مفهوم المخدرات
تمهيد:
يعتبر تعريف المخدرات من المسائل الهامة جدا في سياق فهمها وتبيان ماهيتها، وهي مسألة صعبة جدا في ظل تعدد التخصصات التي تعالج موضوع المخدرات، هذا الوضع أنتج عديد التعريفات التي تختلف باختلاف التخصص أو المقاربة المعتمدة والزاوية المنظور على أساسها للظاهرة، إلى جانب نوعية السلوك المنتهج، فهناك من يعرف المخدرات على أساس نوعية المخدر وهناك من يعرفها على أساس الظاهرة، أو على أساس السلوك الناتج عنها، وفي مايلي مجموعة من التعريفات التي وردت في إطار تعريف المخدرات
مفهوم المخدرات
المخدرات هي كل مادة نباتية أو مصنّعة تحتوي على عناصر منوّمة أو مسكّنة أو مفتّرة، والتي إذا استخدمت في غير الأغراض الطبية المعدة لها فإنها تصيب الجسم بالفتور والخمول وتشلّ نشاطه كما تصيب الجهاز العصبي المركزي والجهاز التنفسي والجهاز الدوري بالأمراض المزمنة، كما تؤدي إلى حالة من التعود أو ما يسمى "الإدمان" مسببة أضرارًا بالغة بالصحة النفسية والبدنية والاجتماعية.و تعرف منظمة الصحة العالمية المخدرات كالتالي " هي كل مادة خام أو مستحضرة أو تخليقية تحتوى عناصر منومة أو مسكنة أو مفترة من شأنها إذا استخدمت في غير الأغراض الطبية أن تؤدي إلى حالة من التعود أو الإدمان مسببة الضرر النفسي أو الجسماني للفرد والمجتمع " وتختلف التعريفات الخاصة بالمخدرات بإختلاف التخصص الذي تناولها و في مايلي مجموعة من التعاريف:
التعريف الطبي للمخدرات:
المخدرات هي كل مادة طبيعية أو مصنعة أو محولة تحدث نشاطا عصبي فيزيولوجي أو سيكولوجي عند الإنسان، سواء كانت أدوية أو مستحضرات دوائية لأغراض طبية أو مواد طبيعية محضرة بهدف الحصول على التأثير التخذيري
التعريف النفسي للمخدرات:
المخدرات هي كل مادة طبيعية أو كميائية تؤثر على نفسية الإنسان بعد تعاطيه لها و تحدث تغيرا في ميزاجه وشخصيته و عاداته أو تؤدي إلى تغيير في سلوكياته بالإثاره أو التثبيط.
المخدرات حسب المعجم الموسوعي لعلم النفس هي نتاج طبيعي من أصل نباتي أو حيواني أو معدني أو تركيبي تصنيعي قادر على أن يغير سلوك من يستهلكه ويولد تبعية إدمانا، وهي تصنف حسب لوفن 1928 وفق خمسة زمر، مثيرات الذهول أو المخدرات القاسية، المسكرات، مثيرات الهلوسة، المنبهات أو المنشطات النفسية، محرضات النوم، والوصفات الطبية السيئة الإستعمال، هي أيضا أصل إدمان المخدرات السامة، ويعود الانجذاب إلى المخدرات إلى آلاف السنين، حيث بحث الناس في كل زمان عن قدرة المخدر السحرية لإيجاد الهناء ونسيان الجوع والألم، وانتشر استخدام المخدرات في أوروبا نحو نهاية القرن الثامن عشر حيث بحث الأدباء والكتاب عن محرض لإبداعهم، وتكاثرت محلات بيع الأفيون السرية غالبا ولم يعد الانجذاب إلى المخدرات في أمريكا مثل ما هو في أوروبا محصورا لدى الطبقات العليا لكنه أصاب الأوساط الاجتماعية كلها خصوصا المراهقين، الأمر الذي دفع بالسلطات إلى اتخاذ إجراءات حماية وقمع تهريب المنتجات السمية. ( نوربير سيلامي، 2001، ص 2321)
وحسب شيلي تايلور، 2008، فتعريف المخدرات حسب الجمعية الأمريكية للطب العقلي هي ظاهرة تكمن في إعتبار الشخص متعمدا إلى مادة ما عندما يتناولها من تلقاء نفسه بشكل متكرر ما يؤدي إلى حدوث التحمل والانسحاب، والسلوك القسري
التعريف الاجتماعي للمخدرات:
المخدرات من المنظور الاجتماعي هي كل المواد المحضوره إجتماعيا و التي تؤثر في سلوكيات الإنسان و تؤدي به إلى الجنوح أو بالفيام بأعمال غير مقبوله في العرف الاجتماعي.
التعريف القانوني للمخدرات:
عرفها القانون 04-18 إنها كل مادة طبيعية كانت أم اصطناعية، من المواد الواردة في الجدولين الأول و الثاني من الاتفاقية الوحيدة للمخدرات لسنة 1961 بصيغتها المعدلة بموجب بروتوكول سنة 1972.
أما المؤثرات العقلية فعرفها بأنها كل مادة، طبيعية كانت أم اصطناعية، أو كل منتوج طبيعي مدرج في الجدول الأول أو الثاني أو الثالث أو الرابع من اتفاقيات المؤثرات العقلية لسنة 1971.
وقد عرفها القانون الجزائري استنادا للقانون رقم 04-18 المؤرخ في 25 ديسمبر 2004، المادة الثانية على أنها كل مادة طبيعية كانت أم اصطناعية، من المواد الواردة في الجدولين الأول و الثاني من الاتفاقية الوحيدة للمخدرات لسنة 1961 بصيغتها المعدلة بموجب بروتوكول سنة 1972. أما المؤثرات العقلية فعرفها بأنها كل مادة، طبيعية كانت أم اصطناعية، أو كل منتوج طبيعي مدرج في الجدول الأول أو الثاني أو الثالث أو الرابع من اتفاقيات المؤثرات العقلية لسنة 1971. ويتطلب تجريم المخدرات البحث في أركان الجريمة من حيث الركن الشرعي، المادي و المعنوي.( الجريدة الرسمية الجزائرية، 2004، ص: 03)