أولا: المقولاتية النشأة والمفاهيم:
يشهد العالم اليوم اهتماما كبيرا بموضوع المقاولاتية نظرا لاحتلاله مكانة كبيرة في عملية التنمية الاجتماعية و الاقتصادية ، وهذا ما جعل دول العالم تهتم بالإجراءات التي من شأنها الرفع من مستوى العمل ألمقاولاتي وكذلك البحث في معيقاته من أجل ضمان سير هذا النشاط و نجاحه.حيث اهتمت الدولة الجزائرية بالمنافع التي يمكن أن يجنيها الاقتصاد الوطني من النمو السريع للقطاع الخاص ، حيث اتخذت ابتدءا من سنة 1988 قرارات لتحرير الاستثمار الخاص و ترقية هذا القطاع بهدف إعطائه مكانة مهمة في النشاط الاقتصادي الوطني ، و بالرغم من ذلك فإنه لازال يواجه نفس المشاكل التي كان يواجهها سابقا ، فالأزمة التي تمر بها الجزائر زادت من المشاكل و العراقيل أمام اتخاذ المبادرة لممارسة المقاولة .وبالرغم من ايجابيات المقاولاتية ، إلا أن هناك العديد من الصعوبات و التحديات التي تواجه المقاولين الجزائريين أبرزها مختلف مظاهر العولمة بما فيها المنافسة العالمية حيث إن أراد المقاول أن يضمن لنفسه مكانة في السوق العالمية أو العربية توجل عليه القيام بترقية و تطوير و التغلب على الصعوبات في هذا المجال فهناك العديد من المعوقات التي تواجه العمل ألمقاولاتي منها معوقات بيروقراطية و مالية و سياسية و اجتماعية.... و كلها تحد و تقلل من الممارسة المقاولاتية في الجزائر و فشل المقاولين في إكمال مشاريعهم وكذلك التخبط في المشكلات و صعوبات إنشاء المؤسسات المقاولاتية هذه الأخيرة تقلل و تحد من قدرة الشباب في التوجه لهذا المجال الذي يعتبر ذو أهمية بالغة في النهوض بالبلاد و المضي قدما من أجل ترقيتها و تطويرها .
1/ مفهوم المقاول:
أ-لغة:
كلمة « entrepreneur » المقاولة مشتقة من الفعل « entreprendre » و الذي معناه باشر التزم،وتعهد.
المقاول هو من يتعهد بالقيام بعمل معين مستكمل الشروط كبناء بيت أو إصلاح طريق توضح التفصيلات في عقد يوقعه المتعاقدان.[1]
ب-اصطلاحا:
المقاول هو الشخص الذي لديه الإرادة و القدرة و الموارد الكافية على تحويل فكرة جديدة أو اختراع إلى ابتكار يجسد على أرض الواقع بالاعتماد على معلومة هامة من أجل تحقيق عوائد مالية عن طريق المخاطرة و يتصف المقاول بالجرأة و الثقة بالنفس ، المعارف التسييرية ، و القدرة على الإبداع.[2]
تم تعريف المقاول في القرون الوسطى خاصة في فرنسا بالفرد الذي يتمتع بروح المسؤولية فيكون قادرا على تحمل مختلف أعباء الذين يوظفهم في منشئته ، لكي يصبح فيما بعد يلقب بالشخص الجريء الذي يتحمل كل أنواع المخاطر الاقتصادية المترتبة في مؤسساته ، و كما أنه ذلك الشخص المبدع الذي يقوم بعمليات الجمع و التنظيم لمختلف وسائل الإنتاج بغية خلقه منفعة أخرى جديدة.[3]
المقاول هو الذي يقوم بإنشاء مؤسسة و خلق نشاط معين و يجب أن يكون قادرا على تحمل المخاطر و مواجهتها و أن يكون ماهرا في تسييره للأمور و أن يملك القدرة على تطوير الأفكار و تجسيدها بشكل صحيح على أرض الواقع.
2/مفهوم المقاولاتية:
أ-لغة:
مشتقة من كلمة مقاول و تشير خاصة إلى الخطر أو المغامرة التي تميز توظيف الأموال في النشاط الاقتصادي.[4]
ب-اصطلاحا:
تعرف المقاولاتية بأنها حركية إنشاء و استغلال فرص الأعمال من طرف فرد أو عدة أفراد و ذلك عن طريق إنشاء منظمات جديدة من أجل خلق القيمة.[5]
المقاولة عملية ديناميكية يتم من خلالها توليد الثروات المتزايدة، و يتم إيجاد الثروة من خلال أفراد يتكبدون المخاطر الأساسية من حيث المساواة أو الوقت أو الإلتزام المهني ، أو توفير قيمة معينة من أجل القيام بخدمة أو شراء سلعة معينة ،إن إنتاج أي سلعة قد يكون أو لا يكون بالشيء الجديد أو الخاص، و لكن يجب على منظم المشروعات أن يحدد القيمة من خلال إستلام و توزيع المهارات و المصادر الرئيسية.[6]
هي مجموعة من الأهداف و الأنشطة التي تخلق نشاط معين كإنشاء وتطوير مؤسسة و إنشاء مشروع بهدف خلق ثروة أو تحقيق منفعة خاصة أو عامة و كما أنها عبارة عن تجسيد للأفكار على أرض الواقع.
ثالثا: تلعب المقاولة دور كبير في توفير فرص كبيرة للأفراد لتحقيق الاستقلال المالي و كما يستفيد منها الاقتصاد من خلال المساهمة في خلق فرص العمل و الابتكار و النمو الاقتصادي فالمقاولة تعتبر محركا للنمو الاقتصادي و تحقق التكيف الاجتماعي و لها أهمية كبيرة في تحقيق التنمية في كل المجالات .
[1] )-مجمع اللغة العربية"معجم الوسيط"،القاهرة(مصر)،مكتبةالشروق الدولية،2004،ص(767).
[2] )-جبار سعاد،د.ناجي أمينة "التعليم المقاولاتي كأداة لبناء الروح المقاولاتية" دراسة قياسية لطلبة جامعة سيدي بلعباس،2019.
[3] )-حسين بن الطاهر، خذري توفيق"المقاولة كخيار فعال لنجاح المؤسسات الصغيرة و المتوسطة الجزائرية" ملتقى وطني حول واقع و آفاق النظام المحاسبي المالي في المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الجزائر ، جامعة الوادي ، يومي05-06 أفريل 2013، ص(03-04).
[4] )- قواسمي رشيدة " التأصيل النظري للمقاولاتية كمشروع و النظريات و النماذج المفسرة للتوجه المقاولاتي" مجلة المنتدى للدراسات و الأبحاث الاقتصادية،جامعة الجزائر03، المجلد،04،العدد02،2020،ص(160).
[5] )- د عرقوب وعلي – أ بطاهر بختة " التأهيل الصناعي و تحديات إنماء الاقتصاديات العربية " حالة الجزائر- جامعة بومرداس –ص( 4)
[6] )- نعيمة نيار"الشباب المقاول و رهانات التنمية دراسة ميدلنية لعينة من الشباب المقاول في إطار الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب في القطاع الإنتاجي (الصناعي)،رسالة دكتوراه في علم اجتماع تنظيم وعمل، جامعة الجزائر 02 (2015-2016).ص(12).