معايير التوافق
الموقع: | Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2 |
المقرر: | الصحة النفسية والعمل |
كتاب: | معايير التوافق |
طبع بواسطة: | Visiteur anonyme |
التاريخ: | Monday، 25 November 2024، 10:15 AM |
الوصف
ليس هناك أسلوب واحد يصلح للجميع وبالتالي لا يوجد معيار واحد للتوافق يتفق عليه العلماء وذلك لأن التوافق عملية فردية اجتماعية تتأثر بالزمان والمكان والثقافة التي نشأ فيها بجانب سمات واستعدادات الأفراد وظروف الموقف. إلا أن هناك أساليب مختلفة ومعايير متعددة للتوافق تعبر عن وجهة نظر صاحبها . واهم هذه المعايير:
- المعيار الإحصائي.
- المعيار المثالي.
- المعيار الاجتماعي الثقافي.
- المعيار الشخصي.
- المعيار الطبيعي.
وفيما يلي سنتكلم عن هذه المعايير كل على حده:
1. المعيار الاحصائي
فكرة المعيار الإحصائي مستمدة من خصائص المنحني الاعتدالي النموذجي والذي يقوم علي أساس توزيع درجات عينة ممثلة للمجتمع على اختبار من اختبارات الذكاء أو القدرات أو بعض الخصائص الأخرى.
ويفيد منحني التوزيع بالصورة السابقة في معرفة السواء واللاسواء ( العادي والشاذ( بالنسبة للسمات والخصائص العقلية المختلفة فلو قمنا بتطبيق اختبار مناسب من اختبارات الذكاء علي عينة ممثلة للمجتمع ونعني " بممثلة " أن تمس العينة فئات العمر والتعليم المختلفة والمستويات الاجتماعية الاقتصادية والمناطق الجغرافية والجنسين، فلو طبقنا هذا الاختبار علي هذه العينة فإننا نتوقع أن يحصل معظم أفراد العينة علي درجة ذكاء متوسطة أي أنهم يقعون في المنطقتين (2) ، (3) من التوزيع وهي المنطقة التي تشمل معظم مساحة هذا التوزيع أي المنطقة "المتوسطة" ونتوقع كذلك أن تحصل قلة من هذه العينة علي درجات " أقل " من المتوسط ويقعون في المساحة رقم (4) من التوزيع.
ومن وجهة نظر " المعيار الإحصائي" فإن الأفراد الذين يقعون في المنطقتين(2)، (3) هم الأسوياء والأفراد الذين يقعون في المنطقتين (1)، (4) هم غير الأسوياء
قام المعيار الإحصائي على أساس قانون التوزيع الاعتدالي حيث يرى أن السلوك السوي والعادي هو ما يشيع بين الناس في مجتمع معين.
2. المعيار المثالي
يسمى الشخص سويا كلما اقترب أكثر من المثل الأعلى فيكون مثاليا في ذكائه أو جماله أو صحته، لكن المعيار المثالي ربما كان نادر التكرار جيدا من الناحية الإحصائية أو غير موجود على الإطلاق في المجتمع المدروس، وهكذا يصبح مفهوم قول المحلل النفسي أن ليس هناك فرد سوى، حيث يكون في ذهنه المعيار المثالي للسواء وهذا المعيار يعطى للسواء معنى أكثر وضوحا ودقة وهو مدى اقتراب الشخص من الكمال بالنسبة للسمة أو الخاصية المعينة ومدى بعده عن الضعف والخلل بالنسبة لهذه السمة أو تلك الخاصية كما أننا في حياتنا العملية نميل للاستفادة للمعيار فنحن مثلا نختار للعمل المعين أكفأ للقيام به قبل أن نختار متوسط الكفاءة
يعتبر المعيار المثالي كل سلوك عادي يعبر عن الكمال وما ينحرف عنه سلوك غير عادي.
3. المعيار الطبيعي
يري البعض إطلاق اسم " معيار السلوك الجنسي" على المعيار الطبيعي لتطابقه واتفاقه مع مضمون هذا المعيار. ومن خلال هذا المعيار يعتبر الشخص سوياً لقيامه بالدور المناسب لجنسه مثل أن يكون الولد الذكر مبادراً والبنت الأنثى خاضعة والقيام بالدور الجنسي الغيري (Heterosexualty) أسلوب سوي بالنسبة للحياة الجنسية لدي بني البشر، كما تعتبر في نفس الوقت الجنسية المثلية (Homosexuality) أي ممارسة الجنس مع فرد من نفس النوع أمرا شاذاً.
تبعا لهذا المعيار فإننا نعتبر سويا كل ما نعتبره طبيعيا وبالتالي نعتبر سوياً أن يكون الذكور مسيطرين والنساء خاضعات وأن تكون الجنسية الغيرية سوية بينما تكون الجنسية المثلية شاذة.
4. المعيار الاجتماعي
إن قدرا كبيرا من السوية أو اللاسوية يتوقف على ما إذا كان هذا السلوك يدعم أو يعيق حاجات المجتمع و أهداف أم لا فسلوك المجرم- كمثال- ليس سويا لأنه يضر بصالح الجماعة، وعلى هذا يجب أن يتضمن المحك الصحيح للسواء- أو عدم السواء- السلوك الأخذ في الاعتبار الجانب الاجتماعي، ويعتمد المحك الاجتماعي على حقيقة خلاصتها أن سلوك الفرد لا يجب أن ينبع من معيار ذاتي ( أي تحقيق مصالحة هو فقط ) بل ضرورة مراعاة التوافق مع البيئة والآخرون الذين يعيش معهم، بل عليه أن يشارك في بناء و تدعيم القيم و الأهداف و الأنشطة الخاصة بالجماعة. يرى هذا المعيار إن كل ما يتفق مع المعايير الاجتماعية وكذلك ما تتفق عليه الجماعة من سلوكيات واتجاهات فهو سلوك عادي.
يستند المعيار الاجتماعي إلى المجاراة أي: مسايرة القيم الثقافية في المجتمع، والمجاراة هي مجرد التواؤم أما إذا كانت عن اعتقاد ورغبة صادقة فهي تكيف، وتكثيف دراسات الانتربولوجيا الثقافية عن تباين معيار الشذوذ البنائية في المجتمعات المختلفة بل وفي المجتمع الواحد على مر التاريخ – زواج الآخرة عند الفراعنة.
5. المعيار الشخصي
وينهض هذا المحك على حقيقة خلاصتها إن الحياة عملية تكيف مستمرة نجاهد فيها لتلبية الاحتياجات والحفاظ على علاقات متناغمة ومتناسقة مع بيئتنا، وأن الحياة سلسلة من المشاكل والضغوط، وأن الشخص ( جيد التوافق ) هو الذي يتعامل مع مشاكله بفعالية وكفاءة، ويرفض الهروب، بل يتوافق بنجاح مع احتياجاته سواء أكانت داخلية أم خارجية، وأنه حين يفشل في مواجهة مشاكله فإن درجة القلق والفشل ( والتخطيط) تزداد لديه وفي هذه نستطيع أن نقول أنه سيء التوافق.
6. المعيار المرضي
المحك المرضي يعتمد في تحديد التوافق من خلال أعراض عيادية. لا يخلو شخص في حياته من سوء التواق ولكن اختلاف مستوى التواق يدفع البعض، ولهذا يلجئون إلى المعالجين النفسيين (أطباء وأخصائيو علم النفس ومرشدين )، إلى المرشد النفسي الذي يتعامل مع حالات سوء التوافق التي لم ترقى غلى درجة الاضطراب المرضي سواء للوقاية من الاضطرابات أو الرعاية النفسية
وهو كل ما يتماشى مع مفاهيم الصحة العضوية والصحة العقلية.
يعتمد في تحديد التوافق من خلال أعراض عيادية، فسوء التوافق هنا حالة مرضية لها أعراض، ومن أعراضه مثلا:
§ فقد الفرد كل مشاعر العلاقات الإنسانية نتيجة للتلبد العاطفي.
§ فقد الصلة بالواقع.
§ الشعور بالاغتراب النفسي.
§ نسيان أحداث الصدمة الحالية.
§ محاولة استعادة الصدمات الماضية فلا يريد أن ينساها
§ تجنب الأشخاص والأماكن وأي شيء يذكر بالصدمة.
§ الإحساس بفتور العواطف نحو الآخرين.
§ الشعور بنقص في الكفاءة إزاء أي يؤدي أو أي نشاط يأتي.