تدرس اللسانيات النفسية العمليات العقلية المتعلقة بالفهم والإدراك بأدوات مستقاة من اللسانيات، وأخرى من علم النفس، وكيف أن استخدام اللغة يتأثر بعمليات عقلية غير مباشرة، ويمكن اختصار مجمل الأسئلة التي تحاول اللسانيات النفسية الإجابة عليها في ثلاث أسئلة رئيسة، هي:
- كيف يكتسب الإنسان اللغة؟
- وكيف يفهمها؟
- وكيف ينتجها؟
ونركز في هذه المحاضرة على فهم أللغة المنطوقة أو المكتوبة، ولغة الإشارة عند الصم، والمنطوق.
1- فهم اللغة المنطوقة أو المكتوبة:
تعد اللغة المعيار الأساس في تحديد الخطأ والصواب في فهم المعنى، ومن خلال هذا يوصف المدلول اللغوي بالمنطوق أو بالمفهوم، فيقال: مدلول منطوقي، ومدلول مفهومي، كما توصف الدلالة بهما أيضا، فيقال: دلالة منطوقية، ودلالة مفهومية.
ويعد المفهوم أحد المباحث المهمة في علم النفس اللغوي، باعتبار ما دل عليه اللفظ في غير محل النطق، عكس المنطوق الذي يدل عليه اللفظ في محل النطق.
وينقسم المفهوم إلى قسمين:
- مفهوم موافقة
- مفهوم مخالفة
الأول "ما يفهم من الكلام بطريقة المطابقة، وأما الثانية فهو ما يفهم منه بطريقةة الالتزام، وقيل أن يثبت الحكم في المسكوت على خلاف ما ثبت في المنطوق"[1].
2- لغة الإشارة عند الصم من حيث الاستعمال والاكتساب والتقعيد:
تعد لغة الإشارة وسيلة الاتصال بين الأصم وأفراد المجتمع، وهي ليست قاصرة على هذه الفئة فقط، فجميعنا نستعملها، خاصة إذا كنا في أماكن التي تتطلب الصمت والهدوء، ولغة الإشارة يستخدمها الطف الرضيع في التعبير عن مختلف احتياجاته.
واعتاد الباحثون في التربية وعلم النفس على دراسة لغة الإشارة في موضوعات الصم والصم، هي موضوعات تندرج في موضوعات اضطراب النطق ومشكلات الكلام، وقد تنوعت أهداف الباحثين في لغة الإشارة على اللسانيات النفسية، منهم من درسها دراسة لغوية عصبية ضمن دراسة حالات غير طبيعية، ومنهم من درسها دراسة لغوية نفسية من حيث الاكتساب والنمو، ومنهم من درسها لأهداف لغوية سلوكية بأساليب تشبه دراسة السلوكن للغات النحل ونحوها.
طرق الاتصال الإشاري:
أ- الأسلوب شفوي.
ب- الإشارات اليدوية المساعدة لتعليم النطق.
ج- قراءة الشفاه.
د- لغة التلميح.
ه- أبجدية الأصابع الإشارية.
و-طريقة اللفظ المنغم.
ز- الاتصال الشامل (الكلي)
3- المنطوق:
يعنى الخطاب المنطوق بوظيفة الإسناد في الكلام، والأفكار لا تترتب في النطق إلا بعد أن تترتب المعاني في الفكر، وتنتظم فيه على قضية العقل، "فإنك تتوخى الترتيب في المعاني، وتعمل الفكر هناك، فإذا تم ذلك أتبعتها الألفاظ، قفوت بها آثارها"[2].
[2] عبد القاهر الجرجاني: دلائل الإعجاز، تحقيق محمود محمد شاكر، دار المدني، القاهرة، مصر، ط3، 1992، ص38.