Résumé de section
-
الترجمة:السنة الثالثة
2021-2022
المحاضرتان : 3+4
الترجمــة و التواصل
الترجمة عملية تواصلية. لكنها عملية ليست بالبسيطة، ذلك أنها تتمُّ بين طرفي تواصل متباينين – المرسل و المتلقي - في اللغة، الثقافة ، الحضارة و الهوية. و على العموم فإن الترجمة سيرورة خاصة. و عليه وجب التذكير بمبادئ التواصل أولا لضرورة المنهجية.
سيرورة التواصل
لقد تبين لنا ممّا سبق طرحه حول التواصل، أن هذا الأخير يحمل فكرة إرساء علاقة ما بين أطراف التواصل. ذلك أنه عن طريق التواصل ، يتم وضع علاقة مع العالم المحيط بنا. فالتواصل و هو المنبثق من العلاقات الاجتماعية، يساهم في بلورتها و تعميقها و تعزيزها.
و من ثمة يمكن تعيين التواصل على المستوى الإنساني بأنه سيرورة حيوية التي بوساطتها ترسي علاقاته مع الآخرين لنقل أو تبادل الأفكار، المعارف، العواطف سواء أباللسان شفهيا أو مكتوبا و كذا بأنساق علامات أخرى؛ حركات، إيماءات، موسيقى، رسم ... المرسل(émetteur) يرسل سيلا من المعلومات بوساطة قناة (canal) حيث تمر المُرْسلات (messages) وفق سنن (code) معين. ( نصوص، صور، أصوات
- المُرْسِل: (L’émetteur):
و هو الذي يضطلع بإرسال المعلومة، أو هو على العموم الفرد (مؤسسة) الذي هو مصدر أو باعث التواصل. و عليه حينئذ أن يحدد بدقة الأهداف الذي يرمي إلى الوصول إليها و تحقيقها و كذا نوع الإجابة التي يأمل الحصول إليها.
و هو يتحمل مسؤولية ذلك، كونه هو الذي يأخذ على عاتقه بعث المرسلة التي يتلقاها المستمع (L’auditeur).
- المُسْتَقْبِلُ (Le récepteur):
و هو الذي يتلقى المرسلة، أو قد يكون مجموع الأشخاص الذين هم معنيون بالمعلومة.
- المرسلة (Le message):
و هي التي تضمُّ المعلومة، و هي عبارة عن مجموع الرموز (symboles) المرسلة من لدن المرسل.
ومن جهة أخرى، يفترض التواصل تبادل المرسلة، و إنشاء هذه الأخيرة، يمكن أن يتمَّ بوساطة دعائم و عمليات:
- السَّنَنُ (Le code):
و هو مجموع العلامات التي تتشكل منها المرسلة. و لتحقيق التفاهم، يجب أن تشترك أطراف التواصل؛ المرسل و المستقبل، السنن القائم على التوافق، وهو متنوع في أشكاله.
- القناة (Le canal):
إنه الدِّعامة التي تنقل علامات المصدر نحو الهدف. و هو السبيل المادي الذي تسلكه المرسلة للانتقال من المرسل إلى المستقبل.
و يخضع التواصل إلى عمليتين أساسيتين، إحداهما من قبل المرسل و الأخرى من لدن المستقبل، و هي عملية التأويل.
- التَّسْنِينُ (L’encodage): و هو عملية تحويل الأفكار إلى رموز، في شكل صور... أي منح المعلومة سننا معينا.
- فك التسنين (Le décodage):
- وهي عملية عكسية للتسنين. حيث أن المستقبل يؤوّل العلامات التي تلقاها من المرسل لفهم مرسلة المرسل. وهي بهذا سيرورة يمنح المستقبل بموجبها دلالى للمعلومات المسلة له من لدن المرسل.
- السياق (contexte):
و يمثل الإطار المقامي العام الذي أرسل فيه المرسل مرسلته و هو نفسه الذي تلقى فيه المرسل إليه الرسالة نفسها
ترميز التواصل عند ياكبسون
خصوصية الترجمة التواصلية
تعتبر الترجمة " وحدة تواصل لغوي "، حالها كحال أيّ نص بيْد أنها تُنجز في إطار اجتماعي مخصوص. وهي بهذا تتفاعل مع العوامل و المؤثرات التي تُلِمُّ بعملية التواصل ذاتها. فهي تنجز في سياق معلوم، و تضطلع بوظيفة محددة ؛ ترجمة أدبية، ترجمة علمية، ترجمة سياسية...
و لهذا لا بدّ من تحديد تلك العناصر التي تكتنف عملية الترجمة من باب أنها عملية تواصل. فهناك السياق الذي ترتبط به، و كذا الوظيفة التي تقوم بها . وهي الفكرة التي يجسدها الشك الآتي:
الترجمة
الوظيفة
النص الأصلي
الوظيفة
فئات الترجمة عند ياكبسون
- الترجمة باللغة نفسها (Intralingual translation) وهي عبارة عن إعادة صياغة النص ضمن لغته الأصلية. بمعنى أن الترجمة في هذه الحالة عبارة عن تفسير العلامات اللفظية بوساطة علامات لفظية أخرى من اللغة نفسها.
- الترجمة بين لغتين (interlingual translation):و هي التي يعدها الترجمة الحقيقية حيث تتم بوساطة تفسير العلامات اللغوية بعلامات لفظية من لغة أخرى.
- الترجمة السيميائية (intersémiotique translation): و يطلق عليها أيضا الترجمة البديلة (transmutation) و تعني تفسير العلامات اللغوية بعلامات غير لغوية من نظام سيميائي آخر غير لغوي.
للمناقشـــة:
" يجب أن نميّزبين المعنى و الاستنتاجات التي من المناسب أن نستخرجها منه... يلاحظ عالم الترجمة أنّ المعنى يتجاوز المدلول، وهو ما يتلقاه كل منّا مع القول.