Section outline
-
محاضرات في الترجمة لطلبة السنة الثالثة
2021-2022
ترجمة المصطلح اللغوي
الحصة الأولى:
المحاضرتان: الأولى و الثانية:
أولا: الترجمة لغة و اصطلاحا:
v لسان العرب لابن منظور:
" يترجم الكلام أي ينقله من لغة إلى لغة أخرى، و الشّخص يسمى التّرجمان، وهو الذي يفسر الكلام."
استخلاص:
الترجمة= النقل بين اللغات + التفسير.
الكلام: الجملة أو الجمل المفيدة
v قاموس المحيط للفيروز آبادي:
" التُّرجمان هو المُفسِّرُ، و ترجمه و ترجم عنه، و الفعل يدلّ على أصالة التاء"
استخلاص:
الترجمة (traduction)= التفسير. يكون التفسير في مستوى اللغة الواحدة، و بين اللغات. و التفسير يرتبط غالبا بالمعنى.
التَّرجمان: (بالفتح)= الترجمة الفورية أو الشفهية (interprète)/ التُّرجمان (بالضم)= الترجمة الكتابية ( traducteur )
v المعجم الوسيط لمجمع اللغة العربية في القاهرة:
" ترجم الكلام بيّنه ووضّحه، و ترجم كلام غيره و عنه: نقله من لغة إلى أخرى، و ترجم لفلان: ذكر ترجمته، و التّرجمان هو المترجم و جمعه تراجم و تراجمه، و ترجمة فلان: سيرة حياته و جمعها تراجم.
استخلاص:
الترجمة= البيان، التوضيح. قد يكون في مستوى اللغة الواحدة أو بين اللغات. وهي تدلّ على عملية الترجمة و كذا ما ينتج عنها.
الكلام: الجملة أو الجمل المفيدة
فن الترجمة = الترجمة الذاتية ،السيرة الذاتية. (نوع أدبي)
- أبو الطيّب المتنـبي: (في وصف جيش الروم)
تجمّع فيه كلُّ لِسْنٍ وأمّةٍ فما تُفْهِمُ الحُدّاثَ إلا التّراجمُ
- ابن النديم في الفهرست ( في وصف كليلة و دمنة لابن المقفع)
قال: "فسّره عبد الله بن المقفع" فكأنَّ التفسير و الترجمة واحد.
ثانيا: اللغــة و الترجمــة:
باعتبار أن الترجمة تتعلق باللغة، فإن فهم طبيعة و وظائف هذه الأخيرة، يساعد على فهم طبيعة الترجمة ووظائفها.
- يقول ابن جني في الخصائص:
" فإذا رأيتَ العربَ قدْ أصلحوا ألفاظها [أيْ اللغة العربية] و حسّنوها وحموا حواشيها و هذّبوا و صقلوا غُروبها و أرْهفوها، فلا ترين أن العناية في ذلك هي بالألفاظ، بل هي عندنا خدمة منهم للمعاني و تنويه و تشريف[...] فإن العربَ إنما تُحلّي ألفاظها و تُدبجُها و تشيها و تُزخرفها عناية بالمعاني التي وراءها و توصلا بها إلى إدراك مطالبها[...] إن الألفاظ خدمُ المعاني و المخدوم أشرفُ من الخادم. و الإخبارُ في التلطّف بعذوبة الألفاظ إلى قضاء الحوائج أكثر من يُؤْتى عليها. "
استخلاص:
- التبليغ و التواصل هو الوظيفة الأساس للغة.
- المعاني أساس اللغة؛ ذلك أن الفهم والإفهام علة وجود الكلام.
- ارتباط اللغة ثقافيا و حضاريا بالشعوب و الأمم و ما هي صورة لهُويتها و أداة لخدمتها و التعريف بها لدى الشعوب و الأمم الأخرى.
- · الجاحظ و مفهوم البيان
- "... لم يخلق الله تعالى أحدا يستطيعُ بلوغَ حاجته بنفسه .." ( الحيوان 1/43)
- " و البيان اسم جامعٌ لكلِّ شيء كشف لك قناع المعنى و هتك الحجاب دون الضمير.." ( البيان و التبيين 1/76)
- " الدلالة الظاهرة على المعنى الخفيّ هو البيان...بأيّ شيء بلغت الإفهام و أوضحتَ عن المعنى فذلك هو البيان " ( البيان و التبيين 1/75 ،76 )
استخلاص:
- الإنسان اجتماعيٌّ بطبعه، و اللغة حاجة و أداة لتحقيق البعد الاجتماعي للإنسان بوساطة التواصل و تحقيق المآرب. فالإنسان "بقوة التفكير و النظر يدرك حاجته من قوام و قوت و لذة و إمتاع، وبقدرة الاستدلال و البيان تنكشف تلك الحاجات و ينتهي إليها مُعامله و مُعايشه فيتمّ التعاون و التآزرُ وتنعقد بينهما الأسبابُ." ( حمادي صمود : التفكير البلاغي عند العرب)
- البيان هو غاية التعبير عن خفايا الحاجات و المعاني.
- للدلالات أنواع: تتمثل في " أن الإنسان يَبِينُ عن مُراده بوسائل شتّى ى تنحصرُ بالضّرورة في اللغة." ( حمادي صمود : التفكير البلاغي عند العرب)
" ... و حسن الإشارة باليد و الرأس من تمام حسن البيان باللسان " ( البيان و التبيين" 1/79)
" ... و القلمُ مُكْتفٍ بنفسه، لا يحتاج لإلى ما عند غيره، و لا بدّ لبيان اللسان من أمورٍ..." ( الحيوان 1/50)
- · عبد القاهر الجرجاني و فلسفة النظم
- " إن الألفاظ لا تتفاضلُ من حيث هي ألفاظٌ مجرّدةٌ، و لا من حيث هي كلِمٌ مفردةٌ، و أنّ الفضيلة و خلافَها، في ملائمةِ معنى اللّفظة لمعن التي تليها، و ما أشبه ذلك مما لا تَعَلُّقَ له بصريح اللّفظ " (دلائل الإعجاز46)
- " ليس الغرضُ بنظم الكَلِمِ أن توالتْ ألفاظها في النطق بل أن تناسقتْ دِلالتُها، وتلاقتْ معانيها، على الوجه الذي اقتضاهُ العقْلُ...تقتفي في نظمها آثار المعاني و تَرًتُبها على حسب ترتب المعاني في النفس " (دلائل الإعجاز49)
استخلاص:
- أولوية المعنى على اللفظ.
- تناسق معاني الألفاظ ضمن ترتيب مخصوص هو المحقق للدلالة.
- النظم يتعلق بالمعاني لا بالألفاظ.
- أبو إسحاق الشّاطبي و مفهوم البيان
" معرفة مقاصد كلام العرب إنّما مداره على معرفة (( مقتضيات الأحوال)) التي هي ملاكُ البيان، حال الخطاب من جهة نفس الخِطابِ أو المُخاطِبِ أو المُخاطَبِ أو الجميع؛ إذ الكلام الواحدُ يختلفُ فهمُه بحسبِ حاليْن، وبحسب مخاطبيْن، وبحسب غير ذلك." (أبو إسحاق الشاطبي: الموافقات في أصول الشريعة.)
استخلاص:
- أهمية البعد اللغوي للخطاب، كونها تضطلع بالدلالة.
- يقوم التأويل على دراسة اللغة في حالة الاستعمال أي قيامها بتوظيف الدلالة على المعنى. وأن هذا البحث عن الأخير هو التأويل عينه.
- الخطاب يقوم على ثلاثية: المؤلف+ النص + القارئ