أنطلاقا من تعريف القاموس الأرطفوني المختص الآرطفوني يتضح بصورة جلية مهام المختص الأرطفوني و الممثلة بصورة خاصة في:

الوقاية : من خلال منع ظهور اضطرابات  اللغة أو تفاقمها بالاعتماد على التكوين  والاعلام والفحص للكشف المبكر عن اضطراب لدى الأطفال.و لقد حددت منظمة الصحة العالمية ثلاث مراحل للوقاية في الميدان الصحي و و حسب هذا التحديد يمكن  تعريف الوقاية على مستوى الأرطفونيا كالاتي:

الوقاية الأولية :

و تشتمل هذه المرحلة من الوقاية كل الاجراءات الموجهة لـ"الحد من الإصابة بالمرض بين السكان وبالتالي تقليل خطر ظهور حالات جديدة". فيما يخص الأرطفونيا ، يتعلق هذا بشكل رئيسي بالاعلام  والتربية الصحية للسكان وكذلك تكوين  جميع أولئك الذين لديهم دور  مع هؤلاء السكان وبشكل أكثر تحديدًا المختصين الذين يهتمون بالطفولة المبكرة.

الوقاية الثانوية:

و تتمثل في الاجراءات التي تهدف إلى "الحد من انتشار المرض بين السكان وبالتالي تقليل مدة تطوره". بالنسبة للأرطفونيا ، يتعلق بشكل أساسي في تحديد والكشف المبكر للاختلالات في الصوت والكلام واللغة الشفوية والمكتوبة.  يؤدي الكشف المبكرة و اعادة التربية  إلى القضاء على اضطراب اللغة (الشفوي و / أو المكتوب) أو حتى الحد من تطور الاضطراب.

الوقاية من الدرجة الثالثة:
ويهدف إلى "الحد من انتشار الإختلالات المزمنة أو الانتكاس بين السكان ، وبالتالي الحد من الأشكال الوظيفية المتتالية للمرض". في الأرطفونيا  ،يتعلق بالتكفل ، أي إعادة التأهيل ، ومختلف التقنيات الوسيطية والتدخل على محيط  المريض بهدف الحد من المشاكل الأخرى التي يمكن أن تسبب اضطرابً.

الكشف :اعتمد هذا المصطلح في الأرطفونيا منذ سنوات 1970 ،ويقصد به الكشف  Repérage المبكر لأمراض التواصل ،بالاعتماد على أدات ارطفونية خاصة (اختبارات ،ادوات الكشف المبكر..)(F.Brin-Henry et al .2011.77 )،قد يكون الكشف انتظاميا على شكل اجراءات منتظمة تمس فئة معرضة لخطر الاصابة بصورة متكررة .أو نسقي كجزء من خطة متعددة الجوانب و يمكن أن يقوم به مختص أرطفوني أو غير أرطفوني (مختص طب أطفال ...) و أهم أشكال الفحص هو الكشف المبكر بحيث كلما كان الكشف مبكرا كان التكفل مبكرا كانت النتائج جيدة.

التقييم :في معناه العام يتمثل في ذلك الاجراء الذي يهدف إلى تقدير ،تحديد القيمة ،الثمن أو أهمية شيء ما .في علم النفس يرتبط التقييم بمفهوم الاختبار ،بحيث تهدف السلالم التصنيفية أو التقييمية عرض أدوات تسمح بتسجيل السلوك المرضي بطريقة منظمة و معيارية.في الأرطفونيا  يرتبط التقييم بالحوصلة الأساسية Bilan initial   (F.Brin-Henry et al .2011.109 ).

التشخيص :و يعرف على انه تعرف أو تحديد الطبيب للمرض أو الحالة من خلال تحليل الأعراض الضاهرة و قبل تاريخ 26.06.2002 لا يمكن للمختص الأرطفوني وضع تشخيص ذلك لأنه لم يكن وارد في النصوص القانونية المحددة لأدوار المختص الأرطفوني. ولكن و في القانون الحالي تم وضع مصطلح "التشخيص الأرطفوني"لأن الفحص الذي يقوم به المختص الوحيد الذي يسمح بالتعرف و تحديد الخصوصية للاضطرابات التواصلية و اللغوية الشفهية و /أو المكتوبة و الصوت و النطق و الكلام من جهة و منح التوجهات المحتملة للتكفل (F.Brin-Henry et al .2011.79 ).و هناك ثلاث أنواع من التشخيص التي على المختص الأرطفوني القيام بها :التشخيص حسب الأسباب و الذي يتمثل في التعرف على أسبا الاضطراب اللغوي أو التواصلي ،التشخيص حسب الأعراض : و يتمثل في التعرف أو تحديد جميع الأعراض المتواجدة لدى الحالة و كذا تحديد الاضطرابات المصاحبة ،و منه بناء خطة تتماشى و جميع مظاهر الاضطراب.التشخيص الفارقي : و يتمثل في التأكد من الاضطراب و استبعاد الاضطرابات المشابهة له .

إعادة التأهيل :و يعتبر مصطلح عام يشمل اجراءات مختلفة حسب نوع و درجة الاضطراب (اضطرابات مكتسبة أو نمائية)و المرض المحدد ،و كذا متطلبات الحالة-خصوصية الحالة-و كذا  (طفل أو راشد)و طرق التدخل المعتمدة من طرف المختص (اختيارات الطريقة)و كذا كيفية تسيير الحصص (المدة ،التواتر ،العمل الفردي أو ضمن الجماعة ،فريق متعدد التخصصات أم لا ...).وبصفة عامة يهدف إعادة التأهيل الأرطفوني إكساب قدرات أو مهارات خاصة ،أو استعادة التوظيف الطبيعي ،و/أو وضع أدوات مساعدة أو تعويضية .و تتطلب اتفاق مسبق بين المختص و الحالة ،كما تتطلب إعادة تقييم عملية إعادة التأهيل بصورة الدورية ،حيث يسبق عملية التكفل الفحص الأرطفوني الذي يحدد الأهداف التي تساعد في إعداد تقرير .( F.Brin-Henry.2011.234).

في حين نجد لعيس اسماعيل يحدد أدوار المختص الأرطفوني في:

دور الملاحظ:و ذلك من خلال اجراء الفحص لتقييم القدرات التواصلية للمفحوص ،كما يمكن للمختص أن توجه الحالة لإجراء فحوصات متممة لغوية و غير لغوية (سمعية ،عصبية..)

دور الكاشف:لا يقصر الكشف على جوانب القصور عند المفحوص و ان كان ذلك المظهر الرئيسي من الفحص ،و إنما أيضا على الجوانب الايجابية و قدراته و ذلك بالتعرف عليها و تحليلها و ما تقتضيه هذه العملية من تقديم معلومات عن الاضطراب.و يتضمن هذا الدور كذلك .اكتشاف أنماط التواصل القائمة بين الطفل و وسطه العائلي بهدف استغلالها و تطويرها.

دور الوسيط:بين الطفل ووسطه العائلي من جهة و بينه و بين المعالجين الآخرين من جهة أخرى.خاصة في بداية التكفل لأجل أن تتضح مواقفهم و توقعاتهم تجاه الطفل و ذلك من خلال المتابعة العائلية و التعاون مع المختصين الآخرين.

دور المعالج :تختلف العملية العلاجية لكل حالة عن غيرها من الحالات و ان تعلق الأمر بنفس مظاهر الاضطراب ،و حسب التوجه النظري الذي يتبناه أو يميل إليه المختص .(إسماعيل لعيس .د س.50-51).

 

آخر تعديل: Saturday، 18 April 2020، 6:54 PM