مفهوم الدراما و عناصر بنائها
التعريف اللغوي:
الدراما كلمة يونانية الأصل اشتقت من الفعل "Dràn" و الذي يعني فَعَلَ، و صفة درامي "Dramatique" موجودة في اللغة اليونانية باسم"Dramatickos "وفي اللاتينية "Dramaticus" للدلالة على كل ما يحمل الإثارة أو الخطر، ثم انتقلت الكلمة من اللغة اللاتينية " DRAMA " إلى معظم لغات أوروبا الحديثة، فمعنى كلمة دراما باليونانية الفعل لا الحدث " لأنّ ن الفعل صفة لاصقة بالإنسان وحده، و لأنّ ما يتحكم في الفعل هو الإرادة الإنسانية وحدها، أما الحدث فليس بالضرورة من أفعال البشر و لا نتاجا عن إرادتهم الإنسانية". و منه فإنّ الدراما لغة هي أداء فعل معين يولد حدثا معينا، ولم يختر لها الإغريق كلمة سوى الفعل للدلالة على كل الفنون المتعلقة بالمسرح، حيث تتم المحاكاة عن طريق التمثيل.
التعريف الاصطلاحي:
عرّف أرسطو الدراما بأنّها "محاكاة لفعل الإنسان" ، تُطلق على المسرحيات و التمثيل بشكل عام، يقوم بتجسيد شخصياتها ممثلون محترفون، و هي بذلك تستعمل " لوصف المشهد الذي يتضمن هزّة خاصة في المشاعر، ويثير عن طريق الصدفة ألوانا من الأحاسيس مما يثيره مشهد عادي". و قد "عُرفت في القرن الخامس قبل الميلاد بأثينا كواجب ديني مقدّس و ليست كخيار ترفيهي
وكلمة الدراما ينبغي أن تفهم دوما على أنها الفن الذي يحاكي أفعال الإنسان وسلوكه عن طريق الأداء التمثيلي بوجه عام ، بغض النظر عن الإطار الذي يقدم هذا الفن من خلاله؛ سواء كان المسرح أم أي جهاز حديث قد يكون السينما أو التلفزيون أو الإذاعة .
أقسام الدراما
إنّ الحديث عن تعريف الدراما لا يكون مكتملًا إلا إذا كان شاملًا الحديث عن أقسامها لأنّ لكل قسم منها طريقة في العرض والتمثيل، وعددًا معينًا من الشخوص، وكل قسم منها يلقي رواجًا بطريقة مختلفة عن الأخرى، وفيما يلي أقسام الدراما:
الميلودراما: و تسمى أيضا " الـمشجاة" مأخوذة من Melo = لحن موسيقي و Drame= دراما، إذ كانت في البداية مسرحيات تـــحتوي على الغناء و الـــمـــوسيقى ثمّ خلت منهما و تحولت إلى نوع من الأنواع المسرحية في القرن التاسع عشر.
المونودراما: مأخوذة من الكلمتين اليونانيتين Monos = وحيد وDrama = الفعل، يؤديها ممثل واحد فقط، يقوم هذا النوع من المسرح بشكل أساسي على مهارة الممثل في الأداء
التراجيكوميديا: تقع ما بين التراجيديا والكوميديا، لها طابع جمالي يختلط فيه المأساوي بالمضحك.
عناصر البناء الدرامي
البناء الدرامي هو إيجاد الانسجام والتناسق إلى أقصى حد ممكن بين جميع أجزاء الـمسرحية، التي لا يمكن أن تتكامل بنائيا إلا بتكامل عناصرها، فالوعي بتلك العناصر وتقنياتها يساعد على توصيل القيم الجمالية ضمن نطاق خطاب النص المسرحي بما يؤثر في المتلقي فيما بعد، فما هي عناصر البناء الدرامي؟
1- الفكرة: أساس المسرحية الذي ترتكز و تُبنى عليه، تدل على الهدف العام المراد الوصول إليه ، و لكي تقوم الفكرة بدورها يشترط فيها ما يلي:
- الوضوح: - التفنيد - القدرة على إثارة الأحاسيس- الاسهاب و الإيجاز
2- الحبكة
يُقصد بها «عملية هندسة وبناء الأجزاء المسرحية وربطها ببعضها بهدف الوصول إلى تحقيق تأثيرات فنية و انفعالية معينة،... فهي روح العملية الدرامية»، تتألف من ثلاث مراحل هي: ( التمهيد، الوسط، النهاية)
3- الشخصية: هي "النماذج البشرية التي تقوم بتنفيذ الأحداث الدرامية في المسرحية، و يدور على ألسنتها الحوار الذي يكشف عن طبيعتها"
أنواع الشخصيات: - شخصية رئيسية - شخصية ثانوية - شخصية نمطية: تكون من نوع عام ولها صفات محددة، يتكرر ظهورها في مسرحيات مختلفة وخصوصاً في الكوميديا.
أبعاد الشخصية :
1- البعد الطبيعي (فيزيولوجي، مادي أو عضوي) 2- البعد الاجتماعي 3- البعد النفسي
4- الوحدات الثلاث:
الزمان، المكان، الموضوع
5- الحوار: الحوار هو الوسيلة المثلى للاتصال بين الممثلـين والمتلقـي، عن طريق كلمات ومقاطـع من نسج الكاتب يجسد من خلالها أفكاره وآراءه
وظائف الحوار: بالإضافة إلى أن الحوار أداة التخاطب بين الشخصيات ووسيلة لإخبار الجمهور بمضمون النص الذي يُحمِّله الكاتب جملة من أفكاره وآرائه، فإن له وظائف أساسية يجب أن يضطلع بها كي لا يفقد دراميته، وهذه الوظائف تنحصر في ثلاث نقاط هي تطوير الحبكة، التعريف بالشخصيات، و الإمتاع بالجمال.
5- الصراع
الصراع "Conflit" إذا كان الحوار هو المظهر الحسي للمسرحية، فإنّ الصراع هو "المظهر المعنوي لها، والمقصود به الاختلاف الناشئ من تناقض الآراء ووجهات النظر بالنسبة لقضية أو فكرة ما بين شخصيات المسرحي