4. المعيار الاجتماعي
إن قدرا كبيرا من السوية أو اللاسوية يتوقف على ما إذا كان هذا السلوك يدعم أو يعيق حاجات المجتمع و أهداف أم لا فسلوك المجرم- كمثال- ليس سويا لأنه يضر بصالح الجماعة، وعلى هذا يجب أن يتضمن المحك الصحيح للسواء- أو عدم السواء- السلوك الأخذ في الاعتبار الجانب الاجتماعي، ويعتمد المحك الاجتماعي على حقيقة خلاصتها أن سلوك الفرد لا يجب أن ينبع من معيار ذاتي ( أي تحقيق مصالحة هو فقط ) بل ضرورة مراعاة التوافق مع البيئة والآخرون الذين يعيش معهم، بل عليه أن يشارك في بناء و تدعيم القيم و الأهداف و الأنشطة الخاصة بالجماعة. يرى هذا المعيار إن كل ما يتفق مع المعايير الاجتماعية وكذلك ما تتفق عليه الجماعة من سلوكيات واتجاهات فهو سلوك عادي.
يستند المعيار الاجتماعي إلى المجاراة أي: مسايرة القيم الثقافية في المجتمع، والمجاراة هي مجرد التواؤم أما إذا كانت عن اعتقاد ورغبة صادقة فهي تكيف، وتكثيف دراسات الانتربولوجيا الثقافية عن تباين معيار الشذوذ البنائية في المجتمعات المختلفة بل وفي المجتمع الواحد على مر التاريخ – زواج الآخرة عند الفراعنة.