التعريف الموضوعي : ينظر هذا الاتجاه للنزاع على انه حالة طبيعية واقعية، بحيث نكتفي بملاحظة سلوك الأطراف دون محاولة حله أي إدارة النزاع.
التعريف الذاتي للنزاع:
إن وجود اختلافات لا يعني الدخول مباشرة في نزاع، فالاختلافات مسألة طبيعية موجودة دائما. فنحن نبدو مختلفين في الشكل، ولكل منا وجهة نظره المختلفة، ثقافة مختلفة، لغة مختلفة، احتياجات مختلفة الخ. المسـألة تكمن إذا في كيفية التعاطي مع الاختلافات. ويتسبب كل من سوء التواصل، وقلة التواصل، او انعدامه باندلاع النزاع في أغلب الاحيان,، ومن الاهمية بمكان ان يكون هناك فهم واضح للنزاع من اجل التعامل معه، بمعنى: من هم الفرقاء؟ ما هي الاهداف؟ وماهي الديناميكيات المحركة للنزاع؟ عرض غالتونغ أن النزاع يتضمن ثلاث عناصر أساسية: السلوك، التناقض، الموقف السلوك وهو عادة أول ما نلاحظه عندما ينفجر النزاع وغالبا ما يصعب فهم الأسباب العميقة التي سببت النزاع . وتكون المسببات الحقيقية غير مرئية ويبقى حسب غالتونغ العنصران اللذان يشكلان النزاع ألا وهما التناقض والموقف ويشار بالتناقض إلى أهداف الفرقاء المتنازعين عند شروع النزاع. ويتضمن ذلك مصالح الطرفين، وأهدافهما، واحتياجاتهما... أما عنصر الموقف فيشار به إلى الاحاسيس، مثل الخوف، وانعدام الثقة، والتمييز العنصري،الخ..

في تفسيره للصراع يذهب جون بورتون لاعتبار الصراع ظاهرة أصيلة في المجتمعات والعلاقات الإنسانية. ويمكن الوقاية من الصراع حسبه من خلال الحصول على تفسير كاف لظاهرة النزاع، تشمل الأبعاد الإنسانية وليس الظروف التي أدت إلى ظهور بيئة الصراع
ومن خلال تحليل جون بورتون لمفهوم الصراع يمكن أن نحدد أسباب العنف فبورتون يفرق بين الصراع بمعنى dispute والذي يكون عادة حول مصالح يمكن التفاوض من أجلها وتوسويتها بعقد صفقة معينة ، وصراعات متأصلة deep seated يدور محورها حول تلبية الإحتياجات الإنسانية ولا يمكن إزالتها إلا بإزالة الأسباب الرئيسية التي أدت إلى ظهورها
هذه التتعريفات تتفق ضمنيا على ان النزاع جزء من حياتنا اليومية ، بل هو شكل من اشكال التفاعل البشري. وغالبا ما يكون إشارة تدعو إلى النظر فيما يلي: