النقد البنيوى في مصر سيزا قاسم بناء الرواية ورواية نجيب محفوظ

المحاضرة الثامنة :النقد البنيوى في مصر   سيزا قاسم بناء الرواية ورواية نجيب محفوظ 

الإشكالية :كيف نقرأ الرواية بنيويا،عبر تقنيات النصّ السردي ؟

الثلاثية :روايات نجيب محفوظ في اعتقادي حكايات لا تقبل التلخيص،فقمة متعتها في لغتها الممتدة.التي يلتهمها القارئ من أوّل كلمة إلى آخر حرف،فإعطاء مختصر المضمون هو سلب لحياة الشكل وشعريته،

تتكون من قصر الشوق والسكرية وبين القصرين هي عنوانات لأسماء أماكن .وقد صرح نجيب محفوظ أنّه تأثر في هذه الثلاثية بشجرة البؤس لطه حسين،وهي رواية أجيال تضم أكثر من خمسين شخصية .

تحديد البنية السردية: بنية الزمن ،والمكان ...من خلال كتاب سيزا قاسم،الموسوم بـ بناء الرواية دراسة مقارنة في"ثلاثية نجيب محفوظ"

في إطار  المنهج المقارن،قدّمت الناقدة المصرية سيزا قاسم تحليلا بنيويا لثلاثية نجيب محفوظ،والذي يقوم على التاريخ الأدبي المقارن الذي يدرس العلاقات بالوقائع بين أدبين أو أكثر .مع وجود مصادر  تأثير وتأثر ،والبحث في الأشكال والقوالب الفنية بين عملين أو أكثر .

تحدد بداية سيزا قاسم البنية،بما هي وحدة مستقلة،بين عناصر،تجمع بينها علاقات داخلية،والبنيوية منهج نصاني داخلي.وحاولت استلهام مقولات الناقد جيرار جنيت في السرديات البنيوية .

النصّ الروائي

 المقولات السردية

24 ساعة هو الزمن الروائي الذي تشمله افتتاحية بين القصرين:«بدأ بعودة السيد أحمد عبد الجواد إلى منزله،وينتهي بمغادرته بيت زبيدة في المساء التالي .»[1]

ومثال ذلك النصّ الذي تمثل به سيزا قاسم «ولكن عائشة كانت مشغولة في تلك اللحظة بالتطلع إلى مرآة (...)بمرور الزمن لم يعد يروعها منظر وجهها الضحل .»[2]وهنا  تقنية الاسترجاع قامت على

المقارنة بين زمنيين،الزمن الحاضر في اللحظة السردية وزمن العودة للوراء .

بالنسبة للاستباق لا تقدّم سيزا قاسم مثالا نصّيا،ذلك أنّ الثلاثية نموذج الرواية التي تستلهم الواقع .

غلب التسلسل الزمني الخطي،كما أوضحت الناقدة بهذا الشكل:

بين القصرين :من أكتوبر 1917إلى إبريل 1919

قصر الشوق :من يوليو 1924إلى23 أغسطس 1927

السكرية:من يناير 1935إلى صيف 1944

 

حكمت الناقدة بعد استقصاء و قراءة دقيقة للثلاثية أنّ نجيب محفوظ لم يلجأ إلى تقنية التلخيص إلاّ فيما ندر .

واستشهدت بمثال على ذلك قولها :

نموذج التلخيص:

«واستقبله الأستاذ عزيز بابتسامة ترحيب ودود،ولا عجب فقد اتصلت بينهما أسباب المعرفة منذ عام 1930؛أي منذ بدأ كمال يبعث إليه مقالاته الفلسفية.ثم مضت ستة أعوام وهما على تعاون صادق غير مأجور. »[3]

فهذا النصّ ذكر لنا ستة أعوام لم يذكرها أحداثها

وبما أنّ عمل الناقدة سيزا قاسم يجمع بين التنظير والتطبيق فقد صرحت:«لا توجد وقفات في مجرى القص مثلما نجد في الرواية الواقعية

،فالوصف المستقل عند نجيب محفوظ لا يتجاوز الأسطر القليلة »[4] .

في المشهد لطوله اكتفت الناقدة، بذكر أوج اللحظة العاطفية،التي استحقت تقنية المشهد،دون أن تستحضر نصّا كاملا قائلة:في رواية قصر الشوق«ياسين يزور بيت مريم لطلب يدها ،ويجتمع بأم مريم فتدور محاورات بينهما تنتهي بنشأة العلاقة .  »[5] وعادة يكون في شكل حوار،فيتبادل الأطراف الملفوظات،وهنا يتساوى النصّ مع الزمن أو يتفوق النص على الزمن .

 

الزمن :من أهم العناصر التي تشكل النصّ السردي .وتتنوع الأزمنة بين أزمنة خارجية كزمن الكتابة وزمن القراءة،والأزمنة الداخلية ،والتي تمس زمن أحداث الرواية وترتيب الأحداث وبطئها[6]

ميّزت سيزا قاسم بين استرجاع واسترجاع داخلي واسترجاع مزجي .

ووظيفة الاسترجاع الخارجي ملء الفراغات،لفهم مسار الأحداث.[7]

الاستباق : كما تبيّن سيزا قاسم تقنية نادرة في الروايات الواقعية.وهنا يظهر «الراوي الذي يكتشف أحداث الرواية في نفس الوقت الذي يرويها فيه ويُفاجأ مع قارئه بالتطورات غير المنتظرة.»[8]

تُعنون سيزا قاسم غصلا ببطء الزمن وسرعته،مقسمة إلى 4أنواع هي:

وتجدر الإشارة هنا أنّ العلاقة تكون بين مساحة النصّ،التي تعد بالسطور والصفحات .

التلخيص: sommaireعبرت عنه بالمعادلة أنّ مساحة النصّ أقل من زمن الحدث،ويعد فيلدنج أوّل من قنن لهذه الصور الزمنية.وللتلخيص عدة وظائف منها:

حرق فترات زمنية طويلة في بضع كلمات وسطور.

عرض شخصيات ثانوية لم يسبق تفصيلها.[9]

 

 

الوقفة pause  :عبرت عنها كالعادة بمعادلة رياضية بسيطة؛مساحة النصّ مالانهاية غير محددة أمّا سرعة الحدث صفر  .وسبب هذه الوقفة هو إدراج مقاطع الوصف

 .

المشهد:scène  مساحة النصّ أكبر من سرعة

 

الحدث ،حيث يتميّز الزمن بالبطء،لكنه يكون في اللحظات الحادة والمتأزمة التي تقطع الأنفاس،فنقترب من سماع أنفاس البطل ونكاد

نلمس حضوره. [10]

 

 

 

 



[1] سيزا قاسم، بناء الرواية،دراسة مقارنة في "ثلاثية"نجيب محفوظ،مهرجان القراءة للجميع ،مكتبة الأسرة(مصر)،دط،دت،39

[2] المصدر نفسه،ص.59

[3] المصدر نفسه،ص.84

[4] المصدر نفسه،ص.93

[5] المصدر نفسه،ص.97

[6]  يُنظر:المصدر نفسه،ص. 37

[7] ينظر المصدر نفسه،ص.58

[8] المصدر نفسه،ص.65

[9] المصدر نفسه،ص.82

Modifié le: Saturday 13 November 2021, 17:19