Aperçu des sections

  • Section 1

    ثقافة الصورة /ماستر2/ نقد أدبي حديث و معاصر  2021-2022

    المحاضرة الأولى

    مقدمة

           يُنسب ل"كونفوسيوش" (confucius) الفيلسوف الصيني قوله:" إن الصورة تساوي ألف كلمة". و هو القول الذي يفتح أمامنا مجالا رحبا للمناقشة و التساؤل حول ماهية الصورة التي يمكن لها أن تأخذ مكان الكلمات لتغدو لغة بعينها مستقلة بنفسها. و لعل هذا الطرح هو الذي دفع بالكاتبة " جاكينو جونفياف" (Jacquinot Geneviève) إلى البحث في العلاقة بين الصورة و اللغة، وقد طرحتْ مشكلتها البحثية ضمن سؤال: كيف لا نتكلم مع الصور (Image et Langage ou comment ne pas parler avec des images).

           و عليه يمكن طرح السؤال الآتي: إذا كانت الصورة لغة، فلها علاقة – مثلما اللغة – بالثقافة؟ و ليصبح الكلام مشروعا عن ثقافة الصورة. و الصورة بهذا المنظور تصبح موضوع تواصل و ذات وشائج بالعلاقات الاجتماعية. و هو الملمح الذي أكد عليه الدكتور المتخصص في علم التواصل " بيرايا" (Peraya): " لا تعلمنا نظريات التواصل عملية التوصيل فحسب، و لكن أيضا إرساء علاقات اجتماعية "

           فالصورة إذا، تواصلية  من جانب أنها تشي بمضمون ما لأحدهم، و هي في الآن نفسه ذات طابع تعليمي (didactique) و ثقافي، تحمل المعارف. و هي الوظيفة التي تؤهلها  لتربية بصرية ثقافية، تغدو فيها الصورة بمثابة لغة بعينها تحقق التواصل مع الآخر. و يتأكد لنا هذا مه خلال تعريف اللغة الذي جاء في قاموس " لاروس" (Larousse):  

    «  capacité, observée chez tous les hommes, d’exprimer leur pensée et de communiqué par un moyen des signes vocaux remplissant un fonction de communication »   

     

    و هذا ما يسمح لنا بالقول: إن الصور لغة ، و الصورة لسان؛ فنقول لغة الزهور، لغة العلامات، لغة الصور، وهي لغة عالمية، تحمل مرسلات (messages)، وهي التي حدد بوساطة علاقتها بمواضيعها الوظائف التي تضطلع بها لتحقيق التواصل. و هو العمل الذي قام اللساني "رومان ياكبسون" حول المرسلة الصوتية ، ولكن هذه المرة على المرسلة البصرية.

           هناك ضميمة أخرى لطبيعة الصورة، وهي أنها أيضا بمثابة وثيقة (document). ذلك أن الصورة في البيئة الاجتماعية، تساعد على تبادل المعلومات، كما بتخزينها في الذاكرة و تثبيت الزمنية. و هذا ما يجعلها أيضا بمثابة كتابة. و هو الاتجاه الذي يحمله تعريف الصورة عند اليونان (photos-grapho) حيث أن   photos تعني النور أو الضوء و grapho تعني الكتابة. و منه التصوير هو الكتابة بالضوء أو النور. فالصورة بهذا وثيقة، شهادة و عمل فني.

             

     

  • Section 2

    ثقافة الصورة /ماستر2/ نقد أدبي حديث و معاصر  2021-2022

    المحاضرة الثالثــة

    الصورة و التواصل (2)

     

    ثالثا: سيرورة التواصل

          لقد تبين لنا مت سبق طرحه حول التواصل، أن هذا الأخير يحمل فكرة إرساء علاقة. ذلك أنه بالتواصل بشكل أو بآخر يتم وضع علاقة مع العالم المحيط بنا. ذلك أن التواصل و هو المنبثق من العلاقات الاجتماعية يساهم في بلورة العلاقات الاجتماعية، تعزيزها  و تحوليها أيضا. و من ثمة يمكن تعيين التواصل على المستوى الإنساني بأنها سيرورة حيوية التي بوساطتها يرسي علاقاته مع الآخرين لنقل أو تبادل الأفكار، المعارف، العواطف سواء أباللسان شفهيا أو مكتوبا و كذا بأنساق علامات أخرى؛ حركات، إيماءات، موسيقى، رسم ...   

           و من هذا نستنتج أن التواصل يحتكم إلى سيرورة لتحقيق أهدافه في العلاقات الاجتماعية. ذلك ا، التواصل في جوهره سيرورة نقل المعلومة. المرسل(émetteur) يرسل سيلا من المعلومات بوساطة قناة (canal) حيث تمر المُرْسلات (messages) وفق سنن (code) معين. ( نصوص، صور، أصوات...).  و لذلك يتطلب التواصل تدخل بعض العناصر هي:

    • المُرْسِل: (L’émetteur):

    و هو الذي يضطلع بإرسال المعلومة، أو هو على العموم الفرد الذي هو مصدر أو باعث التواصل. و عليه حينئذ أن يحدد بدقة الأهداف الذي يرمي إلى الوصل إليها و تحقيقها و كذا نوع الإجابة التي يأمل الحصول إليها.  و هو يتحمل مسؤولية ذلك، كونه هو الذي يأخذ على عاتقه بعث المرسلة التي يتلقاها المستمع (L’auditeur).

     

     

    • المُسْتَقْبِلُ (Le récepteur):

    و هو الذي يتلقى المرسلة، أو قد يكون مجموع الأشخاص الدين هم معنيون بالمعلومة.

    • المرسلة (Le message):

     و هي التي تضمُّ المعلومة، و هي عبارة عن مجموع الرموز (symboles) المرسلة من لدن المرسل.

  • Section 3

  • Section 4

    ثقافة الصورة /ماستر2/ نقد أدبي حديث و معاصر  2021-2022

    المحاضرة الثانية

    الصورة و التواصل (1)

     

    أولا: تعريف الصورة

           عند البحث في القواميس عن المعنى الاشتقاقي للصورة، نجد أن هذه الأخيرة تكتسي على العموم ثلاثة أوجه مختلفة. مما يشير إلى صعوبة تحديد مفهوم الصورة.  وهذا على الرغم من الحضور القوي الذي تسجله الصورة في حياة الإنسان الذهنية، العاطفية و النفسانية.

           فكملة " صورة " (image) مشتقة من الكلمة اللاتينية (imagene) حيث أن الجذر (im) يعدُّ قاعدة المعنى و يعني محاكاة (imitari). و في اليونانية تأخذ الصورة معنى الوجه (figure)التمثيل (représentation) المشار إليه ب " الأيقون" (Icone) الذي يعيّن في العادة الرسوم الدينية على الألواح الخشبية.  و يضاف للمعنى كلمات من قبيل الوجه، النسخة،إعادة الإنتاج في ترجمات عديدة ل" الأيقون".

           و قد تناولت الدراسات المعنية بالصورة المفهوم ضمن ثلاثة اتجاهات:

    الأول يحمل معنى أن الصورة هي عبارة عن إعادة إنتاج شيء مجسّد عن واقع غير مرئي، على غرار الصورة المنعكسة من مرآة.   

    والمعنى الثاني، يذهب إلى اعتبار الصور تمثيل قائم على المشابهة، المقارنة. بمعنى علاقة مجاز بواقع.

    و أما المعنى الثالث، فيذهب إلى اعتبار الصورة تمثيلا ذهنيا لإدراك ما؛ أي الصورة التي نتمثلها لهذا الشيء أو ذاك.

    ثانيا: تعريف التواصل

           الإنسان بطبعه، كائن يحتاج إلى التواصل مع بني جنسه لتحقيق مآربه. و يوظف ذلك جملة من الوسائط؛ الحركات، الكلام، الرسم، المكتوب، اللباس... للفهم و الإفهام. و للعيش في انسجام مع بيئته و محيطه، ينسج الإنسان علاقات تبادلية مع الطبيعة، حيث يتقاسم المعلومات ، التجارب و الأفكار مع بني جلدته ولتجسيد ذلك، يلجأ إلى التواصل.

           و الواقع أن التواصل مجالات حياة الإنسان جلها، حتى غدا الفعل الاجتماعي المهيمن و المقنن لحياة الإنسان، يستحيل الاستغناء عنه. و الملاحظ في هذا الصدد،  أن الأنتروبولوجي " غريغوري باتستون"(Grégory Bateston) أضاف إلى  التواصل الإنساني، التواصل الحيواني، النباتي و حتى التواصل بين الآلات.

           من منظور الاشتقاق، مصطلح (communication) مشتق من اللفظة اللاتينية (communicare) التي تعني؛ تقديم الشيء المشترك. فالملاحظ هنا أن فكرة التقاسم أو الاشتراك هي لبّ المصطلح. و من ثمة يصبح مفهوم التواصل يعني التبادل، التساهم ، الاقتسام ، لإنشاء علاقة متبادلة. (يتبع)

  • Section 5

    ثقافة الصورة /ماستر2/ نقد أدبي حديث و معاصر  2021-2022

    المحاضرة الرّابعــــة

    الصورة و التواصل (3)

     

                 ومن جهة أخرى،  يفترض التواصل تبادل المرسلة، و إنشاء هذه الأخيرة، يمكن أن يتمَّ بوساطة  دعائم و عمليات:

    • السَّنَنُ (Le code):

    و هو مجموع العلامات التي تتشكل منها المرسلة. و لتحقيق التفاهم، يجب أن تشترك أطراف التواصل؛ المرسل و المستقبل، السنن القائم على التوافق، وهو متنوع في أشكاله.

    • القناة (Le canal):

    إنه الدِّعامة التي تنقل علامات المصدر نجو الهدف. و هو السبيل المادي الذي تسلكه المرسلة للانتقال من المرسل إلى المستقبل ( السمع، الرؤية، اللّمس...)

          و يخضع التواصل إلى عمليتين أساسيتين، إحداهما من قبل المرسل و الأخرى من لدن المستقبل، و هي عملية التأويل.

    • التَّسْنِينُ (L’encodage): و هو عملية تحويل الأفكار إلى رموز، في شكل صور... أي منح المعلومة سننا معينا.
    • فك التسنين (Le décodage):
    • وهي عملية عكسية للتسنين. حيث أن المستقبل يؤوّل العلامات التي تلقاها من المرسل لفهم مرسلة المرسل. وهي بهذا سيرورة يمنح المستقبل بموجبها دلالى للمعلومات المسلة له من لدن المرسل.
    • السياق (contexte):

    و يمثل الإطار المقامي العام الذي أرسل فيه المرسل مرسلته و هو نفسه الذي تلقى فيه المرسل إليه الرسالة نفسها.

     

     

     

     

     

     

     

     

    المستقبل

    المرجع

    المرسلة

    السنن

    القناة

    المرسل

     

     

     

     

     

     

     

    ترميز التواصل عند ياكبسون

     

          فالتواصل إذا هو نقل المرسلة من مرسل إلى مستقبل، يمكن أن يكون كلاميا أو غير كلاميّ، بصريا أو غير بصريّ. غير أن ما يعنينا في هذا المقال التواصل البصري (communication visuelle) فما هو؟

    التواصل البصري

          يستعمل التواصل البصري العلامات البصرية (Les signes visuels) لإمكانية تحقيق عملية التبادل مع الآخرين. ويمكن أن تكون هذه العلامات مكتوبة،  في شكل مُصور،  على هيئة حركات، ألوان أو أشكال معينة... و هي كلها تعتمد على الرؤية فحسب. وهي لذلك تتمثل في مجموع المعلومات المرسلة بوساطة العناصر الكتابية و البصرية.  و الصورة في طبيعتها تجذب المرسل إليهم إليها بما تصمنه من أشكال و ألوان.

          فهي التواصل التي يوظف الزائل البصرية. و هي بهذا تسمح بتنويع مضامين المرسلات. وتتطلب معرفة جيدة بسنن الصور حتى يتسنى للمرسلة المدركة من لدن المرسل إليه أن تكون مفهومة بشكل جيدا.

  • Section 6

    Marqué

    ثقافة الصورة /ماستر2/ نقد أدبي حديث و معاصر  2021-2022

    المحاضرة االخامسة

    الصورة كونها نتاجا ثقافيا

    " الصورة الإشهارية أنموذجا "(1)

           يعدُّ الإشهار الوسيلة الأنجع للولوج إلى السياق الثقافي لمجتمع ما. ذلك أنه يعمد إلى إعادة إنتاج التمثلات الجماعية و يكشف بذلك المتخيل الجماعي للمجتمعات. ذلك أن كل مجتمع له مميزاته الخاصة به من حيث الثقافة المتعددة الأبعاد؛ حيث تغطي في الآن نفسه العادات، أنماط الحياة، اللغة، الفن الأخلاق ، التقاليد...الخ

           و على العموم فإن الصور الإشهارية بإمكانها التعبير عن ثقافة معينة في لحظة تاريخية ما و عن مكان بعينه أيضا. و عليه فإن البحث في الصورة الإشهارية هو البحث في جوهر النموذج السوسيوثقافي المنضوي في تلافيف المرسلة. و يتم ذلك بتحليل الصورة الإشهارية و كأنها مرآة ذات بعد ثقافي في حدّ ذاتها.

           و الملاحظ أن النظر إلى الصورة الإشهارية على أنها نتاجٌ ثقافيٌّ مردة إلى انتمائها إلى مخيال خاص يكشف عن وضع مخصوص مستخلصٌ من واقع معين نتجه التمثيلات لأفكار يراد لها التأثير في المستهلك قصد حثه على الإقبال على منتوج ما. ذلك أن المُستقبِلَ يصبح بمثابة مرآة لتأويل الصورة على أساس واقعها و ثقافتها.

           و من ثمة فإن عملية التأويل تلك تبحث عن الدلالة المتضمنة في الصورة الإشهارية  تفسح المجال نحو البحث في حياة العلامات في الصورة الإشهارية و هي العملية التي يطلق عليها " السيميوز" (sémiose) [ تراجع دروس السيميائيات في هذا الشأن] و هي التي تتحكم في رؤى العالم (visions du monde) و كذا المقاربات الثقافية و الإيديولوجية. و يظهر هذا في اختيار شخصيات الصورة الثقافية؛ حداثية / تقليدية، شبابية ...ذات العلاقة بالمجتمع الهدف و بذهنيات محددة لهذا المجتمع و النماذج التي يحلم بها.

           و هي الصور و الأنماط التي تعوّد عليها المجتمع . وهي التي يسميها " بورس" المكتسبات السابقة التي تتحكم في ذهن المستهلك و توجه لاستهلاك منتوج معيّن؛ نوع من الثياب، العطور، الهواتف...

      

          

     

     

     

  • Section 7

  • Section 8

  • Section 9

  • Section 10