تصويب تاريخي:

نسبت (الرسالة العذراء) خطأً لإبراهيم بن محمد بن المدبّر 279هـ، واتضح بعد اطلاع المحقق على المخطوطة الأصل أنها لإبراهيم بن محمد الشيباني 298هـ. وهي راسلة بعث بها إلى إبراهيم بن المدبر. سماها مؤلفها (الرسالة العذراء)، لأنه كما يقول: "..وهذه الرسالة عذراء لأنها بِكْرُ معانٍ، لم تفترعها بلاغة الناطقين، ولا لمستها أكف المفوَّهين، ولا غاصت عليها فِطَنُ المتكلمين...". ومن الموضوعات التي تطرق إليها المؤلف في كتابه: صناعة الكتابة، وصفات الكاتب، وطبقات الكلام، وحقوق السوقة والعوام، وبدائع الصدور في الرسائل، وما يمدح به الملوك، وخواتيم الرسائل، وما لا يجوز إلا في القرآن، وما لا يستساغ في الرسائل، وحسن الخط... وغير ذلك كثير من الموضوعات المتعلقة بفن الرسائل.

كانت هذه الرسالة محط اهتمام أربعة من أعلام القرن العشرين: محمد علي كرد، وأحمد فريد الرفاعي، ود. زكي مبارك، وأحمد علي صفوت. ووقع فيها ما وقع.

مضامين الرسالة العذراء:

الرسالة من أعراف صناعة الكتاب الإسلامي، وهي صناعة ثقافية من حيث ارتباطها بعمليات الكتابة في شموليتها. فما المقصود بالكتابة؟ وما هي أدواتها؟

- الكتابة: صناعة الكاتب. فمتى يكون الكاتب مستحقا اسم الكتابة، والبليغ مسلَّمًا له معانيَ البلاغة في إشارته واستعارته، وإلى أي أدواته هو أحوج، وبأي آلاته أعمل (ص 117 - 118).

ذكر الشيباني مجموعة من المضامين التي وجب الوقوف عندها:

01- ضمير الكاتب وحرصه على الحكمة.

02- ثقافته وما يجب عليه تحصيله.

03- من صفات الكاتب.

04- أزياء الكتّاب.

05- طبقات الكلام تبعا لمستويات المخاطَبين.

06- تخير الألفاظ والتعابير.

07- صدور كتب السلف.

08- رعاية الألفاظ والمعاني.

09- ما يجوز في الشعر دون الرسائل.

10- فواتحُ الرسائلِ وخواتمُها.

ثم يصل إلى الدواة والمكاتبة والأقلام والقراطيس والسكين والخط والنَّقْط والشكل أإلى غير ذلك. حيث نجد الشيباني يقدم لنا صورة عن كيفية تهييء الحبر، ونسبة العناصر المكونة له، وكيفية عمارة الدواة، ويأتي بأسماء الخطوط والأوراق والأقلام التي كانت معروفة آنذاك، ويحدثنا عن كيفية بري القلم، وما يلائم من الخطوط أنواع الأوراق (ص 84).

Modifié le: Wednesday 14 December 2022, 07:31