مفاهيم عامة عن الإدارة والإدارة التربوية والتعليمية والمدرسية
ليس هناك دولا يمكن أن توصف بأنها متقدمة أو متخلفة بقدر ما هناك من دول متقدمة أو متخلفة إداريا، ونظرا للتغيرات الحالية،والتحديات المستقبلية في جميع مجالات الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والتكنولوجية والمعلوماتية، فإن دور الإدارة على اختلاف طبيعتها هي ممارسة التغير المستمر لتطوير العمليات الإدارية من أجل الحصول على أفضل النتاجات القادرة على التكيف مع مستجدات المستقبل.
فقد تطورت المفاهيم الإدارية منذ مطلع القرن العشرين لتواكب التطور التكنولوجي والصناعي والتجاري، وازداد عدد الوظائف الإدارية تبعا لذلك، ففي الولايات المتحدة الأمريكية ازدادت نسبة هذه الوظائف من (10%) إلى (18%) من حجم القوى العاملة بعد النصف الثاني من القرن العشرين. ومع التطور الهائل في الصناعة والتقنيات وأنظمة الاتصال وحجم المعارف والمعلومات المتاحة للاستخدام، ظهرت أنماط إدارية مختلفة لاستيعاب ومواكبة هذا التطور، ففي نهاية القرن العشرين تحول الاقتصاد العالمي من سوق تسيطر عليه الصناعات الثقيلة، وتجارة المواد الخام، إلى سوق جوهره المعرفة والمعلومات، (سيطرة الموارد الذهنية غير الملموسة)، والتي تشمل التنافس حول الوقت والمعلومات وجودة الخدمات وغير ذلك، ليضيف بعدا جديدا للإدارة، هذا البعد يساهم فيه مستهلك الخدمة أو المنتَج بشكل أو بآخر.
والإدارة تعد الركيزة الأساسية لنجاح المؤسسة أو فشلها، فالإدارة الناجحة هي التي تستثير العاملين للعمل بأقصى طاقاتهم، ويتم ذلك من خلال ممارسة المدير لدوره الإداري، وذلك بتهيئة جميع الظروف الملائمة للعاملين، (جعل مكان العمل مكانا يسعى كل فرد إلى أن يعمل فيه وهو راض عنه) (قحف،2003).
كما أن الإدارة الفاعلة الماهرة هي قلب العملية الإدارية ومفتاحها، وعلى قدر كفاءتها ونوعيتها تكون كفاءة الإدارة ونوعيتها وقدرتها على تحقيق المتوقع منها (المنيف، 1980).
فالمديرون هم الذين يسيرون العمل في المنظمة ويعملون على دفع أفرادها وحفزهم على العمل بحماس ويوجهون سلوكهم، وينسقون جهودهم ويوفقون بين أفكارهم ووجهات نظرهم في المواقف التي تتعرض لها الإدارة بقصد الوصول إلى الأهداف المرسومة، ولا غنى عنها لنجاح المنظمة في تحقيق أهدافها (المنيف،1980).
وحتى تتمكن المنظمة من تحقيق أهدافها بفاعلية لابد أن يتوفر لها إدارة ذات كفاءة عالية، لأن كفاءة المنظمة، تستمد من كفاءة إدارتها التي تظهر بوضوح عندما تتعرض للمواقف الحرجة والصعبة.
بالرغم من أن علم الإدارة يعتبر من العلوم الحديثة نسبيا تدوينا وكتابة (1911)، بينما تطبيقا وواقعا فهو قديم قدم الإنسان، إلا انه أصبح يحتل مكانة مرموقة بين العلوم الأخرى، فالإدارة هي من أعظم الانجازات النشاط البشري خلال القرن العشرين (عباس، 2004).
إن نجاح أو فشل أية مؤسسة يتوقف إلى حد كبير على نوعيـة المـديرين الذين يتولون مهمة قيادتها وإدارتها، كما يكمن سر نجاح المدير فـي نوعيـة المهارات الفكرية التي يؤمن بها ويطبقها مؤسسته، وفي مدى كفايته في ابتكار الأفكار وفـي الإحساس بالمشكلات والتفنن في الحلول والتوصل إلى الآراء والمقترحات، لأن ذلك ضـروري لمساعدته على النجاح في التخطيط للعمل وفي ترتيب الأولويات، وفي القدرة على التعامل بنجاح وفاعلية مع المتغيرات الحالية والمنتظرة داخل المؤسسة وخارجها.
1- مفهوم الإدارة: جاءت كلمة (إدارة) من كلمة إدارية تعني الخدمة أي الخدمة التي تعود إلى المجتمع الذي يتعامل مع المنظمة، أما في اللغة العربية فقد جاءت الكلمة (إدارة) من الأصل (أدار الشيء)، أي أحاط به أو جعله يدور.
وقد استعير هذا المعني في المنظمات ليشير إلي تسيير شؤونها بالشكل الذي يحافظ علي استمراريتها وفاعلية أدائها. وهي ظاهرة إنسانية واعية تقوم على أسس التخطيط والتنظيم والتنسيق والتوجيه والرقابة وتهدف إلي تمكين الناس من إنشاء منظماتهم وتسييرها، بما يضمن تحقيق أهدافها بكفاءة وفاعلية. فالإدارة هي مجموعة النشاطات والقواعد التي تهدف إلى تحقيق الغايات والأهداف المطلوبة من خلال العمل والجهد الجماعي للقوي العاملة ضمن الوظائف الإدارية التي تضمن تحقيق الأهداف بفاعلية.
- هي نشاط إنساني يتطلب مهارات فكرية إنسانية وفنية تقوم على تحديد الحاجات والأهداف ودراسة الواقع والمستقبل المتعلق بالمنظمة والبيئة واستغلال كافة الموارد البشرية والمادية المتاحة وتنظيم الجهود والأنشطة والإشراف عليها ومراقبتها وتقييمها بشكل يكفل تحقيق أهداف المنظمة المختلفة (المنيف، 1980).
2- تعريف الإدارة:
الإدارة هي: يري بعض المختصين في علم الإدارة كالمنيف (1980)، ومطاوع (1998)، وأحمد، إبراهيم (1998)، هاني عبد الرحمن الطويل،(1999)، وعريفج، (2001)، وغيرهم أن الإدارة كلفظ مطلق يشير إلى عدة معان هي:
أ- المعني التنظيمي: ويشير إلى الجهة أو الوحدة الإدارية التي تقوم بمجموعة معينة من الواجبات لإنجاز أهداف محددة.
ب- المعنى العضوي: ويقصد به مجموعة الأفراد التي تقوم بتسيير المنظمة أو المشروع وإدارته نحو تحقيق أهدافه.
الإدارة هي الشخص أو مجموعة الأشخاص الذين لهم حق اتخاذ القرارات في مجال عمل معين أو على مستوى المنظمة كلها.
وقد يشغل أعضاء الإدارة في المنظمة أعلى المراتب بها، فنطلق عليهم الإدارة العليا بينما يكون هناك البعض الأخر ممن يشرفون على أعمال التنفيذ اليومية فنطلق عليهم رجال الإدارة التنفيذية أو الإدارة المباشرة، ويتوسط هاتين المجموعتين مجموعة أخرى تشرف على عدد من الأقسام أو الإدارات الفرعية نطلق عليها الإدارة الوسطى (أحمد، 1998).
ج- المعنى المهني: يشير إلى مجموعة المعارف والمبادئ والقواعد التي تكون فيها مجموعها احد العلوم أو مجالا للبحث والدراسة، وهذا ما يقصد به علم الإدارة الذي أصبح تخصصا رئيسيا يدرس بالجامعات والمعاهد، وبالإضافة إلى ذلك يشير لفظ الإدارة إلى المهنة التي يمارسها الفرد خلال حياته، أي مجال التخصص الذي يعمل فيه الفرد، فهي إذن مهنة المدير.
د- المعنى الوظيفي: أي مجموعة الوظائف والواجبات التي يمارسها المدير، فهو يخطط لما يجب أن يفعله، وينظم العمل ويوزعه على المرؤوسين، وينسق بين الجهود البشرية وعناصر الإنتاج الأخرى ويصدر الأوامر والتعليمات، ويوجه الأفراد، ويحفزهم للعمل، ويتخذ القرارات، ويتصل بالهيئات، ويراقب سير العمل.......الخ.
- النشاط الخاص بقيادة وتوجيه الجهود البشرية وتخطيط وتنظيم عناصر الإنتاج الأخرى وتحقيق الرقابة عليها بقصد الوصول إلى الأهداف التي تسعى إليها المنظمة (هوانة، 1988).
3- أهمية الإدارة: إن من سمات الحياة البشرية في بساطتها وفي تعقدها، في بدائيتها وفي تقدمها، تكوين الجماعات والمنظمات المختلفة للسيطرة على البيئة التي يعيش فيها الإنسان نظرا لطاقاته وإمكاناته المحدودة، فكان في حياته البدائية البسيطة يعيش بين أفراد قبيلته التي يعتمد عليها في إشباع حاجاته من مأكل ومشرب وملبس ومأوى، ويعتمد عليها في حماية نفسه ضد هجمات الأعداء.
وكان رئيس القبيلة هو المسؤول عن تصريف أمورها، وتوزيع الأعمال بين أفرادها، وحل المنازعات، واتخاذ القرارات فيما يعود عليها بالخير والفائدة، وهو بذلك كان يمارس شكلا من أشكال الإدارة (المنيف، 1980).
وفي عصرنا الراهن، لا يستطيع الإنسان أن يشبع حاجاته المتزايدة سواء كانت مادية، أو اجتماعية، أو نفسية، أو عقلية، ببذل الجهود الفردية وبالاستخدام المباشر للموارد الطبيعية وذلك لأن الإنسان مدني بطبعه لا يستطيع أن يعيش منعزلا عن الناس، فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز {نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا} (من الآية 32 من سورة الزخرف).
قال الإمام الطبري أي يستخدم بعضهم بعضا في السخرة سببا للمعاش في الدنيا، فأصبح من الضروري أن يعمل الناس سويا، وان يبذلوا الجهود التعاونية في سبيل حسن استخدام الموارد الاقتصادية، وإنتاج السلع والخدمات بما يحقق أهدافهم وتنمية مجتمعاتهم.
وتقوم الجماعات في اصغر تكوين لها على أساس التفاعل بين فردين، واعتماد كل منهما على الآخر لتحقيق هدفهما المشترك، وعلى أساس التخصص وتقسيم العمل بينهما.
غير أن الحياة البشرية لم تعد تعتمد بشكل كبير على الجماعات الصغيرة، فظهرت المنظمات الكبيرة لمسايرة التطورات التي أحدثتها الثورة الصناعية حتى أصبحت هذه المنظمات هي الطابع المميز للعصر، وكان من الضروري أن تظهر فئة متخصصة في إدارة وتسيير هذه المنظمات نحو أهدافها، متمسكة في ذلك بمبادئ الإدارة العلمية التي تسعى إلى تحقيق الكفاءة الإنتاجية.
وقد ازدادت أهمية الإدارة في عصرنا الحاضر نظرا لما تقوم به من دور فعال في تقديم ورقي المجتمعات (المنيف، 1980).
ويري معظم المختصين في فكر الإدارة كهوانة (1988)، وراوية (1999)، وعثمان، (2003)، وعريفج، (2001)، وغيرهم إن أهمية الإدارة يمكن إبرازها فيما يلي:
- الإدارة عنصر من عناصر الإنتاج: يسعى الإنسان إلى إشباع حاجاته بإنتاج السلع والخدمات، وكلما حقق زيادة في الإنتاج، كلما وصل إلى المستويات أعلى من الرفاهية والتقدم، فالإنتاج يقوم على أربعة عناصر رئيسية هي الطبيعة وما تحتضنه من موارد وطاقات، ورأس المال الذي يتمثل في الآلات والمعدات والإمكانيات المالية، والعنصر البشري الذي يقوم باستخدام الطبيعة ورأس المال لتحقيق الأهداف مستخدما في ذلك جهوده الذهنية والعضلية، والإدارة التي تعمل على تحقيق الأهداف عن طريق تنسيق الجهود التعاونية بين القوى البشرية، والتنسيق بين الموارد والإمكانيات الأخرى واستخدامها أحسن استخدام، من خلال التخطيط والتنظيم والتنسيق والرقابة لتحقيق الأهداف بأقل جهد وتكلفة.
- كبر حجم المنظمات وتعقد عملياتها: لقد نمت المنظمات بصفة عامة، نتيجة للزيادة المطردة في الطلب على السلع والخدمات التي تقدمها، ورغبة في التنوع والتوسع، وتحقيق درجة اكبر من الاستقرار، فأصبحت تضم الآلاف من العاملين الذين تختلف تخصصاتهم ودوافعهم للعمل.
وكانت النتيجة الطبيعية لهذا إن انعدمت الرابطة الشخصية بين العامل وصاحب العمل التي كانت سائدة في ظل الصناعات الصغيرة، مما أسفر عن وجود مشكلات عمالية يصعب حلها.
وكلما زادت عمليات المنظمة واتسع نشاطها لمواجهة احتياجات المجتمع المتزايدة، أدى ذلك إلى زيادة حجمها وتعقد عملياتها، فكانت النتيجة هي ظهور فئة متخصصة من الأفراد تحدد دورها في ممارسة العملية الإدارية من تخطيط وتنظيم، والتنسيق والرقابة، وقد أطلق على هذه الفئة المديرون وبذلك انفصلت ملكية المنظمة عن إدارتها.
- التخصص وتقسيم العمل: تتكون المنظمات على أساس التخصص وتقسيم العمل، من مجموعة أقسام، ووحدات، فهناك من يعمل في مجال الإنتاج، أو البيع، أو التمويل، وغيرها من أوجه النشاط التي تترابط مع بعضها لتحقيق الأهداف العامة للمنظمة. والإدارة هي النشاط الاجتماعي الذي يعمل على تحقيق التنسيق والانسجام بين الأفراد، والجماعات، لتوحيد جهودها للوصول إلى الأهداف المرجوة.
- استخدام موارد اقتصادية تتسم بالندرة: تحتاج المنظمات الكبيرة إلى رؤوس الأموال لاستثمارها وتدبير احتياجاتها من المواد، ومواجهة التزاماتها تجاه الغير، كما تحتاج إلى الأيدي العاملة ذات المهارة العالية والمتخصصة التي يصعب توفيرها عند الحاجة إليها، وحسن استخدام مواردها المادية والبشرية، ولن يتأتى ذلك إلا من خلال وجود الإدارة الناجحة (علمية ورشيدة).
- العمل في ظروف بيئية سريعة التغيير: تعمل المنظمات في بيئات تتسم بالتغير السريع المستمر، (التطورات في النظم الاجتماعية، والسياسية، والثقافية والاقتصادية، والتطورات التقنية والعلمية السريعة وارتفاع مستويات التعليم وتعاظم تطلعات الإنسان نحو الحصول على سلع وخدمات أفضل، وتوقعاته لما يجب أن تقوم به المنظمات تجاه المجتمع)، وكذلك التغيير في النظم والقوانين وفي المفاهيم وغيرها لذا يقع على عاتق رجال الإدارة في هذه المنظمات ضرورة مواجهة هذه الحالات، لضمان بقائها واستمرارها.
- تعاظم دور الدولة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية: نتيجة لتطور وظائف الدولة وتوسعها(عمليات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، الأمن، والدفاع، وتحقيق العدالة بين المواطنين)، أصبحت تشرف على وسائل الإنتاج، وتمارس بدرجات متفاوتة الرقابة على المنظمات على اختلاف أنواعها ومهامها، مما يفرض عليها إتباع الأسلوب العلمي في إدارة الأعمال.
4- خصائص الإدارة: تتسم الإدارة بعدد من الخصائص التي تحدد طبيعتها، ومنها:
- الإدارة عملية مستمرة: الإدارة نشاط حركي يتكون من عدد من الوظائف التي تترابط مع بعضها، وذات تأثير متبادل وتحقق في مجموعها الأهداف التي تسعى إليها المنظمة، فتنظيم العمل يتوقف على نوعية الأهداف المرجوة، كما أن طرق وأساليب العمل تحدث أثارها على الجوانب الإنسانية. وكذلك يتوقف نظام الرقابة المتبع على الأسلوب المستخدم في وضع الخطط.فهي عملية مستمرة، تعمل على إشباع حاجات الأفراد من السلع والخدمات، وما دامت هذه الحاجات في تغير مستمر فان العمل على إشباعها عن طريق الإنتاج يصبح عملا مستمرا، وعليه فان الإدارة تعمل على تطوير المجتمعات، وعلى ذلك تصبح عملا مستمرا لاستمرار المجتمع الذي تعمل فيه.
- الإدارة نشاط شامل: الإدارة نشاط ضروري لكافة المنظمات مهما اختلفت مجالات العمل فيها أو اختلفت أهدافها، فهي نشاط شامل، أي أنها ضرورية لكافة أشكال المنظمات باختلاف مجالات عملها أو مكان وجودها.
- الإدارة نشاط متخصص: يقوم بالعمل الإداري فئة متخصصة هم المديرون، وهم في عملهم يختلفون عن الأفراد القائمين بالتنفيذ، فعمل المدير هو أن يجعل غيره يعملون بكفاءة لتحقيق الأهداف، بينما يقوم رجال التنفيذ بتنفيذ العمل.
- الإدارة علم، وفن، ومهنة: هناك خلاف حول طبيعة الإدارة من حيث أنها علم أم فن أو مهنة أم هي مزيج من كل ذلك أو بعضه (إبراهيم احمد، 2000).
فالإدارة علم: لأنها تعتمد على استخدام الأسلوب العلمي في بعض نواحيها، كاستخدام الأساليب الرياضية والإحصائية اليوم في عملية اتخاذ القرارات، وتوزيع الموارد على الاستخدامات المختلفة في المنظمة، وفي التنبؤ بالمبيعات والاتجاهات الاقتصادية، والاعتماد على المبادئ والنظريات المطبقة في العلوم الأخرى.
أما الإدارة فن: الإدارة فن، فهو تطبيق المعرفة في مجال العمل، لان المدير يتعامل أساسا مع أناس يختلفون في حاجاتهم وطباعهم ومشاعرهم وسلوكهم، ولا يمكن التحكم فيهم، كما هو الحال عند التعامل مع الآلات والمعدات والمواد، ولذلك يجب أن يتمتع المدير بمهارات خاصة عند تعامله مع الأفراد في مواقف العمل اليومي، وهذا ما يفرق بين المدير الناجح والفاشل وان تساويا في مؤهلهم.
وهذين الوجهين متكاملين، حيث أن العلم يؤدي إلى المعرفة بينما الفن يؤدي إلى التطبيق، ولا قيمة للعلم بدون تطبيق، ويصبح التطبيق قاصرا وعشوائيا بدون معرفة مخصصة.
مهنية الإدارة: لقد انقسم المفكرين في تحديد طبيعة الإدارة من حيث كونها مهنة، أم أنها مازالت في طريقها نحو المهنية، ذلك إلى قسمين:
فالأول: يؤيد أن الإدارة مهنة، نظرا لانطباق صفات المهنة عليها، فهي وظيفة تعمل على خدمة الآخرين وفي ضوء مضمون هذه الصفة يمكن اعتبار الإدارة مهنة. وهناك معايير يمكن بها الحكم على مدى النجاح في استخدامها، وعليه فالمهنة تتطلب دراسة أكاديمية لمجال متخصص من المعرفة، ويحتاج ممارستها الحصول على شهادة علمية ومعرفة نظرية تساعده في أداء ما هو مطلوب منه تحتوي على مفاهيم ومبادئ مرتبة ومنظمة وترخيصا يستخدم من قبل ممارس المهنة، ووجود جمعيات علمية متخصصة تقوم بعقد المؤتمرات والندوات وتصدر مجلات علمية تتضمن نتائج البحث العلمي في مجال المعرفة الإدارية، بحيث يساعد ذلك على تدعيم وترسيخ دعائم المهنة.
كما أصدرت العديد من المنظمات دستور أخلاقي (مجموعة من القواعد الأخلاقية التي تسعى إلى تقديم النفع للمجتمع وعدم الإضرار به)، يفرض المسؤولية الاجتماعية على من يزاول المهنة.
أما القسم الثاني من المفكرين فهو يري أن مهنيتها لم تكتمل بعد (الحريري، وآخرون، 2007).
5- علاقة الإدارة بالعلوم الأخرى: علم الإدارة علم متعدد المرجعيات له علاقة مع مختلف العلوم ومنها:
- علم الاجتماع: هناك علاقة وثيقة تربط بين علم الاجتماع وعلم الإدارة فرجال الأعمال يهتمون بالدراسات السكانية كتوزيع السكان وكثافتهم، وثقافتهم، وتوزيعهم حسب السن والنوع واللون وغير ذلك.
- علم النفس: تقوم الإدارة على العنصر الإنساني في تحقيق الأهداف المطلوبة عن طريق التخطيط والتنظيم والقيادة والرقابة ولا يمكن تحقيق الأهداف إلا عن طريق التنسيق بين الجهود الإنسانية وعوامل الإنتاج الأخرى، لذا لابد للمدير أن يكون ملما بوسائل التشجيع والترغيب وطرق الحفز حتى يتمكن من الحصول على تعاون مرؤوسيه (علم النفس الصناعي 1913)، الذي أصبح له تأثير كبير في إدارة الأفراد.
- العلوم الطبيعية والرياضية: الأفكار العلمية الحديثة المسماة ببحوث العمليات تتعلق في صميم الوظيفة الإدارية، اتخاذ القرارات فهي طريقة ترتكز على مجموعة من الأساليب المستمدة من العلوم الطبيعية والرياضية والتي تعد بتحسين ملموس في طبيعة القرارات الإدارية، كما أنها أصبحت مهمة في فهم المشاكل الاقتصادية وغير ذلك.
- علم القانون: تتمثل علاقة علم الإدارة بعلم القانون في التشريعات المختلفة التي تنظم المعاملات التجارية داخل البلد وخارجها. فقانون التجارة الدولية ينظم العلاقات التجارية بين الدول المختلفة لصيانة حقوق كل من هذه الدول وضمان القيام بالتزاماتها ومسؤولياتها التجارية تجاه الدول الأخرى التي تتعامل معها.
وأما التشريعات الداخلية فتعمل على تنظيم العلاقات التجارية داخل البلد نفسها.
- علم الأخلاق: علم الأخلاق يقوم بوضع الإطار الأخلاقي الذي يجب أن يتحلى به رجال الأعمال والعاملين والعملاء عند التعامل مع بعضهم. ولقد لعبت الحكومات دورا مهما لإنجاح عملية التغير في سلوك أرباب العمل.
- علم الاقتصاد: علم الاقتصاد الاجتماعي الذي يبحث في وسائل تخفيف الوطأة الاجتماعية فيبحث في تحسين أوضاع العمال ورفع مستوى معيشتهم وحث أرباب العمل على استخدام الوسائل لرعاية أعمالهم بما يتماشى مع القانون والعدالة والأخلاق.
- علم العمل: علم العمل يهتم بكيفية أداء الشخص لذلك العمل والبحث عن طريق تحقيق الأداء بكفاية اكبر ويهتم علم العمل بدراسة الزمن والحركة والتعرف على ضرورتها وإزالة غير الضروري منها (المعايطة، 2007).
الإدارة علم جامع: تقوم ممارسة الإدارة على أساس الاستعانة بالمبادئ والنظريات المستقاة من علوم عدة، فهي لا تتم بمعزل عن بقية العلوم الأخرى. ومن ثم يجب أن يلم رجل الإدارة بالمبادئ والنظريات الأساسية في علم الاقتصاد، وعلم الاجتماع، وعلم النفس، وفي المحاسبة، والإحصاء، كما يعتمد على دراسة الجغرافيا والتاريخ، والفلسفة والمنطق والقانون. ولا نخطئ إذا قلنا أن الإدارة هي علم العلوم أو أنها علم جامع (المنيف، 1980).
لم تعد الإدارة المدرسية مجرد عملية روتينية تهدف إلى تسيير شؤون المؤسسة التربوية سيرا رتيبا وفق قواعد وتعليمات معينة صادرة من الإدارة التعليمية كالمحافظة على نظام وتطبيق البرامج وحصر الغياب والحضور وصيانة الأبنية والتجهيزات، فالوظيفة الأساسية للإدارة المدرسية هي تهيئة الظروف الملائمة للتلاميذ، وتقديم الخدمات التي تساعد على تربيتهم وتعليمهم قصد تحقيق النمو المتكامل لهم، فهي عملية إنسانية تهدف إلى، تنظيم وتسهيل وتطوير نظام العمل داخل المدرسة، ووضع الموظف في الوظيفة التي تناسب قدراته ومؤهلاته العلمية، وتوفير الظروف والإمكانات المادية والبشرية التي تساعد على تحقيق الأهداف التربوية والاجتماعية، وإعداد وتطوير برامج التكوين والتعليم والترفيه، وتكوين المربيين مهنيا والإشراف على الجوانب المالية إن وجدت، ورعاية التلاميذ الموهوبين منهم وتقديم الدعم للمتأخرين دراسيا،وتوجيههم لاختيار الشعب التي تناسب قدراتهم وتتماشى وميولهم واهتماماتهم.
ولكي تؤدي المدرسة مهامها ينبغي على القائمين على إدارتها، الإيمان بقيمة الفرد وجماعة القيادة مع ترشيد العمل، وحسن التخطيط والتنظيم والتنفيذ والتنسيق والمتابعة والتقويم، واتخاذ القرارات بأسلوب سليم، وإتباع الطريقة الايجابية في حل المشكلات، والإلمام بالمناهج التعليمية للمرحلة المعينة من أهداف محتوى وطرائق ووسائل، والإلمام بخصائص النمو في المرحل المختلفة، والوقوف على الصعوبات التي تعترض السير الحسن للعمل داخل المؤسسة والعمل على تجاوزها (إبراهيم احمد، 2000).
كما يتعين على مدير المدرسة أن يعي أن مهمته ليست بالأمر الهين، وعليه أن يكون على بنية من كل ما يدور في مدرسته وما يجري داخل الأقسام، وان لا يتسرع في اتخاذ القرارات، ويتصرف بحكمة عند تصحيح الأخطاء، وان يشارك في المجهود الجماعي الذي يرمي إلى التطور والتقدم، وان يبتعد عن تطبيق القوانين الإدارية حرفيا ولكن دون الخروج عن إطارها العام، وان يشجع المبادرات الخلاقة، فالإدارة هي الركيزة الأساسية لتحسين أداء العمل وتنفيذه وصولا إلى تحقيق الأهداف المرجوة، وليست قانونا يفرض ويطبق من قبل الجميع، ولكنها موقف يتفاعل معه مدير المدرسة، تبعا لخصوصيات ذلك الموقف وحيثياته، ولا يمكن أن يعمم إجراء ما اتخذه مدير مدرسة ما في موقف معين، على كل المواقف المشابهة، وما صلح وأثبت نجاعته في موقف معين، قد لا يصلح في موقف آخر، والإجراء التي اتخذه مدير مدرسة قد لا يجدي نفعا إذا اتخذه نفس المدير موقف يبدو شبيها لسابقه، فليست الإدارة وصفة طبية تصلح لجميع الحالات.
ولكي تنجح الإدارة المدرسية في تأدية وظائفها ينبغي أن تكون إدارة هادفة، وايجابية، واجتماعية، وإنسانية، فالإدارة ليست تشريف بمقدار ما هي تكليف، ومدیر المدرسة يعتبر المسؤول الأول عن كل ما يجري في مدرسته، إن خيرا فخير، وخلاف ذلك (إبراهيم احمد، 2000).
الإدارة المدرسية: لم تعد الإدارة المدرسية مجرد عملية روتينية تهدف إلى تسيير شؤون المؤسسة التربوية سيرا رتيبا وفق قواعد وتعليمات معينة صادرة من الإدارة التعليمية كالمحافظة على نظام وتطبيق البرامج وحصر الغياب والحضور وصيانة الأبنية والتجهيزات، فالوظيفة الأساسية للإدارة المدرسية هي تهيئة الظروف الملائمة للتلاميذ، وتقديم الخدمات التي تساعد على تربيتهم وتعليمهم قصد تحقيق النمو المتكامل لهم، فهي عملية إنسانية تهدف إلى، تنظيم وتسهيل وتطوير نظام العمل داخل المدرسة، ووضع الموظف في الوظيفة التي تناسب قدراته ومؤهلاته العلمية، وتوفير الظروف والإمكانات المادية والبشرية التي تساعد على تحقيق الأهداف التربوية والاجتماعية، وإعداد وتطوير برامج التكوين والتعليم والترفيه، وتكوين المربيين مهنيا والإشراف على الجوانب المالية إن وجدت، ورعاية التلاميذ الموهوبين منهم وتقديم الدعم للمتأخرين دراسيا، وتوجيههم لاختيار الشعب التي تناسب قدراتهم وتتماشى وميولهم واهتماماتهم.
ولكي تؤدي المدرسة مهامها ينبغي على القائمين على إدارتها، الإيمان بقيمة الفرد وجماعة القيادة مع ترشيد العمل، وحسن التخطيط والتنظيم والتنفيذ والتنسيق والمتابعة والتقويم، واتخاذ القرارات بأسلوب سليم، وإتباع الطريقة الايجابية في حل المشكلات، والإلمام بالمناهج التعليمية للمرحلة المعينة من أهداف محتوى وطرائق ووسائل، والإلمام بخصائص النمو في المرحل المختلفة، والوقوف على الصعوبات التي تعترض السير الحسن للعمل داخل المؤسسة والعمل على تجاوزها.
كما يتعين على مدير المدرسة أن يعي أن مهمته ليست بالأمر الهين، وعليه أن يكون على بنية من كل ما يدور في مدرسته وما يجري داخل الأقسام، وان لا يتسرع في اتخاذ القرارات، ويتصرف بحكمة عند تصحيح الأخطاء، وان يشارك في المجهود الجماعي الذي يرمي إلى التطور والتقدم، وان يبتعد عن تطبيق القوانين الإدارية حرفيا ولكن دون الخروج عن إطارها العام، وان يشجع المبادرات الخلاقة، فالإدارة هي الركيزة الأساسية لتحسين أداء العمل وتنفيذه وصولا إلى تحقيق الأهداف المرجوة، وليست قانونا يفرض ويطبق من قبل الجميع، ولكنها موقف يتفاعل معه مدير المدرسة، تبعا لخصوصيات ذلك الموقف وحيثياته، ولا يمكن أن يعمم إجراء ما اتخذه مدير مدرسة ما في موقف معين، على كل المواقف المشابهة، وما صلح وأثبت نجاعته في موقف معين، قد لا يصلح في موقف آخر، والإجراء التي اتخذه مدير مدرسة قد لا يجدي نفعا إذا اتخذه نفس المدير موقف يبدو شبيها لسابقه، فليست الإدارة وصفة طبية تصلح لجميع الحالات.
ولكي تنجح الإدارة المدرسية في تأدية وظائفها ينبغي أن تكون إدارة هادفة، وايجابية، واجتماعية، وإنسانية، فالإدارة ليست تشريف بمقدار ما هي تكليف، و مدیر المدرسة يعتبر المسؤول الأول عن كل ما يجري في مدرسته، إن خيرا فخير، وخلاف ذلك يتحمل نتيجة إهماله أو تهاونه، وسوء استخدامه ما أسند إليه من صلاحيات (إبراهيم احمد، 2000).
الإدارة المدرسية لازمة لكل مدرسة: إن وجود عدد من المدرسين والموظفين والطلاب، وقدر من المال، لا يؤدي إلى إتمام إعداد هؤلاء الطلاب ن فلا بد من إنسان بالتعاون والمشاركة مع آخرين وتوجيههم وإرشادهم وتنسيق التعاون بينهم ن ورفع روحهم المعنوية وتنمية التعاون الاختياري بينهم، ويقرر ما إذا كانت الأعمال التي تمت بالجهد الجماعي مطابقة للإعمال المطلوب إتمامها وسبب القصور إن وجد، وكيف يمكن تصحيحه، وهذا الإنسان ومن يعاونوه ضروريون لكل جهد جماعي في كافة الأعمال التعليمية التي منها العمل المدرسي، أي الإدارة المدرسية لازمة لكل جهد جماعي مهما كان هذا المستوى، مدرسة ابتدائية –متوسطة –ثانوية.
الإدارة نشاط يتعلق بتنفيذ الأعمال بواسطة آخرين بتخطيط وتنظيم وتوجيه ورقابة مجهوداتهم وتصرفاتهم: من طبيعة النشاط الإداري تحديد الأهداف وتحديد العناصر الواجب استخدامها وتحديد كيفية هذا الاستخدام ، والوقت اللازم لتنفيذ كل جزء من أجزاء العمل ، ووضع ذلك في خطة يسير عليها الرئيس الإداري (مدير المدرسة) في المستقبل (وهذا ما يسمى بالتخطيط) ويقوم (مدير المدرسة) بتحديد من سيقوم بأداء كل جزء من أجزاء العمل الذي تقرر في الخطة ، وهو بهذا يقوم بتحديد المسؤولية ومنح السلطة اللازمة فتحديد المسؤولية والسلطة هما أساس التنظيم ، ولا بد للرئيس الإداري (مدير المدرسة) من توجيه مرؤوسيه وإرشادهم عن كيفية إتمام الأعمال وتنمية التعاون الاختياري وهذا ما يسمى بالتوجيه ويجب على الرئيس الإداري (مدير المدرس) أن يقوم بالتأكد من أن ما تم مطابق لما هو في الخطة ، وهذا ما يطلق عليه الرقابة.
تهدف الإدارة إلى الإشباع الكامل للحاجات والرغبات الإنسانية فهي مسؤولية اجتماعية: إن مدير المدرسة كرئيسي للإدارة المدرسية ، ليس حرا في اتخاذ ما يراه من قرارات، أنها يحكم تصرفاته قاعدة المسؤولية الاجتماعية" فعليه أن يأخذ بعين الاعتبار الحاجات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمدرسين والطلاب والمجتمع الذي توجد به المدرسة عند إصداره للقرارات المختلفة كما انه مسؤول عن الحصول على أعلى مستوى من التوازن بين المصالح المتعارضة والتي تكون المجتمع المدرسي ككل ، فإذا اتخذ قرارا من شانه أن يحدث منفعة لفئة معينة من العاملين ، وجب عليه التأكد من أن الفئات أخرى لن يصيبها ضررا من اتخاذ مثل هذا القرار.و المبرر من وجود الإدارة المدرسية هو الاستخدام الأمثل للقوى المادية والبشرية من طلاب ومدرسين وموظفين وأدوات تعليمية وأموال لتحقيق الأهداف المحددة، ولهذا يجب أن تكون تصرفات وقرارات الرئيس الإداري تحقق الاستخدام الأمثل للعناصر التي يستعين بها في سبيل تحقيق الأهداف المرغوب فيها.
ونجاح المدرسة في تحقيق أهدافها يعتمد أولا وأخيرا على ما تقوم به الإدارة المدرسية من دور فعال في تنفيذ السياسة التعليمية المرسومة لها ، وهذا يعكس بلا شك ما للإدارة المدرسية من أهمية (عطا الله معايطة، 2007: 79).
الإدارة الصفية: هي ما يقوم به المعلم داخل غرفة الصف من أعمال من شأنها أن تخلق جوا تربويا ومناخا ملائما، من شأنها أن تحدث تغييرا في سلوك المتعلم، تعمل على رفع كفايته لخوض غمار الحياة، وتنمي ما عنده من استعدادات وميول وتصقل ما لديه من مواهب وقدرات.
وتكمن أهميتها في أنها توفر جو أكاديمي من التفاعل الصفي بين المعلم والمتعلمين، وتعمل على حفظ النظام وضبط الصف وفق خطة أعدها المعلم واستجاب لها المتعلمون، كما تساعد على تنمية الاتجاهات والقيم السلوكية المرغوبة لدى المتعلمين، وتعمل على تحقيق الأهداف التربوية وصياغة التعلم في صورة نتاجات فردية وجماعية للمتعلمين، كما تعمل على تنمية الإحساس بالمسؤولية والضبط الذاتي للمتعلمين، والاحترام، وتقبل النقد البناء، كما تؤدي إلى توفير جو إنساني اجتماعي يسود غرفة الصف يعمل على تشجيع المتعلم، وتجعل الطلاب أكثر شوقا للدرس، ومتابعة التحصيل وإثارة الدافعية لديهم. وتجعل المعلم قادرا على تنويع نشاطاته الصفية واللاصفية، وتوفر فرصة لتعديل بعض السلوكيات غير المرغوبة لديهم، الأمر الذي يحقق ذات المعلم ويبرز قدرته على امتلاك كفايات مهنية واجتماعية وشخصية (الكعبي، 2002).