عنوان المحاضرة الثانية :عناصر، مهارات ومصادر القيادة التنظيمية.

أولا-عناصر القيادة التنظيمية:

     بما أن القيادة هي تفاعل اجتماعي فلا يمكن لأي منا أن يكون قائدا بمفرده ،فعملية القيادة لا تقوم إلا إذا وجد من يقود ومن يقادون وهدف مشترك مطلوب تحقيقه في إطار ظروف موقف معين يمارس فيه القائد تأثيره على الجماعة.

  وعليه يمكن القول أن عملية القيادة تتضمن عناصر أساسية سنحاول إلقاء الضوء على مختلف عناصرها :

1-القائد:

   يعتبر أهم عنصر في القيادة والقائد هو من يقود الجماعة أو الذي تنقاد له مجموعة من الناس وتتحدد درجة نجاح القائد أو فشله في قيادة الجماعة بمدى تأثيره عليها وتغيير سلوكها باتجاه تحقيق الأهداف.

2-الجماعة:

   لا يمكن أن تكون قيادة بدون أن يكون هناك من يقادون بما أن القيادة ظاهرة اجتماعية لا تحدث إلا عند تواجد تجمع بشري، فإن تلبية حاجات هذه الجماعة أمر مهم للغاية إذ تعتمد على حسن تقدير لهذه الحاجات.

3-الأهداف المشتركة:

    تستهدف عملية التأثير في الجماعة تحقيق الأهداف المشتركة والتي تواجه القائد جهود الجماعة لتحقيقها في إطار موقف ما.

4-ظروف العمل:

     فا لموقف هو الذي يوجد أو يظهر القائد فالأفراد يكونون قادة في موقف معين بينما هم غير ذلك في موقف مغاير فظهور القائد يأتي من خلال اتخاذ قرار في موقف ما.

  وعليه ومما سبق ذكره فان العملية القيادية ما هي إلا مجموعة عناصر متفاعلة ومتكاملة مع بعضها البعض،فان اختلال أحد العناصر يفقدها وظيفتها وفعاليتها.

ثانيا –مهارات القيادة التنظيمية:

  فالمهارة تعد مسألة بالغة الأهمية ينبغي أن يمتلكها القائد فقد أشار الباحثين إلي ضرورة توافر مهارات الذاتية والفنية والتنظيمية والإنسانية في القائد لكي يتمكن من مهامه القيادية ومن أهمها:

1-المهارة الذاتية:

       فالمهارة الذاتية تتكون من خلال الخبرات البيئية أو الموقفية للفرد ودرجة مواجهته لهذه المواقف وتحدياته للحياة بصورة مستمرة ، وتتمثل في السمات والقدرات العقلية والابتكار وضبط النفس.....

2-المهارة الفنية:

     وهي المهارات التي تتعلق بتجويد القائد ،وانتقائه لعمله ،وإلمامه بعمل المرؤوسين ،وقدرته على معالجة المعلومات واستعمالها وتحليلها ،وإدراكه ومعرفته للطرق والوسائل المتاحة والكفيلة بانجاز العمل بإتقان ،ولذا يجب على القائد أن يكون لديه المعرفة التامة في مجال تخصصه و اكتساب المهارات والخبرة والتدريب.

3-المهارة الفكرية:

     يقصد بها قدرة القائد على التفكير المجرد بطريقة موضوعية ،فالقائد يحتاج إلي امتلاك رؤية العلاقات بين هذه القوى  ،وإلى تبني مفهوم شامل للمنظمة في علاقاتها بالبيئة ،وتعتبر هذه المهارة في غاية الأهمية بالنسبة للمستويات القيادية المختلفة .

4-المهارات الإنسانية:

      هذه المهارة تعني قدرة القائد على التعامل مع الأفراد والجماعات بعكس المهارات الفنية التي تعني المقدرة في التعامل مع الأشياء .

إن إدراك القائد لاقتراحات مرؤوسيه وفهمه لمشاعرهم وثقته فيهم ،وتقبله لإقباله لاقتراحاتهم وإفساح لهم المجال لإظهار روح الابتكار فيما يقومون به من أعمال ،وخلق الإحساس لديهم بالاطمئنان والاستقرار في العمل ،وتلبية طلباتهم وإشباع حاجاتهم ،كل هذه الأمور يجب أن تشكل جزءا من سلوكه اليومي من خلال تصرفاته وتعامله مع مرؤوسيه.

ثالثا-مصادر القيادة التنظيمية:

   بعد أن تطرقنا إلي مفهوم القيادة فإننا نستطيع أن نقول أن الملامح الرئيسية لمصادر القيادة تبدو واضحة ويمكن حصرها في ما يلي:

1-السلطة :إن توفر السلطة يجعل الفرصة كبيرة للقيادة ويمكن أن تظهر السلطة في أحد المظاهر التالية:

أ-السلطة الدينية(سلطة روحية).

ب-السلطة السياسية(سلطة الأحزاب-التكتلات السياسية).

ج-السلطة الاجتماعية (المركز العائلي أو الطبقي).

د-السلطة الفكرية(المذاهب الفكرية والفلسفية).

2-الصفات الشخصية:

    مما لاشك فيه أن هناك صفات كثيرة تؤهل صاحبها إلي مستوى القيادة منها الذكاء والثقة بالنفس والإبداع وصفات أخرى ....

3-التقاليد:

    تعتبر التقاليد والموروثات الشعبية مصدرا رئيسيا للقيادةحيث تقوم على الخضوع لتأثير العادات والتقاليد التي يمكن أن تبرز بإحدى الصور التالية:

أ-الوراثة: وتظهر بشكل كبير في أنظمة الحكم والزعامات القبلية.

ب- العمر.

ج-الخدمة و الأقدمية: يبرز واضحا في الأنظمة العسكرية والحكومية.

4-المكانة الاجتماعية:

   تلعب المكانة الاجتماعية للفرد دورا كبيرا لا يمكن تجاهله فوجود الأب بمكانته العائلية يؤهله للقيادة هذه المجموعة ،كذلك فان النفوذ الاجتماعي والاقتصادي للفرد داخل المجتمع يؤهله للقيادة إذا توفرت المقومات الأخرى وكانت هذه القيادة المطلوبة.

5-الحاجات والرغبات:

   تبرز لدى البعض –أحيانا- الرغبة في القيادة ولدى بعض الأفراد الآخرين الرغبة في الخضوع ،وترجع إلى عوامل سيكولوجية بشكل رئيسي ،ويمكن تقسيم الرغبات إلى:

أ-الرغبات العادية:

   وترجع إلى رغبة بعض الأفراد لشعوره بالقدرة على ذلك ولأنه يملك مؤهلات قيادية ولإشباع رغبة داخلية بالتنافس مع الآخرين للوصول إلى مراكز اجتماعية يرغب في الوصول إليها وأحيانا ترجع هذه الرغبات إلى عوامل ثقافية.

ب-الرغبات غير العادية:

    وهي تلك الرغبات التي يهدف أصحابها من خلالها إلي تعويض حرمان أو سد الشعور بالنقص وبالتالي السعي للحصول على اهتمام الآخرين وتعويض هذا القصور بالسيطرة.

6-الموقف:

   يلعب الموقف دورا واضحا لاختيار القائد وأسلوب القيادة، كذلك فإننا نعتبره مصدرا للقيادة  لأنه يحدد وبشكل كبير درجة القيادة وأسلوب القائد وترجع العوامل الشخصية عند القائد ولكن ما نريد توضيحه أن لكل موقف قائدا مناسبا ونموذجا صالحا للقيادة وتختلف ذلك بدرجة حساسية الموقف وأهمية الحدث .

  وعليه يمكن القول بأن القائد لا يمكنه أن يكون قائدا إلا بتوفر شروط معينة .

 

Last modified: Wednesday, 22 June 2022, 12:34 AM