محاضره الاولى المناهج النسقيه من السياق الى النسق (copie)
المناهج النسقية / سنة ثالثة
من السياق إلى النسق.
أولى المناهج النقدية التي ظهرت في تاريخ النص/الشفوي والمكتوب ، هو المنهج الانطباعي ، سواء عند الغرب أو عند العرب ..
تمنهج الفكر الإنساني بعدها ،بداية مع المنهج الكلاسيكي الذي جاء بدراسات آرسطو التي هيمنت لقرون طويلة ، تمثلت في دراساته للمسرح اليوناني في كتابه فن الشعر وتقسيمه للنص ، إلى كوميديا ودراما ، ثم تحديده لخصائص الأنواع الأدبية بعد حدوث الثورة الصناعية وتطورالمجتمعات ..
بنيت مناهج النقد الحديث مثل المنهج التاريخي والنفسي والاجتماعي على الخارج ، وقد تم تسميتها بالمناهج السياقية .
تشتغل هذه المناهج من الخارج إلى الداخل ، كأن أبحث في الظروف التاريخية التي أفرزت النص الأدبي ، حيث أتناول النص في سياقه الخارجي وماهي الظروف التاريخية التي أوجدته ..
أو أن أبحث في القضايا الإجتماعية التي تناولها النص وكيف انعكست داخله ..
يعد المنهج النفسي أيضا من المناهج الخارجية ، فأنا حين أتناول نصا بالنقد والتحليل من منظور نفسي أبدأ بحياة كاتب النص وماهي التجارب الحياتية التي عاناها ، وكيف انعكست داخل النص..
كذلك المنهج الاجتماعي ، يتم البحث من خلاله عن التجارب الاجتماعية ومدى التزام الكاتب بقضايا مجتمعه ..
وقد سميت بالمناهج السياقية أو الخارجية لأنها تبدأ من قضايا خارج النص أو الأثر الأدبي ..
في بداية القرن العشرين بدأ الاهتمام باللغة ، فظهر الاهتمام بالنص الأدبي من الداخل بعيدا عن سياقات النص ، حيث ظهرت مدارس لغوية من مثل مدرسة براغ وحلقة موسكو ..
وقد تم تسميتها بالمناهج النسقية أو الحداثية ، لأنها تهتم بنسق النص أو نظامه الداخلي ..
ظهر النقد البنيوي بداية بالاهتمام ببنى النص حيث كان مظهرا واضحا عن الشكلانية ..فاهتم بالبنية التركيبية حيث تناول المستويات اللغوية المختلفة كالمستوى الصرفي والنحوي ، التركيبي والمعجمي ...الخ.
كما توقف كثيرا عند الثنائيات الضدية في النص فاحصاها وقابل فيما بينها ..
في درسنا عن البنيوية سنقف عند بنيويات مختلفة كالبنيوية التكوينية..
ظهر النقد السيميولوجي ، الذي تمثل في البحث عن العلامات في النص الأدبي أو العرض المسرحي ..
قسموا العلامات إلى تقسيمات مختلفة سنفصلها في درسنا حول النقد السيميولوجي .
سيطرت بعدها ظروف معقدة وزعزعة للقيم الدينية في الفكر من خلال دعوات الإلحاد وغياب الله من الفكر الوجودي ..
.ظهرت مناهج مابعد الحروب العالمية أو مابعد البنيوية ، سميت بالمناهج مابعد الحداثية ، من أشهرها المنهج التفكيكي ، الذي جاء نتيجة الفوضى والاضطراب ، وفقدان الثقة التي انتقلت إلى النص .
لايعترف النقد التفكيكي ، بأية مركزية ، فالنص كائن مستقل ، لا مرجعية له ؛قالت البنيوية أيضا بهذا، غير أن التفكيكية قالت بما هو أعمق ، فالنص لايمتلك دلالة واحدة أو معنى واحد بناء على مفهومي الحضور والغياب والإرجاء ...
فكل قراءة من منظور تفكيكي هي قراءة إساءة ،بمعنى كل قراءة تسيئ إلى سابقتها ولا تقر بها ، كونها تقوم على التفكيك والبناء لى حد تعبير جاك ديريدا Jaques Derrida، وهو تكوين المعنى في سياق جديد ، فالمعنى غير مستقر ، يحضر ويغيب بناء على معنى الأثر وليس الدلالة ..فالأثر يمحى ويأتي بأثر آخر / نقد المركزية ..