تعريف مسرح الدمى والعرائس:

    هو نوع من المسرحيات يعتمد على التمثيل ويختلف عن عن العروض المسرحية التي يؤديها الممثلون كون الممثل فيه يكون خلف الكواليس ويحرك دمية، ويعتمد الدمى كأبطال للعرض والتي تكون ذات أشكال مختلفة إما في شكل آدمي أو حيوان أو نبات يجسد من خلالها المؤدي أو المحرك الفكرة التي يريد بثها للجمهور.

أنواع مسرح العرائس:

يمكن تقسيم هذا النوع من العروض إلى ثلاثة أنواع، انطلاقا من الوسيلة المستعمـلة في تحريك هذه الدُّمى:

1-العرائس المُحَرَّكة بعصا Marionnette a tiges::

وفيها يتم تثبيت الدمية على عصا أو تحرّك أفقيًا بواسطة قضبان حديدية أو خشبية.

2- العرائس القفازية:Marionnette a gaine:

وتكون عن طريق إدخال أصابع اليد والكف بداخل الدّمية ومن ثمّ تحريكها.

3- عرائس الخيوط Marionnette a fil::

وهي عبارة عن دمى مفصّلة تُحَرَّكُ بواسطة أسلاك أو خيوط، يجذب اللاعبون أطرافها من أعلى الخشبة.

والـملاحظ أنّ هذه الأنواع الثلاثة ليست لها القدرة على الوجود أو الحركة بعيدًا عن إرادة محرّكها، فهي تعكس عبثية الحياة التي نعيشها دون تقديم صورة حقيقية لحياة الإنسان.

تاريخ مسرح الدمى والعرائس:

 عُرِف مسرح العرائس منذ القديم لدى الشعوب والأمم وأندرج ضمن ممارساتها الثقافية منذ القديم فاصطبغ بخصائصها وحمل قِّيَمها.  مرّ بمراحل تطوّر كثيرة من العهود القديمة حتى العصر الحديث مرورا بالعصور الوسطى.  يجعل له بعضُهم أصولا دينية عندما استعملته الكنيسة لتعليم الأطفال طقوس الدين

     و يشير الدارسون إلى أنّ هذا الفن  "ظهر قديما عند المصريين القدامى (الفراعنة).

الدمى في المسرح الحديث

       اعتبارا من نهاية ق 19 م شكل مسرح الدمى أحد مصادر الإلهام لتجديد المسرح في الغرب، و قد اعتبر منظرو المسرح أنّ الدمية هي النموذج المثالي للممثل لأن أداءها يكسر الأعراف الإيهامية، فقد بلور الإنجليزي "غوردون كريغ " (G – Crig ) (1872 – 1966) نظرية كاملة حول الممثل الذي اعتبره نوعا من الدمية الخارقة.

كما أنّ الروسي )فسيفولود ميير هولد ((V- Meyerhold وجد في نموذج الممثل الدمية وسيلة لتطوير المسرح باتجاه عرض يقوم على الشرطية، و نوع أداء يقوم على الأسلبة، أما في فرنسا فكان هذا النوع مصدر إلهام للكتاب حيث استوحى (ألفريد جاري( A- Jarry))  شخصية أوبو من الدمى في مسرحيته " أوبو ملكا"، و انطلق البلجيكي ( موريس ميتر لينك) (M – Ma eterlinek) في نصوصه المسرحية من فكرة استبدال الممثل بدمية، و في ألمانيا اعتبر دعاة حركة " الباوهاوس" الدمية  على الخشبة بدلا من الممثل  وسيلة للتوصل إلى شكل مسرحي يقوم على الآلية و التجريد. و في أمريكا تعتبر فرقة " خبز و دمى" من التجارب الهامة في استخدام الدمى بشكل معاصر

مسرح الدمى في العالم العربي

ظهر مسرح العرائس في منطقة الشرق الأوسط والبلاد العربية متأخّرا مقارنة بظهوره عند الأمم والشعوب الأخرى. ففي عام 1957 تأسست فرق رسمية لعروض الدمى للأطفال في مصر ثم في سوريا، و ذلك ضمن التوجه الرسمي نحو العناية بمسرح الأطفال.

خصائص مسرح الدمى

-  يجمع هذا الفن بين العديد من الفنون الأخرى من تأليف وإخراج و إضاءة و مؤثرات صوتية ...

- هو شكل من أشكال العروض، تقوم الدُّمى فيه بالأدوار بدلاً من الممثلين الحقيقيين.

يعتبر طريقة تربوية هادفة تعنى بالوسائل السمعية والبصرية والحركية،

- مسرح العرائس فنٌّ مشهدي ثري يُمكّن صاحبَه من استعمال وتجريب أشكال تعبيرية متعدّدة.

- يمتاز مسرح العرائس في بعض أنواعه عن المسرح التقليدي بأنه لا يشترط مبنى المسرح وخشبته.  بل تجري

هذه العروض حيثما اتفق  عليه فهو مسرح متنقّل، وذلك لخفّة متاعه أحيانا وسهولة الانتقال به من مكان إلى آخر.  

وظائف مسرح الدمى والعرائس:

      لمسرح العرائس (الدمى) وظائف عديدة تتمثل في الوظائف التربوية والتعليمية والاجتماعية والنفسية والتثقيفية علاوة على وظائف التسلية و الترفيه والإمتاع. كما يعد وسيلة لتعليم الصّغار الأخلاق الحسنة والفضائل وشرح القيم النبيلة، والتوعية الدينية والوطنية والمدنية، وزرع الروح الوطنية وحبِّ الوطن في نفوسهم. وتقديم المعلومات الضرورية في كل مجالات المعرفة على ألسنة الشخصيات وتقوية ثقافتهم العامّة. وتنمية مداركهم. كما أنّه بإمكانه تنمية الحسِّ الجمالي والفنّي للصغار. وكذا تعليمهمِّ اللغة وممارستها بمستوياتها المتعدّدة عبر حوار الشخصيات والألفاظ المستعمَلة فيه. فضلا عن توجيهِّ هم لاكتساب الخبرات والمهارات.

Modifié le: Friday 19 April 2024, 22:14