منهج المسح الاجتماعي

مدخل

يعتبر منهج المسح الاجتماعي من أشهر مناهج البحث وأكثرها استخداما في الدراسات الوصفية خاصة وأنه يوفر الكثير من البيانات و المعلومات عن موضوع الدراسة. ويعتبر المسح أكثر طرق البحث الاجتماعي و التربوي استعمالا، ذلك لأننا بواسطته نجمع وقائع ومعلومات موضوعية عن ظاهرة معينة أو حادثة مخصصة أو جماعة من الجماعات أو ناحية من النواحي (صحية، تربوية، اجتماعية.......الخ) .

ويعرف المسح بأنه عبارة عن دراسة عامة لظاهرة موجودة في جماعة معينة وفي مكان معين وفي الوقت الحاضر،دون الخوض في تأثير الماضي و التعمق في هذا الماضي، كما أنها تدرس الظواهر كما هي تدخل الباحث فيها و التأثير على مجرياتها .وفي المسح الاجتماعي يتم جمع بيانات مقننة من مجتمع البحث، وتعد الاستبيان والمقابلات المقننة أكثر الاساليب استخداما في تنفيذ المسوح الاجتماعية . ويتمثل الغرض الرئيسي من اجراء المسح في انتاج بيانات تشكل أساسا للتعميم حول مجتمع المسح أو الجماعات المستهدفة .

وتستخدم الدراسات المسحية ايضا لاكتشاف العلاقات الارتباطية بين المتغيرات ، مثلا قد يحاول باحث اكتشاف العلاقة بين متغيرات السن والدين والمستوى الثقافي و الحاجة الاقتصادية و تفكك العائلة وبين نسب الطلاق في مدينة ما.

وعلى العموم فان التعاريف المتعلقة بالمسح الاجتماعي كافة تتفق على أن المسح الاجتماعي عبارة عن :

1-دراسة عملية للظواهر الاجتماعية الموجودة في جماعة معينة وفي مكان معين.

2-انه ينصب على الظواهر الحالية ،أنه يتناول أشياء موجودة بالفعل وقت اجراء المسح وليست في فترة ماضية .

3-انه يسعى الى تعميم النتائج للاستفادة منها في وضع الخطط والبرامج لإجراء الاصلاح الاجتماعي .

و المسوح الاجتماعية نوعين رئيسيين ، هما:المسح الشامل حيث تجمع معلومات شاملة حول جوانب الظاهرة المدروسة من جميع وحدات البحث سواء كانت أفرادا أو جماعات . و المسح بالعينة وهو أكثر استخداما وشيوعا من المسح الشامل ، ذلك لقلة نسبيا، ولإمكانية الحصول على نتائج ممثلة ،أي يمكن تعميمها على جميع وحدات مجتمع الدراسة ،والبحث في هذا النوع يكتفي بدراسة عدد محدود من الحالات والمفردات في حدود الوقت والجهد والامكانيات المتوفرة لدى الباحث .

ولدراسات المسح الاجتماعي ميزة أساسية ، كونها تمثل أسلوبا ناجحا في دراسة الظواهر والاحداث الاجتماعية التي يمكن جمع معلومات وبيانات نوعية و كمية عنها ، وفي كونها وسيلة لقياس أو احصاء الواقع لوضع الخطط وتطويرها . أي أن منهج المسح الاجتماعي يتناسب مع الدراسة الكمية للظاهرة الاجتماعية. 

عيوب المسح الاجتماعي

1-ان الدراسات المسحية تهتم بالشمول أكثر مما تهتم بالعمق ، فالباحث الذي يقوم بعملية المسح الاجتماعي يهتم بدراسة أراء الناس ومواقفهم المعلنة دون ان يهتم بالتحليل أو بالتعميق في دراسة العوامل التي تؤدي الى هذه الآراء المختلفة

2-يرى بعض الباحثين ان الدراسات المسحية لاتعطي الباحث مرونة كافية لاستيعاب الظاهرة كما قد يجدها في الواقع ،وذلك لان الباحث يعد مسبقا أدوات بحثة كالاستبيان مثلا  قبلا أن يبدأ عملية المسح ،وبذلك يقيد نفسه في أسئلة الاستبيان فقط ،مما قد يؤدي الى اغفال بعض المعلومات التي يستوعبها الاستبيان،غير أن هذا النقد يمكن أن تقل أهميته كثيرا اذا كان الباحث قد أعد استبيانه بعد فترة كافية من الدراسة والملاحظة،كما يستطيع الباحث أن يعزز المعلومات التي يحصل عليها من الاستبيان باستخدام أدوات أخرى كالمقابلة أو الملاحظة.

3-من عيوب المسح الاجتماعي أيضا الخطأ الذي فبه الباحث أثناء اختيار العينة، ومعنى هذا أنه لو حدث خطأ في اختيار العينة ،فان هذا الخطأ سيلحق بالمسح كله ويؤثر عليه ويترتب على ذلك أن أي تفسير للبيانات التي تتوافر في هذا المسح يجب أن يقوم على أساس هذا الخطأ في اختيار العينة وكذلك على الصدفة الناتجة عن ذلك .

4-وجود خطأ التحيز في توزيع استمارة الاستبيان سواءكان تحيزا من قبل الباحث أو المبحوث .

       ومثال على الدراسة المسحية ، اذا ارادت احد رؤساء الاقسام العلمية في جامعة ما ،معرفة (تحديد) الاساتذة الذين سيحالون التقاعد في السنة القادمة وفق قانون الخدمة الجامعية ، آنذاك ان يقوم بمسح شامل لسجلات الذاتية في قسمه ، ويلاحظ متغير السن ، ويعرف الاشخاص الذين سيبلغون سنة التقاعد خلال السنة القادمة 

خطوات المسح الاجتماعي

المسح الاجتماعي كغيره من مناهج البحث العلمي والاجتماعي يسير في خطوات أساسية كما يلي :

1-تحديد مشكلة البحث .

2-تجديد الاهداف العامة و الخاصة لموضوع بحث .

3-تجميع وتحديد البيانات التي يتطلبها موضوع الدراسة .

4-الاداة البحثية الملائمة لجمع هذه البيانات ،وعادة مايستخدم في المسح الاجتماعي اسلوب المقابلة الذي قد يعتمد على اعداد استخدام الاستبيان كما تستخدم الملاحظة كأداة لجمع البيانات.

5-الاستفادة من الاحصاءات والسجلات الرسمية .

6-تصنيف البيانات وتفريغها وتحليلها.

7-استخلاص النتائج.

أوجه الاختلاف بين المنهج المسحي والمناهج البحثية الاخرى

    يختلف المنهج المسحي عن المناهج البحثية الاخرى بما يلي :

1-يختلف المنهج المسحي عن المنهج التاريخي في أن المسح يركز على الحاضر ، بينما ترتكز الدراسات التاريخية على المضي وأحداثه وما تتركه من أثار على الحاضر.

2- يتميز المسح عن منهج ،التجريبي في أن المسح يدرس الضروف كما هي عليه في الواقع ولايتدخل في مسيرة الاحداث ،بينما تجري المنهج التجريبي في المختبر .كما يهتم التجريب في دراسة  الظواهر بحثا عن الاسباب والتعرف على العوامل التي تؤثر فيها.

3-يختلف المسح عن منهج دراسة الحالة في جانبين حيث تتميز دراسة الحالة بالتعمق في دراسة وحدة دراسة تفصيلية .أما الدراسات المسحية فتدرس مجالا أوسع أو عدد أكبر من الوحدات ولكن أقل عمقا .

      يستخدم في الدراسات المسحية أدوات البحث العلمي المختلفة للحصول على المعلومات والبيانات اللازمة مثل الاستبيان والمقابلة وهي  أكثرها شيوعا ،والملاحظة والسجلات اليومية والدورية التي يعدها العاملون عن نشاطهم ودراسة اراء عدد من الرؤساء الذين يشرفون على هذه الوضيفة  وتشتمل الدراسات المسحية على:

        1-المسح التربوي المدرسي.

        2-طريقة تحليل العمل.

        3-للدراسات المسحية للرأى العام.

        4-مسح السوق .

5-المسح الاجتماعي .

آخر تعديل: Sunday، 26 February 2017، 2:44 PM