Résumé de section
-
ثقافة الصورة /ماستر2/ نقد أدبي حديث و معاصر 2021-2022
المحاضرة الثانية
الصورة و التواصل (1)
أولا: تعريف الصورة
عند البحث في القواميس عن المعنى الاشتقاقي للصورة، نجد أن هذه الأخيرة تكتسي على العموم ثلاثة أوجه مختلفة. مما يشير إلى صعوبة تحديد مفهوم الصورة. وهذا على الرغم من الحضور القوي الذي تسجله الصورة في حياة الإنسان الذهنية، العاطفية و النفسانية.
فكملة " صورة " (image) مشتقة من الكلمة اللاتينية (imagene) حيث أن الجذر (im) يعدُّ قاعدة المعنى و يعني محاكاة (imitari). و في اليونانية تأخذ الصورة معنى الوجه (figure)التمثيل (représentation) المشار إليه ب " الأيقون" (Icone) الذي يعيّن في العادة الرسوم الدينية على الألواح الخشبية. و يضاف للمعنى كلمات من قبيل الوجه، النسخة،إعادة الإنتاج في ترجمات عديدة ل" الأيقون".
و قد تناولت الدراسات المعنية بالصورة المفهوم ضمن ثلاثة اتجاهات:
الأول يحمل معنى أن الصورة هي عبارة عن إعادة إنتاج شيء مجسّد عن واقع غير مرئي، على غرار الصورة المنعكسة من مرآة.
والمعنى الثاني، يذهب إلى اعتبار الصور تمثيل قائم على المشابهة، المقارنة. بمعنى علاقة مجاز بواقع.
و أما المعنى الثالث، فيذهب إلى اعتبار الصورة تمثيلا ذهنيا لإدراك ما؛ أي الصورة التي نتمثلها لهذا الشيء أو ذاك.
ثانيا: تعريف التواصل
الإنسان بطبعه، كائن يحتاج إلى التواصل مع بني جنسه لتحقيق مآربه. و يوظف ذلك جملة من الوسائط؛ الحركات، الكلام، الرسم، المكتوب، اللباس... للفهم و الإفهام. و للعيش في انسجام مع بيئته و محيطه، ينسج الإنسان علاقات تبادلية مع الطبيعة، حيث يتقاسم المعلومات ، التجارب و الأفكار مع بني جلدته ولتجسيد ذلك، يلجأ إلى التواصل.
و الواقع أن التواصل مجالات حياة الإنسان جلها، حتى غدا الفعل الاجتماعي المهيمن و المقنن لحياة الإنسان، يستحيل الاستغناء عنه. و الملاحظ في هذا الصدد، أن الأنتروبولوجي " غريغوري باتستون"(Grégory Bateston) أضاف إلى التواصل الإنساني، التواصل الحيواني، النباتي و حتى التواصل بين الآلات.
من منظور الاشتقاق، مصطلح (communication) مشتق من اللفظة اللاتينية (communicare) التي تعني؛ تقديم الشيء المشترك. فالملاحظ هنا أن فكرة التقاسم أو الاشتراك هي لبّ المصطلح. و من ثمة يصبح مفهوم التواصل يعني التبادل، التساهم ، الاقتسام ، لإنشاء علاقة متبادلة. (يتبع)