1-أساليب التدريس في التربية البدنية:
إن اكتساب المهارات الحركية هو هدف عام للتربية البدنية، والتعرف على كيف تُكتسب المهارات الحركية أمر أساسي لتخطيط وضبط خبرات تعلم المهارات الحركية، ويظهر جلياً أن للوقت قيمة كبيرة في مجال تعلم المهارات الحركية وخصوصاً في درس التربية البدنية، فلكل مهارة رياضية طريقتها المناسبة والاقتصادية والتي تحقق غرض الحركة بأقل مجهود ووقت، وقد أشار (Mosston.1981) إن أساليب التدريس في التربية البدنية قد تنوعت وتطورت مما أتيح للمدرس المجال لاستخدام أكثر من طريقة وأسلوب لنقل المعلومات إلى الطلبة لمراعاة الفروق الفردية، وقد أكد (الديري واحمد، 1986) على انه لا توجد طريقة مثالية لتدريس التربية البدنية وأن اختيار أي طريقة للتدريس يعتمد اعتماداً كلياً على الوضع التعليمي وكل بيئة تعليمية.
المعلمين (المبدعين) يُغذوا الفروقات الفردية وهم على وعي تام أن كل طالب لديه قدرات تعلم ومهارات واحتياجات فريدة من نوعها يجب التركيز عليها وأن تؤخذ بعين الاعتبار، ويقول (Joyce & Connie, 1992) أنه يمكن اعتبار التعلم فن وعلم في الوقت ذاته، ويعتبر فن في قدرة المعلم باختيار الأسلوب الأمثل الذي من خلاله ييسر عملية التعلم، ويعتبر علم كذلك عندما يراعى فيه مبادئ يتم تنفيذها لتحقيق نتائج تعلم متميزة.
إن المعلمين المبدعين بتوظيف المواقف المختلفة في أهداف تربوية يصبحون مع مرور الوقت على خبرة في اتخاذ القرارات الحكيمة من خلال اختيار الأهداف في المرحلة المناسبة من الصعوبة التي قد يعاني منها الطلبة ، فهم يتابعون تقدم ونجاح تعلم الطلبة باستمرار وهم يوظفوا مبادئ معروفة للتعلم لكل الطلاب، كما يختارون النشاطات التعليمية التي على علاقة مباشرة بالأهداف اليومية. حيث أشار (GoldBerger, 1984) أنــه لا يوجد استراتيجية تعلم أو سلوك تعليمي يحقق الهدف المقصود من العملية التعليمية لجميع الطلاب على اختلافهم، وأن أفضل المعلمين هم الذين يطوروا مجموعة من الأساليب التي تساعدهم في عملية التعلم.
من الأمور التي تؤخذ بعين الاعتبار في اختيار النشاط التعليمي هو مجمل احتياجات الطلاب الجسدية والعقلية والعاطفية والاجتماعية. فالطلاب الأصغر سناً يحتاجون لبيئة تعليمية أكثر نظاماً من الطلاب الأكبر سناً، وذلك مع معلم يوجه معظم النشاطات ويديرها، وعاجلاً أم آجلاً على المعلم أن يشجع الطلاب أن يأخذوا زمام المبادرة لتعلمهم الخاص بهم، أي بما أن طالب واحد من يقوم بالتعلم فإن الاهتمام يجب أن ينصب في توفير الوسائل المختلفة التي تحقق التعلم الأفضل، وهناك عدة عوامل تجتمع لتجعل من كل طالب متعلم فريداً في الطريقة التي يتجاوب فيها مع أسلوب تدريس عن أسلوب آخر ومن هذه العوامل: شخصية الطلبة، قدرات التعلم الخاصة بهم، تجاربهم واهتماماتهم، وأشار (Francke, 1983) بأنه على المعلم أن يهيئ البيئة التعليمية المرغوبة وذلك بناء على تفهمه لخلفيات الطلبة واهتماماتهم، كما وجد (Rink, 1985) بأن الطلبة ذوو القدرات المنخفضة بالإضافة لغير المحفزين وغير الاجتماعيين وغير المتجاوبين يتعلموا في البيئات غير المنظمة بشكل أفضل وذلك عكس ما وجد من تجاوب للطلبة ذوو القدرات العالية، الاجتماعيين، المحفزين، والمتجاوبين الذين يتعلموا في البيئات المنظمة.
2 - انواع الاساليب التدريسية :
وتتراوح أساليب التدريس ما بين أساليب مباشرة (التي يكون المعلم هو محورها) وأساليب التدريس غير المباشرة (التي يكون الطالب هو محورها). فعندما يكون اكتساب المهارات الأساسية هو الهدف فإن الأساليب المستخدمة هي المباشرة، أما أساليب التدريس غير المباشرة فتستخدم عندما يكون الغرض الوصول إلى الإبداع، الاستقلالية، أو تغيير الاتجاهات عند الطلبة، لذلك نجد أن أغلب المعلمين يميلون إلى استخدام أساليب التدريس المباشرة. فقد أشار(GoldBerger & Gerney , 1985) إلى أن التدريس المباشر (المحاضرة، النموذج، الممارسة، التدريبي، والتغذية الراجعة) أكثر تأثيراً من التدريس غير المباشر للطلبة الذين يتعلمون المهارات الأكاديمية الأساسية في المدارس الابتدائية، حيث أن التدريس المباشر يخلق بيئة تعليم وتعلم منظمة من خلال:
- 1- التركيز على أهداف أكاديمية محددة.
- 2- تغطية شاملة من قِبل المعلم للمحتويات المركزة خلال التعليم المنظم.
- 3- وقت كافي لإنجاز الواجبات مما يضمن نجاح الطلبة في إدارة الواجبات.
- 4- متابعة أداء الطلبة جميعهم.
- 5- واجبات منظمة وفي بيئة متزنة.
- تقويم لحظي، أكاديمي، وموجه.
حاول (Joyce & Weil, 1980) جاهدين لتشكيل بيئة تعلم مناسبة لأساليب التعلم الفردي عند الطلبة، حيث قاما بتحديد خصائص الطلبة وطباعهم في بعدين "الحاجة إلى التساهل مع التنظيم (البيئة التعليمية)، والحاجة إلى التساهل مع تعقيد المهارة المطلوب أداؤها (سهولة المهارة)"، وعلى هذا الأساس توصلوا إلى أنه يجب أن يراعي المعلمون مستوى المهارة وكذلك الاحتياجات الفردية المختلفة لدى الطلبة عندما يبرمجوا البيئة الخاصة بالظرف التعليمي والواجبات التعليمية، مما سبق نجد أن على المعلم اللجوء لأساليب تدريس متنوعة ليزيد من ألفة الجو العام حيث أنه لابد للطالب من إيجاد أسلوب يناسب الطريقة التي يتعلم منها بشكل أفضل وسيكون بذلك محفزاً لتحقيق الأهداف المرجوة في الحصة الدراسية، كما لابد أن نشير إلى نقطة هامة وهي أن عدداً كبيرأً من الطلبة يألفوا الأساليب التقليدية وعليهم أن يعرفوا أنه يمكن أن يحصل التعلم بأساليب متنوعة.
3- طيف أساليب التدريس لـ (Mossten & Ashworth, 1994)
يعتبر من أفضل التصنيفات حيث وصف الطيف عدة أساليب تزود المعلمين بمعرفة عن الأدوار الملقاة على عاتق المعلم والمتعلم والأهداف التي يمكن تحقيقها مع كل أسلوب. كما أنه يسمح للمعلمين بالانتقال خلال الطيف كما يرغبون ليناسب ذلك التنوع في الطلبة، البيئة التعليمية، المادة التعليمية.
من الشكل يتضح أن السلوك التعليمي سلسلة من اتخاذ القرار كما أنه يظهر أن القرارات قد تكون قبل (Pre Impact) ، خلال (Impact)، أو بعد (Post Impact) التفاعل بين الطالب والمعلم، ونستطيع أن نعرف أسلوب التدريس من خلال تحديد من يتخذ القرار المعلم أم الطالب، ثم تحديد هوية كل أسلوب من خلال اسم وحرف، والطيف يتكون من (10) أساليب تبدأ من (A) الأمري والذي يقوم فيه المعلم بصنع القرار الكامل، وينتهي بأسلوب (J) التدريس الذاتي والذي يتخذ فيه الطالب القرار الكامل. كما يجب الإشارة إلى أن هناك تنوع لا نهاية له من الأساليب التي تظهر خصائص أسلوبين متشابهين وتقع تحت مظلة أساليب موستن، كل أسلوب له هوية محددة تشمل القرارات التي يجب أن تتخذ دائماً في أي فقرة لفظية تعليمية، الأهداف، موضوع الدراسة، الأنشطة، وسائل التنظيم، وأشكال تغذية الراجعة للمتعلم، وتنظم بنود القرارات في ثلاثة مجموعات تمثل تعاقب القرارات في أي عملية تعليم ـ تعلم، وتتضمن المجموعة الأولـى (Pre Empact) قرارات تُتخذ مسبقاً قبل مواجهة التلاميذ
(قرارات تخطيط)، وتتضمن المجموعة الثانية (Impact) قرارات تُتخذ أثناء أداء العمل (التنفيذ)،
أما المجموعة الثالثة (Post Impact) وتتضمن قرارات تُتخذ ما بعد الأداء كتقديم التغذية الراجعة المناسبة للمتعلم (تقويم)، ويمكن التمييز وتحديد مكانه الأسلوب على سلسلة الطيف (Specturm) بتحديد من الذي يتخذ القرار المعلم أم الطالب ضمن المقياس المتدرج من أدنى حد الى أقصى حد.