تعريفات
1- تعريف اللغة:
يقول ابن فارس: (اللام والغين والحرف المعتل أصلان صحيحان : أحدهما يدل على الشيء لا يعتد به و الآخر على اللهج بالشيء فالأوّل : اللغو : ما لا يعتد من أـولاد الإبل في الدية، يقال منه : لغا يلغو لغوا، و ذلك في لغو الأيمان. و اللغا هو اللغو بعينه قال الله تعالى :( لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ... ) البقرة 223
و الثاني: قولهم لغي بالأمر إذا لهج به و يقال إن اشتقاق اللغة منه أي يلهج صاحبها بها) معجم مقاييس اللغة ج2ص480.
و عرفها ابن جني بقوله: ( أما حدها فإنها أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم)الخصائص ج1ص:32.
2- لمحة تاريخية عن نشأة اللغة:
اختلف العلماء في نشأة اللغة العربية أهي توقيف أم اصطلاح؟ فمنهم من قال بأنها من الله تعالى، و استدلوا بقول الله تعالى من سورة البقرة:(وعلّم آدم الأسماء كلّها...) البقرة-30
و منهم من قال بأن اللغة تواضع و اصطلاح، و أنّ الله أقدر آدم على وضعها. و المسألة مفصلة في كتب فقه اللغة.
ويقال بأن إسماعيل- عليه السلام- أوّل من تكلّم العربية و تركها لمن بعده و نظرا لامتداد البلاد العربية و ابتعاد أهلها عن الحضارة تفرّقت اللغة العربية الواحدة إلى لهجات كثيرة، فكان لكل قبيلة لهجة، و إعادة ظهورها في لغة واحدة مرّ بمراحل مختلفة.
فقد كانت اللغة العربية عبارة عن لهجات يختلف بعضها عن بعض، ثمّ بدأت القبائل تحتك ببعضها البعض، و المجال البارز كان الحجّ، و لهذا كان لقريش و لهجتها السيادة نتيجة لتنقل العرب إلى مكّة في مواسم الحجّ، و لهذا السبب تغلّبت لهجة قريش على أخواتها، و بعد نزول القرآن الكريم عزّز للغة العربية مكانتها قال الله تعالى:( إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون)سورة يوسف-2.
و نتيجة دخول الأعاجم في دين الله من فرس و روم...بدأ اللحن يدخل اللغة، و فشا بين الناس، و ممّا يروى أنّ أعرابيا سمع من يقرأ الآية التالية: (و أذان من الله و رسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أنّ الله بريء من المشركين و رسوله...) التوبة-3
يقرأ (رسوله) الثانية المرفوعة بالجرّ، فقال الأعرابي: إن كان الله برئ من رسوله فأنا منه بريء، فأخذه القارئ إلى عمر بن الخطاب – رضي الله عنه- فحكى الأعرابي قراءته و عندها أمر عمر بتعليم العربية.البحر المحيط، ج:5،ص:6.
و القرآن الكريم لم يكن منقوطا و لا مشكّلا، و نتيجة اختلاط العرب بغيرهم بعد الفتوحات الإسلامية ظهر اللحن، و فسدت سلائق الناس فكلّف زياد بن أبيه أمير العراق أبا الأسود الدؤلي بوضع علامات إعرابية للرفع و النصب و الجرّ(وهو ما نسميه اليوم بالشكل).
و كانت طريقة أبي الأسود الدؤلي أن يضع للحرف المفتوح نقطة فوقه و للمكسور نقطة تحته و للمضموم نقطة أمامه.
ثم قام يحيى بن يعمر العدواني و نصر بن عاصم الليثي بوضع النقط بتكليف من الحجاج بن يوسف الثقفي
ثم و جدوا أنه سيحصل اختلاط بين الشكل الذي وضعه أبو الأسود الدؤلي و النقط التي وضعها يحيى و نصر لأنها كلها نقط.
فقام الخليل بن أحمد الفراهيدي بإبدال شكل أبي الأسود بالشكل المستعمل اليوم.