التّعريف بعلم العروض

العروض لغة:

    العروض قيل هي النّاحية، وكأنّ عروض الشّعر ناحية من العلم، قال الشّاعر:

لكلّ أناسٍ مِن معدٍّ عمارةٌ       عروضٌ إليها يَلْجؤون وجانبُ

وقال آخرون: العروض الطّريق الصّعب، ذلك يكون في عرض جبل، وقالوا: ناقة عرضيّة، إذا كانت صعبة، ومعنى هذا أنّها لا تستقيم في السّير.[1]

والعروض عند بدو الصّحراء حاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرّجال ومنزل النّساء، وهي مكّة والمدينة وما حولها، قال لبيد:

           وإن لم يكن إلّا القتال رأيتنا    نقاتل ما بين العروض وخثعما[2]

العروض اصطلاحا:

    علم بأصول يُعرف بها صحيح أوزان الشّعر من فاسدها، وما يطرأ عليها من زحافات وعلل، وهي ميزان الشّعر به يُعرف موزونه من غير موزونه.

واضع علم العروض:

     هو الخليل بن أحمد الفراهيديّ (100-175ه)، كانت ولادته بعُمان، ولكنّه نشأ، وتعلّم وعلّم بالبصرة، فاشتُهر بالبصريّ، يُنسب إلى فرهود فعُرف بالفراهيديّ، برز في علوم اللّغة من نحو ولغة وشعر، كان غاية في استخراج مسائل النّحو، وتصحيح القياس، وكان من الزّهاد في الدّنيا المنقطعين إلى العلم، كان أبوه أوّل من سمُّي في الإسلام بأحمد[3] بعد النّبيّ – صلّى الله عليه وسلّم -له علم بالرّياضيات والموسيقى.

قيل: إنّه لـمّا حجّ البيت، تمسّك بأستار الكعبة، وسأل الله أن يلهمه إلى وضع علم لم يسبق إليه، فأجاب الله دعوته، فأعطاه هذا العلم، وسمّاه بالعروض تبرّكا وتيمّنا بمكّة المكرّمة.[4]  

    كان الخليل قبل إخراج علم العروض للنّاس يقضي السّاعات في حجرته، وهو يوقّع بأصابعه ويحرّكها، ويُروى أنّ ابنه دخل عليه مرّة وهو على هذه الحال، فظنّ أنّه أصيب بالجنون[5] فقال له الخليل:

          لو كُنتَ تعلمُ ما أَقولُ عَذرتَني     أو كُنتَ تَعلمُ ما تَقولُ عَذلتُكا

         لكنْ جَهلتَ مَقالتي فعَــذلْتني        وعَلمتُ أنّك جاهِـلٌ فعذرْتُكا

أهميّة علم العروض وفوائده:

    علم العروض ضروريّ للشّاعر، والنّاقد والدّارس، لأنّه الوسيلة الوحيدة للتّمييز بين الشّعر الموزون وغيره، وللتّفريق بين الأوزان المتقاربة.

معنى الشّعر:

   الشّعر كلام مقفّى موزون على سبيل القصد.[6]

موسيقى الشّعر:

    إنّ القصيدة تفرض على الشّاعر قيودا معيّنة، مثل القافية، وعدد التّفعيلات بالبيت الواحد، وحرف الرّوي، والوزن.

مصادر العروض ومراجعه:

-العقد الفريد، لابن عبد ربّه.

-المتوسّط الكافي في علمي العروض والقوافي، لموسى الإحميدي نويوات.

-العروض التّعليمي، عبد العزيز نبوي.

- علم العروض والقافيّة، عبد العزيز عتيق.

-قواعد الشّعر، لمصطفى حركات.

-في العروض والإيقاع الشّعريّ، لصلاح يوسف عبد القادر.

-المعجم المفصّل في علم العروض والقافية وفنون الشّعر، إميل بديع يعقوب.

 

 

 



[1] -معجم مقاييس اللّغة، أحمد بن فارس، وضع حواشيه: إبراهيم شمس الدّين، منشورات محمد علي بيضون، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، الطّبعة الأولى، 1999، المجلّد الثّاني، ص: 243.

[2] -الصّحاح تاج اللّغة وصحاح العربيّة، إسماعيل بن حمّاد الجوهريّ، تحقيق: أحمد عبد الغفور عطّار، دار العلم للملايين، بيروت، لبنان، الطّبعة الرّابعة، 1987، الجزء الثّالث، ص: 1089.

[3] - الفهرست، النّديم أبو الفرج محمّد بن أبي يعقوب إسحاق المعروف بالورّاق، ص: 48، تحقيق رضا تجدّد ابن عليّ زين العابدين الحائري المازندراني، الطّبعة الثّالثة، 1988، دار المسيرة، بيروت، لبنان.

[4] -مفتاح السّعادة ومصباح السّيادة في موضوعات العلوم، تأليف أحمد بن مصطفى الشّهير بطاش كبري زادة، دار الكتب العلميّة، بيروت، لبنان، الطّبعة الثّالثة، 2002، المجلّد الأوّل، ص: 200.

[5] - تاريخ آداب اللغة العربية، جرجي زيدان، المجلد الأوّل، ص: 427، منشورات دار مكتبة الحياة، بيروت، لبنان، 1983.

[6] -كتاب التّعريفات، تأليف السيّد الشّريف الجرجاني، دار النّدى للإنتاج الثّقافي والتّوزيع، إسكندرية، مصر، ص: 141.

آخر تعديل: Saturday، 26 October 2024، 7:00 PM