شهد النظام الدولي لفترة مابعد الحرب الباردة تحولات جيوبولتيكية وجيوستراتجية كبرى، كان لها تداعيات وآثار على النظام الدولي الذي تشكل منذ تبلور اتفاقية " واستفاليا سنة 1648 "الذي تم فيه استحداث الدولة/الامة، ومرورا بنظام فرساي أين تم ضبط الحدود ورسم خريطة العالم، وصولا إلى مؤتمر يالطا الذي ترتب عنه ميلاد الثنائية القطبية في النظام الدولي. وبنهاية نظام الثنائية القطبية بما يحمله من خصائص تتعلق بخريطة توزيع أبعاد وأنماط القوة بين مختلف القوى المشكلة للنظام الدولي انعكس ذلك على الوضع الإستراتيجي، بحيث تمت مراجعة الخريطة الجيبولتيكية التي سادت طوال فترة الحرب الباردة وأدت إلى تغيير وإعادة توزيع موازين القوى في النظام الدولي، وكذلك التحول في مفهوم القوة، إذ أصبحت بموجب ذلك القوة الإقتصادية والعلمية والتكنولوجية (تكنولوجيا المعلومات أساسا) تحضى بمكانة أفضل في سلم توازن القوى، وقد ترتب على ذلك بروز قضايا جديدة وتراجع قضايا تقليدية كما أعيد ترتيب وضبط أجندة وأوليات النظام الدولي.
وتعتبر الجيوسياسية أحد الموضوعات الشائكة في حقل الجغرافيا السياسية و التي هي بذاتها فرع من الجغرافية العامة ، تتفرخت من الجغرافيا السياسية علم جيوسياسية او "الجيوبولتيكس" Geoplitics فهو مجال فكري في دراسات العلاقات الدولية يركز على اثر و دور الجغرافيا بكل معطياتها و مجالاتها على السلوك السياسي لفواعل العلاقات الدولية – دول ، افراد، و منظمات و غيرها–
بناءا على ما سبق اتضحت الصورة العامة للمقياس الا ان المصطلح يبدو معقد وصعب التحديد يرجع ذلك لتعريب كلمة جيوبوليتكس الامر الذي يدفعنا للتسؤال عنها، فالمقصود بجيوبولتيكس و كيف تطور كرونولوجيا في ظل حقل العلاقات الدولية؟