تعتبر الكلاسيكية من أقدم الـمذاهب الأدبية من الوجهة النظرية و الفلسفية، تسمية تطلق على تيار فكري و جمالي يستمد أصوله من الحضارة اليونانية و الرومانية، نشأت في أوروبا بعد حركة البعث العلمي التي ظهرت في القرن الخامس عشر الميلادي.

دراما الكلاسيكية الجديدة

      تطلق تسمية الكلاسيكية الجديدة التي أتت في مرحلة لاحقة للكلاسيكية الفرنسية و تستوحي منها ومن القدماء ( اليونان و الرومان)، ظهرت بداية القرن 18م و حتّى نهاية الثلث الأول من القرن 19م، كما عادت إلى الظهور في فترات مختلفة حتى القرن العشرين  ،كما تُطلق "صفة الكلاسيكية الجديدة على الأعمال التي أتت في مرحلة لاحقة للكلاسيكية الفرنسية و تستوحي منها و من القدماء، و كانت ردّة فعل على البهرجة التي ميّزت الفنون بشكل عام     

ظهر هذا التوجه المسرحي في إيطاليا مع " ميكيافيلي" صاحب المسرحية الكوميدية "ماندراجور"  مسايرا المنوال الروماني مستبعدا كل ما كان قبل ذلك من مسرحيات دينية و فلكلورية، وبلغت حركة

التأليف الموالي للمسرح الكلاسيكي غايتها في "فرنسا" في مآسي"بيير كورني" (1684-1606 م ) و "جان راسين"( 1699 -1639) و فولتير ( 1694-1778) وفي ملاهي "موليير" ((1673 -1622، وقد جمع هؤلاء الكتاب بين إعجاب الصور الكلاسيكية التي ورثتها "فرنسا" عن الإغريق والرومان، وبين وعي لعصرهم انعكس في طرق الإحساس والتعبير والتصوير الخلقي والاجتماعي للعصر الذي عاشوا فيه.

و إلى جانب التراجيديين كورني وراسين كان هناك المسرحي الكبير موليير الذي أنتج هزليات مضحكة متأثرا بالكوميديا الشعبية الإيطالية و قد تطور من الفارس إلى كوميديا الشخصيات، و الكوميديا الاجتماعية ، من أهم أعماله: «مَدْرسةُ الأَزْواج»، و «مَدْرسةُ النِّساء»،  و«الطَّبِيبُ عَلى الرَّغْمِ مِنْه»، و«البَخِيل»، ...

       أمّا في انجلترا فقد تطور المسرح أواخر ق16م في عهد إليزابيث الأولى التي تولت الحكم في الفترة الممتدة من  (1558- 1603م) ساهم كل من "توماس كايد" و"كريستوفر مارلو" في نهضة هذا الفن؛ إلى أن بلغ نضجه و ازدهاره مع وليام شكسبير(1564- 1616م)،

من أهم أعماله: مسىرحية هاملت، الملك لير، روميو وجولييت، عطيل، تاجر البندقية، العاصفة، مسرحية حلم ليلة منتصف الصيف.

  خصائص دراما الكلاسيكية الجديدة:

      ثارت هذه الدراما على الشكل القديم للمسرح لكنها بقيت محافظة على قوانين المحاكاة وقواعد المسرح التي جاء بها أرسطو حيث اعتمد هذا المسرح على:

- احترام العقل

- احترام مبدأ المحاكاة:

- الوظيفة الأخلاقية

- الالتزام بالوحدات الثلاث: - وظيفة الدراما (التعليم و الإمتاع):  

- محاكاة الواقع و الإيهام به:

دراما الكلاسيكية الجديدة عند العرب

    عرف العرب الدراما الكلاسيكية الجديدة عن طريق احتكاكهم بالغرب مترجمين و مقتبسين ساعين إلى تأسيس المسرح العربي؛ فكانت البداية مع"مارون النقاش" الذي ترجم مسرحية "البخيل " لموليير ،ثم سليم النقاش الذي ترجم عدّة مسرحيات منها " غرائب الاتفاق في أحوال العشاق"  و "شارلـــمان" لفيكتور هيجــــــو ، كما ترجم نجيب الــحداد عديد الــمسرحيات منها " الملك أوديب" لسوفوكـــــــليس و "البخــــــيل" لــــموليير و "شهـــــداء الغــــرام"  لشكسبير و هـــــي مــــسرحيته  " روميو و جولييت"...  

Modifié le: Saturday 20 April 2024, 08:49