يعد األدب الأوربي القديم القاعدة الصلبة التي استندت عليها سائر الآداب الأوربية طيلة مسيرتها عبر العصور المختلفة، لذا أسماه النقاد (النص المؤسس)، وذلك لأن أفكار القدماء تعد النموذج الأول، وألنهم -اليونان خاصة - أعطوا األسماء الأولى لكل أشكال وألوان التفكير العلمي، ولكل نوع من أنواع الفن والأدب. وسيكون التركيز هنا على كل من الأدب اليوناني والأدب الروماني، كما سنتطرق إلى أدب العصور الوسطى. 

1. الأدب اليوناني: 

   قطع األدب اليوناني القديم مرحلة طويلة من التطور قبل أن تكتمل أشكاله الأدبية التي وصلت إلينا، فقد شغلت الأساطير اليونان في المرحلة الإبتدائية من تفكيرهم ابتداء من القرن العاشر قبل الميلاد أو ربما قبل ذلك، وهي تسمى بمرحلة ما قبل النص الأدبي أو مرحلة ما قبل الأدب، وأعقب الأساطير مرحلة تغنى فيها اليونان ببطولاتهم القومية ومغامراتهم مع جيرانهم من سكان الأرض ومع آلهتهم كما يتضح في الإلياذة والأوديسا ملحمتي هوميروس الخالدتين، وبعد ذلك استأثر حب المسرح بأدباء اليونان فاتخذوه وسيلة للكشف عن مصير الإنسان ومعالجة قضاياهم الفكرية والفنية والإجتماعية.

    لقد جرت العادة عند اليونانيين منذ أقدم عصورهم أن يقيموا حفالت دينية لآلهتهم وأبطالهم، يحرصون فيها على إبراز ما مأل حياتهم من أحداث، يفرحون لما نالهم من نعيم ويحزنون لما أصابهم من شقاء، وقد كان لهذه الأعياد الأثر الكبير في نشأة الدراما الإغريقية، إذ أن الغناء القصصي الذي كان ينشد في هذه الأعياد أخذ يرتقي شيئا فشيئا حتى تحول إلى حوار تمثيلي وأخذ المنشدون الذين كانوا يسردون القصص يتقمصون صفات من ينشدون قصصهم ويحاكونهم في أعمالهم حتى تحولوا إلى ممثلين. وقد كان الموضوع الرئيسي لهذه ألشعار هو أسطورة "ديونيزوس" )إله الخصب والنماء وإله المسرح( إذ يعرضون بعض مراحل حياته متقمصين شخصيته وبعض شخصيات رفاقه، وكان الراقصون يرتدون جلود الماعز اعتقادا منهم بأن الماعز قربان يقرب إلى اآللهة، ومع مرور الزمن -مثلما سبق ذكره - تهذبت هذه الطقوس وهذه المدائح والتراشقات الكلامية إلى أن أخذت طابعا رسميا وبدأت تنظم دورات ) مسابقات ( في التمثيل المسرحي يتنافس فيها المؤلفون، ويتوافد عليها رؤساء التجمعات الداخلة في الحلف البحري الآثيني، ويقدمون اشتراكاتهم لإقامة الإحتفالات التي كان مستواها راق جدا.

أشكال المسرحية اليونانية: أخذ المسرح اليوناني شكلين أساسيين: التراجيديا والكوميديا. 

-1 التراجيديا: (المأساة) يعرف أرسطو المأساة بقوله: "المأساة، إذن، محاكاة لفعل جدي وكامل وذي طول معين. لغتها موشاة بكل زخرفة فنية...، وهي على شكل عمل وليست على شكل قصة وهي تقوم عن طريق الشفقة والخوف بالتطهير المناسب لهاتين العاطفتين" )كتاب فن الشعر(. وهناك تعريف حديث للمأساة: "المأساة هي مسرحية تكون المعالجة فيها جدية، عميقة وسامية، ونهايتها مفجعة وحتمية"نستنتج من هذين التعريفين أهمية المأساة بوصفها النموذج الفني الأمثل لأنها تتناول الجانب الجدي الموضوعي من الحياة، كما أن هدفها هو التطهير الذي يوحي بالجانب التعليمي والتربوي والأخلاقي. 

ومن تعريف أرسطو نستخلص النظريات التالية:

 - نظرية المحاكاة: أي أن العمل الأدبي هو محاكاة لفعل في الحياة بشكل فني بأن تعطى له صيغة أجمل مما هو في الواقع.

 - نظرية الوحدات الثلاث: 

- وحدة العمل (الموضوع)

- وحدة الزمان: لا يجب أن يتجاوز العمل مدته الطبيعية (24 ساعة). 

- وحدة المكان: أن يقع الحدث (العمل) في مكان واحد./ ملاحظة: كانت هذه النظرية نتيجة التأثر بالفكر الفلسفي والمنطق والموضوعية. 

- نظرية الأسلوب: المسرحية تعتمد أسلوب الحوار لأنه يحرك الحدث على عكس الملحمة والرواية والقصة التي تعتمد أسلوب السرد. 

- نظرية التطهير: الغاية من العرض المسرحي الذي يجب أن يكون هادفا؛ أي أنه يثير المتفرج ويجعله يتجنب ما أثر فيه، وبهذا يكون قد تطهر نفسيا مما كان يشعر ويحس فيه. 

مميزات المأساة: 

- نهايتها مفجعة تعيسة مثال موت البطل. 

- المأساة تعالج موضوعات جدية، فلا تعرض خلافا بين شخصين فمثال تعالج الصراع بين الإنسان وقوة أقوى منه كما في مسرح سوفوكليس )الذي يعالج الصراع بين اإلنسان والآلهة.

 - أن جميع المآسي قد ألفت بشكل يقنع الجمهور بأهميتها؛ أي أن أحداثها تتجاوز حياة الفرد وقد تتجاوز حياة  الإنسان بشكل عام لأنها مستوحاة في العادة من العقيدة أي الجانب الديني. وعلى هذا  الأساس ولتحقيق هذا الغرض، كان المسرحيون يختارون أبطالا من السلطة ملك أو أمير، لأن سقوط هؤلاء أشد تأثيرا في المتفرج على سقوط الإنسان العادي، كما كان الإعتقاد أيضا بأن سقوط هؤلاء حتمي والمسرح اليوناني بصفة عامة يوحي بهذا الإعتقاد.

 ففي مسرحية (أوديب) لسوفوكليس، يظهر أوديب على خشبة المسرح يخطب ويشير إلى نفسه وذاته بكبرياء يقول: "أوديب الذي نال احترام الناس والعالم"؛ هذا يوحي للمتفرج بأن عقاب هذا المتكبر المتجبر حتمي. وكان اليونانيون ينسبون العقوبة إلى الآلهة "نمسيس" آلهة االنتقام.

 - لم يكن اليونانيون يعرضون أعمال العنف على المسرح، وإنما كانوا يروونها رواية. 

- أن المسرح الذي عاش ثالثة قرون للعهد اليوناني، وخلد حوالي ستة قرون بعد الرومان، وأعيد إحياؤه في القرن ،19 وعد نموذجا يحتذى به حتى القرن 19 )ظهور الرومانتيكية( لا يمكن أن يكون إلا مسرحا متكاملا وجادا فكريا وفنيا، يقوم ممثلوه بأدوار رائعة وفي مستوى عال جدا من الفن والتمثيل عامة، ويكفي لغة هذا المسرح التي وصلتنا لفهم نوع الشخصية ونوع الممثل ألنها لغة توحي بالمستوى الثقافي لكل من الكاتب والممثل، وهذا معروف لحد الآن إذ يجب أن تكون ثقافة الممثل واسعة جدا ولا يمكنه القيام بدور شخصية ما لم يكن ملما بها. 

- أسلوب المأساة رفيع جدا، يظهر من خلال طريقة تحليل اليونانيين للأشياء بطريقة عقلية، كما أنّهم كانوا ينظرون إلى الحياة على أنها ناقصة، والأسلوب الأدبي هو الذي يجب أن يعرض هذا النقص في المجتمع بانتقاء أسلوب جميل وبديع.

- من حيث نشأة المأساة فنجد أنها نشأت من تطور أشعار المديح التي كانت تغنى أو تنشد في أعياد الإله ديونيزوس التي كانت تمجده وأخذت هذه األناشيد بالتدرج طابعا مسرحيا، ولم تتخل المسرحية اليونانية عن هذا الأسلوب طوال الحضارة اليونانية، أي أن أسلوب تمجيد الإله والبطل معروف في المسرح اليوناني. 

-2 الكوميديا (الملهاة): نشأت من أشعار الهجاء والتراشق بالكالم، الذي كان في البداية فرديا يقصد به الشاعر إلى النيل من شخص بعينه ثم تطور وأصبح جماعيا يعالج فيه الشاعر مواطن النقص في المجتمع بأسلوب مضحك، والملهاة بمفهومها الفني أرقى من الهجاء ألنها ذات طابع اجتماعي، وتتضمن أيضا طابعا دينيا لأنها في الأصل تعود إلى الأناشيد المرحة التي كان يتغنى بها اليونانيون في أعياد اإلله ديونيوزوس، إذ كانوا يمرحون ويغنون ويسخرون. يعرف أرسطو الكوميديا: "إنها محاكاة فعل هزلي ناقص يحصل به تطهير المرء بالسرور والضحك من أمثال هذه الإنفعالات." 

مميزاتها: 

- أسلوبها مرح، هجائي لاذع. 

- نهايتها مرضية عادة للمتفرجين.

 - تعالج الكوميديا موضوعات جادة، لكن الفرق في طريقة المعالجة التي تكون عن طريق الحوار الذي يعتمد النكت وأسلوب السخرية.

 - يعد الهزل والسخرية من أهم خصائصها، حيث كان لكتاب الملهاة من حرية السخرية ما لا يوجد في المسرح الحديث، فكان لهم أن يهاجموا حكام أثينا، والعادات الإجتماعية وهذا دليل قاطع على بروز مفهوم الحرية بشكل متقدم في النظام الأوربي القديم ولذا قيل أن الكوميديا أوضح برهان على أنظمة الحضارات القديمة، وتظهر الوظيفة الإجتماعية للملهاة، حيث أفادت المجتمع عندما اختارت بعض نقائصه ومثالبه وعرضتها للسخرية فوق خشبة المسرح. 

- يتم تطهير الذات البشرية في الكوميديا عن طريق الضحك والسخرية. حيث يقول أرسطو: "الضحك هو أقوى سلاح لدى الإنسان وأكثر سلاح مهمل عنده".

- تعالج الكوميديا القديمة أحداث الواقع بأحداث من اللاواقع، فكثيرا ما يلجأ الشاعر الكوميدي إلى الخيال حيث يصعد بأبطاله إلى السماء ويتجول معهم بين السحب، مثلما فعل أرسطوفان في مسرحية "الغيوم" حيث يهاجم فيها الفلسفة في شخصية سقراط، ويعطي أسئلة استفزازية كثيرة -بعد أن يعلقه في سلة في الهواء وهو ما يليق برجل فوق مستوى البشر العاديين- مثل: لماذا أنت معلق يا سقراط، أو لماذا تعلق نفسك. 

- حوادث القصة الكوميدية ليست مقصودة لذاتها وإنما يستعان بها لتوضيح فكرة أو نقد مذهب أو محاربة اتجاه سياسي أو خلقي... 

- ترتبط الملهاة ارتباطا عضويا بمفاهيم العصر وبعاداته وبتقاليده مما يضعف مجال استمرارها وبقائها، والتاريخ الأدبي حفظ لنا كل المآسي ولم يحفظ الملاهي قليلة ذات الموضوعات الجدية فقط. (المأساة تبقى مستمرة إلى حتى العصور األخرى ألنها معالجة مؤلمة مؤثرة في األنفس، بينما ملهاة العصر القديم قد لا تجد صدى في العصر الحديث، ثم أن معالجتها لقضايا آنية حالية لم يضمن لها استمراريتها).

ثانيا: الأدب الروماني 

    في بداية القرن الأول قبل الميلاد (1 ق.م) انتقل مركز النشاط الأدبي من أثينا إلى روما، حيث أصبحت روما هي الوصي الشرعي على تلك الحضارة التي ازدهرت لأول مرة في أثينا. أضحت روما سيدة العالم الواقع حول البحر األبيض المتوسط، حيث شهد القرن 1 ق.م سقوط مقاطعات الإغريق التي تحولت إلى مقاطعات رومانية وبدأ الرومان في بناء حضارتهم على مجد وحطام الحضارة السابقة في آن.

 أهمية الأدب الروماني: 

   تعود أساسا إلى أنه يعد همزة وصل بين الأدب الأربي القديم والآداب الأوروبية الحديثة، وقد مارس هذا األدب حتى القرن 18م تأثيرا كبيرا في تكوين األدب األوربي، إذ إليه يعود الفضل في حفظ أعرق وأمجد حضارة في تاريخ أوربا وهي الحضارة الرومانية. مدى تأثر األدب الروماني باألدب اليوناني: لقد أخضع الرومان شعوبا كثيرة لكنه لم يحدث أي تقارب بينه وبين الشعوب، ولكن ما حدث من تقارب بين اليونان والرومان كان قويا جدا، جعل الرومان يتبعون اليونان دون جهد، نتيجة العالقات السياسية والتجارية التي وضعت الرومان في قلب الحضارة اليونانية. 

   يقول أحد النقاد واصفا ما قلناه: "على الرغم من وقوع بلاد اليونان تحت السيطرة والنفوذ الروماني، إلا أن بلاد الإغريق قد غزت روما بفنونها وآدابها مما جعل الأدب الروماني مدينا إلى الأدب اليوناني في جميع فروع الأدب والمعرفة".

ثالثا: أدب العصور الوسطى 

  مع إطلالة القرن كانت المسيحية قد انتشرت في أوروبا معلنة على ابتداء مرحلة فكرية جديدة وقسمت إلى مراحل: 

المرحلة األولى: الأدب من القرن 5م إلى القرن 11م أدت السيطرة المطلقة لرجال الدين في القرون الوسطى إلى ضآلة الإنتاج الأدبي وضعفه وانطفأت شعلة الأجناس التي عرفها مع الحضارة اليونانية، وقد ظلت اللاتينية لغة الأدب والسياسة. وعلى الرغم من الانقسام السياسي للدولة الأوربية الذي أدى بدوره إلى بروز اللغة المحلية إلا أن تلك اللغات لم تثبت وجودا أدببا حتى نهاية  القرن 10 م.

 ويقسم أدب العصور الوسطى عادة على أساس الجنس واللغة إلى قسمين كبيرين: 

أدب الشمال الجرمانى: ويشمل بالدرجة الأولى الأدب الإنجليزي والأدب الإسكندنافي. 

أدب أوربا الجنوبية الغربية: ويشمل الآداب الفرنسية والإسبانية والإيطالية. 

وبين هذه الآداب تداخل كبير، حيث تشترك في سمات أساسية أهمها: 

- كانت بواكير أدب هذه اللغات الناشئة شفوية في بادئ الأمر ولم يتم تسجيلها إلا بعد زمن، والواقع أنه لم يصل من هذه االآداب الشيء الكبير.

 - حملت هذه الآداب الخصائص الأدبية للآداب الشعبية المنقولة شفويا، فمعظمها يتألف من قصص وملاحم وأساطير تدور حول حياة الفروسية. 

- تنقسم هذه الآداب إلى مجموعات متجانسة ومتجاوزة حدود الأمم أحيانا وتدور كل مجموعة حول بطولات وسير ومغامرات متفاوتة من حيث تضمنها الواقع أو الخيال، ومتركزة حول شخصية ملكية أوربية بارزة في التاريخ أو الألسطورة )مثل: االسكندر األكبر، يوليوس قيصر، شارلمان...(. 

- تتضمن هذه المجموعات مفاهيم بطولية متشابهة، فغالبا ما يتصدى البطل لتنين أسطوري، فيقضي عليه وينقذ الناس من شره، أو يصادف مجموعة من الحسان في هم وضيق فينقذهن بدافع الهمة والشهامة و قد كانت اللغة الإنجليزية أوفر حظا من سائر اللغات الشعبية الأوربية في هذه الفترة، وقد وصلت عنها بعض المالحم الشعرية مثل ملحمة بيوولف )700م(، كما وصل من هذه اللغة نثر فني وحوليات تاريخية ومواعظ، وكلها من نتاج هذه المرحلة.

المرحلة الثانية: من القرن 11م إلى القرن 15م أهم ما ميز هذه المرحلة هو ظهور الآداب الأوربية القومية كالأمانية والفرنسية والإنجليزية والإيطالية والإسبانية، وقد اتخذت التطورات الأدبية الأوربية اتجاهين أساسين: 

-1 المالحم المسيحية

    لقد أعطت الحروب الصليبية لشعراء المالحم مادة خصبة في ذلك العصر، فكانوا يتفننون في وصف المعارك الطاحنة بين المسلمين والمسيحيين فتغنوا بالبطوالت والمآثر الحربية للقادة اإلفرنج، ومن الصعب تمييز الواقع من الخيال في مثل هذا الإنتاج الشعري، وبالتدريج أخذت تتجمع مادة الملاحم حول فئة من الأبطال بعضهم فرنسي وبعضهم انجليزي وبعضهم ألماني، وقد اكتسبوا قوة الأبطال الأسطوريين تأثرا بالأدب اليوناني، 

     وكما تميزت المرحلة األولى. ومعظم شعراء المالحم المسيحية مجهولون، وتعد )ملحمة روالند( أو كما تعرف أغنية روالند La ROLAND de chanson( القرن 11م( أقدم المالحم المسيحية المعروفة، وهي تتألف من أربعة أالف بيت تقريبا، وهي تصور واحدة من المعارك التي حدثت بين المسلمين والفرنسيين في عهد )شارلمان( وأثناء الوجود اإلسالمي في إسبانيا، وهي ملحمة لقيت رواجا كبيرا أثناء الحروب الصليبية على نحو خاص. 

-2 الشعر الغنائى- التروبادور: troubadour 

طائفة من الشعراء كانوا يمثلون اتجاها جديدا في الشعر األوربي خالل القرنين الثاني عشر )12م( والثالث عشر )13م( الميلايين في العالم الناطق باللاتينية. وشعرهم غنائي الطابع، يستخدم في تعبيره لهجة التينية دارجة هي التي يطلق عليها اسم اللغة البروفنسالية Provenzal( نسبة إلى منطقة بروفانس في جنوب فرنسا(. ويبلغ عدد القصائد المنتمية إلى هذا اللون 2542 قطعة لثالثمائة وخمسين شاعرا. وأول شعراء التروبادور عو جيوم دي بواتييه POITIERS DE GUILLAUME( -1071 1127)، وأخرهم هو )فريدريك الثالث( ملك صقلية الذي نظم في 1298م. وكان شعر التروبادور يؤدى بالغناء واالنشاد ال بالقراءة، فهو يشبه من هذه الناحية الشعر الشعبي وان كان يختلف عنه في أن أصحابه شعراء معروفون بأسمائهم وليس شعرا مجهول القائل. 

نماذج من روائع األدب الخالدة الّتي هيأت لنشوء أدب عصر النهضة: 

عند نهاية العصور الوسطى تقريبا ظهر عملين كبيرين كانا إفرازا لهذه المرحلة، وقد حمل هذان العملان سمات وخصائص عصر الظلام كما حملا إيحاءات وآمال العصر الجديد عصر النهضة، إنهما )قصص الديكاميرون( للشاعر (بوكاشيو)، و)الكوميديا الإلهية لـ(دانتي)، وهما عملان يفصلان بين مرحلتين متميزتين بين التخلف والتقدم، بين اللافكر والفكر، بين اللافن والفن.

- دانتي أليجيري )1265م- 1321م( يعد من أكبر شعراء العصور الوسطى لأنه يسجل نهاية مرحلة ويدشن بذلك مرحلة جديدة، فهو يعد مرجعية لأدب النهضة، كان شغوفا بالعلم والمعرفة، وهو ينتمي إلى أسرة إقطاعية. 

- يرتبط اسمه ب)بياتريس بورتيناري( التي تعرف عليها وأحبها في صباه، وتشاء الصدف أن تقترن بسواه وتموت بعد زواجها بسنة، وقد أخذ )دانتي( عهدا على نفسه بتخليد اسمها بكتابات لم تكتب في امرأة من قبل.

 - إذ دون هذه القصة في كتاب أسماه (الحياة الجديدة). 

- تصوف بعدها )دانتي( واعتزل وانشغل بدراسة الفلسفة والمثولوجيا، وقد حملت معارفه طابع العصور الوسطى الخاضعة للغيبيات والمعتقدات.

- أسهم )دانتي( في الحياة السياسية مما سبب له المنفى لأنه وقف ضد البابا، وعاش وهو يحلم بالعودة إلى )فلورانس( مسقط رأسه، غير أنه قضى حياته منفيا ومات بعيدا عن هذه المدينة الجميلة.

Modifié le: jeudi 20 mars 2025, 12:24