المحاضرة التاسعة
معجم الصّحاح للجوهريّ
التعريف بالجوهريّ: (؟ -393هـ)
هو أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهريّ، لغويّ من الأئمة، أصله من بلاد الترك، دخل العراق صغيرا، تتلمذ على يدي عالمين جليلين هما: أبو علي الفارسي (ت 356ه)، وأبو سعيد السيرافي(ت 368هـ)، وأحبّ أن يستزيد علما فسافر إلى الحجاز، وشافه العرب في ديارهم، توفّي في جمادى الأولى سنة 393هـ، ويروى أنّ سبب وفاته مردّه وسوسة اعترته، فقد صعد إلى سطح المسجد، وقال: أيّها الناس، إنّي عملت في الدنيا شيئا لم أسبق إليه( يقصد كتاب الصحاح)، فسأعمل للآخرة أمرا لم أسبق إليه، وضمّ إلى جنبيه مصراعي باب وتأبّطهما بحبل، وزعم أنّه يطير، فألقى بنفسه من أعلى مكان في الجامع فمات.[1]
مؤلفاته:
لقد ترك الجوهريّ: الصّحاح، وكتابا في العروض، ومقدّمة في النّحو.
وصف الكتاب:
إنّ النسخة التي بين أيدينا من معجم الصّحاح تاج اللغة وصحاح العربية، تقع في ستّة أجزاء في 2563 صفحة، ومقدّمة في 212 صفحة، وهي في مجلّد مستقلّ، قام بتحقيقه أحمد عبد الغفور عطّار، وهو واضع المقدّمة المستقلّة طباعة، وقد قدّم له عدّة شخصيات:
- الملك فهد بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية.
- الأستاذ عباس محمود العقاد.
- الدكتور إبراهيم السامرائي.
- الدكتور بكري شيخ أمين.
والطبعة التي بين أيدينا هي الرّابعة، طبعت سنة 1987، بدار العلم للملايين، بيروت، لبنان.
أمّا الطبعة الأولى فكانت سنة1956.
لقد ابتكر الجوهريّ نظاما جديدا في التأليف المعجمي، قرّب اللغة إلى الباحثين، ويسّر لهم السبيل إلى الكلمة التي يقصدون، وهذا النظام هو نظام التقفية، أي ترتيب المواد حسب آخر الكلمة.
وسمّى معجمه الصّحاح لأنّه ألزم نفسه بما صحّ عنده من اللغة، قال في مقدّمة معجمه: (الحمد لله شكرا على نواله، والصلاة على محمّد وآله.
أمّا بعد فإنّي قد أودعت هذا الكتاب ما صحّ عندي من هذه اللغة، التي شرّف الله منزلتها، وجعل علم الدين والدنيا منوطا بمعرفتها، على ترتيب لم أسبق إليه، وتهذيب لم أغلب عليه، في ثمانية وعشرين بابا، وكلّ باب منها ثمانية وعشرون فصلا: على عدد حروف المعجم وترتيبها، إلاّ أن يُهمل من الأبواب جنس من الفصول، بعد تحصيلها بالعراق رواية، وإتقانها دراية، ومشافهتي بها العرب العاربة، في ديارهم بالبادية، ولم آل في ذلك نصحا، ولا ادّخرت وسعا، نفعنا الله وإيّاكم به.)[2]
منهجه:
- رتّب الكلمات حسب أصولها وفق النظام الألفبائي عدا حرف الواو في الفصل فإنّه وضعه بين النون والهاء، لكنّه رتّبها حسب الحرف الأخير.
- تجنّبا للتصحيف كان الجوهري يضبط الكلمات بالحركات، خاصّة التي تحتمل أكثر من وجه.
- كان يشير في كثير من الأحيان إلى الضعيف والرديء والمتروك من اللغات.
- اعتنى بالنّحو والصرف وفقه اللغة.
- جعل الباب للحرف الأخير، والفصل للحرف الأوّل، مثال كلمة: وجب: هي في باب الباء، في فصل الواو، وهي في الجزء الأوّل من الكتاب لا في الجزء الأخير.
[1] - انظر مقدّمة الصحاح، تأليف أحمد عبد الغفور عطّار، ص:109.
[2] - الصحاح، تأليف إسماعيل بن حماد الجوهري، ج:1، ص: 33.