تصنبف و تقسيم صعوبات التعلم:
بما أن ميدان الصعوبات الخاصة في تعليم الأطفال يتألف من حالات متنوعة و واسعة، فمن المهم بمكان توضيح أنواع هذه الصعوبات و أشكالها فالعاملون في ميدان صعوبات التعلم يؤكدون أن مشكلات القراءة و اللغة تعتبر جوهر صعوبات التعلم في حين يرى المنظرون أن الصعوبات في الانتباه و التذكر و الإدراك هي أساس المشكلة الذي يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار في حين أشار قسم أخر إلى أن الاضطرابات النفسية كاضطرابات الجسم و التوجه الزماني المكاني أو مشكلات الإدراك البصري أو السمعي هي الأساس من هذا المنطلق وجب تفصيل فئات صعوبات التعلم أولا قبل تحديد أنوعها و أشكالها لضبطها بدقة أكثر و تميزيها نوعا و شكلا و مظهرا. (خديجة أحمد السباعي،2004 ص 10).
صعوبات التعلم النمائية أو التطورية:
تشمل فئة صعوبات التعلم النمائية تلك المهارات القاعدية التي يحتاجها الطفل بهدف اكتساب المعارف الأساسية و التحصيل في الموضوعات الأكاديمية، فلكي يتعلم الطفل كتابة اسمه لابد أن يطور من المهارات الضرورية في الفهم و الإدراك و التناسق الحركي خصوصا تناسق حركة العين و اليد، إلى جانب التسلسل و الذاكرة و غيرها، و لكي يتعلم الكتابة أيضا لابد له من أن يطور تمييزا بصريا و سمعيا مناسبا و ذاكرة جيدة سمعية كانت أو بصرية إلى جانب اللغة السليمة و غيرها من العمليات المعرفية المعقدة، و الوظائف المعرفية تتطور بدرجة كافية لدى معظم الأطفال لتمكنهم من تعلم المواضيع الأكاديمية و حين تضطرب هذه الوظائف بدرجة كبيرة و واضحة و يعجز الطفل عن تعويضها من خلال وظائف أخرى، عندئذ تنشأ الصعوبة في تعلم الكتابة و التهجئة او إجراء العمليات الحسابية. (خديجة أحمد السباعي،2004 ص 39).
و الأكيد أن الاضطرابات النمائية سواء كانت أساسية أو ثانوية فإنها تتداخل فيما بينها و تؤثر كل خاصية في الخاصية الأخرى فالانتباه و الإدراك ضروريان لتشكيل الذاكرة قصيرة المدى كانت أم طويلة و الذاكرة أساسية في إنتاج اللغة لذا فالعلاقة علاقة تأثير و تأثر و بالرغم من أن أسباب صعوبات التعلم النمائية غير واضحة و معروفة بصفة نهائية إلا أن العديد من الباحثين يرجعونها إلى خلل بنيوي يحدث ما بعد الولادة و يمس نمو الباحات العصبية المسئولة عن القدرات المعرفية كاللغة و الذاكرة و الانتباه. Inserm : 2002, p 443)
شكل: يوضح تصنيفات صعوبات التعلم النمائية
صعوبات التعلم الأكاديمية:
يتفق كل من كيرك و كالفت 1988 و حازم زكي 2002 و زينب الشقير 2002 و نبيل حافظ 2009 و سليمان عبد الواحد 2010 على أن صعوبات التعلم الأكاديمية هي الفئة الثانية المتميزة و الخاصة من صعوبات التعلم و تكمن في تلك الصعوبات المتعلقة بالموضوعات الدراسية الأساسية و تشمل على أنواع فرعية هي صعوبات القراءة و الكتابة و التهجئة و إجراء العمليات الحسابية و الرياضية. ( سليمان عبد الواحد، يوسف إبراهيم، 2007، ص 64)
و قدم سارنيل1977 saranell تصنيفا أخر للصعوبات وفق فئتين هما صعوبات التعلم الأكاديمية و تشمل صعوبات القراءة و صعوبات الكتابة و صعوبات التعبير الشفهي و صعوبات الحساب و صعوبة التهجئة و فئة ثانية سماها بالصعوبات المعرفية و تشمل اضطرابات الانتباه و اضطرابات الذاكرة و صعوبات اللغة و صعوبات حركية. ( سليمان عبد الواحد يوسف إبراهيم، 2010، ص 50)
شكل: يوضح تصنيفات صعوبات التعلم الأكاديمية و أعراضها العيادية