الشخصية الهستيرية والثاني لحالة هسترية في العمل:

2. القلق العصابي

من الأعراض الرئيسية لهذا العصاب قلق هائم طليق لا يعرف له المريض أصلاً ولا سبباً ولا يستطيع أن يجد له مبررً موضوعياً، أو سببا صريحا واضحاً. فترى المريض يتوقع الشر من كل شيء ومن كل مصدر ويرى في كل حدث نذير سوء، و يؤول كل ظن على أسوأ وجه لا يرى الجانب المشرق المفرح من الأمور ولا ترقبه أو يتصوره. ومن أعراضه النفسية أيضا سرعة الاهتياج أو ضعف القدرة على التركيز وشرود الذهن والانهيار النفسي بين حين وآخر، هذا فضلا عن التردد الشاذ والتشكك وتزاحم الأفكار المزعجة على المريض، مع فقد الشهية للطعام وأرق وأحلام كابوس متواتر...  ومن الطبيعي أن يؤدي به هذا القلق الموصول والتوتر الدائم وصعوبة النوم إلى شعور شديد بالتعب والإرهاق.  

أما الأعراض الجسمية فهي أعراض الخوف: اضطراب التنفس، وتقبض القلب وخفقانه، وارتفاع ضغط الدم مع شحوب وعرق وارتجاف... هذا إلى كلال في البصر، ودوار شديد، وكثرة التبول، وغصة في الحلق وعدم استقرار حركي. والمصاب بهذا المرض حياته جحيم كلها خوف وحذر وارتباك.  

وعليه فالقلق العصابي يكون في حالة توقع التهديد والخوف يفقد فيه الفرد السيطرة على التركيز .

3. (Obsession ) عصاب الوسواس

الوسواس هو فكرة متسلطة تلازم الفرد كظله فلا يستطيع منها خلاصا مهما بذل من جهد، ومهما حاول إقناع نفسه بالعقل والمنطق هذا مع اعتقاده بسخف هذه الفكرة، الشاب الذي تستحوذ عليه فكرة أن الفتاة لا تحبه أو الشخص الذي تستبد به فكرة أنه أثم، أو انه لا يصلح لشيء، أو انه مريض بمرض معين وقد تكون هذه الفكرة مشكلة فلسفية أو دينية فإذا به يظل يسائل نفسه " ما مصيري بعد هذه الحياة ؟ ".

وينقسم عصاب الوسواس إلى وساوس و أفعال قسرية، وقد تدور الوساوس حول موضوعات غير اجتماعية كضرب الناس أو اشتهاء المحارم أو قتل الأقارب والأطفال والناس جميعا.  

أما الأفعال القسريةCompulsions  فهي متكررة ومقصودة وهادفة تتم كاستجابة لفكرة وسواسية أو وفق قواعد معينة أو بصورة نمطية لا تتغير.

-       يهدف الفعل إلى تحديد الموقف أو نزع أو منع صفاته المخفية أو ما يسبب للمريض ن إزعاج وللفعل القسرى علاقة واقعية مع الحدث المطلوب تحييده أو تكون طبيعة الفعل مبالغا فيها.

-       يدرك الشخص أن الفعل مبالغ فيه وليس له ما يبرره.  

من أمثلة أعراض عصاب الوسواس أن المريض قد يضطر إلى إعادة العمل الذي أنجزه عدة مرات بالرغم من علمه بأنه مبالغ فيما يقوم به وهو على دراية بسخافة ما يقوم به ولكنه لا يستطيع مقاومته.

للتوضيح اكثر انتقل للرابط الموالي الذي يمثل في اضطراب الوسواس القهري و طرق العلاج:

4. ( Burnout)الاحتراق النفسي

من خلال الدراسات النفسية العديدة والمتعمقة في مجال دراسة المظاهر السلبية للضغوط النفسية للعاملين في الخدمية في المجتمع جاءت أهمية دراسة ظاهرة الاحتراق النفسي كواحدة من الظواهر السلبية للاستجابة للضغوط النفسية. فهناك استراتجيات للتكيف مع الضغوط (الإقدامية منها والإحجامية – سلوكية أم معرفية) إذا لم يكن لدى الفرد الرصيد السلوكي أو المعرفي الكافي من هذه الاستراتيجيات للتكيف مع الموقف الضاغط يصبح عرضة لما يسمي بالاحتراق النفسي نظراً لوصوله إلى مستوى الاستنفاذ الانفعالي نتيجة غياب إستراتيجية تكيف أو استراتيجيات تكيف لديه تعينه على امتصاص حالة التوتر الانفعالي وتعيد لديه حالة الاتزان المعرفي أو الاجتماعي أو الفسيولوجي أو الانفعالي التي كان عليها قبل ممارسة الضغوط عليه من عوامل البيئة الخارجية أو الداخلية التي يمثلها الشخص ذاته وفقاً لطبيعة ونوع الضغط ( معرفي – انفعالي – اجتماعي –  مهني ..)

كانت هذه الدراسة للعالم هربرت فرويدنبرجر Hirbert Freudenberger ) )  1974، والتي كانت البدايات الأولى لظهور هذا المصطلح (الاحتراق النفسي)، في حين تطور من طرف (ماسلاش  Maslach) وذلك من خلال الإسهام بجملة من البحوث والدراسات حيث قدمت أول أداة له.

وقد زاد في انتشار هذا التعبير في الأروقة السيكولوجية الدراسات التي أجراها < روبرت فننجا> و < جيمس سبيرادلي > وطبقا لنموذج ( نظرية مصغرة) فان هناك خمس مراحل تؤدي إلى حدوث الاحتراق النفسي في مجال العمل – هذه المراحل هي:

1.   مرحلة شهر العسل: حيث يشعر الفرد الملتحق بالعمل حديثا بالأمل ويعيش مزهوا بالأحلام الشباب ويشتعل بالحماس والفوران الانفعالي وفي هذه المرحلة يواجه الفرد مشكلات العمل بروح إيجابية:

2.   مرحلة نفاذ الوقود: حيث تبدأ المظاهر الأولى للاحتراق النفسي خفية وتدريجية ويشعر الفرد وكأن طاقته على المواجهة والتكيف قد ضعفت وكأن الطاقة التي يمكن أن يواجه بها تصاريف الحياة قد تم استنزافها.

3.   مرحلة التوتر المزمن : حيث يشعر الفرد بأعراض مثل الانهاك البدني والانهاك النفسي والشعور بالضيق والتوتر والاكتئاب.

4.   مرحلة الأزمات: حيث تزيد حدة أعراض الانهاك البدني والتفسي ويشعر الفرد بأنه معلق في لهاوية.

5.   مرحلة الانهاك : وهي المرحلة حيث تتجاوز الضغوط النفسية طاقة الفرد الاحتمالية فيقع صريع المرض سواء كان هذا المرض نفسيا أو مرضيا < سيكوسماتي> أي مرض جسمي نفسي المنشأ. ( الأمراض الجسمية نفسية المنشأ مثل أمراض ضغط الدم وقرحة المعدة وقرحة المعدة وقرحة الإثني عشر ويقال أن هذه الأمراض وأن كانت أمراضا جسمية إلا أن الأسباب النفسية مثل التوتر والانضغاط وحدة الانفعال ضالعة حدوثها).

ويمكن تعريف الاحتراق النفسي على أنه:

تعريف ماسلاش وجاكسون "الاحتراق النفسي هو إحساس الفرد بالإجهاد الانفعالي، تبلد المشاعر، انخفاض الإنجاز الشخص، ويقصد بالإجهاد الانفعالي هو فقدان طاقة الفرد على العمل والأداء، والإحساس بزيادة متطلبات العمل أما تبلد المشاعر فهو شعور الفرد بأنه سلبي وصارم وإحساسه باختلال الحالة المزاجية، ويظهر انخفاض الإنجاز الشخصي فهو إحساس الفرد بتدني نجاحه واعتقاده بأن مجهوداته تذهب سدى".

 ويعرف فتحي عكاشة الاحتراق النفسي بأنه: " حالة استنفاذ انفعالي لطاقات الفرد الجسمية والعقلية والوجدانية والمهارتية نتيجة لعوامل التوتر والتدهور الناجمة عن ضغوط نفسية أو مهنية أو اجتماعية أو معرفية.. "

-       من خلال التعريفات السابقة للاحتراق النفسي تظهر لنا أنها تجمع على أن الاحتراق المهني حالة متراكمة من الضغوط والتوترات التي يتعرض لها الفرد في بيئة العمل، تعمل على استنزاف طاقات الفرد الجسمية والانفعالية والعقليةالفيديو المرفق يمثل متلازمة الاحتراق النفسي وكيفية التخلص منها

5. (Alienation) الاغتراب المهني

إن المعوقات التي يواجهها الفرد في سبيل إشباع حاجاته بصورة منتظمة و دائمة سواء كانت معوقات مادية أو معنوية تعقد المجهودات المبذولة لكي يحقق الفرد ذاته في إطار المجتمع الذي يعمل به وينتهي به في  الغالب إلى سوء التوافق وعدم التكيف.

إن سوء توافق وعدم تكيف العامل بالمنظمة التي يعمل بها من شأنه أن يؤدي إلى شعوره بأنه في دائرة الإهمال داخل المنظمة ويتراءى له أن المشكلات التي يعاني منها سببها المنظمة ونتيجة لذلك يبحث العامل عن بدائل يقوم بتفريغ مشاكله النفسية فيها، وإذا انتشرت هذه الحالة بين قطاع كبير من العاملين فذلك من شأنه أن يؤدي إلى انتشار الاغتراب النفسي بينهم. ويقول روجرز " أن سوء التوافق هو جوهر اغتراب الإنسان فلا يعود صادقا مع نفسه، ولا مع تقييمه الكياني الطبيعي للخبرة، لأنه من اجل أن يحتفظ بالتقدير الايجابي للآخرين يزيف بعض قيمه ولا يدركها إلا في ضوء تقدير الآخرين لها" 

بالنسبة إلى ماركس، كان الاغتراب يمثل خسارة للذات (Self) التي يشرحها في المخطوطات الاقتصادية والفلسفية عام 1844 .... التي يؤكد من خلالها أن الاستهلاك (Consumption)، مثل الإنتاج قد يعاني الاغتراب. من الواضح إن ماركس يؤمن بوجود ارتباطات سيكولوجية لحالة الاغتراب، ولكن الخطأ محاولة ترجمة المفهوم نفسه باعتباره ينطبق بصفة جوهرية على الحالات الذاتية.

v    حيث يعرف الاغتراب: بأنه " انسلاخ عن المجتمع والعزلة والانعزال عن التلاؤم والإخفاق في التكيف مع الأوضاع السائدة في المجتمع واللامبالاة وعدم الشعور بالانتماء، بل وأيضا انعدام الشعور بمغزى الحياة ".

v    كما يرى محمد سعيد أنور سلطان: " أن اغتراب العامل اصطلاح يشير إلى انفصال العامل عن عمله وعدم اهتمامه أو اكتراثه به، بمعنى أن يشعر العامل أن العمل الذي يقوم به بلا معنى ولا قيمة له، وينتج عن اغتراب العامل عادة من الطبيعة الروتينية المتكررة للعمل الذي يقوم به".

يوضح الاغتراب المهني هو انسحاب العامل عن العمل وعدم قدرته على التوافق مع بيئة العمل.

والفديو التالي يوضح الاغتراب عن ماركس