المحاضرة الثالثة

أشكال المسرح المغاربي

تمهيد:

     عرفت بلدان المغرب العربي مثل باقي الأقطار العربية وخاصة المغرب و الجزائر  مجموعة من الظواهر الفرجوية ماقبل المسرح (الظواهر الاحتفالية الشعبية)؛ النابعة من صميم وثقافة الإنسان المغاربي، و التي كان لها الأثر البالغ في التأسيس للظاهرة المسرحية في البلاد المغاربية.    

1- المداح:

    يرجع أصل هذ الشخصية إلى حلقات الذكر والوعظ والمجالس والتجمعات الاحتفالية التي يمارس فيها ذكر الله وتمجيده، وذكر الرسول- صلى الله عليه وسلم-، و أولياء الله الصالحين بالتّحدث عن مآثرهم ومناقبهم، تفتتح قصصهم و تُختم بمدح النّبي صلّى الله عليه وسلّم، ليتحوّل فيما بعد إلى عرض شعبي يحكي عن ملامح بطولية أو تاريخية أو قصة ما مستلهمة من الواقع الاجتماعي ، يتميز ببساطة الملبس و حمله لآلات موسيقية( البندير، القصبة، الغايطة...) بغرض لفت انتباه الناس إليه وتكوين حلقة دائرية حوله...

2- القوال:

    شخصية شعبية "يروي الحكايات أو المغامرات التي يحفظ تفاصيلها ، عـن أبطال تاريخيين مشهورين، أو أولياء صالحين، أو ما شابههم من شخصيات الحكايات الشعبية ، معتمدا بالأساس على ذاكرته القوية، وعلى خياله الخصب، وقدرته على الارتجال والتلوين في طبقات الصوت،  ومستعينا بربابة يغني على أنغامها أشعاره ، أو طبلة ينقر عليها ليحدث التأثير الذي يرغب في إحداثه لدى الجمهور السامع أو المتفرج " .

3- الحلقة

    الحلقة فرجة شعبية تتوفر على عناصر الغناء، الحكي، التنكيت، والحوار، تعتمد التمثيل في الأسواق وساحات المدن، تتشكل حول فنانين ممثلين يقدّمون الحكايات والأساطير ، ويكون من بينهم الموسيقيون والبهلوانيون، وفي بعض الأحيان يشترك المتفرجون في العرض من خلال حمل بعض المهمات المسرحية أو التمثيل مباشرة مع المجموعة، أخذت اسمها من شكلها الهندسي الذي يكون على شكل دائرة مغلقة يتوسطها صاحب أو أصحاب الحلقة " الحلايقي أو الحلايقية "

4- البساط

     وهو من العروض المسرحية  التي عُرفت في المغرب منذ القرن الثامن عشر(ق 18م) حين قدمت أولى حفلاته (أمام السلطان محمد بن عبد الله (1757-1790)، حيث كان المبسطون يعدّون عدّتهم في عيد الأضحى أو في عاشوراء عن طريق تبرعات الأصدقاء ما يسمح بإقامة الحفل.

5- سلطان الطلبة:

    ظاهرة مسرحية مغربية، ظهرت أيام السلطان "مولاي رشيد" الذي حكم في الفترة الممتدة بين (1666م-1672م) عندما ساند الطلبـة السلطان في حروبه مع أخيه"مولاي محمد" من أجل العرش، حيث كافأهم بأن نظّم لهم نزهة على ضفاف وادي فاس، يبدأ الحفل في ربيع كلّ سنة ويستمر على مدار أسبوع

6- أيراد:

    الأيراد شكل من أشكال الفرجة المسرحية في التراث الشعبي الجزائري، تُقام سنوياً (ببني سنوس) بولاية تلمسان

احتفالا برأس السنة الأمازيغية الجديدة المصادفة ل 12 يناير من كل سنة للتعبير عن فرحتهم وتفاؤلهم بوفرة المنتوجات الفلاحية؛ يجتمع فيها التمثيل والرّقص  والإنشاد.

7- القوم:

      "القوم" هم مجموعة من الفرسان ، يرتدون لباسا عربيا موحدا يمثل عرشا واحدا، أو منطقة؛ يقومون باستعراضات في "الوَعْدة" (الولائم الكبرى)، وفي المساهمة في إحياء الأفراح.

8- الشِيشْبَاني:

    ارتبط هذا الشكل التمثيلي بموسم عاشوراء في ليبيا، يُمثِّل عادة اجتماعية تقوم بتمثيلها فرقةٌ من الممثّلين، ينفرد واحد منهم بلعب دور "الشيشباني"؛ حيث يقومون بتجهيزه في موسم عاشوراء ...

9-العراسة:

     العَرّاسَة احتفال ليبي يُقام بمناسبة الزفاف؛ يقوم العريس فيه بدور السّلطان، ويلعبُ دور الوزير شخصٌ مقرّب إليه وغالبا ما يكون متزوّجا، وموثوقا به، فطنا نشيطاً، فيقومان رفقة بعض الأشخاص بألعاب مُسلّية منها:" لُعبة القراية"،"لُعبة السّوق" "لُعبة المحكمة".

 

Modifié le: Saturday 24 February 2024, 08:23