يعد المنهج التجريبي من أهم المناهج في البحث العلمي وأقربها إلى الطريقة العلمية الصحيحة و الموضوعية و اليقينية في البحث عن الحقيقة و اكتشافها و تفسيرها و التنبؤ بها و التحكم فيها كانت بداية استخدامه في العلوم الطبيعية، ثم امتد ليشمل العلوم الأخرى .
ويمتاز المنهج التجريبي عن غيره من المناهج البحثية الأخرى بقدرته على تكوين وتفسير واحد لتاثيرات المتغيرات المستقلة على المتغيرات التابعة ،ويزداد استخدامه من قبل علماء الاتصال الذين يدرسون سلوك الاتصال ،ويتسع نمط التفكير والمنطق الكامن في المنهج التجريبي الى كثير من الدراسات المصممة لدراسة العلاقات بين المتغيرات المستقلة والمتغيرات التابعة سواء كانت هذه الدراسات مسحية او دراسات ميدانية أو دراسات تستخدم أكثر من منهج (عطا الله الرمحين وآخرين ،مرجع سابق ،ص،92)
ويعرف الكثير من الباحثين المنهج التجريبي على أنه عبارة عن :الطريقة التي يقوم بها الباحث بتحديد مختلف الظروف والمتغيرات التي تظهر في التحري عن المعلومات التي تخص ظاهرة ما وكذلك السيطرة على مثل تلك الظروف والمتغيرات والتحكم بها ( عامر ابراهيم قنديلجي ،منهجية البحث العلمي ،مرجع سابق ، ص 148)
ويعرف أيضا بأنه: تلك العملية البحثية التي يتحكم فيها الباحث من أولها الى آخرها ،بعبارة أخرى هو قدرة الباحث على توفير كافة الشروط والظروف مع التحكم فيها لكي يحدث الظاهرة التي يريد دراستها في الاطار الذي رسمه وحدده ( فضيل دليو،علي غربي ،2012 ص ،ص 134،133)
يعتمد المنهج التجريبي على استخدام التجربة في معرفة العلاقة بين المتغير المستقل (السبب) والمتغير التابع (النتيجة) أو بمعنى أخر معرفة درجة تأثير المتغير المستقل في المتغير التابع ،بهدف التنبؤ بنتائج القرار الذي يتم اتخاذه
المنهج التجريبي يتميز بإثبات الفروض العلمية عن طريق التجربة للتعرف على العلاقات السببية أو العلاقات بين الظواهر المختلفة المشمولة بالتجربة و التنبؤ بها و التحكم فيها، إذ يعتمد المنهج التجريبي على التجربة أساسا.فلتجارب في العلوم الطبيعية كالفيزياء والكيمياء تتم معظمها داخل المعمل ويكون مزودا بكافة الأدوات والأجهزة الدقيقة التي تساعد على اجراء التجارب وتجارب أخرى يتم اجراءها في ظروف تشبه المعمل ومن أمثلة ذلك :البحوث الزراعية وتعتبر السمة الأساسية لمعظم تجارب العلوم الطبيعية داخل وخارج المعمل هي امكانية تحكم الباحث في العوامل المؤثرة في الظاهرة .
اما في ما يخص تطبيق المنهج التجريبي في العلوم الاجتماعية والإنسانية فان دقة النتائج في البحوث التجريبية دفعت الباحثين في ميادين العلوم الاجتماعية نحو الاستخدام رغم الصعوبات التي تواجههم في هذا الشأن
وعليه أصبحت امكانية التجريب في مجال العلوم الانسانية والاجتماعية من خلال :
التجارب المعملية :التي تجرى في بيئة خاصة ومختلفة عن البيئة الطبيعية مزودة بوسائل تسجل ما يحدث داخلها من نشاط سلوكي أو اجتماعي
التجارب الميدانية: فيتم تنفيذها في بيئتها الطبيعية:مثل منطقة أو مدرسة