مقدمة :في نهاية القرن 16 ن بدأت اةضاع امبراطورية الماغول في التدهور في الهند ، نتيجة ضعف الحكام المحليين ، وتناحرهم على السلطة و النفوذ فا ستغل الانجليز والفرنسيون سقوطها عام 1707 ، وبدأتوا يثبتون وجودهم الاستعماري في الهند لحماية مصالحهم ، واشتد الصراع بينهم عن طريق  تأسيس الشركات التجارية لاحتكار التجارة بين اوربا واسيا * فتاسست بداية شركة الهند الشرقية البريطانيةعام1600 ثم تلتها شركة الهند الشرقية الفرنسية 1664،وانحصر التنافس بقوة بين الدولتين من أجل السيطرة الاستعمارية على الهند  عن طريق استغلال المنازعات الداخلية  بين القبائل الهندية ( فرق تسد) وبين الافراد والجماعات مقابل قبول الحماية الاجنبية الفرنسية او الانكليزية  وتركز التوسع الفرنسي جنوب "مدراس" اين تاسس  اول مركز فرنسي هناك  ( مركز بوندي شيري)عام 1674ومركز "شندراناجور"

بالبنغال .ومراكزاخرى في" ماهي" "وكريكال" "ويناوون" وبهذا الاسلوب وقع الجزء الاكبر من جنوب بلاد الهند تحت السيطرة الفرنسية .

نتج عن ذلك التنافس الانكليزي – الفرنسي حول الهند واستعمارها  حروب عديدة  كان أبرزها حرب السبع سنوات بين1756-1763 أدت الى طرد الفرنسيين وسيطرة البريطانيين على أملاكهم  بالهند.

1- الهند البريطانية : بعد خلو الجو الاستعماري للشركة  البريطانية بدات ببسط نفوذها هناك ،وفي سرق اسيا طوال 258سنة بحجة التجارة فانشأت  مراكز تجارية لها في مناطق "مدراس" "بومباي"  "كلكتا"وزحفت الى أجزاء الهند المختلفة وضمتها اما عن طريق  العنف والقوة او عن طريق الاغراءات والاتفاقيات الودية ، انصب اهتمام الشركة على كسب مزيد من الارباح دون مراعاة مصلحة الاهالي ، فعم الفساد و السلب  والنهب رغم القوانين التي اصدرتها بريطانيا بين 1773-1784 لتنظيم أعمال الشركة ومراقبتها  ، ورغم ذلك تواصل الفسادو الظلم واحتقار عادات الهنود من طرف موظفي الشركة ، مما أدى الى قيام " ثورة" السبايس"عام 1858 من طرف الهنود ضد الشركة وضد الحكم الانكليزي.

اضطرت بريطانيا على اثر هده الثورة الى تصفية الشركة وانهاء اعمالها وأخضعت الهند الى سلطتها المباشرة  كمستعمرة.وعينت لها حاكما يدعى "وزير الهند" وأصيحت امبراطورية تابعة للتاج البريطاني منذ 1877، وصارت ملكة بريطانيا تلقب نفسها باسم ملكة بريطانيا والهند.

2-الحركة الوطنية الهندية: بدأت القومية الهند ية بالظهور منذ أوائل الثمانينات من القرن 19، وكانت حركة معتدلة دستورية تمثلت في يأسيس المؤتمر الهندي الوطني عام 1884 وكانت مطالبه الاولية تنحصر في القضايا الدستورية الاصلاحات لصالح الهنود. كنتيجة لذلك ظهرت اصلاحات مورليه مونتو عام 1909 والمتمثلة في تأسيس مجالس تشريعية يساهم فيها الهنود بنصيبهم في تسيير شؤون بلادهم .

وفي عام 1906 :ظهلر حزب الرابطة الاسلامية كحركة منافسة لحزب المؤتمر وكان يمثل القومية الهندية حتى مطلع ق20 تياران رئيسيان لاول ذو اتجاه غربي دستوري (أوربي)

والثاني شرقي ثوري ن وقد سعى التيار الاول الى ان تصبح الهند مستعمرة بريطانية تتمتع باستقلال ذاتي  مثل حال أستراليا وكندا ، ومن رواد هذا التيار جوخال  الذي ترأس حزب المؤتمر عام 1905. اما التيار الثاني كان يؤمن بضرورة استقلال الهند عن بريطانيا دون الحاجة اليها مطلقا ، ومثل هذا التيار "سوامي دايا نانادا" "وبال غنغدار".

3-اصلاحات 1919: ازدادت رغبة الهنود (مسلمين وهندوس)اثناء الحرب العالمية الاولى وبعدها في ترقية بلادهم سياسيا من بلد ملحق بالتاج البريطاني الى بلد يتمتع بحكم ذاتي ( دومنيون) مثل كندا وأستراليا .

-الا ان بريطانيا اكتفت بعد الح ع 1 بمنح قانون دستوري (اصلاحات)سنة 1919 ووسعت بعض الشيء سلطات المجالس التشريعية و التنفيذية  في المقاطعات الهندية البالغ  عددها 20مقاطعة . كانت هذه الاصلاحات مخيبة لامال غالبية الهنود  والمسلمين ، وقانت مظاهرات صاخبة باقليم البنجاب  قمعتها  الحكومة البريطانية بوحسية في 13أفريل 1919 خلفت 379 قتيلا بمدينة ارمستار .

خلفت هذه المجازر أثرا كبيرا في العلاقات "الهندية – البريطانية " وأضعفت  ثقة الهتود في الوعود البريطانية ، وزادت من تصميم الحركة  الوطنية الهندية من المطالبة بالحكم الذاتي . وأعلن حزب المؤتمر الهندي "بكالكتا "بتاريخ سبتمبر 1920عدم التعاون مع الانكليز ، والامتناع عن دفع الضرائب  ومقاطعة بضائعهم كاسلوب مفضل لمقاومة التسلط الانكليزي أي الحصول على الحكم الذاتي ( اسواراج)بالوسائل السلمية والشرعية.

4-المهاتما غاندي واستقلال الهند:كان في الواقع اسلوب غاندي في مقاومة الانكليز فريدا من نوعه ، وغير معهود من قبل ، وقد أقنع به حزب المؤتمر وتمثل في : حركته القائمة على اللاعنف الايجابي المسماة بالهندية "الاجيسما " سلاحا قويا أثبت فعاليته في جميع الميادين  التي استخدم فيها  كميدان التعليم ، القضاء  وكان استخدامه يعني شل الحركة العامة وتوقف كل الانشطة في الهند بفضل تجاوب الهنود مع هذا الاسلوب النضالي لغاندي .

 وركز غاندي نشاطه على التربية الاجتماعية ، وحماية وحدته ، والايخاء بين الهنود والهندوس والمسلمين ومحاربة الطائفية و....الخ . ويمكن اجمال اسس استراتجية غاندي فيمايلي:

1/ تسليم الالقاب والاوسمة الشرفية ، واستقالة الهنود من المجالس المحلية

2/ انسحاب الطلاب تدريجيا من المدارس الحكومية ( التعليم)

3/رفض التجنيد في الجيش البريطاني (العسكرية)

4/مقاطعة المحاكم البريطانية  من قبل المحامين القضاة الهنود.

5/عدم الترشح والتصويت للانتخابات ( السياسية)

6/مقاطعة البضائع البريطانية .

-امام تواصل ضغط الحركة الوطنية الهندية ، دعت الحكومة البريطانية الى عقد مؤتمر لندن في نوفمبر 1930 عرف بمؤتمر" المائدة المستديرة" حضره ممثلي الهنود ( الامراء –الهندوس- المسلمين) الا انه فشل ثم انعقد مؤتمكر ثاني عام 1931 حضره الزعيم غاندي  ممثلا لحزب المؤتمر الهندي  كانت نتيجته  كالمؤتمر الاول  بسبب مطالبة غاندي بحق تصرف الهنود في ميادين ك المال ، والجيش ، والخارجية  والاقتصاد . وهي نفس الميادين التي كانت تريد بريطانيا الاحتفاظ بها لنفسها

 واثناء سنوات الحرب العالمية الثانية اقترحت بريطانيا اتفاقية استقلال  عام1942 على الهنود ، بحيث تصبح الهند محمية مستقلة ضمن  رابطة الشعوب البريطانية ( الكمنولث) رفضها الهنود وأعلن غاندي حملة عصيان مدني  وأعتقل جميع القادة  بمافيهم غاندي  ولم يطلق صراحهم  الا بعد ح ع2

أ- المفاوضات والاستقلال: عندما انطلقت المفاوضات مجددا بين الانكليز و الهنود سرعان ما توقفت بسبب طلب الاتجاه الاسلامي في الحركة الوطنية الهندية الانفصال عن الهند المستقلة  في شكل دولة مستقلة ، بسبب تخوفهم  من تعصب الهندوس و سيطرتهم على الهند المستقلة، وقد عارض حزب المؤتمر  تقسيم البلاد الى دولتين  وكان قائد الاتجاه الاسلامي (محمد علي جناح)قد أصر على ان المسلمين لن يستطيعوا  بسلام ضمن دولة الهند الكبرى . وأمام هذا الوضع النتأزم اضطرت بريطانيا الى منح الاستقلال للهند مع تقسيمها الى ثلاث دول في 15 اوت 1947 وهي الهند الكبرى  بقيادة جواهر لال نهرو رفيق غاندي في النضال . وباكستان الغربية ( الجزء الغربي من بنجاب ) وباكستان الشرقية (  الجزء الشرقي من البنغال) وقتل المهاتما غاندي عام 1948 من هندوسي متعصب  رميا بالرصاص العلاقات الهندية الباكستانية:تميزت العلاقات بعد 1947 بالتوتر الشديد بسبب النزاع حول اقليم" كشمير" الحدودي  الذي فضل سكانه الانضمام الى باكستان الغربية  وأدى ذلك الى حرب عام 1965 بين البلدين وظل اقليم كشمير تابعا للهند ، وفي باكستان الشرقية تمرد الشعب عام1971 وأدى ذلك لقيام دولة "بنغلداش" المستقلة وقسمت الهند الى ثلاث دول : الهند – باكستان – بنغلداش.

آخر تعديل: Saturday، 25 February 2017، 12:41 PM