إن التجربة الأدبية العربية الحديثة حلقة وصل بين التجارب السابقة واللاحقة، وفي نظر الكثير من النقاد والدّارسين هي أخصب إنتاجا وأفر حظا في الدراسات النقدية الحرّة والأكاديمية بشقيها الشعري والنثري.

ولأنّها كذلك وستبقى كذلك، فقد كانت مجال اهتمام اللّجان المشرفة على البرامج الجامعية في أقسام اللغة العربية بمختلف أطوارها (الليسانس، الماستر، الدكتوراه).

والتأمل في بنية التجربة الأدبية الممتدة من نهاية القرن الثامن عشر إلى منتصف القرن الماضي، يحيل الدّارس إلى معرفة التعدد الواسع في الظاهرة الأدبية وتنوعها من حيث الأغراض العامة والخاصة والتشكيل الهندسي (ثباتا وتحولا) ممّا أضفى على هذه المسافة الزمانية، والمكانية تفردا وتميّزا من حيث التعبير عن الواقع والمتخيل والاهتمام اللاّمتناهي بالتراث ومحاولة تجديده وفق رؤية استشرافية للقارئ العربي الحديث.

فمن فكرة الإحياء؟ إحياء الذاكرة الأدبية التي نُوّمت بفعل ظروف عاشها الوطن العربي مدّة زمنية قاربت ستة قرون، إلى فكرة التجديد لمسايرة الواقع الثقافي العالمي بتحولاته الكبرى خاصة في مجال النشر والتأسيس لتكتلات أدبية صنعت الفارق في جدارية الأدب العربي الحديث وأثرت المشهد الأدبي والنقدي.

وإن موسوعة أدباء هذا العصر تحفل بالأعلام الحية الذائعة الصيت، فمن البارودي إلى أحمد شوقي إلى مطران خليل مطران إلى جماعة المهجر بشقيه وصولا إلى أساطين النثر كالعقاد وطه حسين ومصطفى صادق الرفاعي والبشير الإبراهيمي.

من خلال هذا الطرح التزمت في موضوعات هذه المحاضرات بمفردات مواد الجذع المشترك لميدان اللّغة والأدب العربي الذي أقرّته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في الجزائر.

Modifié le: Wednesday 3 January 2024, 21:06