Aperçu des sections

  • Section 1

    ماستر 1/ أدب حديث و معاصر 2021-2022

    مادة: إشكالية الإبداع الأدبي

    المحاضرتان: الأولى و الثانية

    ü تحليل وحدات العنوان و مناقشتها.

     

    • المشكل و الإشكالية: (problème et problématique)
    • المشكل: مشكل البحث أو المشكلة البحثية، هو الفارق الموجود بين ما نعرفه و ما نريد معرفته عن ظاهرة ما. و عليه كل بحث جيّد يهدف إلى الإجابة على سؤال محدد. ذلك أن  الحاجة إلى البحث تكون بدافع محاولة فهم قضايا محددة. و يتم ذلك بوساطة مفاهيم، نظريات و مناهج ملائمة لموضوع البحث نفسه. و هذا ديدن أسلوب البحث العلمي.

    ويمكن لمشكل البحث العلمي أن يظهر في الصور الآتية:

    -      مشكل عملي تطبيقي.

    -      مشكل مفهومي.

    • §      مشكل نظري حول ظاهرة ما بحيث يحاول تفسيرها أو تقييمها. الإشكاليــة: هي فن أو علم طرح المشكل. ذلك أنه باختبار إشكالية معينة نكون قد حدّدنا بذلك الموضوع و من ثمة توجيه البحث نحو زاوية مخصوصة تبعا للمشكل المطروح. و تتجلى الإشكالية في شكل أسئلة مفتوحة من قبيل: ماذا؟ ، كيف؟... لا أسئلة مُغلقة تُحصر الإجابة عنها ب نعم أو لا.
    • §      الإبداع الأدبي: الإبداع فاعلية حيوية إنسانية معقدة، و قد تناوله الباحثون كلٌّ من وجهة نظرة العلمية أو الغيبية و الأسطورية. و هي الأفكار التي لخصت في نظريات الإبداع. و الحال أن مصطلح "نظرية " (théorie) ، (theory) مشتقُّ من الكلمة اللاتينية (theoria) التي تعني التخمين. و عليه فإن النظرية – النظر في الشيء،  ليس مطلوبا منها أن تكون حقيقة بقدر ما ينتظر منها أن تكون على حقيقة الإشكالية التي تزعم " تفسيرها ".

    و عليه فمفهوم مصطلح " إبداع" أصبح ملازما في غالب الأحيان بالظاهرة الأدبية.  الحديث عن إشكالية الإبداع الأدبي سيركز بوجهة نظر فكرية فلسفية على فعل الإبداع الأدبي بعينه. و هذا مع الاعتراف المسبق بصعوبة المهمة حيث يكاد من المستحيل تمثيل الطبيعة الحقيقية لفعل الإبداع الأدبي الذي يتوسع في الغالب بالصور التي تعدُّ الوسيلة الوحيدة لتشكيل خيال ممثل لتجربة فعل الواقع، هذا الأخير يصعب على أن يجزأ و يفصل عن واقعه. و أمام هذا نجد المؤلفين يعمدون إلى طرق مختلفة لجعل واقع النص الأدبي يتقاطع مع واقع التجربة. يقول الفيلسوف الإيطالي في هذا   (Giambattista Vico): " هناك قدرة خاصة بالفكر الإنساني، و هي أن الإنسان في حالة عدم استطاعته على تشكيل فكرة عن الأشياء، كونها غريبة عنه و بعيدة المنال، يقوم بتصورها استنادا إلى تلك التي يعرفها  و يمتلكها عن الأشياء الحاضرة لديه."  

     

    أولا: إشكالية الإبداع الأدبي في النقد العربي.

     

    • ·      ابن قتيبة  في الشعر و الشعراء

     

    ü   " و لم يقصر الله العلم و الشعر و البلاغة على زمن دون زمن، و لا خصّ به قوما دون قوم ، بل جعل ذلك مشتركا مقسوما بين عباده في كل دهر." 23

    ü   " و ليس لمتأخر الشّعراء أن يخرج عن مذهب المتقدمين..." 32  

     

    • ·      المرزوقي في مقدمة شرح ديوان الحماسة لأبي تمام

     

    ü " " فهذه الخصال عمود الشعر عند العرب، فمن لزمها بحقها و بنى شعره عليها فهو عندهم المُفْلِقُ و المحسنُ المُقدَّمُ، و من لم يجمعْها كلَّها فبقدْر سهْمه فيها يكون نصيبه من التقدّم و الإحسان، و هذا إجماعٌ مأخوذٌ به و مُتَّبَعٌ نَهْجُهُ حتى الآن " (ق5ه)

     

    • ·      القاضي الجرجاني في الوساطة بين المتنبي و خصومه

     معلقا على مسألة السرقات الأدبية، داعيا إلى تجاوزها من جانب أن من تقدم من الشعراء

    ü " قد استغرق المعاني و سبق إليها. و أتي على معظمها ز إنما يحصل [ الشاعر المتأخر] على بقايا إما أن تكون تُرِكتْ رغبةً عنها و استهانةً بها، أو لبعد مطلبها و اعْتِياصِ مرامها و تَعَذُّرِ الوصول إليها، ومتى أجْهدَ أحدنا نفسَه و أَعْمَلَ فِكْرَهُ و أتْعبَ خاطرَه و ذِهْنَه في تحْصيل معنى يظنُّه  غريباً مُبْتَدعاً، و نظّم بيتا يحسبه فردا مُخْتًرعاً. ثم تصْفحُ عنه الدواوينُ، لم يخطئْه أن يجده بعينه أو يجد له مثالا يَغُضُّ من حسْنه، ولهذا السببِ أحظُرُ على نفسي و لا أرى لغيري بثَّ الحكْم على شاعرنا بالسرقة." 51. الإبداع= التوليد

     

    • ·      ابن رشيق القيرواني  في العمدة (مفهوم التوليد)

    ü  " أن يستخرج الشاعر معنى من معنى شاعرٍ تقدّمه أو يزيد فيه زيادة، فلذلك يسمى التوليد و ليس في من الاقتداء بغيره، و لا يقال له أيضا سرقةٌ إذا كان آخذا على وجهه." 263 -  264

    الشعر المُخْتَرَع عند ابن رشيق

    ü " المعنى الأول أو الصورة الشعرية الأولى التي يبتكرها الشاعر من غير أن يكون مسبوقا إليها. ولعلّ أول تعريف حدّي له، هو تعريف ابن رشيق القرواني  (ت356 هـ) الذي وصف الشعر المُخْترع بأنه: " ما لم يُسِبق إليه قائله، و لا عَمَلَ أحدٌ من الشعراء قبله نظيره أو ما يقرب منه." (265)

    مصطفى الجوزو/ نظريات الشعر عند العرب)

    التوليد: هو استخراج معنى من معنى مُتقدِّمٍ أو زيادةُ معنى فيه، و لا يُعَدُّ ذلك سرقةً. 265

    الاختراع: الإبداع مرادف عند ابن رشيق للاختراع، و أنه يدلُّ على الأولويّة التي لا نزاع فيها، و على انتفاء النظير و المُقارِبِ. خلافا للتوليد الذي يدلُّ على الإتّباع.265 

    و يكاد مفهوم الاختراع ينحصر في المعاني الشعرية 266

     

    • ·      عبد القاهر الجرجاني في دلائل الإعجاز

    في الإبداع الشعري – المُخْترع – عند الجرجاني (ت 471 هـ).

    ü " إن الفضل يجب و التقديم، إما لمعنى غريب يسبق إليه الشاعر فيستخرجه، أو استعارة بعيدة يفطن لها، أو طريقة في النظم يخترعها ، و معلومٌ أن المعوّل في دليل الإعجاز على النظم "                   الرسالة الشافية 132

    تعليق

    " يرى الإختراع في المعاني و التراكيب اللفظية معا، وذلك يتوافق مع نظرية النظم، بمعنى التأليف. فهو يتحدث عن النظم و أثره في تعيين مكانة الشعراء، و معروف أن النظم يشمل علم المعاني و معاني النحو لأكثر مما يشمل الألفاظ."

     مصطفى الجوزو 277

    " فالجرجاني ذو نظرة شمولية واسعة في الاختراع لا تقتصر على جانب واحد من تأليف الشّعر، بل تشملُ كل الجوانب أو أكثرها، مما كان متعارفا عليه في أيامه: المعنى و الاستعارة و النظم و المجاز و التخييل و المبالغة، و ذلك من أجل أن يمنح الشعر حيوية تنفي عنه الجمود."

    مصطفى الجوزو 278

  • Section 2

    ماستر1/ أدب حديث و معاصر2021-2022

    مادة : إشكالية الإبداع الأدبي

     

    المحاضرتان: الثالثة و الرابعة:

    ثانيا: إشكالية الإبداع الأدبي

    في النقد العربي الحديث و المعاصر

      1. خالدة سعيد: حركية الإبداع
      • " يفترض الإبداعُ مبدئيا رفضَ التقليد، و كلًّ ظُغْيانٍ يتمثل بأحادية التعبير؛ أي القول بشكل فني ثابتٍ أو شكل سابق على العمل الفتي المفروض عليه من خارجه." (22)

    -      الإبداع حركية جدلية.

    1.1.خالدة سعيد: حركية الإبداع

      • "[ الإبداعُ] رفض النظرة الأداتية  التي ترى اللغة و الشكل الفني " وعاءً جاهزاً أو مجموعةً من المفردات و التراكيب القابلة للتكرار، القادرة على استيعاب الجديد المتنوع و تلبية الحجات غير المنتهية."

    -      الإبداع: فاعلية أساسية، محاولة بداية. (الإبتداء)

    2.1. خالدة سعيد: حركية الإبداع

      • " [ الإبداعُ] نتيجة تعارض و انقطاع بين الواقع القائم و طموح الذات ( فردية أو جماعية) إلى واقع غير محقق. (13)

    -      تجاوز النماذج المألوفة المتوارثة التي لم تعد تحقق التفاعل.

    3.1. خالدة سعيد: حركية الإبداع

      • " المبدع هو الذي يقرأ الواقعَ الراهن أو الماضي و التراث، ويعارض هذا بالحلم و موقفه السلبي من الواقع لرؤية المتناقضات مستولدا الجديد" (14)

     

      1. عبد الله العشّي:أسئلة الشعرية – بحث في آليات الإبداع الشعري-
      • يعتبر عبد الله العشي أن عملية الإبداع الشعري تتعلّق ب" حالة روحية يعيشها الشاعر في حالاته النفسية الكثيفة التي تتراكم فيها طبقات من المشاعر المختلفة، تفقد الشاعر القدرة على الوعي بها وعيا كاملا منفصلا." (21)

     

      • 1.2.عبد الله العشّي:أسئلة الشعرية

           و هذه الحالة هي التي يطلق عليها " تجربة الإبداع" هي " التجربة التي لا تدرك بل تُعاش... و هذا ما يجعل وضع نظرية للإبداع الشعري أمرا شديد الصعوبة لما يكتفه من صعوبة استيعاب عملية الإبداع الشعري من لدن الشعراء أنفسهم ناهيك عن النقاد و المنظرين. ولذلك يلجأ الشعراء إلى " التعبير بالصورة عن هذه التجربة، لعلّ الصورة تساعد في عملية التعبير و التلقي معا." (23)

     

      • 2.2. عبد الله العشّي:أسئلة الشعرية

           " إن القصيدة إنما تأتي لتتوج عمل الشاعر الفكري و الروحي، أي أنها ليست وليدة فراغ، أو عدم، و إنما هي نتاج مخزون من الأفكار و المشاعر و الآمال و الآلام، فالقصيدة، وإن كانت لا تقبل الحدود، في أيضا لا تقبل الإجهاض." (43)

      • 3.2. عبد الله العشّي:أسئلة الشعرية

          يقدم عبد الله العشي في هذا المجال جملة من شهادات الشعراء فيما يتعلق بتعليقاتهم حول تجربتهم في الإبداع الشعري:

    ü  نـزار قبــاني: " ليس من السّهْل مراقبة القصيدة، وهي تتشكل، و الشعر الذي يحاول أن يتأمّلَ حركة أصابعه على الورق، يشبه سائق الدراجة الذي يتأمل حركة قدميه فيرتبك...و يفقد توازنه.." (23)

    عز الدين المناصرة: و "جدل الذات مع الخارج" " تتم عملية جانبية جدلية في الذات لها طبائع خاصة،" ومن صراع الذات مع الخارج ينمو الوعي بالخارجي و يمتلئ هذا الوعي بالمعرفة، فتتصارع الذات مع الخارج من أجل إلغائه أو إعادة تشكيله، و في هذه العملية يتولّد القلق و هو الدافع المرتبط مباشرة بعملية الكتابة." (26)  

  • Section 3

    إشكالية الإبداع الأدبي - ماستر 1/ أدب حديث و معاصر

    المحاضرة الخامسة:

    مفهوم الإبداع الأدبي عند أدونيس في كتابه الثابت و المتحوّل

    • يقرن أدونيس الإبداع بالتجديد و الخلق و الثورة. 
    • يخص التجديد عنده الرؤيا ، أداة الإبداع .

    التجديد بهذا المفهوم ليس أمرا جديدا غير مسبوق، بل هو عند أدونيس  يرجع إلى العصر الجاهلي متمثلا في حركة الصعاليك الشعرية بخروجهم عن نمط القصيدة المتوارثة عندهم، و كذالك محاولات امرئ القيس و طرفة التجديدية البديلة و لكن باحتشام كبير.

    • " ففي الشعر الجاهلي نفسه، نجد بذورا قوية لحركة إبداعية خرجت على القبيلة، و قيمها السائدة، وتتمثل هذه الحركة في شعر الصعاليك خصوصا، و تشهد لها قصائد لامرئ القيس و طرفة بن العبد، ولم تكن هذه الحركة خروجا و حسب، وإنّما تحاول أن تطرح بديلا جديدا." 

    عتبة التجديد عند أدونيس مقرونة بما يحدث للشاعر من فارق في الإبداع بينه و بين ماقبله و ما بعده ، بحيث يعلن المسافة بينه و بين الماضي، و يطرح اهتماماته المستقبلية. و التجديد بهذا المفهوم درجات في قوة  التغيير بين الشعراء .فلكل مهم 

    • " طاقة التغيير التي يمارس بالنسبة إلى ماقبله و ما بعده،أي طاقة الخروج على الماضي من جهة و طاقة احتضان المستقل من جهة ثانية "

  • Section 4

    ماستر1/أدب حديث و معاصر 2021-2022

    إشكالية الإبداع   المحاضرة: 6

    حدود الفـن و الواقـع

             يكاد يتفق الباحثون ، على أن الفن لا يطابق الواقع، وأن العلاقة بينهما قائمة على أساس الاختلاف. لأن من أهم العوامل التي تدفع الأديب  إلى الكتابة هو ما في الواقع من نشاز و قصور، يدفع الأديب إلى الكتابة لاستكمال النقص في الواقع، وصياغته صياغة مطابقة لصورة الواقع المتصور.

             وفي مقابل هذه الفكرة، تقوم فكرة مناقضة، تحاول إلغاء الفن، مثل نظريات المحاكاة و الانعكاس، وبخاصة فكرة المرآة العاكسة، القائلة بأن الأدب أو الفن يشبه مرآة عاكسة للواقع من غير تحوير أو تصرف.

             بين هذين الموقفين، يقف الأدباء العرب المعاصرون موقفا وسطا، فيؤكدون على أن طبيعة العملية لبتي يقوم بها الأديب في تعامله مع الواقع لا تقضي إلغاء  طرف أو آخر. ذلك أن القضية حين تكون قائمة على عنصرين، فليس من المنطقي أن يذهب بنا التفكير إلى أن عنصرا واحدا هو العنصر الحاسم لأن ما يحتاج وجوده إلى عنصرين، من الضروري أن يكون قائما على التفاعل و التزاوج و التمايز بينهما.

             إن العملية الإبداعية، نتاج تفاعل جدلي بين قطبين، ذاتي و موضوعي، و كلاهما في حاجة إلى الآخر، و هذا الجدل هو ما يفرز الأدب  وهو ما يحفظ الأدب  ألا يكون صورة منعكسة للواقع أو للذات فقط. إن الأديب لا يقوم بإعادة نسخ الواقع، بل يقوم   بإبداعه  ، و الجديد الذي يبدعه الأديب لا يبدعه لذاته و إنما يبدعه استجابة لمتطلبات الإنسان و تحويل الواقع.

    عبد الله العشي: أسئلة الشعرية (بتصرف)

  • Section 5

    ماستر1/أدب حديث و معاصر 2021-2022

    إشكالية الإبداع   المحاضرة:7

    إشكالية العلاقة بين النص و مبدعـه 7+8

            لم يكن النقد التقليدي يتساءل عن هذه المسألة لأنه لم يكن يرتاب في أن صاحب النص هو الذي يكتبه و لا أحد سواه. و لكن طالعتنا آراء جديدة من الغرب في القرن العشرين، تزعم أن الكاتب ليس هو الكاتب الحقيقي لنصّه و ما ينبغي له، و لكنه مجرد كاتب ضمني.  و إذن فما علاقة النص بمبدعه؟

             إن العملية الإبداعية الناشئة عن حركة الكاتب الخيالية التي تنطلق من نحو الخارج لتخترق الداخل، لتعُودَ، تارة أخرى على الخارج، و لكن في صورة فيزيقية تُرى بالعين، وتتّخذ لها حيّزا شرعيا داخل مساحة و عبر زمن، تشبه حال الشجرة المثمرة حين يحين إيتاءِ أُكْلها...  فالكاتب حين يكون عليه أن يكتب، لابدّ له من أن يكتب. فهو في فعله ليس حرّا، فالكتابة ليست حرية، ولكنها، واجب و ضرورة. 

             غير أن هناك من يرفض أن يكون النصُّ منتميا إلى مؤلفه بأيّ وجه؛ فليس الكاتب،  بالقياس إلى هذا التوجه، ذا وجود في سلّ م التصنيف التاريخيّ، أو الواقعيّ، على الإطلاق. فهذا موريس بلانشو (Maurice Blanchot) يزعم أن " الكتابة وَجدتْ نفسها مستقلةً بنفسها بالقياس إلى العالم ؛ لا شيء عاد يسمح بمواجهة الإبداع بالواقع من أجل الحكم بحقيقتها...ذلك بأن معيار حقيقة إبداع ما يعود إلى النقد العلمي  في تحديد بنائه بناء على ارتباطه بقوانين الكتابة (Des lois de l’écriture) و ليس انطلاقا من مطابقة تفرضها مثالية معينة، بين الألفاظ و الأشياء".

    عبد الملك مرتاض: نظرية النص. (بتصرف)

     

     

  • Section 6

    ماستر1/أدب حديث و معاصر 2021-2022

    إشكالية الإبداع   المحاضرة: 9+10

    النــصُّ الأدبـيُّ

           في حديثنا المدرسي، و في مناسبات أخرى، نستعمل كلمة " أدب"، إلا أننا في الغالب لا نفكر أو لا نرغب في تحديدها و توضيح معالمها.فكأن المدلولَ الذي تؤديه معروفٌ و طبيعيٌّ و لا يشكل مُعضلةً خَليقةً بأن تؤدي إلى دراسة مستقلةٍ و جديّةٍ. و إذا أردنا أن نخرج من الحلقة المفرغة ( الأدب هو الأدب ) فلا بدّ أن ننتبه إلى توضيح القرار الضمني الذي يجعلنا نصف بعض النصوص بأنها نصوص أدبية. [و لكن] ينبغي قبل كل كلام عن الأدب أن نوجه جهدنا إلى تعريف النص بصفة عامة. فما معنى النص؟

             أول ما يلاحظ أن كلاما ما لا يصير نصا إلا داخل ثقافة معينة. فعملية تحديد النص ينبغي أن تحترم وجهة نظر المُنْتمين إلى ثقافة خاصة، لأن الكلام الذي تعتبره ثقافةٌ ما نصّا قد لا يعتبر نصا من ثقافة أخرى، بل هذا ما يحدث في الغالب. في هذا أضار بعض السيميائيين – لوتمان - إلى أنه من وجهة نظر ثقافة معينة تظهره الثقافات الأخرى.  و إذا قبلنا هذه الفكرة نستطيع أن نرسم الجدول التالي:

    ثقافة          لا ثقافة         نظام          لا نظام

    و إذا أخذنا بفكرة أن الثقافة مُكونةٌ من مجموعة من النصوص فإنّه يتعين علينا أن نُضيفَ إلى الجدول ما يلي:

    نص         لا نص

             هنا لا بد من الإشارة إلى أننا عندما نتكلم عن النص، فإننا نفترض عادة وجود اللآنص؛ علينا إذا أن نبين الفرق بين النص و  اللآنص. كيفما كان الحال فإنه لا يكفي أن تكون هناك جملة أو مجموعة من الجمل –شفوية أم مكتوبة – لنقرر بأنها نص. لا بد من شيء آخر، لا بد من أن عليها الثقافة المعنية و ترفعها إلى مرتبة النص. النص يتمتع بخاصيات إضافية - على اللآنص حيث أن هذا الأخير يذوب في المدلول اللغوي- أي بتنظيم فريد يعزله عن اللآنص [النص] مدلول ثقافي. فعلاقة النص بالثقافة كعلاقة اللآنص  باللاثقافة.

     

    النص: الثقافة: اللآنص: اللاثقافة

             و ما دام النص له مدلول ثقافي فإنه يُحْتفَظُ به و يُخْشى عليه من الضياع. فهو لهذا السبب يُدوّنُ و يُحْصرُ بين دفتيْ كتاب، إلا أنه لا يكفي أن يُكتب قولٌ ليصير نصا. لا ينبغي أن ننْسى أن النص يكون نصا حسب وجهة نظر ثقافة معينة. ففي المجتمعات التي لا تكون الكتابة فيها مُنتشرةً انتشارا واسعا، يمكن اعتبار التدوين معيارا كافيا إذا لا تدون إلا النصوص. وهذا ما حصل مثلا في العصر الكلاسيكي العربي. أما في المجتمعات التي تنتشر فيها الكتابة انتشارا واسعا، فإن التدوين ليس بالمعيار الكافي. النص لا يُدون فقط بل يحرص على تعليمه. و بما أن النص يكون عادة عسيرا أو غامضا أو " غنيا" فإنه لا بد من مفسر أو مؤول يوضح جوانب الظلمة فيه.

             و هنا لا بد من التأكيد على العلاقة التي تربط النص بالتعليم. فالتعليم هو الذي يحقق الهدف الذي يرمي إليه النص. و لا بد من الإشارة غلى أن اللانص لا يُفسّرُ و لا يؤول. بل لعل انعدام التفسير يشكل مقياسا كافيا لتعريف اللانص. ألف ليلة و ليلة لم تفسر لأنها حسب وجهة نظر الثقافة الكلاسيكية لم تكن تعتبر نصا. كان ينقصها التنظيم الداخلي الذي يحدد النص. و على حدّ قول " ميشيل فوكو" " إذا كان الكلامُ  لا يُحصى، فإنّ النُّصوصَ نادرةٌ "

             بعد هذه التوضيحات الوجيزة لكلمة " نص"، علينا أن ننظر إلى كلمة " أدب". أول ما نقوله هو أننا اليوم لا نكاد نستعملها بالمدلول الذي كان لها في الثقافة الكلاسيكية، وإنما نستعملها بمدلول كلمة (Littérature) و فرق بين أن تقول (الأدب) و بين أن تقول (Littérature). و لعلنا سنقر بهذا إذا حاولنا ترجمة عنوان الأدب الكبير أو الأدب الصغير لابن المقفع إلى الفرنسية... ففي عهد ابن المقفع تدل الكلمة على ما يجب التحلي به من الأخلاق و الفضائل. الأدب بهذا المعنى له صبغة تعليمية. و النص الذي يحقق هذه الصفة تغلب عليه صيغة الأمر و النهي. بهذا المعنى نجد كثيرا من الأنواع تندرج تحت نمط خطابي يمتاز بهذه الخاصية البنيوية. و إذا انطلقنا من الاهتمام بالنمط نجد أن حكَم زُهير في معلقته أقرب إلى الموعظة منها إلى الشعر، و كتاب كليلة و دمنة أقرب إلى الموعظة منه إلى القصة... و هي حكمة تتميز بالأمر و النهي. الأدب في هذا المجال له مدلول واحد رغم الأنواع العديدة التي تندرج تحته و التي لها مميزاتها الخاصة.

             هل يوجد تعريفٌ بنيوي للنص الأدبي، أي تعريف يعتمد على بنية النص الأدبي؟ فإن التعريف الذي ننقب عنه يجب أن يشمل جميع الأنواع التي تعتبر أدبيةً، أي يجب أن لا يُنْظرَ إلى الأنواع على حدة و إنما إلى النص الأدبي كيفما كان نوعه.

             الملاحظ أننا نصرُّ على دراسة الخطاب الأدبي بمعزل عن الخطابات الأخرى كما لاحظ بارت ذلك و هذا سبب الفشل في تعريف الأدب فما أكثر الخطابات المختلفة الأنواع التي تتلقانا في كل وقت و حين.و لسبب أو لآخر فإننا لا نهتم إلاّ بالخطاب " الأدبي" فحسب... محاولة تعريف الأدب محاولة سابق لأوانها و لن تنتج ثمارها إلا في إطار نظرية شاملة لكل أنماط الخطاب. و هذا بالإضافة أنه ليس هناك مبرر لإعطاء الأولية للخطاب الأدبي على حساب الخطابات الأخرى.

    عبد الفتاح كيليطو: الأدب و الغرابة ( بتصرف)

                 

              

             

  • Section 7

    إشكاليـة المعنى في الإبداع الأدبي

             يمثل المعنى النتيجة المرجوّة من كلّ نصّ أو رسالة، و هو خلاصة ما يودّ المرسل أن ينقله للمتلقي.و لكنْ هذا المعنى قد لا يتحقق من اللفظ فقط، فهناك الظروف المحيطة بالحدث الكلامي، و موجهات المعنى الداخلية و الخارجية للمرسل و للجماعة التي ينتمي إليها، و هناك ممكنات المتلقي التي تسعف معنى الرسالة، و تحرك دوافعها في اتجاهات مختلفة.

             إن اللفظ وحده قد يكون قادرا على تقديم المعنى الإجمالي، أو المحدد للرسالة، بمعنى أن الألفاظ قد تتيح عدة خيارات للرسالة الواحدة، و لكن السياق الذي يحكم مجريات الرسالة، و يتحكم في معطياتها، و بواعثها، ومنطلقاتها و أهدافها يحدد طبيعة هذا المعنى، و يتحكم في إقصاء الاحتمالات الأخرى، عن طريق دعم المقترحات الأكثر بروزا و حضورا.

             المعنى و اللفظ هما ثنائية التركيب اللغوي في شكله العام الذي تفرضه اللغات، و تلك الثنائية...تهدف إلى توصيل خطاب اجتماعي، أو تواصلي أو معرفي ما. فاللفظ هو مادة الخطاب أو الرسالة في حين أن المعنى هو مضمون الرسالة أو الهدف منها الذي يقصده المرسل و يفهمه المتلقي.إلا أن المعنى – مضمون الرسالة – لا ينحصر حدوثه التام من خلال بنية التركيب و مادته أي العلاقة بين الدال و المدلول فقط، فهناك الإطار اللغوي الذي يحدد دلالة كلمة أو تركيب ما. و هناك الإطار الاجتماعي و الثقافي الخاص، الذي يشكل خلفية ذهنية ينبغي أن تكون مشترطة بين المتلقي و المرسل لتوحيد المعنى بينهما.

             و السياق نوعان: سياق داخلي أو سياق التلفظ، و يتمثل في عناصر اللغة، وكيفية تتابعها في الصياغة و التراكيب، و هو بذلك يمثل معطيات لغوية يمكن تحليلهامن داخل النص، أو الرسالة. و هناك السياق الخارجي أو سياق المقام، و هو السياق الذي يمثل مجموع الملابسات الخارجية التي تحكم عناصر الموقف اللغوي، من سياقات نفسية تمثل دوافع المرسل، أو تحكم استجابة المتلقي، أو سياقات ثقافية تتعلق بالمحيط الثقافي الذي يحكم المرسل و المتلقي و الرسالة. لذا فللخروج بمعنى ما، لا بد من تقصي كل جوانب الظاهرة اللغوية للحكم عليها، وإبراز المعنى الذي تشكله تلك الظاهرة، بمعطياتها الداخلي السياق اللغوي أو سياق التلفظ، و المعطياتالخارجية "سباق الموقف" أو " سياق الحال ".

             إن اللغة الأدبية تهدف و بشكل قصدي إلى مغايرة المعنى اللفظي، عن طريق حيل كلامية تستهدف خلق سياقات لغوية و أدبية خاصة، يلجأ إليها الأديب ليتمكن من صناعة معنى جديدعن طريق الدمج بين الألفاظ و تركيبها بشكل غير مألوف ... و هذا يشكل في حدّ ذاته سياقا نسقيا أدبيا، مصنوعا و مستهدفا من قبل الطاقة التخيلية لدى الأديب و المتلقي. فاللغة كائن اجتماعي يتأثر بالمتغيرات النفسية و الاجتماعية للأفراد و الجماعات.

             لذ يجب – كما يقول فوكو – ألا نُذيب الخطاب في لعبة دلالات سابقة، و ألا نتخيل أن العالم يصوب لنا وَجْهًا يمكن قراءته، وجها لم يبق علينا سوى أن نفك رموزه. فالمنتج النصي لا يمكن القبض على معانيه البعيدة إلا من خلال الرؤية الشمولية لجميع السياقات الداخلية و الخارجية و علاقات بعضها ببعضها الآخر.

             إن قراءة عناصر الإبداع الأدبي الداخلية و الخارجية، ستجعل المتلقي في مواجهة النص الأدبي لتخلق نصا و فكرة ومعنى و ستتيح للتأويلات التي تدور حول النص فرصة الأخذ بأرجح الدلالات. ذلك لأنه إذا كانت الكلمة هي بالتحديد سلسلة من الممكنات الدلالية حيث أن كل كلمة تشمل معانٍ متعددة، فإن اندراجها ضمن خطاب يُقلِّصُ من الممكنات عبر تحديد سقف دلالي موح للخطاب.المرجع: فاطمة الشيدي، المعنى خارج النص ( بتصرف)

             

  • Section 8

    Marqué

    مخطط إجابة امتحان الفصل الأول لمادة إشكاليات الإبداع الأدبي

    أولا: عناصر الموضوع (إشكالات الإبداع الأدبي المطروحة في النص).[6/20]

    1. إشكالية تحديد ماهية (تعريف/ مفهوم) الإبداع الأدبي وموضوعه. (  02)  
    2. إشكالية لغة الإبداع الأدبي. (  02)
    3. إشكالية تلقي الإبداع الأدبي. (  02)

    ثانيا: تحليل و مناقشة عناصر الموضوع [ 14/20]  

    1. إشكالية تحديد ماهية (تعريف/ مفهوم) الإبداع الأدبي وموضوعه.

    الشاهد من النص:

    " إنه من الصعوبة بمكان الاتفاق حول طبيعة الإبداع الأدبي، كما أنه يصعب الإجماع  على تحديد الهويّة المحدّدِة لماهية " الأدب" و موضوعه.  حيث أنه من المؤكد أن هذا الاسم – الأدب -،  استعمل دائما للدلالة على كلام يبعث اللذة أو يثير الاهتمام لدى سامعه أو قارئه."

    • ·       التحليـلوالمناقشـة:  (05 )

    الإبداع الأدبي بطبيعته الحيوية المتطورة المرهونة بالمبدع و مؤهلاته الثقافية و الاجتماعية و النفسية، وكذا بتفاعله الجدلي مع واقعه المتحول و المتغير، و كذا ببيئة تلقيه المتطورة ...كل ذلك يجعل وضع حد للإبداع الأدبي أمرا متعذرا. فضلا على أن مصطلح " أدب" لا يفي بطبيعته مقابل " littérature"

    2. إشكالية لغة الإبداع الأدبي.

                      الشاهد من النص:

                          " وبناء على ذلك فهو قولٌ أكثر صناعة من الكلام العادي. فالأدب ليس نسقا رمزيا " أوليّا                     " و إنما هو نسقٌ " ثانوي" فهو يستعمل نسقا موجودا قبله، مختلفا عنه. هناك وعيٌ باللغة في                   فعل أللإبداع الأدبي وهذا ما يجعل الأدب ينطوي دوما على بُعد يتجاوزه كأدب."

     

     

    • ·       التحليـل والمناقشـة:  (05 )

    اللغة الأدبية لغة خاصة تختلف عن اللغة العادية أو الطبيعية ذات الوظيفة التواصلية و هي النسق الأول الذي يعتمد علية الإبداع الأدبية . ( الأدبية عند ياكوبسون). نسق لغة الإبداع الأدبي نسق خاص يعتمد على الإيحاء (connotation) و التأويل وهو ما يعني أن اللغة الأدبية ذات بعد تتجاوز الأدب.  

    1. إشكالية تلقي الإبداع الأدبي

    الشاهد من النص:

    " و عليه فإن الإبداع الأدبي، يجعل المتلقي في مواجهة نص أدبي ليبدع هو الآخر نصا. و ستُتاح للتأويلات التي تدور حول النص فرصة الأخذ بأرجح الدلالات. ذلك أن مُنْتَجَ الإبداع الأدبي لا يمكن القبض على معانيه البعيدة إلا من خلال الرؤية الشاملة لجميع السياقات و علاقات بعضها ببعض."

    • ·       التحليـل والمناقشـة: :  (05 )

    المتلقي هو الذي يضطلع بإبداع نصه ضمن عملية التلقي حيث تشارك السياقات و درجة وعي المتلقي بالجنس الأدبي.( السياق الداخلي + السياق الخارجي ) و هذا ما يحفظ للإبداع الأدبي حيويته ورونقه الدائمين.

     

    ملاحظات:

    • ·       يراعي عند التقييم الأسلوب، المنهجية ...
    • ·       عناصر الإجابة محددة، مرتبطة بالنصوص التي تمت مناقشتها في المحاضرات الحضورية وكل خروج عنها لا يحسب.. لا يعتدّ بالإجابات العامة.