- كوراكس السيراكيوسي ]القرن:5ق.م] معلم سفسطائي إغريقي، هو المؤسس لـ"فن الخطابة"، إذ يعدّ أول من صاغ قواعد لمخاطبة الجمهور، وذلك خلال ابتكاره طريقة تساعد المواطنين العاديين أن يترافعوا أمام القضاء بأسلوب مؤثر وبليغ، ويتجلّى إسهامه في الخطابة حين وصف الشكل الصحيح للدعاوى القضائية في كتاب (فن الخطابة) في منتصف القرن الخامس قبل الميلاد. حيث تحدّث فيه عن أنَّ الخطبة يجب أن تضم عناصر أساسية، وهي: المقدمة، السرد، المناقشات، الملاحظات الثانوية، والخلاصة.

● نشأت الخطابة كفنٍّ يلقّن قواعد تبحث فى شكاوى أهل جزيرة صقلية، وذلك على إثر الأحداث التي مرت بالجزيرة بعد طرد الطغاة، وما تلاه من عودة الحياة الديمقراطية، ورجوع من شردهم الطغيان، ومطالبتهم بأموالهم المصادرة، وتعدد المنازعات، وقيام الدعاوى بينهم وبين من وقعت في أيديهم هذه الأموال.

● وجاء بعده تلميذه تيسياس الذي كان من عادته أن يكتب خطبا يتقاضى عليها أجرا. وقد أقام مدرسته أولا في (سراقوسة)، ولَمَّا لم يطب له المقام فيها، انتقل إلى (ثورى) التي أنشئت عام 443ق.م. وفى مقره الجديد درس عليه لوسيا» الذى أصبح فيما بعد من أشهر خطباء (أثينا)، وامتاز أسلوبه بأنه السهل الممتنع ،ويقال إنه لما أرسلت بلدة (ليونتيني) وفدا يطلب العون من أثينا عام 427ق.م، كان تيسياس من بين أعضائه، كما كان تلميذه جورجياس. وتقول هذه الرواية إن تيسياس استطاب العيش فى أثينا، فاشتغل فيها بتدريس الخطابة، وكان من بين تلاميذه هناك إيسوقراطيس. وقد ألف تيسياس في الخطابة كتابا سار فيه على نهج أستاذ كوراكس، وقد ذاع كتابه واشتهر، وتداوله الناس.

● ومنه فإن فن الخطابة الذى علمه كوراكس وتلميذه تيسياس كان قاصرا على تلقين مبادئ الإقناع. وقد أثار تعريف مدرستهما للخطابة بأنها "منتجة الإقناع" انتقادات شديدة من الناحيتين الخلقية والفنية، فمن الناحية الخلقية قد يدعو مثل هذا التهافت على الإقناع إلى أن يحاول الخطيب أن يقنع بأي وسيلة، وبهذا تنحدر الخطابة إلى مهاوي السفسطة. وهذا هو الجانب الذى أثار غضب الأثينيين على الفن الجديد. ومن الناحية العلمية يعتبر مثل هذا التعريف ناقصا؛ لأنه لا يحدّد ما يراد تعريفه، فليس القول وحده هو منتج الإقناع، بل قد يقنع المال والجاه والجمال وغير ذلك.

Modifié le: Wednesday 14 December 2022, 07:16