1-تعريف علم النفس:

2-أهمية علم النفس:

أنّ علم النفس يمس حياة الإنسان بصورة مباشرة بل ويرتبط ارتباطا وثيقا بنشاط الإنسان وفعاليته على هذه الأرض من هنا جاءت أهميته والحاجة إلى وجوده في المجتمع ليتولى هذا الكائن البشري بالدراسة والتحليل وحل المشكلات التي تواجهه والعلاج إذا لزم الأمر لكي يبقى الإنسان سليما معافى إذ أنّ التعريف الكامل للصحة هو خلو الفرد من الأمراض الجسدية والنفسية، ومن هنا نلاحظ أنّ الإنسان لا يعد سليما لمجرد خلوه من الأمراض التي تصيب الجسد وذلك لأنّ هذا المخلوق الذي حياة الله بالروح والعقل بالإضافة للجسد يشعر ويتفاعل مع المجتمع المحيط به ويتأثر بالموقت ذاته كنتيجة لهذا التفاعل هناك تأثيرات إيجابية وتأثيرات سلبية تؤثر على الإنسان وهذا أمر طبيعي جدا. نتيجة لذلك قد يصاب الإنسان ببعض الاضطراب والقلق وقد يتعدى الأمر لأبعد من هذا فيشعر بعدم التوافق مع المجتمع المحيط به والإنسان إن كان متعب نفسيا لا يستطيع مع وجود العقل أن يفكر بشكل جيد أو يقوم بواجبه بشكل صحيح وعلى العكس إذا كان مرتاح نفسيا وسعيد في حياته لا يعمل فحسب وإنما يبدع في عمله وعلم النفس هو العلم الذي يهتم بدراسة النفس البشرية ويتناول كل ما يتعلق بها بالرعاية والاهتمام.

3-أهداف  علم النفس

إلى ماذا يهدف علم النّفس من وراء نشاطه العلمي؟ للإجابة عن هذا السّؤال، نقول: إنّه يهدف إلى الوصول إلى المعرفة التي بواسطتها يستطيع أن يفسّر موضوعيّا العلاقات المنتظمة بين جملة من العوامل والنّتائج التي هي السّلوك ومن التّحكّم فيها. فالعالم كما نعرف هو نشاط موضوعي موجه للكشف عن العلاقات الموجودة بين الظّواهر لمعرفة قوانين وقواعد حدوثها. وعلم النّفس كسائر العلوم، يسعى وراء الكشف عن قوانين السّلوك. فالسّلوك هو النّتاج النّهائي لنشاط الكائن الحيّ تسبقه جملة من العوامل تسمى عادة بمسبّبات السّلوك، التي يختلف العلماء حول تحديدها وتأثيرها الفصلي على الإنسان الذي تصدر عنه الإستجابة. وهذا الهدف النّهائي لا يمكن تحقيقه إلّا من خلال أهداف أصغر هي أيضا في جلّها أهداف أي علم، ألا وهي: الوصف، والفهم، والتّنبؤ، والضّبط أو التّحكّم.

1- الوصف: وهو الهدف الأساسي لأي علم، ومعناه أن يقوم العالم أو الباحث بتسجيل ملاحظاته عن الظّواهر القابلة للملاحظة كما تحدث بالفعل«هنا والآن» وتحديد علاقاتها بالظّواهر الأخرى وذلك بجمع الحقائق حولها باستخدام وسائل وأدوات مناسبة. فالسّيكولوجيّون مثلا يستخدمون الملاحظة الموضوعيّة والقياس بطريقة مباشرة أو غيرها. وعللى سبيل المثال يستطيع علماء النّفس ملاحظة السّلوك العدواني لدى الأطفال أو كيف يتصرّف الرّاشدون في الواقعة السارّة، ولكنهم إذا أرادوا أن يعرفوا معلومات عن انحراف الأحداث أو عن الزّواج السّعيد، فإنّهم يلجأون إلى استخدام المقابلات الشّخصيّة والإختبارات.

وتساعد عمليّة الوصف للظّواهر السّيكولوجيّة على تصنيفها في فئات أو أنظمة، فيتمّ تصنيف السّلوك إلى سلوك حركي أو معرفي ـو وجداني أو سلوك سويّ وغير سويّ، كما يصنّف السّلوك غير السّوي إلى اضطرابات عصابيّة واضطرابات ذهانيّة وظيفيّة وذهانيّة عضويّة، كما يصنّف السّلوك إلى دوافع وانفعالات واتّجاهات وإلى سلوك متعلّم وغير متعلّم... إلخ.

ويقدّم التّصنيف فائدة نظريّة هامّة، إذ به يمكن تحقيق أهداف المعرفة العلميّة وهو تكوين أنظمة من المعرفة بحيث يصبح كلّ فعل إنساني يمكن وضعه في الفئة التي تناسبه ومن ثمّ يسهل الاحتفاظ به والبّحث فيه وتطويره والاستفادة منه عمليّا.

2- التّفسير: بعد وصف الظّواهر السّلوكيّة وتصنيفها يتّجه السّيكولوجيّون إلى تفسيرها أي الإجابة عن السّؤال الرّئيسي وهو: لماذا يتصرّف النّاس بالطّريقة التي يتصرّفون بها؟ وتتألّف عمليّة التّفسير عادة من شبكة من علاقات السّبب والنّتيجة، وتفسير السّلوك يؤدّي إلى فهمه، فالسّيكولوجي يريد أن يفهم لماذا ترتفع مستويات القلق في هذا العصر؟ ولماذا يحدث العنف والإجرام؟ ولماذا يحدث الطّلاق؟ ويطلق على التّفسيرات المؤقّتة التي تقدّم كإجابة مبدئيّة على هذه الأسئلة باسم الفروض واالتي تختبر بعد ذلك بواسطة البّحث التّجريبي، ومن أمثلة الفروض المعقولة والجيّدة ما يلي: «إنّ الالتحاق بالتّعليم يرفع من مستوى ذكاء الأفراد» ، «إنّ أبناء الآباء العدوانيين عدوانيون» ، «إنّ الإقامة في أحياء البناء الفوضوي يؤدّي إلى تفاقم ظاهرة انحراف الأحداث».

3- التّنبؤ: يؤدّي إلى التّفسير الصّحيح إلى التّنبؤ الدّقيق بحدوث السّلوك، فإذا كان الوصف هو الإجابة عن السّؤال ماذا حدث، وإذا كان التّفسير هو الإجابة عن سؤالي لماذا حدث وكيف حدث، فإنّ التّنبؤ يتضمّن الإجابة عن سؤال متى حدث؟ ويعتبر التّنبؤ اختبارا آخر للفرض الذي تمّ إجراء التّجريب عليه في هدف التّفسير، حيث أنّه إذا كان الفرض دقيقا فإنّه ينبغي أن يكون قادرا على وصف ما سوف يحدث في المواقف المرتبطة به. ولنفترض أنّ علماء النّفس اكتشفوا بطريقة دقيقة أنّ الإلتحاق بالتّعليم يرفع من مستوى الذّكاء، فإنّه يمكن التّنبؤ عندئذ بارتفاع نسبة الذّكاء لدى الأفراد الذين يلتحقون بالتّعليم أو ببعض مراحله مقارنة بأولائك الذين لم يلتحقوا به، كما أنّه إذا ثبت أيضا أنّ مشاهدة الأطفال لآفات العنف التّلفيزيونيّة تزيد من السّلوك العدواني لديهم.

4- الضّبط والتّحكّم: يتمّ ضبط السّلوك والتّحكّم فيه بناء على المعرفة الدّقيقة بالشّروط التي يحدث أو يتغيّر في ظلّها، ويتحقّق الضّبط بشكل ناجح عندما تكون عمليتا التّفسير والتّنبؤ دقيقتين، وعلى سبيل المثال، فإنّه لو كانت مشاهدة أفلام العنف حقّا من عدوانيّة الأطفال فإنّه يمكن أن تكون لدينا القدرة على اختزال هذه العدوانيّة بوضع قيود على برامج العنف التّلفيزيونيّة، وكذلك تدريب الآباء على حلّ مشكلاتهم بطرق أخرى غير طرق العنف.

Modifié le: Wednesday 11 March 2020, 19:47