المحاضـرة  السادسـة :

معاني حروف الزيادة ، الثلاثي المزيد بحرف واحد

(صيغ المزيد بحرف ،صيغة :"أفعل ومعانيها"،"صيغة :فعّل ومعانيها "،صيغة :"فاعل ومعانيها)

     بعد الحديث عن المجرد و المزيد ، ومعرفة معناهما في الأفعال ، وكذا معرفة الصيغ و الأبنية التي يأتي عليها كلّ نوع من أنواع الأفعال  من الثلاثي و الرباعي .. ، وعرفنا كذلك طبيعة كلّ فعل مجرد بناء على ماضيه ومضارعه ،ثم الحالات التي يأتي عليها المزيد بحرف ،أو بحرفين أو ثلاثة أحرف ،وكذا الرباعي المجرّد ، ينبغي أن نقف على أنّ الزيادة في الكلمة بحرف أو أحرف لم تكن زيادتها  في الكلمة في عدد حروفها ، أو ليقال هذه الكلمة أحرفها أصلية وأخرى مزيدة ، وهذا يعني أنّ الزيادة ليست من قبيل العبث اللفظي ، وإنمّا الزيادة في أحرف الكلمة تعطيها دلالات  ومعاني جديدة  غير التي كانت للكلمة عند وضعها على أحرفها الأصلية .

   ومن أجل ذلك رصد علماء اللغة القدامى سلسلة من الأغراض التي تدلّ عليها كلُّ صيغة  من الصيغ الناجمة عن زيادة حرف أو أكثر إلى الفعل سعيا منهم إلى الوقوف عند المعاني المتوخاة من وراء هذه الزيادة من جهة ،ومدى تعدّد المعنى للصيغة الواحد ة من جملة إلى أخرى ومن استعمال  إلى آخر ، من جهة أخرى ..

فما هي الأغراض و المعاني المتوخاة من وراء حروف الزيادة ؟ ,وكيف نظر اللغويون القدامى إلى الصيغ المختلفة ، وما تدلّ عليه عامة وما تخرج إليه في حالات أخرى؟؟ ، علما أنّ ترتيبهم لهذه المعاني كان وفق :

   ـ مزيد بحـرف واحد : ( أفعل ، فاعل ، فعّل .)

   ـ مزيد بحـــرفين :  (انفعل ،تفعّل ،تفاعل ، افتعل ،افعلّ.)

   ـ مزيد بثلاثة أحرف :   (استفعل ،افعوعل ، افعالّ .)

أولا : الثلاثي المزيد بحرف واحد : عرفنا مما سبق  أنّ العرب استعملت المزيد من الأفعال بحرف واحد على أوزان ثلاثة هي :"افعل ، فاعل ، فعّل" ،وهي التي تعكس صورة الثلاثي المزيد بحرف .

فحري أن نعرف جملة المعاني و الدلالات التي تزاد من أجلها "الهمزة" في أول الفعل الثلاثي في صيغة "أفعل" مثلا ،؟؟ ، وما هي جملة المعاني المتولدة عند زيادة الألف بعد فاء الفعل في صيغة "فاعل"؟ ،وما هي جملة المعاني التي تكون للفعل الثلاثي بعد تضعيف العين في صيغة "فعّل"؟؟؟.

1 ـ أَفْـعَــلَ : هذه الصيغة قال عنها أهل اللغة من النحويين و الصرفيين "أنهّا أكثر الصيغ تشعبا وتردّدا في الاستخدام .."[1] ، والمعاني التي تؤديها في سياقات مختلفة منها:

أـ التعدية :إنّ زيادة الهمزة في أوّل الفعل الثلاثي اللازم تجعله متعديا ،بعد أن كان لازما ،وتلك ميزة جديدة اكتسبها الفعل ، فبعد أن كان الفعل موضوعا في اللغة بغرض اللزوم،أي لا يتعدى فاعله ليأخذ مفعولا به ،صار بعد الهمزة متعديا لمفعول به ، فقولك مثلا:ذهب الرجل ؛فذهب لازم ، أخذ فاعلا فقط هو الرجل ، وبزيادة الهمزة يصير متعديا للمفعول به ،نحو قولهم :"أذهب الله بصرَه" ومنه قوله تعالى :" وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ "فاطر 34 ،فالحزنَ مفعول به  ومثاله :أقعد عليًا ...." [2]، وهو المعنى الذي أشار إليه "الشيخ الحملاوي" :"...أقمت زيدا وأقعدته وأقرأته ،و الأصل :قام زيد وقعد وقرأ ،فلما دخلت عليه الهمزة صار "زيد مقاما ومُقعدا"   فإذا كان الفعل لازما صار متعديا لواحد ،وإن كان متعديا لواحد ، صار بها متعديا لمفعولين   وإذا كان لاثنين صار متعديا لثلاثة مفاعيل ..."[3]، وهو المعنى الذي اقرّ به زعيم المحدثين "عبده الراجحي" في قوله :"لبس زيدٌ الثوبَ ــ ألبستُ زيدًا الثوبَ...، والفعل "علم " المتعدي لمفعولين يصبح متعديا لثلاثة مفاعيل بعد زيادة الهمزة في أوله فنقول :أعلمت عمرًا زيداً كريماً.."[4]

ملاحظة :لا يوجد في العربية من الأفعال ما هو متعد لمفعولين وصار بالهمزة متعديا إلى ثلاثة مفاعيل إلا الفعلين :"علم ، رأى "نحو:"رأيتُ محمدًا كريمًا "  فتزيده بالهمزة فتقول "أريتُ عمرًا محمدًا كريمًا " ، وهذا المعنى هو أهم معاني صيغة "أفعل" بزيادة الهمزة ".

ب ـ الصيــرورة: يُقصد بالصيرورة الدلالة على أنّ الفاعل قد صار صاحب شيء مشتق من الفعل ، وبذلك نصيّر شيئا ذا شيء معين ، نحو قولك :أفلس الرجل" بدلالة الفعل على الإفلاس   ومنها :"ألْبنَ الرجل : صار صاحب لبن ، أوْرقت الشجرة :صارت ذات أوراق ، أتْمر الرجل  صار صاحب تمر ، أثْمر البستان :صار ذا ثمر ،أغدّ البعير : صار ذا غدّة ...."[5].

ج ـ الدخول في الشيء: مكانا كان أو زمانا ، فقد جاءت صيغة "أفعل" عند العرب بمعنى الدخول في الشيء ، كالدخول في الزمان (أمسى أصبح ..)[6]، إذ تقول :" أصبح :دخل في الصباح ،أمسى :دخل في المساء ، أبحر :دخل في البحر ،أشأم :دخل في الشام ، أمصر :دخل في مصر ،أعرق :دخل في العراق ....."[7].

د ـ الدلالة على السلب و الإزالة :ومعناه أنّ الفعل المراد من استعماله أنّك تزيل عن المفعول معنى الفعل ، نحو قول العرب :"أقذيت عين فلان "إذا أزلت عنه القذى عن عينه ،وأعجمت الكتاب : أي أزلت عنه عُجمته ،أشكيت زيدا :أي أزلت شكواه ،أقسط زيد :إذا أزال عن نفسه القسوط أي الجور ...[8].

هـ ـ المصادفة :وهو المعنى الذي تدلّ عليه صيغة "أفعل" للدلالة على أنّك وجدت الشيء على صفة معيّنة قد تكون مجهولة لديك ، نحو قولك :أعظمتُ الرجلَ :وجدته عظيما ، أكرمتُ زيدا  وجدته كريما ، وأبخلتُ بكرا :وجدته بخيلا  ، وأجبنتُ عمرا :وجدته جبانا...[9]، ولعلّ هذا المعنى قد أفاض فيه "ابن عصفور" ومن معانيه نفي الغريزة ،أي نفي أن يكون الشيء على طبعه وغريزته  أبطأ ، أسرع .... ،والتسمية :نحو قولك :أكفرته :أي سمّيته كافرا.....[10].

و ـ الدعاء: تدلّ هذه الصيغة على "الدعاء"، وذلك ما أورده "ابن عصفور"[11]نحو قولك  أسقيته:أي دعوت له بالسقيا ،كما في قول ذي الرمة:

                 وأسقيه حتى كاد مما أبثُّهُ             تكلّمني أحجارُه و ملاعبُه

ومما جاء عند "عبده الراجحي"في معنى "أفعل"الدلالة على الكثرة ، في قولك :أشجرَ المكان :كثر شجره ، وأظبأ المكان :كثر ظباؤه ،أسبع المكان : كثر سباعه ،، كما تدل الصيغة على الوصول للشيء (العدد) نحو :،أخمس العدد :صار خمسة ، واتسعت البنات :صرن تسعة ...[12].

كما أنّ صيغة "أفعل" تضاف لها معان أخرى كالتمكين في قولك :أحفرتُهُ النهر :إذا مكّنته من حفره ، و أملأتُه الزيرَ: مكّنته من ملئه ،...كما يدلّ على معنى التعريض ،حين يفهم من الفعل أنّك تعرض المفعول لمعنى الفعل كقولك :أرهنتُ المتاعَ ،بمعنى عرّضته للرهن ،أبعتُ البيت :أي عرّضته للبيع ،سواء بيع أم لم يبع ،وأعرتُ الكتاب :جعلته عرضة للإعارة .

    ومما سبق ذكره عن "صيغة أفعل " تتشكّل مجموعة من التفرعات يمكن أن تحصر في جوانب عديدة لصيغة"أفعل" حسب استعمالاتها عند العرب ، في وقت قد تأتي هذه الصيغة لغير هذه المعاني ، نحو قولك :أبصره بمعنى رآه ، وأوعزت إليه :بمعنى :تقدمت وغيرها من الأفعال في الاستعمال العربي .

2 ـ فَـاعَــلَ : هي الصيغة الثانية من صيغ الثلاثي المزيد بحرف بعد صيغة "أفعل" ،وهي الصيغة التي قال عنها "ابن عصفور":إنّ أكثر ما يكون هذا الوزن" للمشاركة"  على نحو: "تضارب ، مُنوّها بأنّه يكون الوزن من واحد (دون المشاركة) نحو:"سافر أخوك ، عاقب اللص"[13]

وهذه الصيغة يكون فعلها متعديا ، نحو :"ضاربت ، شاتمت..." ، وقد يكون لازما نحو"سافر[14]....

   وهي الحقيقة التي آثرها"الحملاوي" في قوله "...التشارك بين اثنين فأكثر ، وهو أن يفعل أحدُهما بصاحبه فعلا ، فيقابله الأخر بمثله ،، وحينئذ ينسب للبادئ نسبة الفاعلية وللمقابل نسبة المفعولية "[15]، فلو قلت مثلا :ضرب زيد عمرا ؛ فالضرب حاصل من زيد فقط، فإذا زدنا الفعل بالألف قلنا :ضارب زيد عمرا ؛ فالمعنى أنّ زيدا بدأ بضرب عمر ،ثم بدأ عمر بضرب زيد ؛فكل منهما يضرب الأخر ،وكذلك في "قاتل ،شارك ، جالس ، لاكم ،قابل ....."[16].

إضافة إلى "الشيخ الحملاوي" ، فقد آثر "ابن يعيش"حقيقة استعمال هذه الصيغة  التي لا يكاد من خلالها يرى في هذا الوزن إلاّ ما كان يفيد المشاركة ،"فاعل"يكون من غيرك إليك ،ما كان منك إليه، على نحو :ضاربته...." [17].

ـ  ومما دل عليه هذا الوزن خلا المشاركة، الموالاة و المتابعة  [18]،والتي يفهم من خلالها عدم انقطاع الفعل ، بل استمراره وتتابعه من الفاعل نحو:واليت الصومَ :أي لم أقطعه ،وتابع الطالب دروسَه ،إذا أولاها اهتماما دون انقطاع ...

ـ  كما يعني الوزن "فاعل"  معنى التكثيـر[19]، وهو المعنى الذي يقترب من معنى الموالاة و المتابعة في كثرة حدوثه ،وكثرة مرّات وقوعه ، فنقول :ضاعفت أجر العامل ،أي أكثرته ،وكاثرتُ إحساني على الفقير، بمعنى كثّرته وزدته  ، ليفصِل سياقُ الجملة ومضمونها الفرقَ بين الموالاة    والمتابعة ، وبين التكثير في قولك :قاوم العدوّ أو قاتله ، أو دافع عن أرضه ، هاجم خصمه  فيستفاد منها التكثير أو الموالاة .

ـ الدلالة على أنّ شيئا قد صار صاحب صفة يدلّ عليها الفعل:وذلك حين قولك :عافاه الله ـ جعله ذا عافية ،كافأت زيدا ـ جعلته ذا مكافأة، عاقبت بكرا ـ جعلته ذا عقوبة .....

ـ قد تجعل الهمزة الزائدة في صيغة "فاعل"كثلاثي لازم  الفعل متعديا ، وبذلك يفيد التعـدية كما عرفنا معناها سابقا ، نحو:وصل ،وجلس ، فعلان لازمان ، فإذا زيدا بالألف صارا متعديين  وأخذ كلّ منهما مفعولا به ،نحو قولك :"واصل الرجل سفرَه ،جالس محمد صديقَه ،ليحمل الأول معنى التعدية إضافة إلى الاستمرار ، والثاني التعدية ،وهي الصفة نفسها إذا كان الفعل متعديا إلى مفعول واحد غير صالح للمشاركة بالمفاعلة إلى مفعولين ، نحو :جذب اللاعب الحبل   فالحبل مفعول به لكنّه لا يصلح للمشاركة بالمفاعلة ،عدا إذا تغيّر بناء الفعل إلى "فاعَلَ" فيصير الفعل متعديا إلى مفعولين ،نحو:"جاذب اللاعبُ خصمَه الحبلَ".

ملاحظــة : أورد كل من "عبده الراجحي "،و "الشيخ الحملاوي" أنّ صيغة "فاعل" تأتي في العربية لتدل على معنى :"فعل" نحو:دفع ،دافع ،سفر،سافر هجر ،هاجر ،كما قد يأتي "فاعل"بمعنى "فعّل"للدلالة على التكثير و المبالغة ، نحو :ضاعفت الشيء وضعّفته...."[20].

    ليبقى مفهوم المشاركة ، أو دلالة صيغة "فاعل" على المشاركة يظل قائما محقِّقًا دلالتَه على وجود طرفين  لتحقيق الفعل ، وذلك من خلال العلاقة القائمة بين اللفظ و معناه ، وهي العلاقة الأساسية كي تؤدي اللغة دورها ومفهومها ،وهي ما ترمز إليه وفق ما تعارف عليه أبناء المجتمع الواحد .

3 ـ فـَعَّــل : وهي الصيغة التي تأتي في صورة تضعيف عين الفعل بعد أن كان الفعل ثلاثيا مجردا ،هذه الزيادة هي الأخرى أو التضعيف تأتي لتدل  على المعاني التي حصرها "ابن عصفور" في معان عدّة[21] ، أشهرها:

أ ـ الدلالة على التكثير:وهو الفعل الذي يترتب عليه زيادة في الجهد المبذول الذي يحتاج إليه الفعل الثلاثي مع زيادة في الوقت طبعا ، لذلك يقتضي هذا المعنى المصاحبة له"الدلالة على المبالغة" وعماد هذه الصيغة: أنّ تحقّق الفعل معها يحتاج إلى تكرار و إعادة ، ومن هذا تأتي المبالغة   والتكثير وزيادة الوقت و الجهد المبذولين ، ولعلّ هذه المعاني لهذه الصيغة هي الأقدم في العربية   وذلك نحو قولك:"جوّل زيد ، أي أكثر التجوال ،وطوّف ،أي أكثر الطوَفان، وغلّق الأبواب  أكثر التغليق ونحو:".....وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ."يوسف 23.

ملاحظة : قد يكون التكثير في الفعل على نحو المثالين السابقين "جوّل ،طوّف "أي أكثر الجولان و الطوفان (الفاعل) ، وقد يكون التكثير في المفعول به نحو:"غلّقت الأبواب" فالإغلاق كان في الأبواب (المفعول به).[22]

ب ـ التعـديــة :وهي من أهم المعاني في هذا الفعل ،حين ينتقل الفعل من حال اللزوم إلى حال التعدّي ،كما في الفعل"فرح" الذي يدلّ على صفة في المتحدث عنه ،أمّا الفعل "فرّح"بتضعيف العين فيدلّ على أنّ الصيغة طارئة على المتحدث عنه بعد أن لم تكن هي حاله  فأصبح من خلالها الفعل متعديا نحو قولك "فرح عمر ــ فرّحته ، خرج بكر ــ خرّجته   قام زيد وقعد ــ قوّمت زيدا وقعّدته .

ملاحظة: إذا كان الفعل كذلك متعديا إلى مفعول واحد صار متعديا إلى مفعولين ،نحو قولك  فهم /فهّم ، سمع/سمّع ، شرب/ شرّب  فتقول عند التضعيف :فهّمت زيدا المسألةَ ، وسمّعته الخبرَ  وشرّبته الدواءَ.....

ج ـ الدلالة على النسبة : وهو المعنى الذي أشار إليه" ابن عصفور"في الممتع ،وسماها التسمية  وذلك نحو قولك: خطأته أي نسبت إليه الخطأ ،وفسّقت : أي نسبت إليه الفسق ،أو سميته فاسقا "[23]، ومنها كفرت فلانا أي نسبته إلى الكفر ،وكذّبت عليا وصدّقته ،أي نسبته إلى الكفر والتصديق ...[24]، وهو المعنى الذي أثبته صاحب "الشذا" حين عدّد معاني "فعّل" :نسبة الشيء إلى أصل الشيء ،نحو:فسّقت زيدا وكفّرته ،أي:نسبته إلى الكفر و الفسق ..."[25].

 د ـ الدلالة على السلب و الإزالة : ويقصد  بهذا المعنى إزالة الشيء عن الشيء ، وهو المعنى الذي أشار إليه "الرّاجحي" ممثلا له ، في قوله: قشّرت الفاكهة ،أي أزلت قشرتها ،قلّمت أظافري أي أزلت قلامتها..."[26] ، ومن الأمثلة في ذلك قذّيت العين :أي أزلت قذاها ، وجلّدت الذبيحة  أي أزلت جلدها ، وجرّبت البعير :إذا أزلت جَرَبَه ،وهو من المعاني التي عدّها ابن "عصفور"في الممتع   واستدل عليها بقوله :قذّيت عينه :إذا أزلت عنها القذى ..."[27]  .

هـ ـ اختصار الحكاية : أو اختصار حكاية الشيء ، وهي من الصيغ التي عرفناها في صورة الاختصار للكلام ،نحو: كبّر الإمام ،إذا قال : الله أكبر ،و سبّح المصلي :قال سبحان الله ، لبّى الحاج :قال :لبيك اللهم لبيك ، وأمّن المصلي :قال: آمين ،ومثله حمّد أي قال :الحمد لله [28]".

وـ الدلالة على أنّ شيئا  صار شبيها بشيء : كثيرا ما يكون مشتقا من الفعل ،نحو قول العرب :قوّس زيد ،حجّر الطين ،أي: صار شبه القوس في الانحناء ،وشبه الحجر في الجمود ..[29].

زـ الدلالة على التوجّه : ويقصد بالتوجه معناه تحديد الجهة ،وفيها اندماج تام بينها وبين الفعل حين الوصف بالفعل بالجهة الموجه نحوها ،أو إليها ،إذ تقول العرب :شرّق الرجل :إذا توجه إلى الشرق ،أو جهة الشرق ،غرّب :إذا توجه غربا ، شمّل :إذا توجّه شمالا ،وكوّف إذا كانت وجهته الكوفة ..."[30].

ملاحظة :  لتضاف إلى صيغة "فعّل" معان أخرى ،تناولتها كتب الصرف العربي المختلفة ، فقد تدل كذلك على قبول الشيء نحو :شفّعت زيدا ،أي قبلت شفاعته،كما تستعمل للدعاء للشيء أو عليه في قولك : سقّيته أي دعوت له بالسُقيا ؛أي سقاك الله ، كما أنّ صيغة فعّل تؤدي معنى أفعل في التعدية نحو فرّحته و خطأته من الفعلين أخطأ و أفرح ، كما يضاف معنى آخر لهذه الصيغة يؤدي معنى الصيرورة ، وهي فائدة تجنى من تضعيف الفعل ليحمل معنى الانتقال و التحول وليفرعه إلى معان تتنوع بتنوع السياق ، فتقول العرب : صبّح أي دخل في الصباح أو صار مصبحا ، ونقول عبّده أي اتخذه عبدا أو صيّره كذلك وغيرها من المعاني .

هذا عن معاني الزوائد في الثلاثي المزيد بحرف واحد ، فما المعاني المستفادة من وراد حروف الزيادة في الثلاثي المزيد بحرفين ؟؟؟   ذلك ما سنعرفه في المحاضرة القادمة ان شاء الله لتكون خلاصة معاني الثلاثي المزيد بحرف واحد في المخطط التالي :

 

 

 

 

 

 



[1] ابن السراج ،الأصول في النحو ، تح عبد المحسن الفتلي ، مؤسسة الرسالة بيروت ،ط1،1985.،ج3 ،ص:117.

[2]  المرجع نفسه ، الصفحة نفسها

[3] أحمد الحملاوي ، شذا العرف ، ص :41.

[4] عبده الراجحي ، التطبيق الصرفي ، ص: 32

[5] محمد زرندح ، أسس الدرس الصرفي  ، ص:42.

[6] سيبويه ،الكتاب ، تح عبد السلام هارون ، عالم الكتب بيروت لبنان ،ج4 ،ص:63.

[7]  محمد زرندح ،أسس الدرس الصرفي ،ص:43 ،أحمد الحملاوي ،شذا العرف ، ص:42 .

[8] المرجع نفسه  ، الصفحة نفسها .

[9] المرجع نفسه  ، الصفحة نفسها .

[10]  يراجع ، ابن عصفور ، الممتع في التصريف ، ص:186.

[11] ابن عصفور ، الممتع في التصريف ، ص:187.

[12] عبده الراجحي ، التطبيق الصرفي ،ص :44.

[13] [13] ابن عصفور ، الممتع في التصريف  ، ص: 188.

[14] المرجع نفسه ،ص: 188

[15] أحمد الحملاوي ، شذا العرف ، ص: 43.

[16] محمد زرندح ، أسس الدرس الصرفي ، ص:47.

[17] ابن يعيش ، شرح المفصل  ،ص:152.

[18] محمد زرندح ، أسس الدرس الصرفي ، ص:47.

[19]  سيبويه ، الكتاب ، ج3 ، ص:69.

[20] عبده الراجحي ، التطبيق الصرفي ، ص :36 ،أحمد الحملاوي ، شذا العرف ،ص:43.

[21] ابن عصفور ، الممتع في التصريف ، ص: 188.

[22] أحمد الحملاوي ، شذا العرف ، ص: 43.

[23]  ابن عصفور ، الممتع في التصريف ، ص: 189.

[24]  محمد زرندح ، أسس الدرس الصرفي ، ص:46.

[25] أحمد الحملاوي ، شذا العرف ، ص:44

[26] عبده الراجحي ، التطبيق الصرفي ، ص: 35.

[27] ابن عصفور ، الممتع في التصريف ، ص :189.

[28] محمد زرندح ، أسس الدرس الصرفي ، ص: 46.

[29] أحمد الحملاوي ، شذا العرف ، ص: 44.

[30]  محمد زرندح ، أسس الدرس الصرفي ، ص:45.

Modifié le: Friday 2 June 2023, 21:30