آليــــــــــــــــــــــــــــــــة النــــطق :  

تحدث الأصوات في العالم الخارجي نتيجة قرع بجسم ، أو نفخ بجسم ، أو احتكاك جسمين ... الخ . أما معظم الأصوات الكلامية فيحدثها عمود الهواء المتحرك يجري خلال فراغ ضيق في الفم أو الأنف أو الحلق ، و كون العمود الهوائي متحركا يستلزم وجود باعث على الحركة ، و هذا يستلزم كذلك أن تكون نقطة بدء و نقطة نهاية و أن يسير في اتجاه خاص ، و من المستطاع التأثير في هذا العمود الهوائي في مواضع أخرى غير مبدية و غير منتهاه ، و لكي يتحرك عمود من الهواء في الفراغات الموجودة في جهاز النطق الإنساني فهو في حاجة إلى ما يدفعه أو إلى ما يجذبه .

و قد يعترض مجرى الهواء في موضع أو أكثر فيما يبين مصدره و منتهاه ، و يدفع الهواء بأن تنقبض جدران الرئتين فيندفع الهواء خارجها و لذلك فالرئتان في هذه الحالة مصدر مجرى الهواء ، بها مبدأ العمود الهوائي و جميع أصوات اللغة العربية في نطقها الطبيعي تكون الرئتان هما باعث المجرى الهوائي المتخذ في نطقها .

و لكن المجرى الهوائي قد يبدأ في مواضع أخرى ، فقد يضغط اللسان على سقف الحنك الأعلى و يحرك إلى الوراء و هو لا يزال ضاغطا على الحنك فينشأ نوع من المص و يندفع الهواء إلى الداخل ليملأ الفراغ الجزئي و هذا هو ما يحدث عندما نرتشف شرابا بواسطة ماصة و إذا حدث في هذه الحالة أن يسد الوتران الصوتيان الطريق إلى الرئتين بينما ترتفع الحنجرة فإن الهواء المتجمع في الحلق يضغط و يضطر إلى الخروج عن طريق الفم أو الأنف و هناك أصوات كلامية في بعض اللغات تحدث عن طريق تحريك العمود الهوائي بهذه الكيفية ، و لما كانت طبيعة الأصوات الكلامية تتأثر بالكيفية التي ينشأ بها المجرى الهوائي كان لزاما على دارس اللغة أن يتعرف على مصدر المجرى الهوائي في كل صوت كلامي .

ثم إن اتجاه المجرى الهوائي يؤثر كذلك في الصوت ، و المجرى الهوائي كما ذكرنا يمكن تغييره و التأثير فيه في غير مبدئه ومنتهاه ، و الأعضاء التي تغير المجرى الهوائي و تضبطه إما أنها متحركة و إما أنها ثابتة و عندما تؤثر هذه الأعضاء المتحركة في مجرى الهواء فنحن نستطيع أن نسميها نواطق ، أما الأجزاء الثابتة من أعضاء النطق فيمكن اتخاذها وسائل للدلالة على حركة الأجزاء المتحركة.

و عندما يلمس عضو من الأعضاء الناطقة المتحركة عضوا آخر من هذه أو أحد الأجزاء الثابتة فالاصطلاح جاري  على تسمية موضع الالتماس ، التلاقي أو التقارب موضع النطق و هكذا نستطيع أن نضيف أصوات أي لغة حسب مواضع نطقها ، فنقسمها مثلا إلى شفوية أو لثوية أو لهوية أو حنكية وحلقية وسنية .... الخ .

و تأثير الأجزاء المتحركة من أعضاء النطق في المجرى الهوائي يحدث على صور كثيرة و منها أن يغلق الغم و الأنف حتى يوقفا مجرى الهواء وقفا تاما ، كما يحدث في نطق الباء و التاء و الدال و قد يوقف مجرى الهواء وقفا تاما في الحلق وقت ما و عندما ينقضي هذا الوقت التام يندفع الهواء عن طريق الأنف أو الفم.

و على هذا الأساس نستطيع تصنيف الأصوات حسب طريقة النطق أو هيئة النطق فنقول مثلا أن الصوت انفجاري  أو احتكاكي ... الخ .

و قد يتعرض مجرى الهواء في الوترين الصوتيين فيحدث في ذلك ما أشرنا إليه من تذبذب الوترين أو عدم تذبذبهما وعلى هذا الأساس نصف الأصوات " مجهورة " و " مهموسة " .

آلية النطق والسمع .

الجهاز العصبي  nerveuse system :

ينقسم الجهاز العصبي لدى الإنسان إلى قسمين رئيسيين هما الجهاز العصبي المركزي nerveuse system central و الجهاز العصبي المحيطي périphérie nerveuse system

و يشمل الجهاز العصبي المحيطي على الأعصاب القحفية criminal و الشوكة spinal  و التي تحصل المعلومات الحسية إلى الدماغ و تنقل المعلومات الحركية من الدماغ إلى عضلات الجسم ، و تربط الأعصاب الاثني عشر مباشرة من الدماغ إلى الأذن و الأنف و الفم ، بينما الأعصاب الشوكية موصولة بالحبل الشوكي spinal cord  من خلال مسارات متعددة .

أما الجهاز العصبي المركزي فهو يشتمل على الدماغ brain و الحبل الشوكي الأوسط midbrain  و الدماغ الأمامي forebrain  . و يتكون الدماغ الخلفي من البن التركيبية لجذع الدماغ brainstem  مثل النخاع المستطيل medlell  و القنطرة pons  و المخيخ cerebellum . و تسيطر هذه الأجزاء على التنفس و الهضم والحركات الكبيرة ، و يتألف الدماغ الأوسط من البنى التركيبية التي تساعد في نقل المعلومات إلى الدماغ و منه و الأعصاب البصرية و السمعية .

 أما الدماغ الأمامي فهو الجزء الأكبر من الدماغ ، وينقسم المخ إلى نصفي كرة تقريبا متساويتين موصولة من خلال ألياف كثيرة تسمى الألياف العصبية  corpus collosuam  و تنقسم كل نصف كرة مخية إلى أربعة فصوص رئيسية هي : الفص الأمامي الجبهي frontal lobe و الفص العلوي ( الجداري ) pariental lobe  و الفص الجانبي )  الصدغي(  temporal lobe  و الفص الخلفي المؤخري occipital lobe  و أن كل نصف كرة مخية  و كل فص كما له وظائف خاصة محددة ، لدى معظم الناس فإن كل من الفهم و أنتاج اللغة يحدث في نصف الكرة الأيسر و النصف الأيمن له دور في معالجة المعلومات اللغوية ، فعلى سبيل المثال الأفراد الذين يعانون من تلف في نصف الكرة الأيمن لديهم صعوبات في فهم الكلام و اللغة غير اللفظية و مشكلات محددة في مظاهر اللغة الاجتماعية ( البراجماتية )  .  وهناك منطقتين هامتين في نصف الكرة الأيسر يلعبان دورا في فهم و إنتاج اللغة و هما منطقة بروكا brochas area  وتقع منطقة بروكا في وسط نصف الكرة المخية الأيسر في المكان الذي تلتقي فيه الفصوص : الأمامي ، الجانبي و العلوي ، ويظهر في هذه المنطقة التنظيمية المعقدة السلاسل الحركية الضرورية لإنتاج الكلام و تقع منطقة ويرنك في منطقة الفص الصدغي و هي المنطقة المسؤولة عن فهم اللغة بشكل كبير لذلك فإن الشخص المصاب يعاني من صعوبات في استعمال اللغة .

إن تأمل ما يحدث خلال المحادثة يساعد في فهم دور الجهاز العصبي المركزي في عملية المعالجة اللغوية ، فخلال المحادثة تدخل الأصوات الأذن و تحول إلى سيالات عصبية في الأذن الداخلية و تنقل إلى الدماغ من خلال العصب السمعي ، تعالج المنقولة في الدماغ الأوسط و تنتقل إلى الدماغ الأمامي ليحدد الكلام ويحلل في منطقة ويرنك ، و من ثم ترسل الرسالة إلى منطقة بروكا حيث الخطة الحركية للنطق للنطق تكون قد تطورت و ترسل هذه الخطة إلى المنطقة الحركية للفص العلوي و الجداري و من ثم تنتقل الرسالة إلى العضلات المناسبة للقيام بالاستجابة و يوضح الشكل التالي فهم و إنتاج الكلام  في الدماغ :

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

العصب السمعي

 

الدماغ الأوسط

 

نصف الكرة الأيسر

 

الكلام   الأذن

 

        

استجابة صوتية

 

عضلات الكلام والتنفس

 

المنطقة الحركية الفص العلوي

 

نصف الكرة الأيسر منطقة بروكا

 

منطقة ويرنك

 

 الكلام الذنال

 

 

 

 

        

 

و من النظريات المعاصرة التي تحاول تفسير ما يحدث في الدماغ خلال تفاعل اللغة نظرية معلجة المعلومات information process theory  و يعتبر الانتباه attention  مفتاحا لفهم ما يحدث .

 

 

 

الجهاز السمعي anditory system  :

 

يلعب السمع دورا رئيسيا في نمو الإنسان فحاسة السمع هي التي تجعل الإنسان قادرا على تعلم اللغة ، لهذا فهو يشكل حجر الزاوية بالنسبة لتطور السلوك الاجتماعي ، و كذلك فإن حاسة السمع تمكن الإنسان من فهم بيئته و معرفة المخاطر الموجودة فيها ، فتدفعه إلى تجنبها حيث يعتقد إدراك الإنسان لعالمه على المعومات التي يستقلها عبر الحواس ( السمع ، البصر ، الشم ، الذوق ، اللمس ) و حدوث أي خلل في واحد أو أكثر من الحواس تنجم عنه صعوبات عديدة .

و يسمع الإنسان  الأصوات المختلفة عن طريق الجهاز السمعي الذي ينقل هذه الأصوات إلى مركز السمع في المخ فيحيل هذه الإشارات السمعية إلى استجابات مختلفة إما بالكلام أو الحركة أو بالتفكير أو بالهرب أو بالفرح ،فالأذن هي عضو سمعي الذي خلقه الله عز و جل  و يمكنها من السمع ، فالناس يتفاهمون مع بعضهم البعض بطريقة الكلام و يتعلم الأطفال من خلال استماعهم إلى كلام غيرهم وتقليدهم .

و السمع عملية معقدة جدا فكل شيء يتحرك يحدث صوتا ويتكون الصوت من اهتزازات لجزيئات الهواء التي تنتقل في موجات ، ثم تدخل هذه الموجات إلى الأذن حيث يتحول إلى إشارات عصبية ترسل إلى الدماغ الذي  بدوره بترجمة هذه الموجات إلى أصوات ، و للأذن وظيفة أخرى و هي حفظ التوازن ، فهي تحتوي على أعضاء خاصة تستجيب لحركة الرأس فتعطي الدماغ عن أية تغيرات في وضع الرأس ، فيقوم الدماغ ببعث رسائل إلى مختلف العضلات التي تحفظ الرأس و الجسم ثابتين ، كما هو في حال الوقوف أو الجلوس أو حركات أخرى .

تلعب حاسة السمع دورا مهما في تعلم اللغة و الكلام  في السنوات المبكرة من حياة الطفل ، فتعلم الطفل الكلام عن طريق سماع كلام الآخرين ، وتقليد ما يسمعه منهم وتتحول هذه التغيرات الصوتية إلى رموز مكتوبة عند بلوغ الطفل سن المدرسة و يتعلم كيف يستجيب للأصوات التي تصدر من حوله ، و ذلك بتقديم مظاهر نموه الحسي و العقلي .

يعتبر الجهاز السمعي أهم العناصر التي تشكل أساسا لإنتاج و فهم الكلام و هو السلم الحساسي لمدى  الترددات التي تقع فيها الأصوات الكلامية من ( 20 – 2000 ) هرتز ، وكذلك يجب أن يكون المستمع قادرا على اكتشاف الفروقات الفردية الطفيفة التي تعكس الخصائص الصوتية للكلام و لذا فالأفراد الذين يعانون من ضعف سمعي يجدون صعوبة في تفسير الإشارات الصوتية القائمة و لذلك يدركون الكلمات بشكل مختلف عن الأفراد ذوي ميكانيزمات السمع العادي .

مكونات الجهاز السمعي : 

الأذن الخارجية exterra lear  : و تتكون من الصوان pinna  و قناة السمع ear cannal  و يبلغ طولها 2.5 تقريبا عند الأشخاص البالغين و تنتهي الأذن الخارجية عند الأذن الوسطى بطبلة الأذن eardrum , tympanic membance  و تقوم الأذن الخارجية بتجميع و نقل الأمواج الصوتية من البيئة المحيطة و توصيلها غلى الأذن الوسطى و تقوم بتحديد مصدر الصوت ، وتسمى الإعاقات التي تصيبها بالإعاقات السمعية التوصيلية .

الأذن الوسطى middele ear : و تشتمل على طبلة الأذن eardrum , tympanic membance   و على العضمات الثلاث المطرقة hammer , malleurs  و السندان anvil , inais  و الركاب sttirap stapes  و تنتهي الأذن الوسطى عند الأذن الداخلية بالنافذة البيضاوية aval urindous  و تقوم الأذن الوسطى بتحويل الموجات الصوتية إلى الطاقة ميكانيكية حركية و توصيلها إلى الأذن الداخلية عبر النافذة البيضاوية فعند انتقال الموجات الصوتية من الأذن الخارجية إلى الأذن الوسطى تهتز الطبلة فتضغط على عظمة المطرقة مما يؤدي إلى اهتزازها فتنقل هذه الحركة الاهتزازية عبر العظمات الثلاث إلى أن تصل إلى النافذة البيضاوية ، هذا مع العلم أن عظمة المطرقة أكبر من عظمة السندان و أن عظمة السندان أكبر من عظمة الركاب . فيؤدي هذا التناسق بين العظيمات من الأكبر إلى الأصغر إلى تفخيم الصوت إلى النافذة  بنسبة تصل إلى 30 ميغا  عند وصول الصوت إلى النافذة البيضاوية كما توجد في الأذن الوسطى أستاكيوس eustachios tube  التي تصل بينها و بين التجويف البلعومي الأنفي و يبلغ طولها حوالي 1.5 سم ، وتقوم قناة أستاكيوس بحفظ توازن ضغط على جانبي الطبلة و تقوم أيضا بتهوية الأذن الوسطى و تخليصها من التي قد تتجمع بداخلها والتي قد تعيق حركة العظيمات الثلاث .

الأذن الداخلية :  inner ear  و تتكون من القوقعة  coch lea  و القنوات الدهليزية أو شبه الهلالية semicircular cannals   وتحتوي القوقعة والقنوات الدهليزية   على سائل اللمفاوي أو ما يعرف بالسائل التيهي و القوقعة حلزونية الشكل و يوجد بداخلها عدد كبير من الشعيرات الدقيقة و يتصل بالأذن الوسطى بواسطة النافذة البيضاوية التي تنقل حركة العظيمات الثلاث في الأذن الوسطى من خلالها إلى القوقعة حيث تؤدي حركة السائل التيهي فيها إلى تحرك الشعيرات الدقيقة و التي تؤدي إلى توليد نبضات عصبية متتابعة يتم نقلها عن طريق العصب السمعي إلى الدماغ ، حيث يتم فهم وإدراك و تفسير هذه النبضات في شكل أصوات ، أما القنوات شبه الدهليزية فهي عبارة عن ثلاث قنوات شبه دائرية تتصل بالقوقعة من جهة و بالعصب السمعي من جهة أخرى و تؤدي حركة السائل  التيهي فيها عند حركة الجسم أو الرأس التي تحفر الخلايا الحسية و بالتالي تتولد نبضات عصبية حسية تنتقل عن طريق الفرع الدهليزي vrtibular brach  للعصب السمعي أي في مركز التوازن في المخيخ الذي يقوم بإرسال نبضات عصبية حركية إلى العضلات لإعادة التوازن للجسم و تصحيح وضعيته .

Modifié le: Thursday 7 October 2021, 20:35