تمهيد:

  يزخر مجال الإرشاد والعلاج النفسي بالعديد من الأساليب والفنيات المستقاة من نظريات الإرشاد والعلاج النفسي المختلفة ، يستخدمها المرشد أثناء البدء في الجلسات الإرشادية، لمواجهة مشكلات الفرد والتخفيف منها من جهة، وكذا تنمية الجوانب الإيجابية في شخصية الفرد من جهة أخرى ومن بين هذه الفنيات، نجد: 

01- فنية المحاضرة:

تعتمد فنية المحاضرة في جوهرها على تقديم معلومات سيكولوجية بطريقة منظمة لأفراد المجموعة الإرشادية لزيادة استبصارهم بأنفسهم بطريقة موضوعية، مما ينمي لديهم اهتمامات بمدى حاجتهم ورغبتهم في تلقي المعلومة المتضمنة في المحاضرات، والتي يراعى فيها أن تكون ذات صلة وثيقة بمشكلاتهم الخاصة، ويهيئ لديهم موقف تعليمي يبدأ من شعورهم بأن مشكلاتهم الخاصة هي نقص معلومات عن أنفسهم، فيدفعهم ذلك إلى متابعة المحاضرات واستثارة نشاطهم العقلي والانفعالي، مما يساعد في خلق أهداف جديدة تتمثل في الرغبة في حل المشكلات التي يعانون منها(سخسوخ،2014، 225).

02- فنية دحض الأفكار غير العقلانية:

إن حجر الزاوية في العلاج المعرفي السلوكي مبدأ مؤداه أن الأفكار هي التي توّجه السلوك وتستثير الانفعالات، والاستجابات الفسيولوجية و يستخدم المعالجون عمليات التساؤل السقراطي، حيث يشجع العميل على البحث عن جوهر اعتناقه لهذا التفكير غير المساعد وغير المنطقي، ومن المهم فحص معنى معتقدات العميل قبل البدء في العمل عليها(هوفمان،2012: ص44).

ويقصد بها تلك الأفكار التي تعطّل قدرة الفرد على التعامل مع خبرات الحياة، وتعطّل التناغم الداخلي للفرد، وينتج عنها ردود فعل انفعالية زائدة وغير ملائمة، وقد لا يكون الفرد على علم بها حتى يستطيع أن يحددها وبالتالي التعامل معها بغرض تصحيحها وتعديلها، ولكن مع التدريب والتعليم يصبح لديه وعي بها ويمكنه التركيز عليها.(الشناوي،1994: ص152).

وقد أكد ألبرت إليس (A.Ellis)، ومن قبله آدلر (Adler)، أن العلاج يجب أن يتضمن التحاور مع العميل بكل الضروب المنطقية من الحوار، حيث يزود العميل بالمعلومات التي لم تكن متوفرة لديه، لكي يبين له الجانب الخاطئ في تفكيره مع دفعه مباشرة إلى استنتاج طرق التفكير الصحيحة وتطبيقها.( الشناوي، ،1994: ص168).

وفي هذا الأسلوب الإدراكي يسعى المرشد إلى مجادلة المسترشد حول الأفكار الخاطئة غير العقلانية التي ساهمت في نشأة المشكلات التي يعاني، والمرشد لا يقف موقفا سلبيا في هذه العملية بل إنه يعلم المسترشد كيف يقوم بذلك لوحده من خلال اكتشاف طرق التفكير والمسلمات والمعتقدات التي يؤمن بها ويبني عليها أنماط سلوكه ومشاعره، ومن الأسئلة التي يوجهها المرشد للعميل ليجيب عنها.(أين الدليل على ما تقوله أو ما تشعر به؟ ولماذا تكون الحياة مأساوية إذا لم تجر الحياة بالشكل الذي تريد؟ وهل هو نهاية العالم إذا لم تتحقق أحلامك في الحياة؟)، إن مثل هذه الأسئلة الجدلية والحوارية تجعل المسترشد يعيد التفكير في الأفكار التي يتخذها مسلمات وحقائق وبالتالي يبدأ في إعادة التفكير بها واختبار مصداقيتها ومدى تأثيرها على حياته.(أبو أسعد وعريبات،2012: ص210).

 لقد صنف(Wallen & Dryden, 1992) ثلاثة أنماط من التفنيد على شكل استفسارات، وهي كالآتي:

- التفنيد المنطقي(Logical Disputation)، ويتم ذلك من خلال التساؤلات: هل هذا المعتقد منطقي؟ وهل هذا المعتقد حقيقي؟ ولماذا هذه الفكرة حقيقية؟

- التفنيد العلمي(Scientific Disputation)، ويتم ذلك من خلال التساؤلات: أين البرهان على صحة هذا المعتقد؟ وأين الدليل على ذلك؟ وكيف يكون هذا الأمر قطعيا؟

- التفنيد العملي(Pratical Disputation)، ويتم ذلك من خلال التساؤلات:هل يساعد هذا المعتقد على حل المشكلات الخاصة؟ وهل يساعد على إنجاز الأهداف وتحقيق الطموحات؟ وهل يزود الفرد بنتائج إيجابية؟(شاهين وحمدي).

وعليه فإن نجاح أي شخص في الإرشاد، يجب أن يكون مصحوبا بتحسن في طريقة تفكيره وإدراكه لنفسه والعالم فالتفكير المشوّه هو العامل الرئيس في ظهور المشكلات النفسية لدى المتعلم، الناتج عن نقص في المعلومات والأفكار الصحيحة لديه، وأن هذه المشكلات النفسية تؤدي أيضا إلي ظهور مشكلات أكاديمية تمنع تميّز الطالب في التحصيل الدراسي. ذلك أن الإرشاد يؤكد على الأداء (القيام بالعمل) وليس مجرد الحديث عن المشاكل وتجميع إستبصارات، وأنه يهتم بكيف يتعلم المتعلم وكيف يتغير السلوك وأن عملية الإرشاد تتضمن عملية تعلم ومحو التعلم وإعادة التعلم.

03- فنية الواجبات المنزلية:

تلعب الواجبات المنزلية دورا هاما في كل العلاجات النفسية، ولها دور خاص في زيادة فاعلية الإرشاد المعرفي السلوكي، حيث أنها الفنية الوحيدة التي يبدأ ويختم بها المعالج المعرفي السلوكي كل جلسة إرشادية تساهم في تحديد درجة التعاون والألفة القائمة بين المعالج والمتعالج، ويستطيع المعالج تقوية العلاقة العلاجية بتكليف الفرد بعمل الواجبات المنزلية، ويقدم كل واجب منزلي على أنه تجربة مناسبة لاكتشاف بعض العوامل المعرفية المتعلقة بالمشكلة التي يواجهها الفرد حديثا(بلميهوبي، وآخرون،2014، 84).

سبب آخر لأهمية الواجب المنزلي، هو أنه يرفع وعي العميل بقدرته على الاستمرار حتى بعد انتهاء الجلسات، ذلك أنه بالفعل قد تعلّم عديدا من المهارات، وأصبح على قدر عال من الكفاءة والخبرة من خلال أداء الواجب المنزلي، يشير لي(Ley,1979) أن الناس عموما يحتفظون بقد ضئيل فقط من المعلومات المقدمة لهم في الاستشارات وأحد أهداف المهام أو الواجبات المنزلية بين الجلسات هو المساعدة في إعادة جمع وتثبيت المعلومات، ومن المهم الاعتراف للعميل أن التغيير يأتي عن طريق التمرين والممارسة.( هوفمان ،2012:ص93).

ويشير (العاسمي،2012، 272) إلى أن هناك العديد من الشروط التي يجب على المرشد الأخذ بها عندما تتضمن خطته الإرشادية تدريبات منزلية، أهمها:

- أن يكون المرشد متمكنا من النظريات النفسية الخاصة بتعديل السلوك، وأن تكون له قدرة كافية بمعرفة ديناميات المسترشد.

- أن يعرض المرشد الواجبات المنزلية على المسترشد حتى يتمكن من اختيار منها ما يمكنه تنفيذها.

- يجب أن تصمم الواجبات المنزلية في ضوء قدرات المسترشد وأن تعرض بطريقة سهلة التنفيذ.

- الاتفاق على الفترة الزمنية المطلوبة لإنجاز الواجب المنزلي.

- أن تقدم المشكلات المطلوب حلها في الواجبات المنزلية حسب الأولوية.(العاسمي، 2012، 272)

04- فنية المناقشة والحوار:

إن استخدام فنية المناقشة والحوار والتي تكون على شكل حوار شفهي وعلى شكل وجهات نظر مختلفة أو إضافات أو مداخلات أو تعقيبات أثناء القيام بالعمل الإرشادي، يمكن أن تدفع المسترشدين إلى المشاركة والاستمتاع بالجلسات الإرشادية، تزيد من مساهمتهم مع المرشد في التفكير وإبداء الرأي في حل مشكلات معينة مما يجعلهم يشعرون كأفراد فاعلين، وهذا ما يمنحهم الثقة بأنفسهم وأن التعلّم فيها أكثر ثباتا وديمومة، وتنمي القدرات الفكرية والمعرفية لدى المسترشدين وتدربهم على التحليل والاستنتاج، وتحرك دوافعهم وتثير اهتمامهم، وتؤمن التغذية الراجعة الضرورية لتصحيح مسار عملية التعلُّم، وتعوّد المسترشدين على التفكير والاكتشاف، وتوقظ انتباههم، وتزيد من شغفهم بما هو مطروح في الجلسات الإرشادية، وتدفع الطلبة إلى استخدام النقد بدلاً من السلبية في تقبل الآراء أو رفضها بدون أي تعليل منطقي، كما تنمي فيهم حب التعاون والعمل الجماعي.

05- فنية النمذجة:

تعد النمذجة جزء أساسيا ضمن برامج كثيرة لتعديل السلوك، وهي تستند إلى افتراض مؤداه أن الإنسان قادر على التعلم عن طريق ملاحظة سلوك الآخرين، وتعرضه بصورة منتظمة للنماذج ويعطى الشخص فرصة لملاحظة نموذج ويطلب منه آداء العمل نفسه الذي يقوم يه النموذج.(مليكة،1994:ص104 ).

وتستخدم النمذجة لمساعدة المسترشد في تحقيق استجابات مرغوبة فيها، أو التخلص من المخاوف من خلال مشاهدة سلوك شخص آخر، ويمكن أن تكون بمشاهدة نموذج واقعي للسلوك، أو من خلال نماذج مكتوبة أو مسجلة، أو بتخيل المرشد لذلك السلوك، أو من خلال لعب الدور، وتكون النماذج الحية (Live Model) هي أكثر الأنواع فاعلية. لأنها قد تزيد الدافعية، وتسهل عملية تعلّم السلوك المرغوب( الشناوي و محمد السيد،1998: 389). ويفضل اختيار النموذج من عمر مماثل لعمر المسترشد وجنسه ومركزه الاجتماعي وخلفيته الثقافية.(الخطيب،2009: 382)

للنمذجة أربع وظائف أساسية، فبملاحظة النموذج السلوكي يمكن للمسترشد أن يتعلّم سلوكا جديدا مناسبا وكذلك فإن ملاحظة النموذج ينتج عنه أثر اجتماعي تسهيلي(Facilitative) وذلك بمساعدة المسترشد على أداء سلوكيات كان بوسعه أن يقوم بها فيما مضى وذلك في أوقات أكثر ملائمة وبطرق أكثر ملائمة وتجاه أشخاص ملائمين، وكذلك قد تؤدي النمذجة إلى إنهاء كف سلوكيات كان المسترشد يتحاشاها بسبب الخوف أو القلق وحين يرفع الكف عن هذه السلوكيات فإن النمذجة قد تزيد الانطفاء المباشر والانطفاء بالإنابة (التعويضي) للمخاوف المرتبطة بالشخص أو الشيء الذي كان السلوك موجها نحوه ( الشناوي و السيد،1998، 156).

06- فنية حل المشكلات:

حل المشكلات هو عملية يحاول بها الشخص أن يخرج من مأزق أو موقف ضاغط، وفي رأي جانى (Gagne,1977) أن حل المشكلات هو نوع من السلوك المحكوم بقواعد، وحل المشكلات عند جانى هو عملية يستحضر فيها الأشخاص مفاهيم وقواعد من معرفتهم السابقة ويستخرجون منها قواعد من مستوى أعلى تساعدهم على حل المشكلات وهي أعلى صور التعلّم وقمته.(الشناوي ومحمد السيد،1998: ص229).

طرح نزو وآخرون(Nezu et,al,2000) مفاهيم إرشادية خاصة بحل المشكلات التي تعترض حياة الفرد حيث يركز التدريب على تحقيق الأهداف الإرشادية التالية:

- رفع الاتجاه الإيجابي نحو المشكلة، ومساعدة العميل على تبني توجها إيجابيا ومتكيفا نحو المشكلة.

- القدرة على إعادة تنظيم المشكلة بشكل مضبوط وصحيح حين تحدث.

- اعتقاد أن المشكلات تعتبر عادية وجزء من الحياة لا يمكن تجنبها.

- القدرة على تحديد وإسناد سبب المشكلات بشكل مضبوط.

- الميل إلى تقييم المشكلات الجديدة كتحديات بدلا من تهديدات أو كوارث أو وضعيات يتم تجنبها.

- الاعتقاد في القدرة الذاتية للتعامل الفعّال مع المشكلات الضاغطة.

- معرفة أن المشكلات المعقّدة، يمكن أن تتطلب الوقت والجهد لحلّها.

- الرغبة في حل المشكلات بالطريقة المناسبة.

- التخفيف أو خفض الاتجاه السلبي للفرد نحو المشكلة.

- تحسين مهارات حل المشكلة، العقلانية للعميل.

- خفض ميل العميل للاندفاعية واللامبالاة.

- خفض ميل الفرد لتجنب المشكلات حين تحدث(بلميهوبي وآخرون،2014، 152-155).

فحل المشكلات هو قـدرة الطالب على تمييز المعارف والمهارات والخبرات اللازمة وتوظيفها للوصول إلى تحقيق الهدف.

07- فنية العصف الذهني:

يرتبط مفهوم العصف الذهني بمفهوم حفز أو إثارة العقل، ويقوم على تصور حل المشكلة على أنه موقف به طرفان يتحدى أحدهما الآخر، العقل البشري (المخ) في جانب، والمشكلة التي تتطلب الحل في جانب آخر، ولا بد للعقل من الالتفاف حول المشكلة والنظر إليها من أكثر من جانب، ومحاولة تطويقها واقتحامها بكل الطرق الممكنة(أبو رياش و قطيط،2008، 221-222).

ويمكن الاستفادة من هذه الفنية في بناء برنامج إرشادي للتّميز في التحصيل وجودة التفكير العلمي، ذلك أن جميع الدراسات والتجارب تؤكد أهمية العصف الذهني في توليد الأفكار الجديدة والمتعددة، ذلك أن الكم يوّلد النوع.

08- فنية التعزيز الموجب:

عبارة عن إجراء يتم فيه تقديم مثير بعد الاستجابة حيث يؤدي هذا التقديم للمثير لزيادة تكرار حدوث تلك الاستجابة، وللتعزيز وظيفتان هامتين الأولى إخبارية فالمتعلم بمجرد حصوله على التعزيز يعرف أن استجابته كانت في الاتجاه الصحيح، والثانية هي وظيفة دافعية ذلك أن الحصول على التعزيز هو القوة الدافعة المسيطرة التي تعمل على الحفاظ على التعلم (قطامي و قطامي،2000، 60).

فهو تعزيز بمعنى أنه قد ترتب عليه ازدياد السلوك (الاستجابة)، وهو إيجابي لأنه اشتمل على إضافة (شيء مرغوب فيه بالنسبة للشخص)، مثال ذلك إذا وجّه المدرس سؤالا للطلاب أثناء الدرس ثم اختار أحدهم ليجيب على السؤال فأجاب الإجابة الصحيحة، فوجّه إليه المدرس الشكر والثناء وكان من نتيجة ذلك أن ازداد معدل إجابات هذا الطالب على الأسئلة التي وجهها المدرس في المرات التالية، اعتبرنا أن كلمات الشكر والثناء التي وجهها له المدرس قد عملت كمعززات ايجابية لسلوك الإجابة على الأسئلة  فهي معززات لأنها ساعدت على تكرار الاستجابة، وهي ايجابية لأنها اشتملت على إضافة شيء مرغوب (الثناء).(الشناوي ومحمد السيد،1998، 133)

09- فنية الحديث الذاتي:

تقوم فكرة التدريب على الأحاديث الذاتية أو التعليمات الذاتية على فرض مؤداه أن الأشياء التي يقولها الناس لأنفسهم تحدد باقي الأشياء التي يفعلونها، فسلوك الإنسان يتأثر بالجوانب المختلفة لأنشطته والتي توجه بتكوينات متنوعة مثل الاستجابات الفيزيولوجية، وردود الأفعال الوجدانية، والجوانب المعرفية، والتفاعلات الإجتماعية، وتعتبر الأحاديث الداخلية أحد هذه الأنشطة أو التكوينات.(الشناوي،1994، 126).

ويتفق ذلك مع ما أشار إليه تشير بريشا مايك (Breshia Mike) أنه قد ظهر في الآونة الأخيرة العديد من البرامج التي تساهم في رفع كفاءة الأفراد تحت عناوين مختلفة منها برامج القوة الداخلية Internal Power Programs، ويرى فوكيت (Vocate,1994) أنها تمثل ميكانيزما داخليا يصل من خلالها الفرد إلى التحدث المعلن والموجه لذات الفرد، ويرى مارتن(Martin Alaing,1993) أنها ميكانيزم تتوسط الوعي الذاتي، حيث تسمح هذه الحوارات للفرد بتوجيه انتباهه لنفسه، وإعطاء فرصة لملاحظة ما يدور في الذات الداخلية.

وقد أشار ويفر وآخرون (Weaver et.al ,1988) إلى نوع من التواصل الداخلي والحوارات الهدامة Destructive Dealogues تمثل عمليات الاتصال الداخلي ذات النغمة السلبية، حيث يركز فيها الفرد على الأحداث الحرجة والجوانب الضعيفة، التي يواجه بها نفسه على المستوى العقلي، فيقوم بالتقليل من تدعيم الجوانب الإيجابية لذاته.(العنزي)

كما أوضح باندورا، أنه كلما كان الفرد على درجة عالية من الوعي ازدادت فعاليته لذاته "Self- Efficacy" التي يراها على أنها مجموعة من الأفكار الصادرة عن الفرد التي تعبر عن معتقداته حول قدراته على القيام بسلوكيات معينة، ومرونته في مواجهة المواقف الصعبة والمعقدة، وتحديه لها، ومدى مثابرته لإنجاز المهمات المكلف بها.( غولي، العبيدي،2013، 11)

ويعد التدريب على الحديث الذاتي من الفنيات المهمة التي يتضمنها اتجاه ميتشنبوم (Meichenbaum) وهي تتضمن التعرف على الأفكار والتعبيرات الذاتية السلبية المرتبطة بالضغوط التي تسبب الضيق والكدر والمشقة للفرد ومساعدة العميل على تعديل التعبيرات الذاتية السلبية لديه واستبدالها بتعبيرات ذاتية  ايجابية، وهكذا من خلال التدريب على التعليم الذاتي يتعلم العميل أن ما يعانيه من قلق وضغوط هو نتيجة سوء تفسيره وتأويله للمواقف التي يتعرض إليها، وأيضا نتيجة لأحاديث الذات السلبية لديه (الحوار الداخلي السلبي) ومن ثمة لابد من ضرورة استبدالها بأحاديث ذات إيجابية ومنطقية.(أبو غالي،2013، 60)

وأوضح(الشناوي،1994، 128)أن عملية العلاج تشتمل على ثلاث مراحل أساسية:

- أن يدرك المسترشد، أو يصبح واعيا بسلوكياته غير الملائمة.

- يؤخذ هذا الوعي كمؤشر يولد حديثا داخليا معينا.

- يكون هناك تغيير في طبيعة الحديث الداخلي عن ذلك الذي كان موجودا لدى المسترشد قبل العلاج.

10- فنية الاسترخاء العضلي:                            

طُور هذا الأسلوب من قبل جاكبسون(Jacobsonموضحا أن الاسترخاء يعد من العوامل الكامنة للقلق، فلا يمكن للشخص أن يكون مسترخيا وقلقا في الوقت نفسه، وتعد الأساليب الحديثة في الاسترخاء من أشهر أساليب العلاج السلوكي ويحتاج إجراءه إلى تدريب منظم (أبو غالي، 2011، 59).

ويمكن الاستفادة من هذه الفنية في بناء برامج إرشادية لحل مشكلات كثيرة لدى المتعلمين، ذلك أن تدريبات الاسترخاء العضلي مفيدة لإزالة التوتر وإعادة الانتعاش للمتعلم، حيث الاسترخاء لمجموعة من عضلات الجسم وللجسم كله مهارة يتعلمها المتعلم ويتحسن فيها مع الممارسة ولكن من المهم استخدام الاسترخاء العضلي أثناء القلق والمواقف الضاغطة التي تواجهه.

 

 

Modifié le: Friday 19 May 2023, 11:13