الوقاية من المخدرات أحد أفضل الطرق التي يمكن بها علاج الادمان بكافة أشكاله تحت مبدأ"إن الوقاية خير من العلاج"، وأحد أشهر الطرق التي يمكن بها الوقاية من المخدرات هي التوعية.
ولا شك أن مشكلة المخدرات هي إحدى المشاكل التي تفاقمت في الفترة الأخيرة، وأصبح القضاء عليها من الأمور الصعبة ولكن بتكاتف الجهود يمكن أن نقضي عليها ، كل ما ينقصنا هو الوقت وإرادة فقط.
وربما يرجع انتشارها إلي أنها أصبحت أحد الأفكار التي يتم من خلال المتاجرة بها جنى العديد من الثروات طبقا لآخر الإحصائيات فإنها تعتبر من التجارات التي تزدهر في الفترة الأخيرة.
ثم يأتي بعدها تجارة الجنس، وتجارة الأعضاء ولان أضرار المخدرات عديدة ومتنوعة فكان لابد من البحث عن طرق الوقاية منها، فهي التي تسبب فقدان أعز الأشخاص لنا. ( مستشفى الأمل للطب النفسي وعلاج الإدمان)
وهناك العديد من أساليب الوقاية الناجعة في الحد من الوقوع في براثين المخدرات منها:
أولاً التوعية الدينية:
أحد أهم طرق الوقاية من المخدرات، لذا يجب على علماء الشريعة والفقه والدين أن يتجمعوا لكى يقوموا بالتوعية السليمة ولأن مجتمعاتنا تغلب عليها النزعة الدينية إلى حد ما.
لذا فإن التأثير على الشباب من قبل هذه الفئة سوف يكون أبلغ التأثير وربما يمنع وقوع العديد من الجرائم التي تحدث بفضل المخدرات ونود أن نشير هنا أن التوعية تتم من خلال الترغيب والتحفيز على التقرب إلي الله, وليس من خلال التخويف والتهديد والوعيد كما أنه يجب أن تكون هذه التوعية ممنهجة وليست تسير دون أهداف أو خطط. ( مستشفى الأمل للطب النفسي وعلاج الإدمان)
ثانياً المدراس و الجامعات:
تعتبر من أحد أفضل المؤسسات التي يمكن من خلالها تحديد طرق الوقاية من المخدرات، نظرا لما تتمتع به من باع طويل في هذه الأمور فلا أحد يمكن أن ينكر دور المؤسسات التربوية، فجميعها تعمل جنبا إلى جنب مع المؤسسات الدينية والأسرة ولا ننسى أن الطالب أو الشاب يقضي أغلب وقته في المدرسة، أو وسط أصحابه.
كمان لا ننسى دور الجامعة، في أغلب خطوات الإدمان ، والتعاطي تحدث في فترة الجامعةلذلك فيجب علينا من خلال المناهج التي تدرس سواء في المدرسة أو الجامعة أن يتم غرس الإيجابية في الطلاب منذ الصغر وتعودهم على الأخلاق الحميدة التي تدعو إليها كافة الأديان السماوية.
ويمكن ذلك من خلال تعريف الطلاب عن قرب عن تأثير هذه المواد ويمكن ذلك من خلال دراسة بعض من المعلومات المرتبطة بالمواد المخدرة في الكتب مثل الكيمياء او من خلال مادة علم النفس، لمعرفة التأثيرات النفسية التي تسببها مثل هذه المواد على الإنسان.( مستشفى الأمل للطب النفسي وعلاج الإدمان)
ثالثاً القوانين الرادعة:
لا شك أن أحد أهم طرق الوقاية من المخدرات هو وجود تشريعات قوية، تساعد على وجود محاكمة عادلة لكل من يقتضى نفسه بالاتجار في هذه المواد اللعينة.
فبالتأكيد أغلب الدول تحتوى على تشريعات تجرم مثل هذه الأفعال، ولكن يجب أن يتم تطبيقها بكل صرامة وقوة وخصوصا على المهربين والتجارفهم السبب الأساسي لدخول الشباب في براثن هذا الطريق المظلم.
ولذلك نجد أن عقوبة الاتجار تكون أخطر من عقوبة التعاطي. ( مستشفى الأمل للطب النفسي وعلاج الإدمان)
رابعاً التوعية الإعلامية:
لا شك أن التوعية الإعلانية أحد الوسائل الفعالة بقوم في طرق الوقاية من المخدرات.
حيث يمكن أن يكون هناك حملات إعلانية بين الحين والأخر، تبين التأثير الضار المخدرات على الشباب، وطرق الوقاية من المخدرات على اختلاف المراحل العمرية.
كذلك يتم بث من خلال الوسائل الإعلانية سواء المسموعة أو المقروءة أو حتى المكتوبة، نشر المعلومات التي ترتبط بعلاج المشكلات الاجتماعية وما ينتج من تعاطى المخدرات.( مستشفى الأمل للطب النفسي وعلاج الإدمان)
خامساً البيئة الاجتماعية:
أحد أهم العوامل التي تسهم بشكل فعال في طرق الوقاية من المخدرات.
ويقصد بالبيئة الاجتماعية هنا بكل ما تشمله من أهل وأقارب، وجيران، وأصدقاء أو بمعنى أشمل، كل ما يتعامل معه الشاب من أفراد ولكل جزء من البيئة الاجتماعية دور في الوقاية من المخدرات.
فلا شك أن الأسرة هي النواة الأولى التي تقوم بدورها في المحافظة على الأولاد من الانخراط في هذه الطرق المظلمة ولذلك يجب على أولياء الأمور أن يكونوا في مراقبة مستمرة لا أبنائهم، ومعرفة أصحابها، وأن يتدخلوا بعناية في اختياراتهم ويفضل أن يكون هناك نوعا من الصداقة بين الأبناء والأهل، حتى إذا صادفتهم أحد المشاكل يستطيعون اللجوء إلي الإباء دون خوف أو قلق.
كما أن للأسرة دورا في مساعدة الأطفال والشابات في قضاء وقت الفراغ، وذلك من خلال مشاركتهم وتشجيعهم على إخراج طاقاتهم في إحدى الهوايات المفضلة لديهم والدخول في مسابقات محلية أو عالمية، حتى يستطيعوا أن يكتسبوا الثقة في أنفسهم.
كل هذه الأمور تجعل من الطفل أو الشاب مكرها للمخدرات بكافة أنواعها فضلا عن عدم وجود الوقت الكافي لكي ينخرط في طريق الإدمان و اصدقاء دورا هاما، فقد وجدت العديد والأبحاث أن الشباب في السنوات الأولى، يتكيفوا على حسب المجموعة التي يقترب منها.( مستشفى الأمل للطب النفسي وعلاج الإدمان)
و في حالة عدم نجاح الوقاية نلجأ للعلاج:
و هنااك العديد من الخيارات التي نجحت في علاج إدمان المخدرات ، بما في ذلك:
- العلاج النفسي بمختلف أساليبه " أسري سلوكي معرفي تحليلي''
- أدوية
- الأجهزة والتطبيقات الطبية المستخدمة لعلاج أعراض الانسحاب أو تقديم التدريب على المهارات
- تقييم وعلاج لمشكلات الصحة العقلية المتزامنة مثل الاكتئاب والقلق
- متابعة طويلة الأجل لمنع الانتكاس
- يجب أن يشمل العلاج خدمات الصحة النفسية والعقلية حسب الحاجة.
كيف يتم استخدام الأدوية والأجهزة في علاج إدمان المخدرات؟
يمكن استخدام الأدوية والأجهزة لإدارة أعراض الانسحاب ، ومنع الانتكاس ، وعلاج الحالات المشتركة.
الإنسحاب
يمكن للأدوية والأجهزة المساعدة في منع أعراض الانسحاب.
إزالة السموم ليست في حد ذاتها "العلاج" ، ولكن فقط الخطوة الأولى في هذه العملية، وعادة ما يستأنف المرضى الذين لا يتلقون أي علاج إضافي بعد إزالة السموم تعاطيهم للمخدرات.
ومنحت إدارة الغذاء والدواء (FDA) إشارة جديدة إلى جهاز التحفيز الإلكتروني ، NSS-2 Bridge ، للاستخدام في المساعدة على تقليل أعراض الانسحاب الأفيونى، ويتم وضع هذا الجهاز خلف الأذن ويرسل نبضات كهربائية لتحفيز أعصاب معينة في المخ '' "" موقع عربي برس
الوقاية من الانتكاس.
يمكن للمرضى استخدام الأدوية للمساعدة في إعادة إنشاء وظائف المخ الطبيعية والحد من الرغبة الشديدة ، مثل "ميثادون" و، البوبرينورفين، ، والنالتريكسون والتى تستخدم لعلاج إدمان المواد الأفيونية.
ويعمل "الميثادون" و "البوبرينورفين" على قمع أعراض الانسحاب ويخففان من الرغبة الشديدة فى الادمان، ويمنع النالتريكسون آثار المواد الأفيونية في مواقع مستقبلاتهم في الدماغ، ويجب استخدامه فقط في المرضى الذين سبق لهم إزالة السموم.
الإرشاد النفسي والعلاج السلوكي:
يساعد الإرشاد النفسي على تحديد أساس مشكلة إدمان المخدرات والمسبب لها، وإيجاد الحلول المناسبة وطرق التعامل مع الرغبة الملحة لاستخدام المخدرات، وطرق التأقلم مع العلاج، ونصائح للوقاية من الانتكاس بعد انتهاء العلاج وطرق التعامل معه في حال حدوثه، كما يتضمن هذا النوع من العلاج إيجاد طرق لإصلاح العلاقات المتضررة من مشكلة الإدمان، مثل المشاكل العائلية ومشاكل العمل والمدرسة، وتطوير قدرة الشخص على التواصل مع الآخرين، وقد يكون هذا النوع من العلاج فرديّاً أو جماعيّاً، ويجرى من قبل مختص نفسي إلى جانب العلاج الدوائي، وتجدر الإشارة إلى أن نجاح هذا النوع من العلاج يعتمد على عزم الشخص على إجراء تغييرات مفصلية في طريقة حياته، وتحديد المسبب الرئيسي لمشكلة الإدمان، والسعي إلى التخلص منه، مثل مشكلة الإدمان الناجمة عن الشعور بالألم، والتي يمكن تجنبها من خلال اتباع الطرق الصحية السليمة للتخفيف من الألم. العلاجات الدوائية يُلجأ إلى العلاج الدوائي لمعالجة الاضطرابات العقلية التي قد تكون مصاحبة لمشكلة إدمان المخدرات، مثل: الاكتئاب والقلق النفسي، بالإضافة إلى الوقاية من انتكاس حالة الشخص واستخدامه للمخدرات مرة أخرى، كما أن استخدامها يساعد على التخفيف من أعراض الانسحاب، وتجدر الإشارة إلى أن العلاج يعتمد على حالة الشخص الفردية، ونوع المخدرات التي يستخدمها، فعلى سبيل المثال تستخدم لعلاج إدمان المسكنات الأفيونية العديد من العلاجات الدوائية، مثل: دواء الميثادون، والبيوبرينورفين، والنالتريكسون المتابعة المستمرة تعتبر المتابعة المستمرة للشخص بعد انتهاء العلاج أحد العناصر المهمة التي تقي من الانتكاس والعودة للإدمان، ويمكن المتابعة من خلال إجراء اجتماعات دورية مع بعض المجموعات الداعمة، أو إجراء بعض الاجتماعات عبر الإنترنت، وقد تكون فترة العلاج طويلة في بعض الحالات بحسب مدة استخدام الشخص للمخدرات، وتجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من الحصول على العلاج والتخلص من الإدمان إلا أن خطر العودة للإدمان يبقى مرتفعاً خصوصاً في حال استخدام الدواء الذي أدمنه الشخص مرة أخرى،وفيما يأتي بيان لبعض النصائح التي تساعد على الوقاية من الانتكاس والعودة للإدمان تجنب المواقف الخطيرة، مثل: العودة للمنطقة التي يتم فيها بيع أو استخدام المخدرات، أو التواصل مع أحد الأشخاص المساهمين في إدمان الشخص. الالتزام بالخطة العلاجية والاستمرار في مراجعة الطبيب المعالج وحضور اجتماعات المجموعات الداعمة بشكل دوري. التواصل الفوري مع الطبيب المعالج والطبيب النفسي في حال العودة لاستخدام المخدرات مرة أخرى. (موقع موضوع)