- І إعداد البحث:
1- ضبط المصطلح ومفهوم البحث العلمي:
توطئة:
يتجلى البحث العلمي اليوم في المظاهر المادية للحضارة الإنسانية،من تطور وسائل النقل والاتصالات،وهو تراكم إنساني لا يرجع للغرب خالصا دون غيرهم من الأمم والأقوام والحضارات القديمة؛البابلية والفرعونية والصينية،حين حاول الإنسان السيطرة على الطبيعة والتكيف معها؛من حيث الغذاء،واللباس،والمسكن،...فاكتشف النار والحديد ونظام السدود والتخزين...
1- تعريف البحث:
لمعرفة كلمة البحث علينا العودة إلى المعاجم والقواميس اللّغوية،ثم الكتب المنهجية وقواميس التخصص لمحاولة ضبط مفهومها .
1-1لغة :
جاء في معجم مقاييس اللّغة لابن فارس (395ه-1004م) في تعريفه للبحث ما نصّه:«(بحث) الباء والحاء والثاء أصل ٌواحد،يدلّ على إثارة الشيء،(...) قال: والبحث لا يكون إلاّ باليد.وهو بالرِّجْل الفَحْص(...) ويقال بَحَثَ عن الخبر،أي طلب عِلْمَه.الدُّريدىّ:يقال:"تركتُه بمَبَاحثِ البقَر"أي بحيث لا يُدْرَى أين هُو. »[1]
أصل مادة البحث الفعل الثلاثي،والذي يدور معناه حول إثارة التراب في السير من حيث المعنى المادي،باليد،والسؤال بما هو استخبار عن كنه الشيء،طلبا للعلم.
ورد في لسان العرب لابن منظور(630ه -711م)قوله :«البَحْثُ: طَلَبُكَ الشَّيء في التُّراب،بَحَثَهُ يَبْحَثُهُ بَحْثًا،وابْتَحَثَهُ،(...)كبَاحِثَةٍ عَنْ حَتْفِهَا بِظِلْفِهَا؛وَذَلِك أَنَّ شَاةً بَحَثَتْ عَنْ سِكِّينٍ فيِ التُّرابِ بِظِلْفْها ثُمَّ ذُبِحَتْ بِهِ (...) والبَحُوثُ:الإِبلُ تَبْتَحِثُ التُّرابَ بِأَخفافِها،أُخَرًا فيِ سَيْرِهَا .والبَحْثُ أَنْ تَسْأَلَ عَنْ شَيءٍ،وَتَسْتَخْبِرَ وبحَثَ عَنْ الخَبَرِ وبَحَثَهُ ويَبْحَثُهُ بَحْثًا:سَأَلَ،(...) والبَحْثُ الحَيَّةُ العَظِيمَةُ لأَنَّهَا تَبْحَثُ التُّرَابَ(...) »[2]
انطلاقا من هذا التعريف،يتبيّن أنّ البحث في اللّغة العربية،لا يخرج على الالتصاق بالتراب،فالحيّة تبحث زاحفة عليه،والإبل تضرب بأخفافها في التراب،والأمر ذاته مع الشاة الباحثة بظلفها،وإذا فتش المرء عن شيء في التراب فهو باحث .
إنّ المتأمل في مفهوم البحث يرصد عديد التعريفات والتي تحدده بـ«أنّه عمل ذهني منظم. يتناول موضوعا،أو ظاهرة،أو مسألة معينة محددة،وأنّه عمل مرتكز إلى قواعد أصول ومناهج معينة .»[3] فنستشف من هذا التعريف أنّ البحث نشاط عقلي يقوم على التنظيم،وليس العشوائية،يتناول ظاهرة معينة،وفق قواعد منهجية .
ونقرأ تعريفا آخر :«البحث العلمي استقصاء منظم ومضبوط واختباي (إمبريقي)، وناقد لقضايا فرضية (الفروض) عن العلاقات المفترضة بين الظواهر الطبيعية.»[4] ،فبالإضافة إلى العناصر المقدّمة لتي تضمنها التعريف السابق؛من دراسة منظمة لظاهرة ما،زاد مفهوم الاختبار(الإمبريقي)وهو من لوازم التجربة العلمية التي تبتدئ بالفرضية في استقصاء الظواهر والكشف عن علاقتها.
ونجد تعريفا ثالثا يستند إلى مراحل البحث،فالبحث «هو عملية فكرية منتظمة يقوم بها شخص يسمى الباحث من أجل تقصّي الحقائق في شأن مسألة معينة تسمّى "موضوع البحث" باتباع طريقة علمية منظمة تسمى "منهج البحث" بغية الوصول إلى حلول ملائمة للعلاج أو إلى نتائج صالحة للتعميم على المشاكل المماثلة تسمى "نتائج البحث".»[5] ومن هنا فتُقسم عملية البحث إلى ثلاث مراحل:تحديد إشكالية البحث،ثم منهج البحث وإجراءاته،وصولا إلى نتائجه.
وما يمكن أن نخلص إليه بالجملة،أنّ البحث العلمي هو بحث منظم وممنهج لا مكان فيه للاعتباطية والعشوائية،أو أعمال ارتجالية غير مبررة منطقيا/عقليا.
وإذا سلمنا أنّ البحث العلمي من الأهمية بمكان،فقد رصدت مختلف الجامعات العالمية والعربية مقياسا علميا المنهجية؛ «فالمنهجية علم المنهج وهي تعتني بالبحث في أيسر الطرق للوصول إلى المعلومة مع توفير الجهد والوقت،وتفيد كذلك معنى ترتيب المادة المعرفية وتبويبها وفق أحكام علمية مضبوطة لا يختلف عليها أهل الذكر.»[1] .ومن هنا نستنتج أنّ البحث العلمي يلزم معرفة الطرائق الموصلة إليه،بأيسر السبل وأقل جهد ووقت،وتُفيد كذلك التنظيم والتصنيف.وبذلك نصل إلى تعريف «المنهجية( بما) هي مجموعة النظم الشكلية التي تنتظم البحث من حيث الترتيب وتقسيمه،وطريقة اعتماد المصادر والمراجع فيه وإثباتها، وتخريج الأحاديث والآيات والرموز المستخدمة في البحث، وترتيب الفقر والتعداد والترقيم والإخراج وغير ذلك من ترتيب الفهارس والحواشي.»[2].يتبيّن لنا من هذا القول؛أنّ المنهجية هي جملة من القواعد والإجراءات الشكلية الخارجية،في ترتيب المعلومات،وكيفية عرض المسائل العلمية في البحث،وتتضمن التأسيس للبحث العلمي؛من حيث مصادره ومراجعه وهي حجج الباحث وأدلته،التي يسوقها بين يدي قارئي العمل،وله جهد آخر ستعرفه عليه لاحقا وهو كتابة الفقرات،وإخراجه بشكل معيّن ترضى عنه المؤسسة الأكاديمية الجامعية منها(كتابة الفهارس المختلفة،و الحواشي(الهوامش)...إلخ ).
وبناء على ما تقدّم فـ«الشروط المنهجية: هي مجموعة الشروط التي يجب أن تتوفر في أيّ بحث حتى يمكن وصف بحثه بأنّه بحث علمي أكاديمي.»[3].وهذه الشروط هي التي سنتعلمها في هذا المقياس من أوّل حلقة فيه إلى آخر حلقة فيه،ونجد عدة تسميات لهذه الإجراءات والقواعد هناك من يسميها منهجية البحث،وهناك من يُفضل :وهي مجموعة الإجراءات والخطوات Techniques de recherchesتقنيات البحث اطلاق اصطلاح «
التي يجب على الباحث أن يقوم بها والتي تساعده للوصول إلى الحقيقة المنشودة.»[4] .نتفق مع هذا الباحث في تعريفه لتقنيات البحث؛بما هي خطوات وقواعد موضوعة لصناعة البحث،لكننا لا نتفق معه في القول بالحقيقة المنشودة؛ذلك أنّ الحقيقة نسبية،وغير ثابتة ومتطورة،والأصح القول تقنيات البحث العلمي تهدف إلى عرض موضوعي للنتائج؛بناء على جهد من التحليل والتركيب.
1-3بين العلم والمعرفة:
بالنظر لاتصال كلمة البحث بالعلمي،نسأل عن المقصود بالعلم والمعرفة؟عادة ما تلتبس المعارف بالعلوم «تتضمن المعرفة معارف علمية وغير علمية مما يقوم على ملاحظة الظواهر العامة رأي العين، ويستند إلى الخبرة العلمية بعيدا عن الفروض ،والدراسة،والاختبار،والتجريب والتنبؤ بغية اكتشاف الحقائق ،وترسيخ المبادئ والمناهج كما هو حاصل في العلم .»[5] من هذا القول يظهر لنا مصطلحين؛مصطلح العلم ومصطلح المعرفة؛فما الفرق بينهما؟
1-3- 1أنواع المعرفة :
3-1المعرفة الفلسفية :
هي المعرفة التي تنتهج التأمل الفلسفي؛كأسلوب تفكير في الكشف عن الحقائق كالعدالة ،والحق،ومعالجة الأسئلة الميتافيزيقية كالموت،وأصل الكون...[6] وكما هو معروف للفلسفة مباحثَ كبرى :مبحث الأنطولوجيا أو ما يُسمى علم الوجود؛وفيه بحث الفلاسفة ووضعوا تفسيرات وجود الكون؛ولاسيما الفلاسفة الطبيعيون؛الذين أرجعوا خلق الكون إلى عناصر طبعية بعضهم؛ذهب إلى أنّ الكون جاء من النار،وبعضهم ردّهم إلى الماء،والقسم الآخر من الفلاسفة أرجعوه إمّا إلى الهواء أو التراب.أمّا المبحث الفلسفي الكبير الثاني هو الأكسيولوجيا:وهي علم القيّم وهو معياريّ،وترتبط بالأخلاق والجمال.ثمّ المبحث الثالث والأخير في الفلسفة وهو الابستيمولوجيا:حيث يتناول فيها الفلاسفة طبيعة المعرفة؛هل هي ذاتية أم موضوعية؟ وما مصدر المعرفة؟ هل هل العقل أم الحواس؛إلى غير ذلك من المسائل الابستيمولوجية .«للفلسفة إذن أن تُقدّم باسمها شيئا من المعرفة،فلن يكون حظها أوفر مما يكسبه العطار في منافسته للصيدلي، ولن يكون موقفها أفضل من موقف حلاق الصحة من الطبيب.»[7] فعلى أهمية الفلسفة فلا يمكن أن تحلّ محلّ العلم،ومع أنّ كثيرا من العلوم انفصلت عن الفلسفة التي كانت تسمى أمّ العلوم،إلاّ أنّ طريق الفلسفة غير طريق العلم،فالعلم يبحث عن الأسباب المباشرة وبشيء من التفصيل الجزئي للظاهرة،في حين الفلسفة تتوقف عند القضايا الكبرى والماهيات الكبرى،والبحث عن علله البعيدة .
«فالفلسفة،كما تبيّن لنا من قبل،ليست علما بين علوم أخرى،وليست منافسة لها،أو مهيمنة عليها،بل هي تفيد من كلّ المعارف والممارسات في عصرها لكي تستخلص منها دلالات مشتركة؛ تتجاوز في تجريدها حدود تلك المعارف والممارسات لتضمنها وتسلكها في خيط واحد يزودنا بنظرة مستوعبة،تكون بمثابة الافتراضات الواسعة التي ليس لعلم بعينه،أن يُلمّ بالتحقق منها،فضلا عما تتضمنه من إطار معياري موجه ليس للعلم من سبيل إلى التصريح به. »[8] ومن أهم سمات الفلسفة هو طابع التجريد والتأمل منهجا للمقاربة الفلسفية .
3- 2المعرفة الصوفية:
تقتصر على فئة خاصة تعتمد الكشف والإلهام في الوصول إلى المعرفة،غير مبررة منطقيا/عقليا،حيث«أصبح لكلّ شيخ من شيوخ التصوّف هذا عدد كبير من الأتباع والمريدين،يخضعون لسلطانه خضوعا تاما،وكلّهم يدّعي إيتيان الخوارق والكرامات.وسريعًا ما يقبل الناس عليهم،ويُؤمنون بولايتهم.»[9] وهنا ينبغي التمييّز بين "المتصوف" الذي يصل ويكشف عن ظواهر،وأحداث،ويصل إلى معرفة،اُعطيت له؛لأنّه ولي من أولياء الله،ولكن هناك الدجالين،الذي يَدَّعُون المعرفة والكشف،وسواء كنا أمام متصوف حقيقي أو دجال مدع للمعرفة،فهذه المعطيات خارج العلم والعقل.
3- 3المعرفة السحرية:
عرفت الحضارات القديمة الكهانة والتنجيم والسحر،وكان سرّا من أسرار الخاصة،وقد خلطوا معه الطب وشكل قوة لسيطرة على الرعية،«فقبل أن يعرف البشر الآلهة،وقبل أن تتكون لديهم أية أفكار حولها،كانت القبائل البدائية؛تعتقد بأنّ الطبيعة"مسكونة" بقوى وأرواح،واعتقد هؤلاء الأقوام بأنّه يمكن أن يسيطروا على هذه القوى من خلال أعمال السحر.(...)فكان ملوك مصر على سبيل المثال يضمنون شروق الشمس وفيضان النيل عن طريق ممارستهم لطقوس سحرية لا يمكن لأحد أن يمارسها سواهم.»[10] من خلال هذا الكلام؛يظهر أنّ السحر معرفة وليس علما ؛ويلجأ فيه الساحر إلى قدرات فوق طبيعية ميتافيزيقية،من أرواح،وكائنات خارقة،وأه خاصية للمعرفة السحرية أنّها معرفة لا يُمكن البرهنة على مصدرها، وتقديم نتائجها بطريقة عقلية منطقية،ف«السحر هو نظام زائف لقوانيين الطبيعة بالإضافة إلى أنّه مرشد خدّاع للسلوك؛أو أنّه علم زائف بالإضافة إلى أنّه فن جهيض.»[11]
يقصد القول بالعلم الزائف أنّه معرفة وليس علما حقيقيا،لكن الحضارات القديمة استندت عليه كثيرا؛ذلك أنّ التحكم في الظواهر الطبيعية لا يكون إلاّ عبر قوانيين علمية،بعد وصف الظواهر،وتحديد علاقات العليّة،السبب والمسبب.
ولمزيد من التحديد للفروق بين المعرفة والعلم نستأنس بهذا القول:«وفارق بينهما آخرون على النحو الآتي:
المعرفة: هي مجموعة من المفاهيم والآراء والتصورات الفكرية التي تتكون لدى الفرد كنتيجة لخبراته في فهم الظواهر والأشياء المحيطة به.
أما العلم:فهو أسلوب تحقيق هذه المعرفة وتمحيص الحق من الباطل.
المعرفة: هي مجرد المعلومات التي تصل إلى الإنسان بدون تمحيص أو تدليل وبرهنة .
أمّا العلم فهو ذلك الفرع من الدراسة الذي يتعلق بجسر مترابط (...) والتي تحكمها قوانيين عامة،و تحتوي على طرق ومناهج موثوق بها.
العلم جزء من المعرفة والمعرفة أوسع وأشمل من العلم،ذلك لأنّ المعرفة تتضمن معارف علمية وأخرى غير علمية. »[12] إذا، يتبيّن لنا مما سبق،أنّ كلّ ليس كلّ معرفة هي علم،ذلك أنّ من المعرفة ما تكون وحيا وصلت عبر الأنبياء تفيدنا في حياتنا،لكنها ليست علما،ومن المعرفة ما نكتسبها من خبراتنا الشخصية والمعيشة،ومنها المعرفة الفلسفية والصوفية والسحرية.وغيرها كثير،لذا لا يدخل في باب العلم الأوهام،والشائعات، والخرافات والأساطير ،والآراء المسبقة،والجدل والسفسطة،وإنّما هي أنماط من المعرفة .
لما كانت« أهمية البحث (تتجلى) بوصفه يعمق الحس الجمالي ،ويُنمي القدرات العقلية لدى متلقي الفن. »[1] فإنّ الباحثين قد حرصوا على تحديد خصائصه:
4-1الموضوعية:
الموضوعية أساس مركزي من أسس البحث العلمي،يقوم بالابتعاد عن الذاتية؛والتي تشمل الأهواء والعواطف والتحيّز وأحكام القيمة والمبالغة،أو التعصب لآراء مسبقة.«تجرد الأفكار والأحكام من النزعات الشخصيّة،وعدم التحيّز مسبقًا لأفكار،أو أشخاص معينين،فالهدف الأوّل والأخير من البحث هو التوصل إلى الحقيقة كما هي،مؤيدة بالأدلة والشواهد بعيدة عن المؤثرات الشخصية،والخارجية التي من شأنها تغيير الموازيين.»[2] وبذلك فالموضوعية مطلب يصعب تحقيقه في العلوم الإنسانية.
2-4الخاصية الإمبيريقية :
Empirismeالإمبيريقية مصطلح مُعرب عن كلمة
وتعني قابلية البحث للاختبار والتجربة،ولا نقصد بالتجريبية، بالضرورة التجربة المخبرية بالمفهوم العلوم الدقيقة والحقة،وإنّما تكون كذلك الإمبريقية في العلوم الإنسانية،من أبحاث أدبية وتاريخية وقانونية واجتماعية،فكلّ هذه العلوم،لها خاصية الاختبار الداخلي؛والانسجام بين إشكاليات البحوث ونتائجها ونظرياتها ومصطلحاتها المفاهمية
3-4تعميم النتائج وثبات تكرارها النسبي :
تزداد أهمية البحث العلمي كلّما أمكننا الاستفادة من نتائجه،على مجموعة كبيرة من العناصر والفئات المتشابهة،«أي تعميم، وتطبيق النتائج، والقوانين التي يصل إليها استخدام المنهج العلمي في ملاحظته لظاهرة ما على الظواهر الأخرى المشابهة. ويستوي الأمر بالنسبة للظواهر الكونية، الطبيعية، أو الظواهر الإنسانية،والاقتصادية،والاجتماعية، ومنها القانونية»[3] وهذا المنطق البحثي؛يعني غياب الذاتية والشخصية،ومزيدا من المصداقية والصرامة البحثية .
4-4التراكم العلمي:
العلم بشكل ما هو إنساني؛حيث لم يكن يوما حكرا على أمة أو حضارة بعينها،فجميع أفراد الإنسانية أسهمت فيه،ويتطور باستمرار؛إذ يستفيد الباحث اللاحق من أسلافه الباحثيين السابقين له.وإن كان بعض الدراسات الغربية قد نفت إسهام المسلمين حضاريا،وما هذا إلاّ مظهر من مظاهر التعصب والتمركز الأوروبي.
5-4استخدام المنهج العلمي:
تتحدد قيمة البحث العلمي من حيث استخدام مناهج البحث العلمي فـ«يرجع الفرد جميع الظواهر إلى قوانيين العلّية أو السببية،وبواسطة هذا التفكير يمكن الوصول إلى الحلول والتفسيرات السليمة والمقنعة لكثير من المشكلات فأهمية العلم تعود إلى الطريقة أو المنهج الذي يستخدمه.»[4]،وبذلك فمدار البحث العلمي الصحيح،هو المنهج العلمي القائم على الترابط والتسلسل المنطقي،الذي تقبله العقول الراجحة والإنسانية جمعاء،بغض النظر عن دين أو إديولوجية الباحث .
صفوة القول:
قدّمنا في هذه المحاضرة تعريف البحث لغة واصطلاحا،من خلال مراجعة جملة من القواميس والكتب المنهجية،وبعدها عرضنا للفرق بين العلم والمعرفة،حيث يقترن البحث باستخدام العقل،الذي يستند للمنطق وللتحليل،والبرهنة وجمع الحجج والأدلة،إلى غير ذلك من خصائص البحث العلمي .
[2] عبد الوهاب إبراهيم أبو سليمان،المرجع السابق،ص.28
[3] غازي عناية،البحث العلمي،منهجية إعداد البحوث والرسائل الجامعية،بكالوريوس،ماجستير،دكتوراه،دار المناهج للنشر والتوزيع(الأردن)،ط1،2014، ص.27
[4] عبد الرحمن العيسوي، عبد الفتاح محمد العيسوي،مناهج البحث العلمي،في الفكر الإسلامي والفكر الحديث،دار الراتب الجامعية، دط،1997،ص.68
[1] محمد البدوي،المنهجية في البحوث والدراسات الأدبية،دار المعارف،دط،دت،ص.9
[2] رياض عثمان،المرجع السابق،ص.49
[3] محمود مصطفى حلاوي،المرجع السابق،ص.33
[4] محمود مصطفى حَلاوي،منهجية البحث الأكاديمي،الرقم (بيروت)،ط2،2010،ص.10
[5] هادي نهر ،المرجع السابق،ص.11
[6] ينظر:ماثيو جيدير، منهجية البحث،دليل الباحث المبتدئ في موضوعات البحث ورسائل الماجستير والدكتوراة، تر.ملكة أبيض، دن،،دب،دط،دت ص.6،7
[8] صلاح قنصوة،المرجع السابق ،ص.29
[9] علي علي أبو شامي،التصوّف والطرق الصوفية،في العصر العثماني المتأخر،دراسة في وجود الطرق وانتشارها ونفوذها الديني والاجتماعي والسياسي،دار بيسان (لبنان)،ط،1،2017،ص.130
[10] نفين جمعة علاء الدين،فلسفة التاريخ عند توينبي،الهيئة المصرية العامة للكتاب(مصر)،دط،1991، ص.5
[11] جيمس جورج فرايزر،الغصن الذهبي،دراسة في السحر والدين،تر.نايف الخوص،دار الفرقد(سورية)،ط1،2014،ص.29
[12] محمد سرحان علي المحمودي،مناهج البحث العلمي،دار الكتاب صنعاء،(الجمهورية اليمنية)، ط 3،2019،ص.13
[1] ابن فارس،أحمد بن زكريا،أبي الحسين،معجم مقاييس اللّغة،تح. عبد السلام محمد هارون،دار الفكر،دب،دط،1989ص.204،205
[2] ابن منظور،لسان العرب،دار المعارف(مصر)،دط،دت،ص.214
[3] هادي نهر ،البحوث اللّغوية والأدبية ،الاتجاهات والمناهج والإجراءات،عالم الكتب الحديث (الأردن)،ط1،2009، ص.8
[4] حمدي أبو الفتوح عُطيفة، منهجية البحث العلمي وتطبيقاتها في الدراسات التربوية والنفسية،دار النشر للجامعات (مصر)،ط1،1996،ص.23
[5] عبد القهار داود العاني، منهج البحث والتحقيق في الدراسات العلمية والإنسانية، دار وحي القلم (سوريا)،ط1 ، 2014،ص.15