أولا:الموقف الإسباني في فترة الحروب النابليونية: قررت المستعمرات الإسبانية في أمريكا اللاتينية الثورة ضد الدولة الأم (إسبانيا)فانتهجوا سياسة نفسها التي انتهجتها المستعمرات الثلاثة عشر الأمريكية ضد بريطانيا ،وموازاة مع هذه الظروف حل تدهور كبير في إسبانيا بعدما سيطر عليها نابليون بو بنابرت، فانضمت إلى التحالف الأوروبي ضد نابليون فضعف موقفها في أمريكا اللاتينية وبدأت تتنازل و تنسحب من الأقاليم الإستراتيجية وكان أهمها جزيرة هايتي و بهذا اهتمت إسبانيا بتحسين علاقتها مع الو.م.أ ،فمنح لها حق الملاحة الحرة في نهر الميسيسيبي و التنازل لها على ولاية فلوريدا ،وبهذا بدأ موقفها يضعف ثم تغيرت سياسة إسبانية فتحالفت مع فرنسا ثانية فانتزعت منها جزيرة ترينيداد من طرف بريطانيا و بهذا تبلور الفكر التحرري في المستعمرات اللاتينية خاصة بعد إرغام نابليون الملك الإسباني فارديناندالسابع على عرشه لصالح أخيه جوزيف بو نابرت، وبالتالي انقسم سكان المستعمرات في موقفهم هل يؤيدون الحاكم الأول أم الثاني، إضافة إلى شعار الثورة الفرنسية الذي وصل إلى إسبانيا الداعي إلى الحرية والذي ولد شعور بحب الوطن. كل هذه العوامل أدت إلى قيام حركات وطنية محلية في المستعمرات غايتها الوصول إلى الحكم المستقل في دائرة الوطن الجديد. وقد تبلورت هذه المفاهيم السياسية و أتمرت بعد سقوط نابليون عام 1815م. ثانيا:الحركات التحررية الثورية في أمريكا الجنوبية : -تطلق كلمة أمريكا اللاتينية على جميع بلدان القارة الأمريكية الجنوبية و الوسطى وهي بلاد ناطقة ترتكز على اللغة اللاتينية الأم منها الإسبانية و البرتغالية خضعت هذه المنطقة للاستعمار الإسباني و البرتغالي ، وكان استعمارا استيطانيا وقد سيطر الإسبان على المكسيك،كلومبيا،البيرووالأرجنتين و الشيلي و بوليفا أما النفوذ البرتغال فقد تركز في البرازيل . 1-ثورة فنزويلا :من الدول المنضمة و المصدرة للبترول عاصمتها كراكاس و هي تقع شمال شرق أمريكا الجنوبية يحدها من الشمال خليج المكسيك ومن الشمال ديو الفرنسية و من الغرب جزء البرازيل ،تعرضت للغزو الإسباني . -نشأت حركات ثورية في بداية الأمر تطالب بالاستقلال الذاتي ضد إسبانيا لكن تصلب الموقف الإسباني ضدها جعلها تطالب بالاستقلال التام بدلا من الحكم الذاتي. -في عام1811م تشكلت الأقاليم الفنزويلية السبعة في شكل حكم دستوري الذي أعلن بدوره عن استقلال فنزويلا،كجمهورية منفصلة عن السيادة الإسبانية ،قادها الزعيم الفنزويلي "ميراندا" الذي سيصبح قائدا عام لجمهورية فنزويلا. -تعرضت الحركة الثورية الفنزويلية إلى حركة أخرى مناوئه لها وهم أتباع الإسبان. -كما تعرضت المدن المؤيدة للاستقلال إلى الزلازل ولم تتعرض المدن الأخرى للزلزال. -أعلن رجال الدين الكاثوليك الدعم المطلق للإسبان و حاولو إقناع الإسبان أن هذا الزلزال عقاب للثوريين وعليه هزم مرندا وفشل ،بحيث نفته إسبانيا عام 1812م و توفيعام1814م. -ظهور شخصية جديدة إسمهابوليفار الذي سيقود حركة جديدة في فنزويلا و اشتدت الحرب بينهما في معارك شرسة انتهت بفشله عام1816م لكنه لم يستسلم و اتجه بعد الهزيمة إلى سهول أرينيكوالتي كانت تحت زعامة رجل اسمه بايز يقود جماعة من المحاربين الأشداء ، كما استفاد بولي فار من جماعة الإنجليز الذين حاربو في صفوف الجيوش التي هزمت نابليون بونابرت في أوروبا ،كما استفاد أيضا من ثورة مناطق الجنوب بقيادة سنتتندار ضد الإسبان وانتصر معا على القوات الإسبانية في منطقة بوي آكا واستوليا على منطقة يوجاتا في الجنوب وهي عاصمة ماكان يعرف بغرناطة الجديدة وهي ماتسمى حاليا بكولومبيا ،فتوحدت مدينة كولومبيا الجديدة مع فنزويلا و سميتا معا باسم كولومبيا العضمى و أصبحت مدينة كوكوتا عاصمة جديدة و عين بولي فار رئيسا لها و قد نجح الثوار في فنزويلا و كولومبيا واستطاعوا ضم إقليم كيوتو عام 1822م وبهذا أصبح الإقليم يتآلف من فنزويلا كولومبيا و كيوتو و انتهى الوجود الإسباني هناك. 2- ثورة المكسيك : نشبت الثورة في المكسيك عام 1820م بسبب انشغال إسبانيا بثوراتها الداخلية ،تزعم هده الثورة شخص إسمه إيثور بيد وتم إسقاط نائب الملك الإسباني الذي كان يحكم المكسيك و أعلنوا الاستقلال وتم تعيين إيتور بيد إمبراطورا على المكسيك ولقب بلقب أوغسطين كما ضمت دولة غواتيمالا إلى المكسيك عام 1822 م. 3-ثورة البرازيل : نتيجة للغزو النابليوني للبرتغال اشتدت حركة الانفصال في البرازيل ضد الوجود البرتغالي بعدما سقط الحكم المركزي في لشبونة عاصمة البرتغال لكن الأسرة الحاكمة التي خلعت من طرف نابوليون انتقلت إلى البرازيل و إستفرت في مدينة ريو ديجانيرو وبدأ الأمير يوحنا السادس حكم البرازيل بمساعدة بريطانية. بعد سقوط نابليون و انعقاد مؤتمر فيينا عام1815م الذي أقر بعودة أمراء و ملوك أوروبا إلى عروشهم التي أضاعوها فكان بإمكان يوحنا السادس العودة إلى البرتغال لكنه بقي في البرازيل ثم إضطر مرة أخرى ورجع إلى الحكم في البرتغال ، وغادر البرازيل عام 1821 م بعد أن ولى الحكم لابنه فثار الشعب البرازيل ضد حكم لشبونا و قرروا الانفصال عن طريق إعلان الاستقلال ،فتشكل في البرازيل مجلس تأسيسي و أعلن عن قيام إمبراطورية برازيلية و اعترف الملك يوحنا السادس بإستقلال البرازيل و بإبنه الدون بيدور إمبراطورا عليها.
Modifié le: Tuesday 21 February 2017, 22:34