تمهيد:

تسعى أية منظمة من المنظمات إلى تقديم السلع أو الخدمات للمجتمع الذي تعمل فيه، وإذا كانت تعمل في قطاع الأعمال بغرض تحقيق الربح فإنها تقوم ببيع هذه السلع والخدمات في مقابل ثمن يفوق تكلفتها، أما إذا كانت تعمل في المجال الحكومي فإنها تقدم خدماتها لأفراد المجتمع بهدف حماية المجتمع والنهوض به وتحقيق مستويات معيشة أفضل.

1- القيادة الإدارية: تعريف القيادة الإدارية بأنها عملية التأثير التي تحدث بين فرد وآخر، أو فرد وجماعة، أو جماعة وجماعة أخرى، يقع هذا التأثير على أنشطة الأفراد أو الجماعات مما يؤدي إلي تحريك الأفراد والجماعات لتحقيق هدف مشترك بطريقة إرادية وعن اقتناع وبحماس وثقة ويتم تحقيق الهدف المشترك في إطار ظروف خاصة بموقف معين.

كما تعرف على أساس السلطة الرسمية، بأنها مجموعة الصلاحيات والمزايا والحقوق القانونية التي تضمن لصاحبها القدرة على التأثير في الأفراد وسير الأعمال داخل وحدة إدارية محددة. وتعرف على أساس السلطة المقبولة بأنها القدرة على التأثير الإيجابي في سلوك الأفراد من خلال رفع مستويات تقبلهم لحدود سلطته وصلاحيته ورضاهم عن كفاءته لتولي موقع القيادة دون أي ضغوط أو تهديدات.

وتعرف على أساس موضوعي بأنها عبارة عن عملية موضوعية تتمثل بمدى القدرة على تحديد الأهداف وتوجيه الأفراد وإدارة العمليات بصورة تضمن خدمة تلك الأهداف (صالحي، 1998).

وتعرف على أساس التكامل بأنها عبارة عن علم وفن التأثير في الأفراد والعمليات من خلال المزج ما بين السلطة الرسمية والشخصية لرفع جودة التفاعلات الموضوعية داخل البيئة التنظيمية من جهة ورفع مستويات حماس وتقبل الأفراد من جهة ثانية لخدمة وظائف وأهداف محددة .                                                  

والقيادة الإدارية نوعان:

أ- القيادة الإدارية الرسمية: وهي القيادة التي تمارس مهامها وفقاً لمنهج التنظيم (أي الأنظمة واللوائح) التي ترتبط بنظام العمل داخل المنظمة، فالقائد الذي يمارس مهامه من هذا المنطلق تكون سلطاته ومسؤولياته محددة من قبل مركزه الوظيفي والقوانين واللوائح المعمول بها.    

ب- القيادة الإدارية غير الرسمية: وهي تلك القيادة التي يمارسها بعض لأفراد وفقا لقدراتهم ومواهبهم القيادية وليس من منطلق مركزهم ووضعهم الوظيفي، فقد يكون البعض منهم في مستوى الإدارة التنفيذية أو الإدارة المباشرة، إلا أن مواهبه القيادية وقوة شخصيته بين زملائه وقدرته على التصرف والحركة والمناقشة والإقناع يجعل منه قائداً ناجحا. وينظر إلى الإدارة المدرسية على أنها معنية بالجوانب التنفيذية التي توفر الظروف المناسبة والإمكانات المادية والبشرية اللازمة للعملية التعليمية، أما القيادة الإدارية للمدرسة تتطلب ممن يقوم بها أن يجمع بين الأمور التنفيذية اللازمة للمنصب، وان يدرك الغايات البعيدة والأهداف الكبرى للعملية التعلمية التعليمية في إطارها الكلي (صالحي، 1998).

فالإدارة والقيادة عمليتان متلازمتان؛ ففي كل موقف، هناك بعد إداري يتعلق بمراعاة أنظمة وتعليمات، وفي كل موقف تكون هناك إمكانية قيادة تستند إلى عملية تفكير.

وفي الإطار التربوي والمدرسي هناك بعض النماذج التي تحاول الجمع بين القيادة والإدارة كمفاهيم وعمليات، متداخلة ومتفاعلة. ومنها ما يقترح ثلاثة أبعاد رئيسة للقيادة التربوية هي: 

أ- البعد الإداري: يهتم بالعمليات الإدارية التقليدية وغير التقليدية مثل بناء فرق العمل، وإدارة التغيير وإدارة المشاريع وحل المشكلات واتخاذ القرارات، وتقويم الأداء والاتصال وإدارة الوقت وتنمية الموارد البشرية وغيرها.

ب- بعد التطوير التربوي: يركز على المبادئ الأساسية والمعتقدات التي يجب أن تتبناها القيادة الإدارية التربوية لتحقيق الإصلاح التعليمي (التركيز على المتعلم وتبني توقعات عالية للمعلمين والتعلم مدى الحياة، والمسؤولية المشتركة عن التعليم وتبني المعايير والمقاييس العالمية في جميع جوانب العملية التعليمية).

ج- البعد المدرسي: يركز على بناء خطة التطوير المدرسي، من خلال مجموعة من الخطوات العلمية والعملية ومجموعة من النماذج لتحقيق ذلك (المحيلبي، 2006).

 مدير المدرسة: جرت العادة أن يسمح بالتسجيل في قائمة التأهيل لإدارة المؤسسات التعليمية لكلمن تتوفر فيه شروط المؤهل العلمي والأقدمية المهنية والنقطة الإدارية المطلوبة على أن يخضع هؤلاء لفترة تكوينية يطلعون خلالها على بعض جوانب التسيير التربوي والمالي والمادي للمدرسة وكل ذلك بمعزل عن الصفات العقلية والنفسية والاجتماعية المناسبة التي ينبغي أن يتحلى بها المترشح لشغل هدا المنصب، إذ كثيرا ما يعود الفشل في إدارة هذه المؤسسات إلى عدم توفيرها عند المدير ومنها:    

- الصحة الجسمية والنفسية: تتمثل في خلو جسم المدير من الأمراض العضوية سواء المزمنة منها أو الطارئة، والاتزان الانفعالي للمدير كالتواضع والشفقة والعطف والبشاشة، فصحة الجسم والتحكم في الأعصاب والتركيز وإصدار الأحكام السلمية تساعد على تحمل ضغط العمل لمدة طويلة.              

- قوة الشخصية: تساعد المدير على قيادة الجماعة بيسر والتأثير على أعضائها وربح ثقتهم  ولتحقيق ذلك ينبغي على المدير أن يكون قادرا على اتخاذ القرارات في المواقف المختلفة، وان يكون مرنا في تسيير شؤون مؤسسته أي الجميع بين الحزم والمحبة والعطف، أن يواجه الأزمات والمواقف الحرجة بهدوء وثبات، وان يتعرف على أخطائه ويتفادى تكرارها، وان يراعي الأمانة والصدق والعدالة والإخلاص في عمله، وان يتفطن للمشكلات ويعمل على إيجاد حلول مناسبة لها وان يعتمد عليه في المواقف الصعبة.      

- السلوك الاجتماعي: ينبغي أن يكون القدوة الحسنة في تصرفاته وأقواله وأفعاله حيث يحترم الآخرين ويربط معهم علاقات مبنية على المودة والإخلاص، وان يكون عادلا في تصرفاته وفي أحكامه على غيره، وان يحس دائما بالمسؤولية الملقاة على عاتقه، لبقا وبشوشا ومجاملا، وان يشجع إتباع الأساليب الديمقراطية في تدارس القضايا ذات الصلة بالمؤسسة، وان يصغي للآخرين بعناية لفهم مشاكلهم ومحاولة المساهمة في حلها، وان يضع المصلحة العامة فوق مصالحه، أن يشعر كل فرد بالمؤسسة بمهامه، وأن يكون محافظا على مواعيده.                                                                                           

الأهلية للوظيفة: وهي القدرة على التخطيط والتنظيم والمتابعة والتقويم والمثابرة والمبادأة والتجديد وهنا ينبغي على مدير المؤسسة أن يؤمن بمهنة التربية والتعليم والاعتزاز بها، وان يلم بأهداف التعليم في المرحلة التي يعمل بها، أن يلم الماما كافيا بالوسائل التي تساعد على تحقيق الأهداف وتنفيذ المناهج، أن يكون قادرا على توزيع على العاملين بما يتناسب مع كل واحد والتنسيق بينهم، أن يكون مطلعا على أساليب الاتصال الفعالة ويعمل على تطبيقها، أن يتعرف على البيئة المحلية وتفهم مشكلاتها ومحاولة الإسهام في حلها، أن يكون واسع الاطلاع يعايش الحاضر ويستحضر المستقبل، أن يكون قادرا على تنظيم الاجتماعات وأدارتها، أن يتبنى المبادرات البناءة ويعمل على تشجيعها وتثمينها.   

- الطلاقة اللفظية: إن مدير المؤسسة التربوية مدعو إلى عقد اجتماعات وبإعداد التقارير وإرسالها إلى جهات مختلفة لذا فنجاحه مرهون بامتلاكه ناصية اللغة والتعبير كتابة ومشافهة.  

- المظهر اللائق: لا تتعلق هذه الصفة في واقع الأمر بمدير المؤسسة التعليمية فحسب، بل بكل موظف أيا كان المنصب الذي يشتغله، وهو سلوك اجتماعي يكتسبه الفرد منذ صغره أن المظهر اللائق يساعد على التأثير على الآخرين وإعطائهم الانطباع الجيد حوله (الطويل، 1999). 

المهارات والكفايات اللازمة للمدير: حتى يستطيع المدير من تاديه دوره بفعالية يجب عليه أن يمتلك المهارات التالية:

- المهارات والكفايات الشخصية: إن نجاح مدير المدرسة في عمله الإداري والقيادي، يعتمد أساسا على ما يمتلكه من مقومات شخصية، (التصور والإدراك، والسمات الشخصية) المميزة له ففي:

- التكوينات النفسية لشخصه (المهارات الذاتية): يستوجب من مدير المدرسة أن يمتلك الصحة الجيدة والقوة والنشاط، والقدرة على التحمل متطلبات العمل الصعبة، حتى يستطيع أن يشيع تلك الحيوية والنشاط في العاملين معه بالمدرسة. وان يمتلك شخصية قوية تتسم بالذكاء والفطنة تشعره بالمسؤولية وتمكنه من تدارس الأمور بعناية قبل أن يصدر قراراته. وأن يمتلك فصاحة اللسان وقوة التعبير والبيان، والقوة والإرادة والعزيمة، والمبادأة والابتكار والثقة والاعتداد بالنفس، والمبادرة، والثقة في اتخاذ القرارات المستعجلة والاستعداد للعمل والرغبة فيه، والتضحية برغباته واحتياجاته الشخصية لصالح العام. وقادرا على بث الروح المعنوية العالية بين العاملين معه، ويملك الدفء في علاقاته الشخصية، ويراعى مشاعر الغير، وقادرا على ضبط النفس، صابرا ومتزنا، يعبر عن أفكاره بشجاعة، ومهتما بمظهره الشخصي حتى يؤثر في الآخرين ويعطي انطباعا حسنا، وقادرا على أن يحافظ على انتمائه لعمله، ويتصف بالطموح والدافعية والمبادرة، ويحترم وجهات النظر المختلفة في المدرسة.

- المهارات والكفايات التصورية والإدراكية: التصور مهارة تتعلق بالقدرة على رؤية المدرسة كوحدة متكاملة، تستخدم هذه المهارة في الممارسات اليومية. فمن الضروري أن يمتلك مدير المدرسة رؤية   واضحة للمدرسة ويفهم طبيعة الترابط بين أجزائها ونشاطاتها، ويتكون لديه فهم واضح لعلاقات جميع الموارد البشرية فيها من (معلمين – تلاميذ – عمال– أعضاء المجتمع المحلي). 

لذا فالمدير بحاجة إلى مواصفات خاصة تمكنه من إدارة مدرسته بنجاح، ومن هذه المهارات ما يلي:  

- يجب أن يمتلك مهارات معرفية واسعة في علم النفس وأصول التربية كي يستطيع أن يساير الطبائع البشرية التي يتعامل معها. ويمتلك فهما عاما متكاملا للاتجاهات الفكرية وتواؤمها مع الفكر التربوي الحديث

- يجب أن تكون لديه المعرفة والفهم بالقوانين واللوائح المنظمة لطبيعة العمل المدرسي، وان تكون لديه القدرة على تسير أفراد المجموعة وتوحيد الأداء، والعمل بشكل تعاوني.

- يمتلك الدقة والسرعة في رصد المتغيرات الخارجية والداخلية السالبة وآثارها المحتملة علي المدرسة والتي تهدد بفشلها وتحويلها عن أهدافها، والفرص الناشئة عنها، وكيفية استثمارها، والقدرة علي مواجهة هذه الأزمات وابتكار الحلول المناسبة، واستثمار الطاقات العاملة معه، وتشجيعهم  علي الاستزادة من المعرفة والخبرة المتجددة (داخل المدرسة أو من خارجها) وفهم عملية التغيير في المدرسة، وفهم نظرية ومبادئ وطرق حل الصراع، والإلمام بأفضل الطرق الحديثة لحل الصراعات.

- القدرة على التدخل المنظم لإحداث تغيير مدروس والمخطط في عناصر العمل المدرسي، من خلال العدل والموضوعية في تقييم أداء الأفراد العاملين معه وتقرير الحوافز، وإدارة ضغوط العمل، والصراع، والإخفاق لمعرفة أسبابه وكيفية علاجه وكيفية الاستفادة منها والقدرة على التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة وتشكيل فرق العمل وتقويم الأداء.

- يمتلك القدرة على إدارة الاجتماعات، وإقامة بناء تنظيمي مرن متوافق مع متطلبات المهام الموكولة إليه ومعطيات الظروف المحيطة والخصائص الذاتية للمدرسة. والعمل بروح الفريق الواحد.

- يجب أن تكون لديه القدرة على إدارة التغيير في المدرسة، وتحديد الاحتياجات وتصميم وإدارة برامج التدريب وتصميم وإدارة وتقويم تنفيذ البرامج.

- يجب عليه أن يسعى إلي التجديد والتطوير لتحسين العملية التعليمية والنهوض بها، واستثمار جهود وقدرات أفراد المجتمع المدرسي أفضل استثمار ممكن.

- القدرة على إدراك مدلولات الإحصاءات والأرقام ويعتني بدقتها وتحديثها، وترجمة العمليات التربوية إلى أرقام وخرائط ونشرات توضيحية.

- المهارات والكفايات الأخلاقية: الأخلاق عبارة عن المبادئ والقواعد المنظمة للسلوك الإنساني والت يتحدد علاقاته بغيره، لذا يجب على مدير المدرسة أن يتحلى بالأخلاق الحميدة تجعله أهلا للنجاح في إدارته، فهو القدوة لجميع العاملين مع في المدرسة، وهو الموجه المسؤول عن تنشيط الجهاز، والنهوض بأعبائه، وهو المثل الذي يعتد به في السلوك والانضباط، وفي المعرفة والإلمام بكافة الشؤون الإدارة المدرسية الناجحة.

-يلتزم بالموضوعية والعدل في أحكامهن، ويكون قدوة حسنة للعاملين معه في المدرسة.

المهارات والكفايات الإدارية والقيادية اللازمة لمدير مدرسة الغد( الجودة والتميز) : إن الإجراءات والتنظيمات الإدارية والقيادية، ليست أهدافا فيحد ذاتها، ولكنها وسائل وأساليب معاونة، في الوصول إلى الأهداف المراد تحقيقها، والعمل الإداري نشاط هادف يسعى إلى تحقيق نتائج اقتصادية، أو اجتماعية، أو ثقافية يرغبها المجتمع، والحكم على كفاية القيادة الإدارية ونجاحها هو قدرتها على تحقيق النتائج والأهداف المحددة لها في أقل تكلفة وأقصر مدة. لذا يجب على مدير المدرسة أن يمتلك:

أ- المهارات والكفايات اللازمة فيما يتعلق بمجال القيادة الإدارية: يجب أن تكون لديه القدرة على تهيئة مناخ تعليمي وتربوي فاعل، وتنمية حس الانتماء لدى العاملين معهن والتأثير فيهم بفاعلية، وتحمل المسؤولية، وتوظيف التنظيم غير الرسمي لصالح العمل في مدرسته. وأن تكون لديه القدرة على توظيف نظريات القيادة الإدارية ومستجداتها لتطـوير إدارة اجتماعاته بفاعلية من خلال ضبط النظام، وتشكيل ثقافة تربوية وإدارية لمدرسته تقوم على الجودة والتميز.

- فيما يتعلق بالتخطيط والتنظيم المدرسي: يجب على مدير المدرسة أن تكون لديه القدرة على ترجمة البرنامج المدرسي إلى خطة واقعية، من خلال تنظيم وجمع وإعداد المتطلبات التربوية في ضوء المعلومات الاجتماعية والاقتصادية، وتفسير الاحتياجات التربوية، والخدمات المتاحة. كما يجب أن تكون لديه القدرة على اكتشاف أي خلل في الإطار التنظيمي، والتصرف بسرعة للمحافظة على أداء وظيفته المدرسة من خلال اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهتها، وإعداد وتقديم وعرض التقارير إلى السلطات المركزية.

كما يجب أن يكون قادرا على تقويم خطط هو أثرها على العمل المدرسي بشكل دوري، وتنظيم الهياكل والإجراءات الإدارية في ضوء الأنظمة والخطط والتعليمات الوزارية، وتشكيل فرق لبناء الخطط التنفيذية للتنمية التعليمية مع إشرافه عليها.

وعليه أن يراعي في تخطيط المهام ترتيب الأولويات وأن يكون قادرا على تفويض السلطات ومنح الصلاحيات وفق أسس قانونية.                        

- فيما يتعلق بالشؤون المالية والتجهيزات: تأخذ الشؤون المالية والإدارية جزءا كبيرا من وقت مدير المدرسة، لذا ينبغي عليه أن يدير المصادر المالية والمادية وفقا لأولويات المدرسة واحتياجاتها بأمانة وإخلاص، وكفاءة عالية.

كما يجب أن يعمل على توفير المصادر(البشرية والمادية والمالية) اللازمة لتحقيق أهداف المدرسة وخططها، وان يراعي احتياجات المرافق والتجهيزات المدرسية من صيانة وسلامة بشكل مستمر بالتعاون مع الجهات المعنية. كما يجب أن يكون قادرا على وضع نظام جيد ودقيق للسجلات وإدارة البيانات والمعلومات، والعمليات اللازمة للميزانية والحسابات في المدرسة.                                                        

- فيما يتعلق بالعاملين معه في المدرسة: يجب على مدير المدرسة أن يكون قادرا على تكوين علاقة مهنية وإنسانية بينه وبين العاملين معه، وتطوير هذه العلاقة بحيث يشعر كل واحد بمدى أهمية وقيمة ما يقدمه من جهد، ليقوي من معنوياتهم ويدفعهم لمضاعفة جهدهم بصورة تلقائية. كما يجب أن يكون قادرا على تحفيز العاملين ومكافئتهم على تميزهم.

- فيما يتعلق بشؤون التلاميذ: على مدير المدرسة باعتباره مشرف تربوي مقيم أن تكون علاقته مع التلاميذ قائمة على مساعدتهم للارتقاء بهم سلوكيا ومعرفيا وروحيا وجسميا واجتماعيا وثقافيا وتربويا، وأن يتحسس ويتلمس مشاكلهم. ويعمل على تعميق القيم الدينية والأخلاقية لديهم وتمثلها فكرا وسلوكا، ويهتم ببرامج التلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة ورعايتهم.

- فيما يتعلق بالمجتمع المحلي: يجب على مدير المدرسة أن يكون مدركا للبيئة الاجتماعية لمنطقته والعوامل المؤثرة فيها. ويتفاعل مع أحداثها وقضاياها، ويوثق علاقاته مع المسؤولين فيها، وأن يحرص على تكوين علاقة جيدة مع الإدارة التعليمية على أساس الاحترام والتعاون وتقديم الإرشادات والتوجيهات.

فيما يتعلق بأولياء التلاميذ والمجتمع: ينبغي على مدير المدرسة أن يوثق علاقته مع أولياء التلاميذ باعتبارهم الشريك الاجتماعي الأساسي لإنجاح العملية التعليمية. من خلال إقامة جسورا من التفاهم والتفاعل والانسجام والثقة بين المدرسة والمجتمع المحلي الذي يعمل فيه، والابتعاد عن الجمود في تطبيق القوانين في التعامل مع الظروف والمحيط..

ب- المهارات والكفايات اللازمة فيما يتعلق بتحديد الأهداف والسياسات واللوائح: يجب على  مدير المدرسة أن يكون ملما بسياسة التعليم في المجتمع وإجراءات تنفيذها في الميدان، ويتابع سلامة تطبيق اللوائح والأنظمة الإدارية والفنية في إدارته، ويهتم بإصدار وتوفير التعليمات والقرارات المنظمة لواجبات العاملين معه وحقوقهم.

- فيما يتعلق بالاتصال وتقنية المعلومات: يجب أن يكون مدير المدرسة يتواصل بفاعلية مع المؤسسات العاملة لتطوير العمل الإداري والتربوي، يجيد الاستماع والحوار والمناقشة والإقناع، ويعمل على إشاعة جوا آمنا لعمليات الاتصال والتغذية الراجعة، ومتابعة بناء أنظمة قواعد المعلومات وكيفية استدعائها وتحليلها وتحديثها، ويتبادل الخبرات مع الإدارات المدرسية الأخرى، من خلال توظف التقنية الحديثة في الاتصال تسير قنواتها في جميع الاتجاهات، يراعي فيها وضوح التعليمات التي يصدرها (عباس، 2004).

- فيما يتعلق بالتعامل مع المتغيرات الجديدة: يتصف عمل المدير بالتغير بسبب عوامل داخلية وخارجية كثيرة تحتاج إلي مهارة خاصة في التعامل معها لذا يجب عليه أن يتمتع بدرجة عالية من الكفاءة الفنية التي تمكنه من الإشراف الفعال على العمل وتطويره، قادرا على انتهاز الفرص المناسبة للاتصال بالتلاميذ والمعلمين وأوليائهم اتصالا مباشرا، من خلال تطبيق الإدارة المفتوحة التي تعتمد علي المشاركة الفعلية لجميع العاملين في المدرسة، و تفعيل دور كل فرد فيها (معلم، تلميذ، إداري) وتوجيهه إلي الأداء الأفضل والتحديث المستمر في أساليب الإدارة واتخاذ القرارات دون تردد.

كما يجب أن يكون قادرا علي التواصل مع مخططي السياسة التعليمية، ويتبادل المعلومات التربوية والإدارية معهم، ويشكل فرق عمل من المعلمين للمشاركة في صنع واتخاذ القرارات التربوية، تمهيدا لإعدادهم كمديرين في المستقبل.

- فيما يتعلق باتخاذ القرارات وحل المشكلات: يجب أن تكون لدي مدير المدرسة القدرة على تحليل مشكلات العمل المتكررة ليتعرف على أسبابها، ويطبق الخطوات العلمية عند اتخاذ القرار في إطار من الشورى والموضوعية بعيدا عن الذاتية والتحيز.

-فيما يتعلق بالمجال التربوي: إدارة وقيادة المدرسة إلى جانب كونها عملا إداريا فهي في نفس الوقت عمل تربوي، يتطلب من المدير أن يتمتع بكفايات تربوية، في مجال الإشراف التربوي وفي مجال المناهج والبرامج والتقويم التربوي وغير ذلك. ومن لمهارات والكفايات التربوية الواجب توافرها لدى مدير المدرسة ما يلى:                                                                     - فيما يتعلق بالإشراف التربوي: يجب أن تكون لديه القدرة على تسخير العمل الإداري لخدمة العمل التربوي، وصياغة آليات للمتابعة تعتمد على التقنيات الحديثة في الإشراف التربوي، وتفعيل الأنظمة الإشرافية والمحاسبية، ومرجعة أوضاع العمل الإداري والتربوي وتحديد متطلباته المستجدة.

- فيما يتعلق بالتعليم وتطوير المنهج: يجب على مدير المدرسة أن تكون لديه القدرة على التعرف على أهم الاتجاهات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية السائدة في المجتمع، للتعرف على الاتجاهات الحديثة لتطوير المناهج والأسس التي تبنى عليها. كما يجب عليه أن تكون لديه القدرة على إعداد أنشطة مدرسية تقابل أنواع معينة من احتياجات المنهج وتقابل احتياجات التلاميذ.

- فيما يتعلق بالتقويم التربوي: يجب على مدير المدرسة أن تكون لديه القدرة على فهم أهمية التقويم وبمبادئه الأساسية وتطبيقاته لاستثمار نتائجه في تطوير العمل التربوي المدرسي، ومتابعة عمليات تقويم التلاميذ وتحليل نتائج الاختبارات وربطها بتطوير فاعلية المدارس وبرامجها.

- فيما يتعلق بالتغيير والتطوير التربوي: يجب أن تكون لدي مدير المدرسة القدرة على بناء استراتيجية واضحة لإحداث التغيير والتطوير في إدارته المدرسية، تقوم على تشجيع الابتكار والتجديد والمبادرات التطويرية، والاعتناء بالنمو المهني للمعلمين والإداريين العاملين معه، من خلال استيعاب مفاهيم التغيير وأساليب إدارته والتعامل بمرونة مع الهياكل والسياسات لتسهيل إجراءات التطوير في إدارته المدرسية.

ج- المهارات والكفايات الإنسانية اللازمة لمدير مدرسة: وهي تعني فن التعامل مع الناس، وهذه المهارة تتطلب من مدير المدرسة بصفته قائد للعلاقات الإنسانية في مدرسته وبيئته التعلمية، أن يكون قادرا على توجيه تلك العلاقات الإنسانية بطريقة مدروسة ومحددة لتفعيل العملية التربوية. كما تتطلب هذه المهارة أن تكون لديه القدرة على بناء علاقات طيبة مع مرؤوسيه، وذلك من خلال معرفته بميولهم واتجاهاتهم، وفهم لمشاعرهم وتقبل اقتراحاتهم وانتقاداتهم، مما يفسح المجال أمام المرؤوسين للإبداع والابتكار وحسن الانتماء للمدرسة التي يعملون فيها. ففشل كثير من الإداريين في عملهم مرجعه نقص في المهارات الإنسانية عندهم، أكثر من أن يكون قصورا في مهارة العمل نفسه. فالإدارة الفعالة تعمل على استقطاب المحايدين والمنحرفين عن أهدافه ويغير اتجاهاتهم نحو التعاون والمشاركة (الطويل، 1999).

3- مهام ومسؤوليات مدير المدرسة: لقد حدد قرار(839) مؤرخ في: (13/02/1991)،والقرار رقم: (292) مؤرخ في: (17 /06/ 2006)، المعدل والمتمم للقرار: (839) المؤرخ في: (13/02/1991)، المحدد لمهام  مديري المدارس الابتدائيات كما يلي:

- يكون مدير المدرسة مسؤولا عن حسن سير المدرسة. وعن التأطير التربوي والتسيير الإداري فيها، ويخضع لسلطته جميع المعلمين والمستخدمين العاملين بالمدرسة. 

- يمارس مهامه بالاتصال الدائم والمستمر مع مفتش التربية والتعليم الأساسي في المقاطعة وتحت مراقبته.

- يلزم بالحضور الدائم في المدرسة وبهذه الصفة يمكن أن يستحضر في أي وقت من الليل والنهار.

- يسهر على التربية الخلقية للتلاميذ، ويمارس سلطته باستمرار على كل ما يتعلق بالدروس والنظام والانضباط في المدرسة.                       

- يكون مدير المدرسة مسؤولا على ما يلي:

- تسجيل التلاميذ الجدد وقبولهم في إطار التنظيم الجاري به العمل.

- ضبط خدمات المدرسين وتنظيمه.

- تطبيق التعليمات الرسمية المتعلقة ببرامج التعليم ومواقيته في المؤسسة.

- تحضير المجالس التربوية الموجودة بالمدرسة وتنشيط اجتماعاتها.

- المشاركة في عمليات التكوين المبرمجة.

- يعد التنظيم التربوي للمدرسة ويعرضه على مفتش التربية والتعليـم الأساسي للمقاطعة للمصادقة عليه.

- يقوم بضبط خدمات المدرسين عن طريق توزيع الأقسام البيداغوجية وتحديد فترات العمل الخاصة بكل معلم في إطار التوقيت الرسمي المعمول به.

- يطلع ويصادق بانتظام على الوثائق التالية: الكراس اليومي لتحضير الدروس- المذكرات المتعلقة بإعداد الدروس- التوزيع الشهري - التوزيـع السنوي كراس المداولة - كراس الاختبارات.

يجب عليه أن يزور المعلمين في أقسـامهم وأن يتخذ كل الإجراءات الكفيلة لمساعدتهم وتدعيم عملهم. وتتوج الزيارات بملاحظات وتوجيهات تقدم إلى المعلمين ثم تدون في بطاقة زيارة ترتب في ملفــــــاتهم على مستوى المدرسة. ينبغي عليه أن يركز في عمله على إقامة الشروط التي من شأنها إكمال التربية التي تمنحها الأسرة وتسيير الحياة ضمن الجماعة وغرس حب الوطن والتحفيـز على العمل وبث روح التعاون واحترام الغير.

ويعمل على تشجيع الأنشطة الثقافية والفنية والرياضية والأعمــــــال المنتجة الفرعية والجماعية وحصص الترفيه المنشطة التي تساعد على إيجاد المحيط الملائم لازدهـار شخصية التلميذ وتوفير الاستقرار بالمؤسسة.

- يسهر على العناية بالصحة البدنية والخلقية للتلاميذ الموجودين بالمدرسة.

- يتولى إمساك ملفات التلاميـذ المتمدرسين بالمدرسة والمعلمين والمستخدمين العاملين فيها.

- يتعين عليه ضبط كافة الإجراءات الضرورية والتنظيمية من أجل ضمان أمن الأشخاص وسلامة التجهيـزات داخل المؤسسة والسهر على إقامة التدابير اللازمة والتنظيمية في مجال حفظ الصحة والنظافة.

- يقوم بتحديد قائمة باحتيـاجات المدرسة فيما يتعلق بالأثاث المدرسي والأدوات، ومواد النظافة وتقديمها إلى الجهات المختصة طبقا للتنظيم الجاري به العمل.

- يحول سنويا تقريرا إلى الجهــات المختصة يتعلق بالوضعية المادية للمدرسة وما تتطلبه من إصلاحات قصد صيانتها والحفـاظ عليها وضمان أمن التلاميذ وسلامتهم.

فهو يضطلع بدور بيداغوجي وتربوي وإداري. وتعد النشاطات البيداغوجية الوظيفة الأسـاسية له ويتعين عليه القيام بما يحقق الغاية التربوية المنتظرة منها.

ويهدف الدور التربوي الذي يضطلع به بصفة خاصة إلى توفير جو عــام من شأنه تكوين جماعة متماسكة وقادرة على تذليل الصعوبات والتحصين ضد الصراعــات المحتملة وتفاديها.

وتستهدف علاقاته مع التلاميذ والموظفين وأولياء التلاميذ تنمية الشعور بالمسؤولية وتقوية الثقة المتبادلة والتفاهم واحترام الشخصية والصداقة والتضامن.                                                                                                   

ويكون مدير المدرسة إما معفيا كليا أو جزئيا من التدريس طبق للتنظيم الجاري به العمل.

أنواع المديرين: هناك عدة أنواع من المديرين في الواقع العملـي للمنظمات والذين يتفاوتون من حيث المهام والمسؤوليات. وبصفة عامة فإننا يمكن أن نصف المديرين بطريقتين:

الطريقة الأولـى تقـوم علـى أسـاس المستوى الإداري الذي يكون فيه المدير، والطريقة الثانية تقوم على أسـاس مدي الأنشطة التنظيمية المسؤول عنها المـدير.

أولا: تصنيف المديرين على أساس المستويات الإدارية: تتصف الإدارة بصفة عامة في أي منظمة ناضجة (شـركة، بنـك، جامعة، مؤسسة حكومية.. الخ) بأنها ذات طبيعة هرمية متدرجة.

والتدرج لهرمي للإدارة يتجسد فـي وجـود ثلاثـة مستويات لها يتصدرها في قمة الهرم ما يطلق عليه مستوى الإداري العليا، وتنتهي بقاعدة الهرم والتي يطلق عليها مستوى خط الإشراف الأول. ويتوسطها ما يطلق عليها مستوى الإدارة الوسطى. 

ووفقا لهذا التدرج الهرمي للإدارة فإننا نجد عدداً أقل من المديرين في قمـة الهرم الإداري في مقابل أعداد كبيرة في قاعدة نفس الهرم. ويمكن التمييز بين عدة أنواع من المديرين وذلك على النحو الآتي:

- المديرون في المستوى الإداري الأول: ويضم هذا النوع هؤلاء المديرين الذين يقعون في المسـتوى الإداري الأول في التنظيم، وهم غالبا مسؤولون عن عمل الآخرين أو عـن التنفيـذ والتشغيل بواسطة الأفراد المنفذين.

مثل هؤلاء المديرين يشرفون علـى أعمال التنفيذ والتشغيل للعاملين أو الموظفين، ولكنهم لا يشرفون على غيرهم من المديرين. ومن أمثلة هذا النوع من المديرين مشرف الإنتاج في منظمـة صناعية، والمشرف الفني في إدارة البحوث والتطوير، ومشرف الموظفين، ورئيس قسم التدريب.. الخ

- المديرون في المستوى الإداري الأوسط: ويتعلق هذا المستوى الإداري بأكثر من مستوى في التنظيم ومديري المستوي الأوسـط يقومـون بتوجيه الأنشطة الخاصة بغيرهم من المديرين. ومسؤوليتهم الأولى هي الإشراف والتوجيه للأنشطة التنفيذية الخاصة بسياسات المنظمة وتحقيق التوازن بـين خطـط وسياسات الإدارة العليا (رؤسائهم) والتنفيذ الفعلي من جانب وحدات المستوى الأول (مرؤوسيهم). يمثلون حلقة الوصل بين المستوى الأول والمستويات العليا في الإدارة.    

- المديرون في مستوى الإدارة العليا: يمثل مديرون مستوى الإدارة العليا في المنظمة وتـتلخص مسؤوليتهم في تحقيق الإدارة الكلية للمنظمة. وهـم يقومون بوضع الاستراتيجيات والسياسـات العامـة للمنظمـة ككـل، وبتحديد الأهداف العامة لها. كما يتعاملون مع المتغيـرات البيئية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتكنولوجية والقانونيـة المؤثرة على التخطيط ورسم السياسات العامة للمنظمة (الطويل،  1999).

ثانيا: تصنيف عمل المدير في الإدارة: المدير هو ذلك الفرد الذي ينجز العمل من خلاله وبواسطة الآخرين من مرؤوسيه فهو الشخص الذي يقوم بالتخطيط والتنظيم وتوجيه الآخرين والإشراف عليهم والرقابة على الأفراد والأنشطة لتي يتحمل مسؤولية إدارتها بحكم منصبه الوظيفي لتحقيق النتائج المتوقعة.

1- بناء العلاقات مع الآخرين: يشكل همزة وصل، خاصة مع المديرين الآخرين خارج المؤسسة.

2- دور جمع المعلومات: بعد الاتصال مع الآخرين، يصبح المدير عصب الإدارة التي يقودها، وهو لا يعلم كل التفاصيل لكنه يعلم أكثر من أي شخص أعلى منه عن إدارته، والتعامل المجدي مع المعلومات يشكل مفتاح الإدارة الفعالة.

أ- فالمديرون يعملون مع ومن خلال الأفراد الآخرين: أي أن المديرون يعملون مع كافة الأشخاص وفي كل المستويات سواء كان هؤلاء الأشخاص داخل المنظمة أو خارجها وذلك من أجل تحقيق أهداف المنظمة.

ب- المديرون يتحملون المسؤولية ويخضعون للمحاسبة: وهذا يعني أن المديرون مسؤولون، وعادة ما يتم تقويمهم على أساس مدى كفاءتهم في إنجاز هذه المهام، كما أنهم مسؤولون عن تصرفات معاونيهم حيث أن نجاح أو فشل المعاون هو انعكاس مباشر لنجاح أو فشل المدير.

ج- المديرون يقومون بإحداث التوازن بين الأهداف ووضع الأولويات: في كثير من الأحيان يواجه المدير مجموعة من أهداف ومشاكل واحتياجات المنظمة والتي تتنافس جميعها على وقت المدير والموارد المتاحة له، وعادة ما تكون محدودة فإن أي مدير مطلوب منه إحداث التوازن بين مختلف الأهداف والاحتياجات.

د- المديرون يقومون بدور الوسيط: يقوم المدير بدور الوسيط لاحتواء النزاعات في المنظمة قبل استفحالها والعمل على حلها النزاعات.

ه- المدير كسياسي: على المدير بناء علاقات واستخدام الإقناع والمساومة من أجل دفع أهداف المنظمة بصورة مماثلة لما يفعله السياسي لدفع برامجه الانتخابية، وعلى المدير تطوير مهارات سياسية أخرى حيث أن جميع المديرين الفاعلين لابد لهم من الالتزامات المتبادلة مع المديرين الآخرين في العلاقات العامة التي تضمن للمدير وجود الدعم والمساندة لمقترحاته وقراراته.

و- المدير كدبلوماسي: يقوم المدير بتمثيل إدارته في اجتماعات المنظمة وفي اجتماعات خارجية أو عند التعامل مع أطراف خارج المنظمة.

ز- المديرون يقومون باتخاذ القرارات الصعبة: كثيرا ما تواجه المنظمات بمواقف صعبة نتيجة لوجود مشاكل مثل المشاكل المالية والمشاكل مع العاملين واختلاف الآراء حول بعض الأشياء كل هذه المواقف تحتاج إلى قرارات حاسمة من أجل حلها، ويمكن تصنيف المديرين بطريقتين هم

1- بناء على مستواهم في الهيكل التنظيمي.

2- حسب نطاق الأنشطة التنظيمية التي يكون مسؤولا عنها. فبناء على المستويات الإدارية يمكن تقسيم المديرين  الى:

- المديرون في مستوى الإدارة العليا: إدارة المنظمة عند هذا المستوى عادة ما تتكون من عدد بسيط من الأفراد والذين يكونون مسؤولين عن الإدارة الكلية للمنظمة.

- المديرون في مستوى الإدارة الوسطى: المديرون في هذا المستوى يقومون بتوجيه العاملين التشغيليين وتتمثل المسؤولية في توجيه الأنشطة اللازمة لتنفيذ سياسات المنظمة.

- المديرون في مستوى الإدارة الدنيا: المديرون في هذا المستوى يقومون بتوجيه العاملين لتنفيذ أعمال المنظمة. وهناك أسلوب آخر لتصنيف المديرين يقوم على نطاق الأنشطة التي يديرونها:

- المدير المتخصص: هو الذي يكون مسؤولا عن واحد فقط من أنشطة المنظمة كالإنتاج والتسويق، المبيعات، التمويل، الأفراد. وهنالك قواسم مشتركة بين جميع المديرين في كافة المستويات فجميعهم يقع عليه مسؤولية التخطيط والتنظيم والقيادة والرقابة على الأفراد والعمليات بالمنظمة بصورة تؤدي إلى تحقيق الأهداف.                 

كما أن جميع المديرين في جميع المستويات يقضون جزءا من وقتهم مع الأفراد بالمنظمة يتحدثون، يستمعون، يؤثرون، يحفزون ويحضرون المؤتمرات واجتماعات اللجان.

بينما نجد أن المديرين في المستويات الإدارية المختلقة يقضون وقتهم بصورة مختلفة، فالإدارة العليا تخصص وقتا أطول للتخطيط ووضع الأهداف والمديرين في المستوى الأوسط يقومون بأخذ هذه الأهداف ويحولونها إلى مشروعات محددة يمكن لمرؤوسيهم إنجازها بتوجيه ومراقبة العاملين بضمان التنفيذ الناجح لهذه المشروعات (راوية، 1999).                                                         

تصنيف المديرين حسب مدى أو حجم الأنشطة التنظيمية: يعتمد هذا التصنيف على مدى أو حجم الأنشطة المسؤول عنها المدير في المنظمة وفقا لذلك يمكننا بين نوعين من المديرين هما:

المدير الوظيفي: هو ذلك المدير الذي يكون مسؤولا عن نوع واحـد من أنشطة، أو الوحدة التنظيمية.

المدير العام: هو المسؤول عن أكثر من نشاط واحد مـن أنشـطة المنظمة. فمسؤوليته أوسع لأنها تشتمل على أنواع مختلفـة مـن المـوارد التنظيمية والكفاءات البشرية.                                                    

بالإضافة إلى أن المدير في أي مستوى إداري يعتبر المخطط والمنظم والموجه والمراقب للموارد البشرية والمالية والمادية، فإنه يعمل مع ومن خلال الآخرين، ويتحمل المسؤولية ويحاسب، ويحقق التوازن بين الأهـداف المتنافسـة ويضـع الأولويـات، ويتخذ القرارات التنظيمية، ويصنع القرارات الصعبة، ويفكر بطريقة منهجية وتحليلية، فهو وسيط، وسياسي، وممثل دبلوماسي، فهو رمز (عباس، 2004).

الأدوار المتعددة للمدير: في الواقع العملي فإن المدير المعاصر له أدوار متعددة وهي:

أولا: الأدوار الخاصة بالعلاقات الشخصية: يمكن ترجمتها في دوره كممثـل للمنظمـة، وكقائـد، وكوسيط:

أ) المدير هو الشخصية الممثلة للمنظمة: المدير في المستويات الإدارية العليا، يؤدي العديـد مـن الواجبات التي من خلالها يمثل المنظمة في المجتمع وأمـام الـرأي العـام. بينما في المستويات الإدارية الأقل يلعب نفس الدور وإن كان بدرجة أقل من حيث الأهمية.                                                                              

ب) المدير يلعب دور القائد: ويمارس المدير العديد من الواجبات والأعمال التـي تعكـس دوره كقائد، والتي من بينها تحفيزه لسلوك المرؤوسين وزيادة دافعيتهم في العمل، وتوجيه لسلوك الآخرين، وتصرف كقدوة يحتذي بها من جانب الآخـرين. وما شابه ذلك.

ج) المدير صاحب العلاقات: جميع المدراء يلعبون دورا بارزا في إقامة العلاقات والمحافظـة عليها من الأفراد والجماعات داخل وخارج المنظمة، والذين يشكلون جـزءا من المنظمة أو أطرافاً ذات علاقة بها.

ثانيا: الأدوار المتعلقة بالمعلومات: هذه الأدوار تتعلق بالمعلومات، والتي تتطلب منه أن يكـون ملاحظـا ومراقبـا للبيئـة المحيطة، وناشرا للمعلومات، ومتحدثا رسميا ومنها:

أ) المدير يلاحظ ويراقب الأحداث: المدير مراقب في يقظة مستمرة للأحداث والأنشطة، والباحث عن المعلومات، والجامع للبيانات، والملاحظ للسلوك.              

ب) المدير ناشر للمعلومات: المدير يقوم بنقل المعلومات ونشرها إلى الآخـرين، مثـل تعريفـه للمرؤوسين بآرائه في مستوى أدائهـم، وبالأهداف المطلوب تحقيقها وشرح وتفسير طبيعتهـا وأهميتهـا، وتعريفهم بالخطة المطلوب إنجازها، وتزويـدهم بالتوجيهـات اللازمـة وتدريبهم، وتقديم النصائح والمشورة في العمل. ويعتبر هـذا الـدور مطلوبا لكل مدير على اختلاف المستويات التنظيمية.                             

ج) المدير متحدث باسم الآخرين: من الأدواء المتوقعة من المدير هو أن يتحدث نيابة عن الآخرين في الوحدة أو الجماعة التي تتبعه، سواء داخل أو خارج المنظمة.                          

ثالثا: الأدوار الخاصة بالقرارات:                      

أ) المدير مبتكر ومطور: ويتجسد هذا الدور عندما يسعى لتحسين وتطوير وحدة العمل ويتحمل المخاطر الناتجة عن الابتكـار والتجديـد.                                                                                                

ب) المدير يعالج المشاكل: المدير يتحمل مسؤولية معالجـة المشـاكل وتـوفير الحلول المناسبة لها (عباس، 2004).

4- أدوار الإدارة المدرسية المتغيرة والمستقبلية: إن دور الإدارة المدرسية أصبحت تهدف إلى:

- التطوير التنظيمي الشامل للمدرسة بهدف تحسين وتجويد الأداء: تعتبر المدرسية من أهم المنظمات التعليمية لأنها تقوم بالدور التنفيذي من أجل تحقيق الأهداف التربوية المنشودة من خلال استراتيجية شاملة تستهدف أساسا تطوير المدرسة ككل بهدف زيادة فاعليتها التنظيمية وتحسين المناخ التنظيمي العام للمدرسة، وزيادة فاعلية جماعة العمل، ورفع درجة الثقة بينهم، وترسيخ مفهوم التعاون والمشاركة في تنفيذ عملية التطوير حتى يصبح هؤلاء الأفراد قوة دافعة للتطوير في المدرسة، وهذا يتطلب من مدير المدرسة حفز العاملين معه، وإثارة دافعيتهم وتحسين سلوكهم.

- تنمية المجتمع والتفاعل مع قضايا: تعتبر المدرسة مؤسسة تربوية واجتماعية في نفس الوقت، تؤثر في المجتمع تجديدا ومحافظة، ويكمن دور الإدارة المدرسية في توفير العلاقات الجيدة بين المدرسة والبيئة الخارجية من خلال مجالس أولياء التلاميذ والجمعيات والمؤسسات الثقافية الموجودة في المجتمع والعمل على تطوير الأداء التعاوني المشترك لتحقيق الأهداف المشتركة لكل من المدرسة والمجتمع، من خلال تحسين مستوى معيشة المواطنين، والنهوض بالمستوى الصحي والفكري للمواطنين، واستغلال البيئة المحلية كمعمل للتعليم. وتنظيم الخطط والمناهج الدراسية حول العمليات الأساسية للحياة الواقعية. تيسير استخدام مرافق المدرسة لخدمة البيئة المحلية (عقد الاجتماعات والتخطيط لمشروع يخدم المدرسة). ويمكن تفعيل وتطوير العلاقة بين المدرسة والمجتمع المحلي من خلال مشاركة أولياء التلاميذ في صنع بعض القرارات المدرسية، وتحمل بعض المسؤوليات، وتوفير فرص التعلم البيئي لخدمة المجتمع وحل بعض المشكلات.

- توفر المعلومات: إن توفر المعلومات الصحيحة يساعد الإدارة المدرسية على اتخاذ القرارات الرشيدة، والتنبؤ بالتغيرات قبل حدوثها والاستعداد لمواجهتها، كما أن وجود نظام كفء لإدارة المعلومات يسمح بالمتابعة والتقييم المستمر لمخرجات المدرسة.

- استخدام التكنولوجيا الإدارية: تعتبر التكنولوجيا الإدارية من أهم، مظاهر ومقومات الفكر الإداري المعاصر الذي يهدف إلى الإصلاح والتطوير للمدخلات والعمليات والمخرجات المدرسية لمواكبة متطلبات مدرسة الجودة والتميز والإبداع التكنولوجي والرقمنة.                               

- مواجهة تحديات العولمة: إن دور الإدارة المدرسية المعاصر في عصر العولمة، هو العمل من اجل المحافظة على القيم الإنسانية من منظور حضاري وأخلاقي واجتماعي متماسك، وقيادة التغيير والتطوير الشامل المطلوب لمواجهة هذه التحديات بأشكالها المتعددة الاقتصادية والتفافية والاجتماعية والتربوية، التي تهدف إلى تحويل هذا العالم إلى قرية صغيرة، فيتخلى فيها الجميع عن السمات والخصائص التفافية والاجتماعية والتربوية والانصهار فيما يطلق عليه (ثقافة عالمية).

كما تعمل الإدارة المدرسية على تطوير معايير وأسس اختيار مديري المدارس بما يتفق مع كفاءاتهم الإدارية ودرجاتهم العلمية وخبراتهم، وسماتهم الشخصية والانفعالية وإجادتهم لاستخدام شبكات المعلومات و الرقمنة واللغات والعمل بروح الفريق، والتدريب المستمر على الشؤون الإدارية ومستحدثاتها، والتعرف على كل ما هو جديد في الميدان.

Modifié le: vendredi 19 mai 2023, 16:21