أولاً- تقسم المعرفة العلمية التي انتجها العقل البشري إلى ثلاث مجموعات هي:

1- العلوم التي تشترك في تناولها لقضايا ومشكلات قابلة للحل، وتعتمد المنهج العلمي في اجراءات البحث واستخلاص النتائج، ومن هذه العلوم:

العلوم الطبيعية كالفيزياء والكيمياء وعلوم الأحياء، والعلوم الإنسانية كعلم النفس وعلم الاجتماع والتربية والاقتصاد ... الخ

2- وهي نظم ما المعرفة الإنسانية ولا تعد علومًا وتشترك في كونها تتناول مشكلات قابلة للحل ولا تعتمد المنهج العلمي في حلها، ومن هذه المعارف الفنون والآداب والفلسفة.

3- وهي النظم المعرفية والتي تطليقة عليها الدراسات الميتافيزيقية، وتشترك في كونها تتناول مشكلات غير قابلة للحل، ولا تعتمد المنهج العلمي لأنها تتجاوز قدرات العلماء على تناولها، كالقضايا التي تتصل بأسباب الوجود.

* يتبين من هذا التقسيم أن مكانة علم النفس وعلوم التربية يوجد ضمن المجموعة الأولى والتي تتميز بخاصتين هما:

1- تتناول مشكلات قابلة للحل.

-2 تعتمد أساليب المنهج العلمي في إجراءات البحوث واستخلاص النتائج.

ثانيا- تعريف العلم:

يعرّف العلم بأنه الدراسية الموضوعية للظواهر بهدف الوصول إلى تنظيم المعرفة في إطار نظريات تتسم بالاتساق والدقة والصدق، ويتميز العلم باستعمال عمليات خاصة لجمع المعلومات والبيانات والوقائع وتصنيفها، واستعمال مفاهيم محدد لتفسير هذه المعلومات والبيانات، والوقائع.

يشير التعريف السابق إلى أن للعلم جانبان هما:

الأول: هو المنهج العلمي الذي يتمثل في الأساليب البحثية المنظمة التي يتبعها العلماء، سعيا لاكتشاف (في الدراسات الاستكشافية) أو الربط بينها (في الدراسات الارتباطية) أو محاولة تفسيرها (في الدراسات التجريبية وشبه التجريبية).

2. خصائص العلم: للعلم أربع خصائص هي:

1- الموضوعية، وتعنى: الابتعاد عن الأهواء والميول الذاتية والأغراض الشخصية

- وتعني إشراك أكثر من باحث في إدراك خصائص الظاهرة وبعض المعطيات عنها.

2- القياس، ويعني: ويعني التعبير عن وقائع أو معطيات أو مشاهدات، تعبيراً علمياً على أساس قواعد معينة.

3- تراكمية العلم: أن أي جهد علمي ينسب للباحث في مراحله الأولى، إلا أنه بعد ذلك يضاف إلى التراث العلمي الإنساني مما يفقده طابعه الشخصي، ويساعد هذا الطابع غير الشخصي للعلم أنه يتصف بالتراكمية مما يحقق نوعا من التقدم والارتقاء في الجهد العلمي.

4- وجود علاقة ديناميكية بين المشاهدات أو الوقائع والمعلومات النظرية: فالعلم معرفة منظمة، قد يبدأ بالبيانات المستمدة في الوقائع المحسوسة أو يبدأ بنظرة أو مفهوم مجرد ... وهذا ما يجعل العلم نشاط حي نام. ثالثا- مبادئ العلم: وهي:

1- مبدأ السببية: أن لكل ظاهرة أسبابها الموضوعية.

2- مبدأ خضوع الظواهر لقوانين ثابتة.

-3 مبدأ استقلالية الحقائق والقوانين عن الإنسان.

4- مبدأ خضوع الحقائق والقوانين وقابليتها للمعرفة.

5- مبدأ نسبية الحقيقة العلمية، باستمرار نكتشف ثغرات في القوانين العلمية.

6- مبدأ التغير: إن الحركة والتطور في الصفات اللازمة للظواهر

7- مبدأ موضوعية الباحث وفطنته

8- مبدأ اتباع الباحث لخطوات البحث العلمي.

رابعا- أهداف العلم:

1- الوصف: قيام الباحث بتسجيل ملاحظاته عن الظواهر كما تحدث بالفعل، على أساس مبدأ هنا والآن، وذلك يجمع الحقائق حولها باستعمال وسائل وأدوات مناسبة وهو إجابة عن السؤال ماذا حدث؟

2- الفهم والتفسير: ويعني الكشف عن العلاقات السببية التي تقوم بين الظواهر المختلفة، وبالتالي إمكانية الإجابة عن التساؤل الرئيسي الذي يطرحه علماء النفس لماذا يسلك الناس بالطريقة التي يسلكون بها؟

3- التنبؤ: فإذا كان الوصف هو الإجابة عن السؤال ماذا حدث؟ وإذا كان التفسير هو الإجابة على السؤال لماذا حدث؟ وكيف حدث؟ فإن التنبؤ هو الاجابة عن السؤال في أي ظروف أو شروط معينة؟

وهو أسمى أهداف العلم.

4- الضبط والتحكيم: يتم ضبط السلوك والتحكم بناء على المعرفة الدقيقة بالشروط التي يحددها أو يتغير وفقا لها. ويتحقق الضبط بشكل ناجح عندما تكون عملية التفسير والتنبؤ دقيقتين.

II) تعريف البحث العلمي :

أنه وسيلة للدراسة يمكن بواسطتها الوصول إلى حل مشكلة محددة، وذلك عن طريق التقصي الشامل والدقيق لجميع الشواهد والأدلة التي يمكن التحقق منها، والتي تتصل هذه المشكلة.

1- مهمات البحث العلمي:

-حل مشكلة أو الاجابة على سؤال محيّر

-تنظيم المعرفة العلمية في أنساق نظرية

-تعديل ما هو قائم من معلومات بالإضافة إليها

-استكمال النقص في المعلومات والأفكار والحقائق والتعميمات

-تفنيد ما هو قائم من نظريات أو مفاهيم عن طريق الدراسات التطبيقية

-تثبيت ما هو قائم من نظريات أو مفاهيم عن طريق الدراسات التوكيدية

-إنتاج معرفة جديدة من خلال إدراك ارتباطات جديدة.

 

3- خصائص البحث العلمي:

يتميز البحث العلمي بجملة من الخصائص وهي:

- البحث العلمي نشاط هادف يوجه إلى حل مشكلة محددة

- البحث العلمي يبنى على وقائع سمكن مشاهدتها وقياسها

- البحث العلمي يتطلب ووصف دقيقين

- البحث العلمي يبنى على الخبرة النظرية المسبقة للمجال

- البحث العلمي يتضمن تحليلا موضوعيا ومنظماً ومنطقيا للظواهر

- البحث العلمي بما أنه نشاط هادف فلابد أن ينتهي بنتائج.

4- مستويات البحث العلمي:

 يتدرج اهتمام البحث العلمي فيي علم الفنس وعلوم التربية في مستويين اثنين:

- العلوم الأساسية: والتي تسعى للحصول على المعرفة العلمية واكتشاف القوانين العلمية من خلال معرفة الشروط التي تتحكم في السلوك في السلوك وتغيره، ولا يهتمون بما ترتب عنها من تطبيقات.

- العلوم التطبيقية: وهي العلوم التي تستفيد من نتائج الدراسات الأساسية في مجال تعديل السلوك وإرشاد الأفراد، أو تحسين طرق التدريس، أو تحسين الأداء.

5- صعوبات البحث العلمي في العلوم الإسكانية والاجتماعية:

5-1 الصعوبات في تحديد المصطلحات والمفاهيم.

5-2 صعوبة التحقق من مدى صدق النظرية أو القانون.

5-3 تداخل العوامل المؤثرة في الظاهرة الانسانية والاجتماعية.

5-4 صعوبة بناء الاختبارات والمقاييس.

5-5 صعوبة إجراء التجارب في العلوم الإنسانية.

5-6 ضعف الاستقرار للظواهر الإنسانية.

 

Modifié le: Tuesday 16 May 2023, 14:15